أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الأحد قومي - قصة بعنوان هذيان














المزيد.....

قصة بعنوان هذيان


عبد الأحد قومي

الحوار المتمدن-العدد: 2569 - 2009 / 2 / 26 - 01:23
المحور: الادب والفن
    


القصة الثالثة: 3
هذيان
قصة قصيرة+ مقطع شعري

وحيدٌ أنتَ كما هي اللحظة القاتلة.مريضٌ أنتَ كما هي اللحظة العابرة وتندملُ خصلاتُ شعركَ في الرحيق المرِّ…
تسافرُ في النجيعِ من دمي.وأتذكرُ في عينيكَ اشتهاءاتِ المرافىء…
وتسمع شعري كما النبضةُ للوليد،أقرأُ سِفرَ هذا العالمِ المرتحل بين الجيفة والجيفة…،والتقينا…،كنت حصاناً يعبر
الصحراء.وتخترقُ المدائن،كُنتَ حصاناً لا يكبو إلاَّ في الساعة المتأخرة.وكنتُ أحملُ خشبةَ عهري وأعبرُ أرض النزف،
أرض العُهر…أرض الطهارات، وتسافر معي في لغةِ الموت، في الكلمة المفتوحة كالجرحِ،تذرُ بعض الملحِ فيها
فتشتعلُ
كمواسمِ الاحتراق …ويضحك الحزن الأهوج فينا،فنعلنُ أنَّ البحارَ سنركبها في الليلة القادمة، ليلة الميلاد،
كُنتَ كما البجعة مقهوراً …زيفوك وأعلنوا أنكَ لا تفقه من الأشياء شيئاً.
والمدُّ لا يُعطي هذا الجزر والطيور كلما ارتفعت كانت صغيرة.كما هي الوداعةُ،كما هو لحنُ الموت الوحيد.
ها أنا أعبر جنازتَكَ وأختارُ بجعَ عينيك،فأصلي للقادمين.تعلمْ أنَّ الأيام تمرُّ مسرعةً،وأنَّ رجلاً يدخنُ لا يحرقُ إلاَّ …
وردةٌ غاضبةٌ
هرةٌ يانعةٌ،وصهيلٌ لحصانٍ كنتَ.وكنتَ موت الصورِ في المرايا المعتمة.عرفتُ أنَّ الركض الشبقي لا يسلم من دنس
الصحراءْ،وتعلمتُ أنَّ الجرح لا ينزفُ إلاَّ دماء.فاقرأ: إِنَّ الجرحَ لا ينزفُ إلاَّ دماء…تخثر هذا الجرحُ صار سماء.
وأنتَ تحبو نحو المجدِ، أنتَ بهاء، للسكر أنتَ غناءْ،للغةِ، للسحرِ…أنتَ شهوةُ عاشقٍ وحصانٌ يركض في عمق
الصحراءْ.
** مدخل:
عفونة الأحذية المطاطية كانت تجتاحُ خياشيمي…، ألمٌ يعصرني، فأتلوى جوعاً أو برداً…موتاً هادئاً وناعساً
فكلُّ الوقائع تؤكدُ على أنَّ الموجة الأخيرة اكتسحت عقلي وأشعلتْ فيه الحرائقَ التي مازالت مستمرة.
**فلاش:
في مستنقعٍ آسنٍ تتداخلُ فيه الأسماء وتفقدُ الأشياءَ ماهيتها، براغيثٌ حاقدةٌ،و…، حشراتٌ أخرى تتقمصُ
الصراعَ الدائم من أجل الولادات القيصريةِ…،هناكَ لا تعرفُ أين تقع الجريمةُ….لماذا؟! كل ما تعرفهُ أنكَ
في كلِّ لحظةٍ تودعُ كائناً حياً…مات!! وتستقبلُ كائناً آخر، وهكذا تستمرُ عمليةُ الوداعِ والاستقبال.
ـ دعْ عنكَ هذه الهذيانات المريضة وارقصْ!؟!
ـ أنتَ تسخرُ مني فالوقتُ هذا ليس وقتاً للرقصْ.
ـ بلى هو كذلكَ وقت للحزنِ الباردِ كوجهِ من تعشق.
ـ اخرس…

**فلاش(2):
تنتابني دفقةٌ مجلجلةٌ من أشلاءِ القتلى وضحايا الحانات الليلية،وعرائسُ الأجسادِ تمتدُ في اللامتناهي، حيثُ تكمن
الطاقةُ الهائلةُ.لصراخِ والدتِكَ…،بعدها لا تسمعُ أحداً…،
تتزامنُ اللحظاتُ الحرجةُ في ذاكرتي المفجوعة بموت ملايين الكريات السود.بل تحيا الكريات السود.تصيرُ أعداداً
ضخمةً. ـ لماذا اجتاح الوهم أرضي؟!…تضيعُ مرافىءُ الأفكارِ في هذا العقل المكدِّسِ بأحمالٍ ثقيلةٍ من كبتٍ ماضٍ.
ـ دعني أكملُ…لا حاجة، فكلانا يعرفُ،…يعرفُ أيضاً كيف يصمت…
**فلاش (3):
رغيفٌ واحدٌ لا يكفي لهذا الجوع المتأصل،زجاجاتٌ ملونةٌ تُقدمُ في ساعاتٍ متأخرةٍ من الليل.
ـ اشربْ. ـ لا أرغبُ فالأحشاءُ لم تتهيأ لذلك.
اقرأْ وجهَ الفقراءِ وتعلمْ!!!
ـ كيفَ يموتُ الوجه المحاصرُ بالدخان وأشرعةِ الحرب؟!!.تمتزجُ أغشيتي بالبرد،أرفضُ هذا المزج المرهون
بالتوبة والخدعة، فقراءٌ في مساماتِ الجسدِ المبعثر بين الأنقاضِ…لوحاتٌ تُعرضُ في صالاتٍ مكيفةٍ عن جياع
الحرب.
آلافُ التوابيت تُصنعُ للسادة والفقراءُ ينامون ليلةَ عرسهم جياعاً،.لماذا تُطاردني الأشباحُ السريعة المتلاحقةُ؟!!
ـ اضحك. غنِّ،وعُدّْ للهذيان ثانيةً.
** فلاش(4):
الليمونُ لهُ رائحةٌ تخترقُ الأسلاكَ…تدخلُ قلبي فأصلي للوطنِ المنفي خلفَ سياجِ الوهمِ…،يتطاولُ الشيخُ الأبيضُ
تعلوه صرخة…ـ إنْ تجدِ اللون الأحمرَ يُخضبُ عينيكَ فتلكَ قرنفلةُ حبٍّ.
ـ أخافُ التنين…ـ لا تخفْ…لماذا الخوفُ والكلُّ مباحٌ؟!! ـ قلبي…، ـ دعكَ من هذا الكذب المجاني وتسلحْ
ـرائحة الوطن المنفي خلف سياجِ الوهم تحيّا عَبْرَ تراتيلي.
غنِّ معي: (ناداك الدم الفاير…يا بوعيون التعبانة…نادتك الكاع، الحنطة، وكل بقجات الراحو، ناداك النجم
المتبقي
نادتك عظام المستشهد،طال الليل، طال الليل…الليل…الليل الليل وعيونك لسه تعبانة).
**فلاش(5):
كُنا أنا وحبيبتي نعيش مع الفراشاتِ الملونةِ بلونِ الربيعِ،وكانَ الخابورُ يعطفُ علينا،فجأةً،افترسني جوعُ الأرضِ
اللامتناهي للغربةِ…! افترقنا ثمَّ ضاعت في زحام الخلقْ،أبحثُ عن وجهها عَبرَ أشرعةِ الهزيعِ الأخير وأقرأُ الفاتحةَ
على كلِّ الورداتِ الذابلةِ،نسائمُ خريفِ اللحظاتِ تقتلعُ أوتادَ اللهفةِ والانتظارِ،جسورُ العشقِ تتحللُ في حمضِ
الكبريتِ…تتفاعلُ …تُعطي وجعاً قاتلاً.نسميهِ العادات…يا وجهاً أعبدهُ…أُغنيكِ نوارس الدفقة المارةِ من دمي.
ـ أنتَ أخي. ـ وحبي إليك. ـ حبٌ أخوي.ـ بعدها لاشيء، فقد ملتني لأني لا أعرف كيفَ يكون( النط)
على حبالٍ من شوكٍ ودمعةْ.خناجرُ القبائل تخترقُ صدري.
تقرأُ أشعاري عرب (كنده) وتعرفُ (تغلب).(قيسٌ) زمانكَ أنتْ.

**فلاش على فلاش(5):
تكذبْ تماماً فهي تقولُ إِنَّكَ قدْ مارستَ في حقِّها أبشعَ الأساليبِ .وهي المجروحةُ في حُبِّها وكرامتها وأنتَ وليسَ
سواكَ الذي يتنكرُ للأمورِ.وأنتَ وليس سواكَ كما تقولُ هي:لستَ صادقاً مع نفسك…وكمْ رجَتْكَ ألاَّ تكونَ
مغروراً وعنيداً وعصبياً…
**مدخل للخروج:
هذه الهذيانات سُجلَتْ لأحدِ الشعراء الذين يتحدثون في نومهم،وقد أفادَ الرجلُ الذي قامَ بعملية التسجيل إِنهُ
لم يستطعْ تسجيل كل الهذيانات لذاك الشاعر بسبب عدم وجود أشرطة فارغة…ولقد وعدنا رسمياً بأنّهُ سيبذل
قصارى جهده لتسجيل مجموعةً أخرى من هذه الهذيانات.
***
عبد الأحد قومي.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان لوهج امرأة
- كمْ مرّة باعتكَ واشترت عهرها بدمكَ؟َ!!
- على يديك يتوبُ الجنون.
- مسافة
- زمان الزندقة
- برزخ القصيدة
- تائها ونصف عاري
- للبحر موجة ولي وجه أميرتي
- الروح تصهل بالموت
- موتي المضرجُ بالقبلات يقتلُ صراخَ العصافير
- طقوس لعشق ٍ غريب


المزيد.....




- ميريل ستريب تعود بجزءٍ ثانٍ من فيلم -Devil Wears Prada-
- ستيفن سبيلبرغ الطفل الذي رفض أن ينكسر وصنع أحلام العالم بالس ...
- أشباح الرقابة في سوريا.. شهادات عن مقص أدمى الثقافة وهجّر ال ...
- “ثبت الآن بأعلى جودة” تردد قناة الفجر الجزائرية الناقلة لمسل ...
- الإعلان عن قائمة الـ18 -القائمة الطويلة- لجائزة كتارا للرواي ...
- حارس ذاكرة عمّان منذ عقود..من هو الثمانيني الذي فتح بيوته لل ...
- الرسم في اليوميات.. شوق إلى إنسان ما قبل الكتابة
- التحديات التي تواجه الهويات الثقافية والدينية في المنطقة
- الذاكرة السينما في رحاب السينما تظاهرة سينما في سيدي بلعباس
- “قصة الانتقام والشجاعة” رسمياً موعد عرض فيلم قاتل الشياطين D ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الأحد قومي - قصة بعنوان هذيان