أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سعيد الريحاني - 2 قصص قصيرة جدا














المزيد.....

2 قصص قصيرة جدا


محمد سعيد الريحاني
أديب وباحث في دراسات الترجمة

(Mohamed Said Raihani)


الحوار المتمدن-العدد: 2565 - 2009 / 2 / 22 - 05:02
المحور: الادب والفن
    


-1-
ما بين الحب والزواج
لاح لها رجل في البعيد.
رجل، أمام عينيها، كزوجها فابتسمت للاحتمال.
رجل، في خيالها، كحبيبها الأول فخفق قلبها بقوة.

لوحت بيدها اليمنى لزوجها منتظرة إياه في مكانها.
وجرت، في خيالها، إلى حبيبها كطفلة تمكن منها الهياج فعَدَتْ حافية القدمين غير عابئة بالأشواك المنثورة على الأرض وشظايا الزجاج المكسور.

صافحها زوجها واحتفظ بيدها بين يديه.
عانقها حبيبها وغاب وجهه تحت شعرها المخبل.

قبلها زوجها على جبينها.
وقبلها حبيبها على شفتيها.

سألها الزوج عن أحوال البيت.
وسألها الحبيب عن أسباب الغياب.

قال لها زوجها: "مرحى بالنعيم الذي يبشر بنهاية زمن غيابات القلب!".
وقال لها حبيبها: "هده ليلة حياتنا فقد لا نلتقي أبدا بعدها!".

دس الزوج خاتما ذهبيا جديدا في وُسْطَاها بجوار ذهبيتي الخنصر والبنصر.
ودس الحبيب وردة حمراء بين خصلات شعرها الغجري، فوق أذنها اليسرى.

قادها زوجها إلى المطعم الفاخر المجاور وخيرها بين أشهى الأطباق وأبذخ السلطات وسدد الفاتورة.
وقادها حبيبها إلى الغابة المجاورة وفرش لها سُتْرَتَهُ واحتضنها بذراعيه تحت فضية نور القمر المتسلل من بين أوراق الأشجار..

أعطاها حبيبها صورته فدستها تحت صدر قميصها ليقبلها قلبها مع كل خفقة في كل ثانية.
وأعطاها زوجها صورته فعلقتها على جدار الصالون ودخلت المطبخ تاركة إياها تبتسم مُرَحّبَةً بضيوف البيت.




-2-

من رجل حر إلى وثيقة عائلية



في عيد ميلاده السابع، أخبره والداه أنه قد بلغ سن دخول المدرسة.
نظر إلى المرآة واطمأن إلى نموه وانطلق يعدو خلف والده لتسجيله في المدرسة.

وفي عيد ميلاده الثالث عشر، أخبره والده بأن عليه من ذاك الحين فصاعدا أن ينام في حجرة خاصة به بعيدا عن أخته.
نظر إلى المرآة فوجد شعرا جديدا يغزو وجهه. تنحنح فسمع غلظة جديدة في صوته.

وفي عيد ميلاده الرابع والعشرين أخبره والداه بأن عليه إيجاد عمل يعيله على الاكتفاء الذاتي.
نظر إلى المرآة فوجد عضلاته مفتولة والصحة تطل من كل أعضائه وأطرافه.

وفي عيد ميلاده الخامس والعشرين، نصحه والداه بالزواج وتكوين أسرة والاستقلال عنهما ورعاية ذريته.
نظر إلى المرآة فوجد جمالا يستحق نقله لنسله وقوة تستحق التخليد في ذريته...

وفي عيد ميلاد ابنه الخامس، سأل عن عمره وعن انقطاعه عن الاحتفال بعيد ميلاده، فكان الجواب من وراء كتفه:
- "يجب أن تميز بين حياتك سابقا كعازب وبين حياتك الآن كَرَب أُسْرَة. إن الرجل العازب يشبه وثيقة نامية قابلة للإضافة والحذف والتعديل. أما الرجل المتزوج فهو ذات الوثيقة لكن بالبلاستيك فوقها لتجميد المعلومات المدونة على الوثيقة. حين يتزوج المرء يمر البلاستيك على طموحاته الشخصية ويصبح، بكل ما أوتي من حضور مادي ورمزي، مجرد وثيقة عائلية".



#محمد_سعيد_الريحاني (هاشتاغ)       Mohamed_Said_Raihani#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرادة الحرية في القصة المغربية الجديدة: قراءة عاشقة لنصوص -أ ...
- قصة قصيرة : من -غرنيكا- إلى -غزة-
- قصتان قصيرتان جدا
- -انتصار غرنيكا-، في يوم انتصار غزة
- قصة قصيرة : بَطْرِيقْ أَبَادْ، عاصمة بَطْنِسْتَانْ
- -المدرسة الحائية- مدرسة القصة العربية الغدوية، البيان الثاني ...
- في حوار مع الباحث محمد سعيد الريحاني:رَجُلُ التعْلِيمِ مُوَظ ...
- -المدرسة الحائية- مدرسة القصة العربية الغدوية، البيان الأول، ...
- قصة قصيرة: حذاء خاص بوجوه العظماء
- بعد إعلان تأسيس المدرسة الحائية، مدرسة القصة العربية الغدوية ...
- قصص قصيرة جدا
- الكاتب محمد سعيد الريحاني: - الثقافة خَصْمُ السلطة، وميزان ا ...
- القَاص المَغْرِبِي مُحَمد اشْوِيكَة: مِنَ -التجْرِيبِيَة- إِ ...
- تاريخ التلاعب بالامتحانات المهنية في المغرب: بيان أكتوبر الس ...
- القاص والروائي محمد عز الدين التازي: -قليلون هم الذي وصلوا إ ...
- حوار مع محمد سعيد الريحاني أجرته -LE MATIN D SAHARA- اليومية ...
- - عمري تسعة وثلاثون عاما وفي رصيدي تسعة وثلاثون عملا -
- نحو هيأة تعليمية لً الحقيقة والانصاف والمصالحة
- نحو هيأة قطاعية تعليمية مستقلة -للحقيقة والإنصاف والمصالحة-
- عن المطالبة بإلغاء نتائج -الانتقاء- القبلي الأساتذة المترشحي ...


المزيد.....




- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سعيد الريحاني - 2 قصص قصيرة جدا