إدارة التوحش.. وصناعة الوحوش السلفية ..!!

علي السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2512 - 2008 / 12 / 31 - 06:24
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

منذ صدور كتاب(إدارة التوحش) في مطلع العقد الثامن من القرن الماضي حتى إزدادت الحركة السلفية توحشا وهمجية,حرقت كما يقال الاخضر واليابس , وتمادت في اعمالها اللاإنسانية في تدمير الانسان واستقراره وأمانيه وتطلعاته .لا فرق عندهم بين مستغل ومستغل (بكسر وفتح الغين) .عثرت المخابرات الامريكية ضمن مساعيها في إطار (الحرب على الارهاب ) على وثائق ورسائل موجهه من والى بن لادن وفصول من كتاب ((إدارة التوحش)) . هذا الكتاب يعتبر المرشد والدليل لجهادهم وتطلعاتهم وكل كوارث الارهاب, يقال انه نشر في مواقع عديدة مناصرة لتنظيم القاعدة كموقع _الاسلام اون لاين _ تحت مسميات وابواب مختلفة .كما انه عثر في جيوب الاسرى على فصول ودروس منه كما دلت بعد ذلك اعترافات الاسرى منهم .ترجم الكتاب من العربية الى لغات عديدة , اللغة الفكرية السائدة فيه تشبه الى حد كبير الاساليب التعبوية لادبيات الاخوان المسلمين في العقد السادس من القرن الماضي في مصر ,تقول الابحاث والدراسات عنه إنه يستغل الفوضى في مناطق التوتر والاضطرابات في العالم ..منها غزة والعراق وافغانستان والصومال ,لتكوين خلايا مدربة للقيام بعمليات(نوعية) تستنزف الجميع , الشعوب والدول الكبرى والمصالح العامة والخاصة ,كذلك تمركز رأس المال ومناطق السياحة وفنادق الدرجة الاولى وتدمير مناطق الترف والتمدن والملذات ومواقع الثقافة واليسار والعلمانية ومواقع والثقافة والتراث . وامامنا افغانستان وما كانت تمارسه طالبان في تدمير الثقافة والمدارس والمرأة وتدمير البنى التحتية للشعب الافغاني ,وما مارسته وتمارسه حماس من اغتصاب السلطة الوطنية وأخذ شعب غزة رهينة بين كماشتين ,العدوان الاسرائيلي وتسلط حماس ,وما تمارسه دولة الاسلام للقاعدة في العراق . خطة عملهم تبدأ بما يسمى (شوكة النكاية) , وهو اسلوب يعتمد عليه في إنهاك العدو بعمليات صغيرة الى أن تحين الفرصة للقيام بعمل أكبر..!!.تقوم المجموعات والخلايا المنتشرة في مناطق عديدة من العالم في التمهيد للمواجهة والانهاك , وجل اهتمامهم هو الحصول على قواعد ثابتة ومتفرقة كولايات اسلامية على أمل قيام دولة الخلافة في أي مكان يسيطرون عليه كالذي حصل في افغانستان وولايات اسلامية اخرى .. كولاية الدولة الاسلامية للقاعدة في العراق وغزة حماس .تلك الاساليب المتفرقة يطلق عليها في كتابهم إدارة التوحش ب ((تحقيق الشوكة )) . ايضا في إدارتهم المتوحشة إستغلال الفارق الطبقي في المجتمعات الطبقية لاشعال الفتن والمواجهات السياسية بين شرائح المجتمع الواحد والعمل على زيادة الهوة الطائفية واشعالها للبلدان التي يكون فيها تعددا اثنيا وعشائريا .تشمل إدارة التوحش , إنشاء اجهزة استخبارات وإقامة التحالفات مع من يروه مناسبا ,اضافة الى ذلك إنشاء القضاء الشرعي بين الناس في ما تسمى (مناطق التوحش) كما في الصومال وفشلها في العراق . يعزي الكتاب سبب التسمية الى أصلها في التوحش اثناء السنوات الاولى من الهجرة المحمدية..!! والحروب الصليبية والغزو المغولي , ويعتبروا إن إنهاك العدو هو الذي يحقق النصر للمعارك الكبرى ..!! . الكتاب يجهل مؤلفه , لكنه وبراي المتخصصين في الارهاب , لكنه لايخرج عن أبو قتادة , عبدالله عزام والمقدسي . يستعين المؤلف بتجارب حركات التحرر الوطني والحركات الشيوعية في اميركا الجنوبية والوسطى وحركة جون كرنك...ومن المفارقة إنه يبدي إعجابه الشديد بالشيوعيين الذي يصفهم بانهم أبدعوا في بعض النواحي العملية في إدارة مناطق التوحش..!! . كما يرى كتاب المتوحشين..إن( تحقيق الشوكة ) وهو حرب تدمير المنشآت الاقتصادية والنفطية واعتبارها عمليات التنظيم المستقبلية - كما دعى اليها أيمن الضواهري وبن لادن قبل عام تقريبا- في الجزيرة العربية ودول الخليج .كما يدعوا الكتاب ايضا للاستفادة من التقنيات والادارة الحديثة وضرورة إدارة اللعبة في تحالفات مع كيانات معادية للولايات المتحدة منها ايران .. وهذا ماتؤكده الاخبار عن وجود قياديين للقاعدة في ايران إضافة الى الاستفادة من دعمهم المادي . في هذه المناسبة اناشد اصحاب البحث والكتاب وموقع الحوار المتمدن في الاسهاب لدراسة تلك التجمعات والحركات والمساهمة في نشر الوعي لتعرية هذه الحركات وتجذرها في المجتمعات العربية والاسلامية .

#علي_السعيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل