أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان عاكف - ماذا كان سيقوله آينشتاين عن مجزرة غزة ؟















المزيد.....

ماذا كان سيقوله آينشتاين عن مجزرة غزة ؟


عدنان عاكف

الحوار المتمدن-العدد: 2535 - 2009 / 1 / 23 - 09:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


من المقالات المثيرة للانتباه، التي، صدرت عام 2005 بمناسبة السنة الدولية للفيزياء، والتي كرست لعالم الفيزياء الشهير، ألبرت آينشتاين، الذي رفض في يوم ما منصب رئيس دولة إسرائيل، مقالة الكاتب الأوكراني لوبومير بريتولاك ، والتي جاءت تحت عنوان " ألبرت آينشتاين يكتب اليكم ". وقد وجه الكاتب مقالته الى الإسرائيليين. العمود الفقري لتلك المقالة كان عبارة عن فقرات ضافية من رسالة كانت مجموعة من العلماء والمثقفين اليهود الأمريكان قد بعثوا بها الى هيئة تحرير مجلة نيويورك تايمس، ونشرت يوم 4/12/1948، أي قبل ستين عاما على العدوان الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، والذي أدى الى قتل وجرح ما يقرب من 6500 إنسان بريء، تحت أنظار العالم، وتواطؤ مكشوف من قبل قادة العالم الديمقراطي ، وتخاذل الكثير من حكام العرب. وقد وقع على تلك المذكرة 28 شخصية يهودية أمريكية كان من أبرزهم ألبرت آينشتاين. أعلم ان نشر رسالة آينشتاين اليوم لن يساعد سكان غزة في التغلب على المأساة التحلت بهم، لكنه قد تساعد القراء على التأمل في ما وصلنا اليه...

قدم بريتولاك الرسالة بكلمات مؤثرة موجهة الى الإسرائليين ودعاهم الى التأمل بما ورد بتلك الرسالة وأخذ العبرة مما وصلت اليه الأمور بعد مرور أكثر من نصف قرن على الأحداث الدموية التي جرى عنها الحديث في الرسالة. وكانت الرسالة عبارة عن صرخة احتجاج أطلقتها تلك الشخصيات اليهودية ضد الزيارة التي كان يزعم القيام بها رئيس حزب الحرية آنذاك، مناحيم بيغن، والذي منح فيما بعد جائزة نوبل للسلام مشاركة مع الرئيس المصري أنور السادات.



وقد عقب بريتولاك على رسالة آينشتين ورفاقه برسالة منه موجهة الى الإسرائيليين، ورد فيها :

" لم يختلق آينشتاين وزملائه الكلمات لوصف الشر الذي رأوه يحدق باليهود. لقد استعملوا كلمة " نازي " و " قاطع طريق " مرة واحدة، وكلمة " إرهاب، إرهابي ، إرهابيون " سبع مرات، وكلمة " فاشست، فاشي، فاشية " ثمان مرات. وأنا أتساءل ان كنتم تسمحون في إمبراطوريتكم الإعلامية اليوم باستخدام نفس المسميات التي استخدمها آينشتاين عام 1948 ، لوصف مرتكبي جريمة دير ياسين...".

أشار د. ليلنتال ( كاتب وصحفي أمريكي يهودي، ومن المتخصصين بمنطقة الشرق الأوسط ومن المدافعين الثابتين عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة )في كتاب صدر له عام 1979 معلومات عن التأثير الذي أحدثه نشر الرسالة في الوسط السياسي في أمريكا. جون كندي – كان آن ذاك عضو في الكونغرس –أبرق الى رئيس اللجنة التي شكلت لتنظيم استقبال بيغن قائلا : " حتى وان جاء الأمر متأخر لكني وللتاريخ ارغب بسحب اسمي من عضوية لجنة استقبال مناحيم بيغن، الرئيس السابق للآرغون. حين قبلت دعوتكم كنت أجهل الطبيعة الحقيقية لنشاطاته وأريد الانفصال كليا عنه ". وأعلن مكتب عضو آخر في الكونغرس، جوي هنيندرك انه كان خارج المدينة عندما أعطي اسمه الى اللجنة عن طريق الخطأ. عدد آخر من أعضاء الكونغرس لم يستلموا أية رسائل تتعلق بعضوية لجنة الاستقبال، وكذل مكاتبهم تجهل الأمر، ولم يخولوا أحد لاستخدام أسمائهم....

واليكم رسالة آينشتين ورفاله الى المجلة



الى / رئيس تحرير " نيويورك تايمس "!

يأتي نبأ تأسيس الحزب السياسي الجديد في إسرائيل " حزب الحرية – The Uat Haherut " ليشكل واحدا من أكثر الأحداث المقلقة. وهو حزب سياسي، شبيه، من حيث تنظيمه، وأساليب عمله، وفلسفته السياسية، ومهماته الاجتماعية، بالأحزاب الفاشية والنازية. لقد تم تشكيل هذا الحزب من أنصار وأعضاء المنظمة " Igun Zvail Leumi " * وهي منظمة يمينية شوفينية إرهابية في فلسطين. ان الزيارة الحالية لزعيم الحزب مناحيم بيغن للولايات المتحدة تهدف بالتأكيد الى تكوين انطباع بأن الأمريكيين يدعمون حزبه في الانتخابات التي سوف تجري في إسرائيل. بالإضافة الى ذلك انه يسعى لتعزيز العلاقات السياسية مع العناصر الصهيونية المحافظة في الولايات المتحدة. لقد عبر عدد من الشخصيات الأمريكية المعروفة عن ترحيبهم بهذه الزيارة. انه أمر يدعو الى الدهشة حقا. لا يصدق أن تجد بين الذين وقفوا ضد الفاشية خلال الحرب من يمكن أن يضيف اسمه ويقدم دعمه للحركة التي يمثلها بيغن ...

لا بد ان يطلع الشعب الأمريكي على سجل السيد بيغن وحركته، قبل ان يقع الخطأ، الذي سيتعذر إصلاحه، وذلك في ما لو تم دعمه جماهيرا وماديا. سيؤدي ذلك لا محالة الى تكوين انطباع في فلسطين بان قسما كبيرا من الأمريكيين يساند العناصر الفاشية في إسرائيل. ان التصريحات العلنية التي يدلي بها حزب بيغن لا تنسجم مع حقيقة هذا الحزب وطبيعته. انهم يتحدثون اليوم عن الحرية والديمقراطية ومعاداة الإمبريالية، في حين انهم ما زالوا يعملون من أجل ترسيخ عقيدة الدولة الفاشية. ان الحزب الإرهابي يكشف عن طبيعته من خلال نشاطه. ومن خلال سلوكه في الماضي نستطيع ان نحكم على ما يمكن أن يقوم به في المستقبل.

مهاجمة القرية العربية :

ان ما حدث في قرية دير ياسين العربية مثال على سلوكهم المثير للاشمئزاز. تقع هذه القرية على أحدى الطرق الرئيسية، ومحاطة بأراض يهودية، ولم يكن لها أي دور خلال الحرب، لا بل انها رفضت المحاولات التي قامت بها المجموعات العربية المسلحة لاستخدامها كقاعدة لها. في التاسع من نيسان ( حسب نيويورك تايمس ) قامت العصابات الإرهابية بمهاجمة هذه القرية المسالمة، والتي لم تكن تشكل أي هدف عسكري في القتال، وقتلت الغالبية من السكان، رجال ونساء وأطفال، بلغ عددهم 240 شخص. وقد أبقوا على بعض الأحياء ليتم استعراضهم فيما بعد في شوارع القدس. لقد روع معظم المجتمع اليهودي لهذا العمل، وبعثت الوكالة اليهودية ببرقية اعتذار الى الملك عبد الله، ولي العهد الأردني. لكن الإرهابيون كانوا أبعد من ان يشعروا بالخجل من فعلتهم، بل على العكس انهم يتفاخرون بمجزرتهم، إذ سعوا الى نشر الخبر على نطاق واسع، وقاموا بتنظيم رحلة للمراسلين الأجانب الى دير ياسين ليقفوا بأنفسهم على حجم الدمار.

ان ما حدث في دير ياسين مثال معبر عن طبيعة حزب الحرية وتصرفاته. انهم يبشرون داخل المجتمع اليهودي بأفكار، هي مزيج من القومية المتعصبة والتصوف الديني والفصل العنصري.وكالأحزاب الفاشية الأخرى يتم استخدامهم لكسر الإضرابات العمالية، وأعلنوا صراحة بانهم سيقومون بحل النقابات الحرة، ويقترحون تعاونية على النمط الفاشي الإيطالي.

ان التناقض الواضح بين تصريحات بيغن الوقحة وحزبه وسجل أعماله السابقة في فلسطين تكشف عن سمة حزب سياسي غير عادي. انها السمة المميزة للحزب الفاشي، الذي يعتبر الإرهاب وتزييف الحقائق هي " الوسائل "، و " قيادة الدولة " هي الهدف.

في ضل الاعتبارات الآنفة الذكر تصبح معرفة الحقيقة عن بيغن وحركته ضرورة ملحة في هذه البلاد. ان أكثر الأمور مأساوية هو ان القيادة العليا للصهيونية الأمريكية قد رفضت الحملة المعارضة لمساعي بيغن، أو ترفض حتى المساهمة في الكشف عن المخاطر التي تتعرض لها إسرائيل بسبب دعم بيغن.

لهذا كله يعرض الموقعون أدناه وعبر وسائل الأعلام عدد من الحقائق البارزة المتعلقة ببيغن وحزبه، ندعوا جميع المعنيين بإلحاح الى عدم تقديم الدعم لتجليات الفاشية هذه.....





وقع هذه الرسالة بالإضافة الى آينشتاين 27 شخصية أمريكية يهودية معروفة في الولايات المتحدة في مجال العلم والفكر والثقافة والسياسة. ولا اعتقد ان هذه الرسالة بحاجة الى أي تعليق. غير ان أهميتها تكمن في انها تستطيع ان تعكس لنا الظرف السياسي الذي كان سائدا في ذلك العصر، وكيف تغيرت المواقف والمبادئ والأخلاق في العالم...








#عدنان_عاكف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة الخضر بين القزويني وتشارلز لييل
- آينشتاين والقنبلة الذرية
- في ذكرى مأساة هيروشيما آينشتاين مناضل من أجل السلم -2
- في ذكرى مأساة هيروشيما آينشتاين مناضل من أجل السلم -1
- - طب وشعر كيف يلتقيان - ؟؟
- - الشرعية الثورية - و - الشرعية التاريخية -
- الصراع بين الشعر والعلم - 1
- المسلمون الأوائل وكروية الأرض - 3
- المسلمون الأوائل وكروية الأرض – 2
- المسلمون الأوائل وكروية الأرض - 1
- ثورة تموز و - الديمقراطية الملكية -
- 14 تموز بين الموقف العاطفي و الموقف الطبقي
- 14 تموز: تلبية لإرادة الشعب أم تحقيق لمطامح العسكر ؟؟
- نحن وثورة الرابع عشر من تموز 1
- آينشتاين والاشتراكية


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان عاكف - ماذا كان سيقوله آينشتاين عن مجزرة غزة ؟