(مطرقة التهديم..في مملكة التحريم) تحية للمرأة في المملكة السعودية بيوم المرأة العالمي

علي السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2578 - 2009 / 3 / 7 - 10:13
المحور: ملف 8 اذار/مارس يوم المراة العالمي- 2009-اهمية وتاثير التمثيل النسبي (الكوتا) في البرلمان ومراكز صنع القرار في تحقيق مساواة المراة في المجتمع
    

لا زالت الثقافة السلفية والوهابية المتخلفة هي العنصر الحاسم والفعال والمهيمن في رسم حركة المجتمع السعودي .ابتداء من وخير أمة أخرجت للناس الى الاستغلال البشع والمهين لافراد المجتمع وبالاخص المرأة الى ايضا تهديم كيان الاسرة وانعكاسها على المجتمع عموما.المجتمع السعودي يعيش بين تخلف وتبعية بدوية قبلية بسلوكها وعاداتها وتقاليدها ونمط افكارها حتى ولو كانت من الجاهلية الاولى .كان الدكتور علي الوردي يقرأ ازدواجية المجتمع العراقي بين البداوة والتحضر في ظل حكومات ليبرالية وفي ظل تغيير نوعي ملموس في حياة المجتمع المجتمع العراقي , وقد وصف حركة المجتمع في ذلك الوقت وشبهه بمجتمع نائم والذي اوقظ فجأة ليشهد أحداث عجيبة لاعهد له بها من قبل هزت كيانه هزا وبعثت فيه روح الدهشة والارتباك ..منه جاءت دراساته في ازدواجية المجتمع العراقي .لكن الحال بالنسبة للمجتمع السعودي يعيش برفض مجبر عليه , ومسير عليه ,ومركز عليه ايضا لكل ماهو جديد ومتحضر ومتمدن ,ويتقبل مكرها عليه ومجبرا عليه لممارسة البداوة وقيمها وأصولها وعقولها , مع انه يتحرك على أليات متقدمة في عالم التقنية والتطور وبعض الافكار الحديثة في فن الادارة والتجارة والصناعة وبقية الخدمات الاخرى .المرأة في الجزيرة العربية تهدر بها تيارات امواج بحر التخلف والحرمان والاستغلال في مجتمع رجولي مقيت , وأسيرة سلوك قبلي متخلف .وقد عملت السلطات السعودية وفي مختلف ادوارها على تحطيم كل جسور التواصل مع الشعوب الاخرى وبالاخص في كل ما يتعلق بالمرأة وحقها في العمل والدراسة والتحرر, والافراط في الذل والاستعباد وفقدان الثقة بها كونها(ناقصة عقل ودين), وتشييد أسوار حديدية في تقييدها وإذلالها واستغلالها...إنها الانسان الضحية في وسط مجتمع مريض بالكامل .إنهم لليوم يرددون بانها لاتخرج الا مرتين ,مرة بين اهلها وبيت زوجها ومرة ثانية واخيرة من بيت زوجها الى لحدها .كما لازالت عادة حجر المرأة والتشديد في مراقبتها وفرض الحجاب عليها.لعلني لاأغالي إذا قلت ان حال المرأة في المملكة اليوم يندر أن يكون لها نظير في أي بلد آخر ..فهي تطرد حين مراجعتها لاي حق من حقوقها من مكاتب الدولة ودوائرها تحت شرط ال(( محرم )) ولا تسافر بحجة ((المحرم)) , بل إعطاء الحق للزوج والاخ والابن والاب في تعذيبهن وفرض الوصايا والارادة عليها . وتحت هذا الشأن قصص واحداث ومظالم وتعسف وعذاب ,منهن من التجأن الى الانتحار لانه الطريق الوحيد اليهن للخروج من هذا اليم .لقد انتهكت تماما حرياتها الفردية وتعرضن الى عمليات اغتصاب قد تكون يومية , قد تكون ايضا حتى من هيأة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر, وحظر عليهن الاختلاط مع الجنس الاخر في المدارس , والجامعات ,ومكاتب العمل , تحت قانون حضر الاختلاط بين الجنسين , كذلك سلب حرياتهن في الاختيار والمعتقد والرأي والملبس تحت مسميات عديدة أبرزها مشيئة الله في ذلك وسنة رسوله .تتكون هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من اكثر من خمسة الاف رجل ,وهي المكلفة في تطبيق الشريعة الاسلامية في المملكة , وهذه الهيئة هي شرطة دينية فريدة من نوعها وتشكيلها وتخصصها في العالم أجمع .فقد وصفها أحد الكتاب بأنها كعزرايين , تزرع الموت وتفرق الحبيبين وتقتل وتطارد الشبان وتقصف الاعمار , اضافة الى أنها تحمل السياط , وقت الصلاة , لجلد الاخرين وسوقهم عنوة للصلاة ..!! . أفادت منظمة (هيومان رايتس ووتش) ان مبدأ تسلط الرجل ((قوامة)) على المرأة في المملكة هو المتسبب في انتهاكات الحقوق في المملكة , يعني أنه يستلزم على المرأة أن تحصل على إذن من ((قيم)) عليها سواء كان أبا أو شقيقا أو أبناء للعمل أو السفر أو الدراسة أو الزواج أو الذهاب للطبيب .وإن الحكومة السعودية تنتهك الحقوق الاساسية للانسان للابقاء على سطوة وسيطرة الرجل على المرأة , وحتى فتح الحسابات في البنوك لايتم ذلك الا عن موافقة مسبقة لولي أمرها أو القيم عليها .كل القوانين والتشريعات في المملكة هي قوانين تجريم وجبر واغتصاب حقوق وترويج التعصب الديني عليها والتحريض على الكراهية والتمييز , فهي قوانين فرضتها ومنذ زمان الطبيعة البدوية وحياة الصحراء لذلك يقتضي الوضع الماساوي لحقوق الانسان في المملكة , وبالاخص وضع المرأة , تدخلا لاتخاذ اجراأت فورية من منظمات حقوق الانسان في العالم لوقف الفجوة والتصدي لاستغلال الانسان للانسان وسلب ارادته وحريته .

#علي_السعيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل