أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عدنان عاكف - نأخذ العلم من عشاي وزغلول ! اعزف الناي ودق الطبول















المزيد.....

نأخذ العلم من عشاي وزغلول ! اعزف الناي ودق الطبول


عدنان عاكف

الحوار المتمدن-العدد: 2566 - 2009 / 2 / 23 - 10:16
المحور: المجتمع المدني
    


" مصر التي لا يحبها أحد " عنوان لمقالة الكاتبة فاطمة ناعوت المنشورة على الحوار المتمدن، العدد 2565 ، بتاريخ 22/2/2009. هذه المقالة ليست من المقالات التي تـُقيم بالنسبة المئوية، بقدر ما تدعو الى التأمل والتفكير الجاد ، في ما آلت اليه أوضاعنا. لم يعجبني عنوان المقال، لأنه يحمل مصر تبعات مواقف وأفعال بعض أبنائها. مصر ليست مسئولة إلا عن ما يفعله وينتجه أبنائها من خير، وعدا ذلك لا علاقة لها بكل الظواهر السلبية التي تحدثت عنها الكاتبة، لأن الضحية الأولى لهذه الأفعال هي مصر. المقالة تعقب على التعليقات التي نشرت على مقال " الإعجاز العلمي في الكتاب المقدس "، للكاتب صمؤيل عشاي، المنشور على موقع ( اليوم السابع )، والتي نقلت لنا مقتطفات ضافية منها. ولا أظن ان هذا الموضوع يخص مصر لوحدها، حتى وان كان جميع أبطال القصة من المصريين، بل تشمل العالم العربي من محيطه الى خليجه. واذا كان في مصر ما يزال من يمكن أن يتصد لهذا المد المتخلف، كالسيدة فاطمة ناعوت، فهناك العديد من الدول العربية التي لا يتجرأ فيها أحد على البوح عن موقفه.
لا أعتقد اننا سنكون منصفين عندما نحصر التهمة بأصحاب تلك التعليقات الفارغة والتي تشير بكل وضوح الى المستوى الفكري المتدني لأصحابها والى جهلهم المطبق ليس فقط بما يدور حولنا، بل وبالفكر الإسلامي الحقيقي، والذين باسم الدفاع عنه يرتكبون الكثير من الحماقات. هؤلاء بغالبيتهم ضحية للكبار الذين يمسكون بخيوط اللعبة التي مضى عليها أكثر من أربعة عقود. ولو تصفحنا مواقع الصحف الالكترونية التي تبشر للإعجاز العلمي سنرى ان الكثير من المقالات المنشورة تعود الى باحثين وأساتذة جامعة . ولا يكفي ان نوجه اللوم الى فرسان الإعجاز العلمي، بقيادة ملهمهم زغلول النجار، إذ وراء هؤلاء، كما أشار اليه عدد من الباحثين والمثقفين المصريين، تقف مؤسسات مصرية وعربية ( خاصة سعودية ) ومالية كبيرة. يبدو لي حري بنا ان نتوقف عند أنفسنا أيضا لنرى ما الذي فعلناه من أجل الوقوف بوجه هذا الطوفان الخطير الذي أصبح يهددنا في جميع نواحي الحياة. لم يكن زغلول النجار من بدأ حملته " الفكرية العلمية " التي يقودها منذ مدة طويلة تحت شعار " الإعجاز العلمي في القرآن ". لقد سبقه الى ذلك رواد آخرون منذ مطلع الستينات. لنتذكر المعركة التي خاضتها الكاتبة المصرية الشجاعة بنت الشاطئ ضد البعض الرموز. ولكن الكاتبة وجدت نفسها وحيدة في معركة غير متكافئة، فقد كان يقف خلف " الأعجازيين " المال والنفوذ والسطوة والتخلف. بعد وفاة عبد الناصر، بدأ السادات بهدوء يعد الساحة لصعود الاخوان المسلمين. ودوره في دعم الإخوان للوقوف بوجه الناصريين والماركسيين لا يخفى على أحد. وكانت تلك هي الفترة الذهبية للبدء بشن الهجوم الفكري على كل ما هو علماني وتقدمي. لقد كان الفكر الديني السلفي يزحف نحو الأمام ليكتسح كل ما يمكن أن يقف أمامه بعلم السلطات الحاكمة ومباركتها وبتشجيع ومساعدة منها. كانت القضية الأفغانية والثورة الإيرانية وصعود الإسلام السياسي في السودان، وتدفق البترودولارات من الخليج على أكثر من دولة، ومن بينها دول المغرب العربي، كل هذا كان يؤشر الى بداية عهد جديد، عرف لاحقا بالصحوة الإسلامية التي شملت حتى بلدان تحكمها أحزاب علمانية قومية مثل العراق وسوريا والجزائر. حتى لبنان البلد الذي كان منبع الثقافة ومُصَدر الكتب والصحف الحرة وملجأ لآلاف المناضلين الفارين من مختلف الدول العربية، لم يسلم من آثار تلك الصحوة، التي سقط ضحيتها المفكر د. حسين مروة ومهدي عامل. كان اليسار العربي يتراجع على أكثر من جبهة، والتيار القومي يجر أذيال الخيبة بعد ان فشل في أكثر من بلد في تحقيق برنامجه في التنمية والوحدة. في تلك المرحلة بالذات شهدت المجتمعات العربية بداية لنشوء فئات جديدة واضمحلال طبقات، كان لها الدور الأكبر في حمل شعلة الثقافة والعلم، وهي الطبقة الوسطى، فوجد المثقفون أنفسهم يلهثون وراء لقمة العيش، وشهدت تلك المرحلة وما تلتها من سنوات عجاف هجرة عجيبة غريبة للمثقفين العرب. المصريون يهاجرون الى دول الخليج والعراق والى الغرب، العراقيون هجروا الى سوريا ولبنان واليمن والجزائر وإيران، السوريون الى الجزائر وأوربا، الجزائريون الى فرنسا وأوربا الغربية.
لم يكن المد الديني بحاجة الى جهد استثنائي لتحقيق ما خطط له. بسبب السياسات الطائشة التي انتهجتها معظم الأنظمة العربية أفرغت الساحة من رجال الفكر والثقافة وأساتذة الجامعة، الذين كانوا أصحاب المصلحة الحقيقية للوقوف ضد زحف التخلف والأمية، التي بدأت تبعث من جديدة في أكثر من بلد عربي. ولم تتخلف الدول الغربية، وأمريكا بالذات عن تقديم الدعم المالي والسياسي، لهذا الزاحف الجديد، الذي اسمه الصحوة الدينية. ومن حاول التصدي لهذا الغول الزاحف كانوا قلة قليلة، من المثقفين الذين يفتقرون الى كل أشكال الدعم. حتى المجتمع المدني والمجتمع المتعلم، بغالبية مثقفيه ومفكريه استسلموا للأمر الواقع، باستثناء بعض الحالات الفردية النادرة. بلمح البصر أفرغت رفوف الكتب في المكتبات ومعارض الكتب والمؤسسات الحكومية المعنية بالثقافة من محتوياتها لتملئ بكتب جديدة لا علاقة لها بالثقافة والعلم والمعرفة. كتب عجيبة غريبة، عن الجن والشياطين والنار وأصول الوضوء وخرافات من كل لون.
في نهاية الثمانينات كنت أدرس مادة الجيولوجيا في المدرسة العليا للأساتذة في مدينة الجزائر. في احد الامتحانات ورد السؤال التالي: " لماذا تحدث الزلازل في مدينة الأصنام ولا تحدث في مدينة... ( وهي مدينة تقع في منطقة بعيدة عن الحزام الزلزالي الذي يمر في شمال الجزائر )؟ في البيت اكتشفت ان احدى الأوراق تحمل اجابة بدت لي من عصر ألف ليلة وليلة. خلاصة الجواب ان الزلزال اختار مدينة الأصنام بسبب فسق أهلها وفجورهم وابتعادهم عن أصول الدين الحنيف.
بعد إعادة أوراق الامتحان جاءني الطالب محتجا على العلامة التي وضعتها لجوابه على السؤال. حاولت إقناعه بعدم صحة إجابته لكنه أصر على موقفه. بعد أقل من ساع عاد وهو يحمل كتابا بيده. فتح الكتاب وعرض علي أن أقرأ. اقتنعت ان جواب الطالب منطقي وعلمي مقارنة مع المعلومات التي تضمنها الكتاب.
بعد عشرين عاما بالتمام والكمال رحت أتصفح بعض المواقع الالكترونية لمعرفة ما هي آخر ما توصل اليه العلم خلال هذه الفترة بشأن الزلازل والظواهر الطبيعية الأخرى، بعد أن أجبرتني الظروف على الابتعاد عن الجيولوجيا. لقد تحولت اجابة الطالب الجزائري الى علم حقيقي يردده شيوخ كبارة وأساتذة جامعة، ناهيك عن الهواة الذين يكررون ما يقرأوه وينقلون عن بعضهم بدون كلل أو ملل.
أحدهم يسأل عن موقف العالم من وَلـَعْ البعض بالبحث عن تفسيرات دينية للظواهر الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والأعاصير؟ لنطلع على ما يقوله العالِم العربي ونحن في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين:
" إجابة سؤالك الأول: نظراً لثبات وعظم مكانة القرآن والسنة في نفوس المسلمين فإن الحس العلمي لدينا يستوجب عدم الربط السريع بين أي ظاهرة علمية وأي تفسير ديني إلا بعد أن تثبت تماماً هذه الظاهرة العلمية عندئذ من الممكن ربطها بتفسير ديني مناسب ".
وهكذا نستنتج ان العالم المتخصص قد أفتى علميا بإمكانية ربط الظواهر الطبيعية بتفسير ديني. نواصل القراءة:
" حدوث الكوارث الطبيعية يجب أن يفهم أنه ليس بمعزل عن التوجهات الإلهية في الكون إذ إنه يمكن اعتبار هذه الكوارث جنودا لله تذكر الغافلين والمقصرين عن أداء واجباتهم تجاه خالقهم سبحانه، وبالطبع هذا لا يستدعي الفكر بأن ما يحدث هذا هو مقدمة ليوم القيامة ".
يبقى علينا ان نعرف ان صاحب الإجابة ليس طالبا في الجامعة كما كان الحال مع الطالب الجزائري قبل عشرين عاما، بل د. أحمد سيد أحمد أبو العطا.
أستاذ الجيوفيزياء التطبيقية بكلية العلوم جامعة عين شمس. سبق له ان أشرف على 204 رسالة دكتوراه وماجستير.
الأستاذ سالم أحمد غانم غني عن التعريف، وله رأي أيضا بالكوارث الطبيعية. ولكن الرجل أكثر اعتدالا في طرحه، فهو يجمع بين الأسباب الإلهية والطبيعية. وليسمح لي القارئ ان أعرفه ببعض آراءه:
و إن قال أحدهم أن وقوع مثل هذه الكوارث هو عقاب للخارجين عن قانون الإيمان و نواميسه قد نوافقه لأن مثل هذه القصص و الوقائع تواتر ذكرها في النصوص السماوية..و إن قال آخرون أنها ابتلاء للصابرين و امتحان لصبرهم فعلينا أن نوافقه لنفس الأسباب السابقة.و إن دفع أحدهم بأنها نتيجة لعبث الناس في النظام الكوني و محاولة التأثير فيه لصالحهم عن جهل أو علم لصدقته .
و لكن لا يستطيع أحد أن يزعم أن كل الكوارث الطبيعية و التي نجمت بفعل الإنسان و التي ألمت بالكرة الأرضية منذ بدء الخليقة و لا تزال كانت جميعها شكلاً من أشكال العقاب أو الابتلاء... ".
بين يدي مقالة قديمة للمفكر المصري د. رفعت السعيد " 1999... للخلف در "، نشرت في مجلة " النهج " التي تصدر عن ( مركز الأبحاث والدراسات الاشتراكية في العالم العربي ) ودع بها السعيد القرن العشرين ( النهج، العدد 20، خريف 1999). في هذه المقالة، التي تخاطب العقل والنفس يدعوا الكاتب قارئه بالتوجه نحو الخلف ويقوده برفق الى الماضي ليريه الى أي مدى تأخر وهو يتقدم خلال القرن الأخير من الألفية الثانية، وأية هوة تفصله اليوم عن الشعوب المتقدمة. وقد قارن السعيد بين موقفنا اليوم من بعض القضايا الفكرية والعلمية ( مثل الموقف من الكرة الأرضية وحرية التعبير والموقف من الرأي الآخر والحرية الفكرية ) وموقف المفكرين من أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
بدأ الكاتب بالأرض والموقف منها. وقد أشار الى ان الكثيرين في مصر أصبحوا يلتزمون بفتوى الشيخ ابن باز، التي تدعوا الى تكفير وقتل كل من يقول بدوران الأرض.ويقارن بين هذا الموقف، الذي لم يعترض عليه أحد من علماء الدين، أو حتى يصمت إزاءه، وبين موقف رفاعة الطهطاوي، الذي يمتلك الشجاعة للتأويل ليقول ان القول بدوران الأرض واستدارتها لا يخالف ما جاءت به الكتب السماوية.
في حينها عقبت على مقالة السعيد بمقالة نشرت في نفس المجلة بعنوان " من الماضي أخذنا الرماد ". وتمنيت لو ان د. السعيد لم يتوقف عند نهاية القرن العشرين وقادنا برحلته الى الماضي البعيد : " ومع ان المقارنة المباشرة التي قدمها كافية لترينا النفق المظلم الذي حشرنا فيه لكني كنت أتمنى لو ان الكاتب واصل مسيرته وتقدمه نحو الماضي الذي ولى منذ قرون. عندها يمكن لمأساتنا ان تتجسد بكل أبعادها ..".
لو عدنا الى التاريخ سنجد ان الفتوى الدينية التي تدعوا الى تكفير كل من يقول بكروية الأرض ودورانها ليست من بدع الشيخ ابن باز، وغيره من مشايخ المسلمين في القرن العشرين، إنما هي فكرة قديمة دخيلة على الدين الإسلامي، إنما تم استيرادها من أوربا النصرانية. والعجيب في الأمر ان هؤلاء المشايخ هم أكثر من يتباكى على الثقافة الإسلامية والعربية بسبب الثقافة الغربية المستوردة. نعم ان كروية الأرض ودورانها " فكرة هدامة مستوردة " نادى بها " شيوخ المسيحيين في أوربا "، في القرون الوسطى، وكان كل من يقول بكروية الأرض يعتبر ضال وكافر. ولم يكتف العلماء العرب بالتأكيد على كروية الأرض بل قاموا بقياس محيطها مرتين. المرة الأولى بأمر من الخليفة المأمون، والثانية ما قام به أبو الريحان البيروني. وجدير بالذكر ان الغالبية من كبار علماء الدين المسلمين ، وفي مقدمتهم ابن حزم وابن تيمية، والإمام محمد الغزالي قد أخذوا بكروية الأرض.. لنتعرف على موقف الغزالي من كروية الأرض:
" وهذا الفن لسنا نخوض في إبطاله إذ لا يتعلق به غرض، ومن ظن أن المناظرة في إبطال هذا من الدين، فقد جنى على الدين وضعف أمره، فأن هذه الأمور تقوم عليها براهين هندسية حسابية، لا يبقى معها ريبة، فمن يطلع عليها، ويتحقق أدلتها، حتى يخبر بسببها عن وقت الكسوف، وقدرهما، ومدة بقائهما إلى الانجلاء، إذ قيل له: إن هذا على خلاف الشرع، لم يسترب فيه وإنما يستريب في الشرع، وضرر الشرع ممن ينصره لا بطريقة، أكثر من ضرره ممن يطعن فيه بطريقة، وهو كما قيل: عدو عاقل خير من صديق جاهل "....
ما الذي تقوله لنا هذه الفقرة ؟ الغزالي من البداية يضع القارئ أمام حقيقة مهمة، وهي أن الموضوع الذي هو بصدده (كروية الأرض وكسوف الشمس و القمر ) ليس من اختصاصه، و يبدوان البعض من علماء الدين من كان يسعى الى بطلانه. لكن الغزالي لا يرى أي سبب يدعو الى نكرانه ورفضه،ويحذر من أي محاولة لرفض الفكرة ، وتحذيره موجه بالدرجة الأولى الى علماء الدين، الذين باسم الدفاع عن الدين، ومحاربة الأفكار الهدامة والإلحاد يقفون ضد البحث العلمي ونتائجه. ويؤكد على ان المواضيع المطروحة للنقاش من اختصاص العلم، وليس من اختصاص، الدين لأن " هذه الأمور تقوم عليها براهين هندسية حسابية، لا يبقى معها ريبة ". ومما يلفت النظر ان الغزالي ركز على التحذير أكثر من تركيزه على المادة العلمية، التي تناولها. بمعنى انه تخطى الموضوع المطروح، وهو كسوف الشمس والقمر، وكروية الأرض، وطرح موقفه من القضايا العلمية بشكل عام ،وهذا بالذات ما يهمنا اليوم. لم تعد ظاهرة الخسوف والكسوف، وكروية الأرض تهم العلم، بعد أن تخطاها منذ زمن بعيد. المهم هو موقف الغزالي والمنهج الذي اتبعه في معالجة، واحدة من أعقد القضايا الشائكة التي جابهت العلماء ورجال الدين عبر مختلف العصور : العلاقة بين العلم والدين.
في أواسط الثمانينات كانت الجزائر تحث الخطى مسرعة نحو الخلف. وفي تلك السنوات كان ضيف التلفزيون المدلل هو الشيخ اليماني عبد المجيد الزنداني مؤسس جامعة الإيمان الشرعية في اليمن ومؤسس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن. سنغض النظر عن المناصب السياسية والدينية التي شغلها وما يزال يشغلها، بل نكتفي ببعض الكلمات التي يقدمها به أحد العلماء المعجبين به، تتعلق بنشاطه خلال إقامته في السعودية : " وخدم الأمة بإنشاء هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في المملكة العربية السعودية وترأسها بعد ذلك، وتفتحت لدى الشيخ أفاق العلوم الشرعية والعلمية، فأخذ يكتشف الاكتشافات تلو الاكتشافات في الطب، والجيولوجيا، والبحار، وفي خلق الإنسان، والفلك، وفي علم الأرصاد، وفي علم الإحداثيات..". لقد وجه الشيخ الزنداني بعبقريته الموسوعية صفعة لكل العلماء الذين يدعون بان عصر العلماء الموسوعيين قد اختفى منذ قرون. لا بل ان البعض، ومنهم العالم المصري الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء، أحمد زويل، يؤكد ان عصر الأبحاث العلمية الفردية قد انتهى مع اختفاء دارون وبور وفرويد ومدام كوري وآينشتاين، وغيرهم.
أذكر في أواسط الثمانينات كان الشيخ الزنداني الضيف المدلل عند التلفزيون الجزائري. وكان جمهور المعجبين من الوسط الثقافي والعلمي بالدرجة الرئيسية. ما كان يثير الحزن والأسى ليس المادة التي يقدمها، بل الضيوف الذين يشاركوه الندوات العلمية التي يقدمها في برنامجه. كان يحز في النفس ان تجد حوله أساتذة جامعيين في علم الزلازل والجيولوجيا والأنواء الجوية وعلم البحار يطلبون الرأي والمشورة العلمية بشأن الظواهر الطبيعية المختلفة..
وآخر اكتشافات الشيخ هو ما أعلنه الى قناة الجزيرة الإخبارية هو اكتشاف دواء لمعالجة مرض الإيدز، من الأعشاب الطبيعية. وتضمن الخبر ان فريقه العلمي الذي يضم 15 باحث متخصص استطاعوا التخلص من الفيروس خلال فترة تراوحت من ثلاثة أشهر الى سنة.
أما آخر الصرعات العلمية فهي ترويجه لشريط المعذبين أو السعير، ومدته 57 دقيقة. هذا الشريط هو عبارة عن تصريح قام به مؤخراً حول شريط المعذبين أو السعير , مدة الشريط 57 دقيقة. " وهي قصة عالم روسي , كان في مهمة حفر لبحث طبقات الأرض وقاموا بإنزال ميكروفون لرصد أصوات صهير المعادن ولدهشة الجميع سمعوا أصواتاً مرعبة , أصوات بشرية - أصوات الملايين من النساء والرجال يصرخون. عبر هذا الشريط الممتع يقوم الشيخ الزنداني بذكر بعض أقوال العلماء في أن الله قد يسمع بعض الناس أصوات المعذبين في قبورهم للعظة وتقوية اليقين.
حسب معلوماتي المتواضعة ان أعمق بئر حفر حتى الآن هو البئر الذي حفره السوفيت في أقصى الشمال الشرقي من البلاد، خلال الستينات والسبعينات ( استمر الحفر 15 ) سنة. وقد وصل الحفر الى عمق 40226 قدم ( أي أكثر من 7 كلم.، وهذا يعني ان البئر لم يخترق إلا جزءا يسيرا من القشرة الأرضية في حين ان صهير المعادن لا تجده إلا على أعماق أضعاف عمق ذلك البئر.
قبل فترة وجيزة حكم على الناقد د. جابر عصفور وعلى جريدة الأهرام بغرامة خمسين ألف جنيه لصالح الشيخ يوسف البدري. وليست هي المرة الأولى التي يحكم فيها لصالح البدري فقد سبق ان حكم على الشاعر عبد المعطي حجازي وغيره. ترى هل هذه الوقائع مجرد صدفة ؟ ما هي الغرامة التي يمكن للمجتمع العربي من المحيط الى الخليج ان يطالب بها جراء ما أصاب أبناءه من ضرر بسبب الشيخ الزنداني والشيخ ابن باز وزغلول النجار، وصمؤيل عشاي الذي التحق بركبهم مؤخرا ؟
لا أجد ما أنهي به هذه المقالة أفضل من قول الإمام الغزالي الذي استشهدنا ببعض من ما قال بشأن كروية الأرض :
" من لم تكن بصيرة عقله نافذة، فلا تعلق به من الدين إلا قشوره، بل خيالاته
وأمثلته، دون لبابه وحقيقته . فلا تـُدرَكْ العلوم الشرعية، إلا بالعلوم العقلية "



#عدنان_عاكف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيفعلها المالكي ؟؟
- الكندي رائد علم المعادن
- مجرد وجهة نظر في نتائج الانتخابات
- - أهون الشرين - ! والانتخابات
- إناث وذكور في عالم المعادن والأحجار
- من ينتقد اللاموضوعية في النقد عليه ان يكون موضوعيا في نقده
- رحلة مع الجماهرالى عالم الجواهر - 5 -
- رحلة مع - الجماهر - الى عالم الجواهر - 3 -
- رحلة مع - الجماهر - الى عالم الجواهر - 2-
- رحلة مع - الجماهر - الى عالم الجواهر - 1 -
- القاعود يكتب واقفا فلا تصدقوه (3)
- القاعود يكتب واقفا فلا تصدقوه (2 )
- لتتفتح ألف زهرة وزهرة في بستان الحوار المتمدن
- د. القاعود يكتب واقفا فلا تصدقوه 1
- البيروني والمنهج النقدي
- كلا! لن يفعلها مجلس النواب في بغداد! لنبحث عن من يفعلها بحق
- ماذا كان سيقوله آينشتاين عن مجزرة غزة ؟
- قصة الخضر بين القزويني وتشارلز لييل
- آينشتاين والقنبلة الذرية
- في ذكرى مأساة هيروشيما آينشتاين مناضل من أجل السلم -2


المزيد.....




- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عدنان عاكف - نأخذ العلم من عشاي وزغلول ! اعزف الناي ودق الطبول