أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمرو اسماعيل - المرحلة الشرجية في تطور الشخصية العربية ..















المزيد.....

المرحلة الشرجية في تطور الشخصية العربية ..


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2555 - 2009 / 2 / 12 - 09:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كتبت هذا المقال منذ ما يقرب من خمس سنوات وتعرضت بسببه لهجوم شديد حتي من المقربين مني .. ولكنني أجد نفسي بعد هذه السنوات الخمس اكثر اقتناعا به .. ولعل الاحداث التي مرت بها المنطقة والتي أعيد صياغة المقال علي أساسها تؤكد أن الشخصية الجمعية العربية توقفت عن النمو في وبقيت في المرحلة الشرجية ..
لسجموند فرويد عالم النفس اليهودي والذي رغم كونه يهودي هو من قال أن سيدنا موسي مصريا وليس عبرانيا .. نظرية شهيرة في علم النفس عن تطور الشخصية قسم فيها مراحل هذا التطور الي ثلاث مراحل : المرحلة الفمية والمرحلة الشرجية و المرحلة التناسلية..
في المرحلة الاولي الفمية تكون الشخصية مرتبطة بالأم لأنها المصدر الرئيسي للأشباع ثم تتطور الشخصية تدريجيا وتنفصل عن الأم عندما يجد الأنسان طرق اخري للأشباع ويبدأ الأحساس بمتعة الأخراج والتحكم فيه ويطلق فرويد اسم الشرجية علي هذه المرحلة التي تستمر طوال الطفولة و يكون فيها الطفل ذكرا كان او انثي مرتبطا بالأسرة والمشابه جنسيا وتجد الاولاد الذكور يتكاتفون ضد الجنس الآخر و يعتبرونهم أعداء والعكس صحيح والطفل في هذه المرحلة دائما يحتمي في دفء المألوف وخاصة الأسرة ويميل الي الأنانية و الصراخ للحصول علي ما يريد او للهروب من العقاب وإذا أخطأ يميل الي اتهام الآخرين انهم مسئولبن عن هذا الخطأ سواء أخوه أو أخته او زميله في المدرسة كما يستسهل الكذب البريء للهروب من العقاب او الحصول علي ما يريد..
ثم تبدا الشخصية في التطور الطبيعي عند مرحلة البلوغ عندما يبدأ الطفل او الطفلة التعرف علي الأعضاء التناسلية و ما يثيره الجنس الآخر من مشاعر فيصبح عدو الامس صديقا و حبيبا ويبدأ الانسان في البحث عن المجهول والمختلف و تعلم المتعة في ذلك و تعلم الأختيار بين بدائل و تحمل تبعات هذا الأختيار .. اي ببساطة يبدأ الأنسان في النضج و أهم علامات هذا النضج هو اكتشاف ان هناك آخر مختلف يجب التعايش معه ومحاولة الحصول علي الثقة والمنفعة المتبادلة , ومعرفة ان هناك حرية اختيار بين عدة بدائل و تحمل مسئولية هذا الأختيار وهذا التطور في الشخصية هو التطور السوي وتؤثر فيه عوامل كثيرة مثل الأسرة و البيئة المحيطة و الثقافة الغالبة فيها وطبعا هناك استثناءات لكل قاعدة..
وأعتقد انه من الممكن استخدام نفس النظرية في محاولة فهم تطور الشخصية الجمعية للشعوب و الأمم وتأثير الثقافة السائدة وعوامل البيئة علي هذا التطور وسأحاول قراءة تطور الشخصية العربية حسب نظرية فرويد بقراءة السمات الرئيسية لهذه الشخصية لكي نستطيع ان نحدد الي اي مرحلة تنتمي هذه الشحصية حسب تقسيم فرويد ولماذا..
فالمتابع لأهم سمات الشخصية العربية يجد ان اهم ما تتصف به هو التمسك بدفء المألوف من العادات و الأفكار واعتبار ان كل من يخرج في تفكيره او تصرفاته عن هذا المألوف هو ضال او شارد يجب رده الي الصواب كما تعتقده المجتمعات في اي مرحلة زمنيه واذا لم يمكن ذلك فالأفضل تصفيته معنويا أو حتي جسديا اذا كان صوته عالي اكثر مما يجب .. وتتضح هذه السمة اكثر ما تتضح في امثالنا الشعبية ,, اللي تعرفه احسن من اللي ماتعرفوش .. انا واخويا علي ابن عمي وانا وابن عمي علي الغريب,, بصرف النظر عن اين الحق و اين الخطأ .. كما تتضح هذه الصفة في اتهامات التكفير والعمالة التي نطلقها جزافا وبسهولة شديدة علي كل من يفكر بطريقة مختلفة..
والسمة الثانية الواضحة في هذه الشخصية هو عدم تقبل الآخر المختلف تماما مثلما لا يتقبل الأطفال الذكور الإناث في مرحلة الطفولة وعدم القدرة علي استكشاف المجهول والتمتع بهذه الرحلة الأستكشافية واعتبار ان من يفعل ذلك هو نوع من الخلل العقلي ,, كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار,, وكل مجتمعاتنا تقريبا يتم فيها فصل الذكور عن الأناث ويحدث هذا تقريبا بطريقة تلقائية تماما مثلما يتجمع الأولاد اثناء الطفولة ليلعبوا سويا بعيدا عن البنات اللاتي يفعلن نفس الشيء... يحدث هذا في المدارس و الجامعات حتي لو كانت مشتركة ويحدث في المناسبات الأجتماعية حتي لو لم يكن الموضوع فرضا في المجتمعات الأكثر انفتاحا في العالم العربي..
اما اهم صفات الشخصية العربية فهي قدرتها علي الصراخ دون الفعل لتحصل علي ماتريد .. فنحن نصرخ لنحصل علي حقوقنا دون ان نحاول العمل و الأنتاج لنحصل علي القوة اللازمة التي ستضمن لنا في النهاية هذه الحقوق .. ونلقي اللوم علي الآخرين لنبرر لأنفسنا الفشل او الخطأ مثلما يفعل الطفل تماما .. فالشعوب تلوم حكامها علي ماهم فيه من تخلف وقهر والحكام يلومون الشعوب انهم غير مستعدين لأخطار الديمقراطية او ان سبب تخلفهم الأقتصادي هو تكاثرهم غير الواعي وزيادة نسلهم وكأنما يريدون ان تتوقف الشعوب عن ممارسة الجنس ليصبح حكرا علي الحكام ,, انظر الي اي خطبة لأي رئيس مبجل و الذي يختصر كل مشاكلنا في زيادة عدد السكان وكأنما الصين مثلا تعيش علي كوكب آخر,, والجميع شعوبا و حكومات يصرخون لوما للآخرين علي كل بلاوينا من الأمبريالية العالمية الي امريكا التي اسميناها اللقيطة الي الصهيونية العالمية وكأنما نحن ضحايا يتآمر علينا الجميع حتي نظل متخلفين اقتصاديا و حضاريا .. نظل نصرخ ليل نهار اننا خير أمة أخرجت للناس دون أن نقدم اي دليل علي ذلك .. لقد اصبح الاسم المختصر لكل شعوب الأرض الأخري هو الكفار ثم نستغرب لماذا لا يحبوننا .. بالله عليكم كيف تتوقعون من الذي نعتبره كافرا ان يقف بجانبنا ويؤيد حصولنا علي حقوقنا..
اما الأنانية التي تجدها صفة من صفات الطفولة البريئة فحدث ولا حرج .. فنحن نعتبر ان الله قد سخر لنا الشعوب الخري لتعمل وتكتشف وتنتج لنستمتع نحن علي الجاهز .. نركب سيارات لا ننتجها ونستعمل تكنولوجيا الغرب ثم نلعن هذا الغرب الكافر ونأكل مما يزرعه الغير ثم نفجره بسيارة مفخخه ونظهر علي الفضائيات مستمتعين بحماية القانون في المجتمعات الغربية التي يعيش فيها بعضنا هربا من سجن بني وطنه , ثم نجدهم يتهمون هذه المجتمعات بالكفر ويحللون قتلهم ونسفهم رجالهم و اطفالهم و نساءهم..
اما وضع المرأة في مجتمعاتنا فهي اكبر مثال علي توقف تطور شخصيتنا عند مرحلة معينة فنحن نعايرها ليل نهار باننا ضمنا لها حقوق لا تجدها في اي مجتمع آخر بصرف النظر عن رأيها الذي هو بالنسبة لنا شيئا ثانويا .. المهم أن تكون مستعدة دائما لأرضاء اعضائنا التناسلية التي تعرفنا عليها بغرائزنا وليس بعقولنا كما يؤكد علي ذلك فرويد في نظريته عن تطور الشخصية..
وليسامحني كل العرب الذين أنا منهم فأن شخصيتنا العربية الجمعية قد توقفت في تطورها عند المرحلة الشرجية ولا أمل لنا ألا اذا تطورنا كباقي شعوب الأرض الي المرحلة الأخيرة التناسلية بعقولنا وليس بغرائزنا..
ولننظر الي ما يحدث في العراق و السودان وغزة .. فالجميع فيه الان من عرب و امريكان و أوروبيين و اسرائيليين يستمتعون بالتردي الي بدائية الأنسان الأولي من قتل و تعذيب ونسف واستخدام التكنولوجيا الحديثة في ذلك فصور مؤخرات الرجال اصبحت تبث في وسائل العلام والأعدام بفصل الراس عن الجسد امام الكاميرات والتمثيل بالجثث وقصف البيوت بالطائرات ونسف الامنين بالسيارات المفخخة .. الجميع وعلي رأسهم جنود قوات الأحتلال من الأمريكان و اليهود يستمتعون بممارسة العنف والقتل والتعذيب باسم الديمقراطية والمقاومة والدين .. والحقيقة ان الجميع في منطقتنا المنكوبة من العالم قد توقف او ارتد الي المرحلة الشرجية من التطور .. حتي لو لم يكن من منطقتنا .. إنها عدوي تمتد الي من يأتي الينا .. والجميع يبدو مستمتعا بذلك..
لنا الله
عمرو اسماعيل



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحظورة .. هل هي فعلا محظورة؟
- إيران ومنظومة طز في مصر ..
- الحل الباكستاني البنجلاديشي ..
- أحداث غزة و جماعة الاخوان المحظورة ..
- المقاومة السلمية .. هي اقصر الطرق وأنبلها لنيل الحقوق ..
- عن أي انتصار عبيط يتحدثون
- وهم اسمه المنظومة العربية والريادة المصرية ..
- دعوة لفتح معبر رفح ..
- اللي يحب الدح مايقولش أح ..
- مقال مقاوم حنجوري
- فلسطين والرهان الخاسر
- فلسطين و الرهان الخاسر علي العروبة
- الديمقراطية .. وجهة نظر
- خدعوك فقالوا ..
- أدين بدين الحب
- تخاريف .. مفهومي للسلفية
- كيف نقاوم الارهاب والتطرف ..هل من مستمع؟
- المعقول واللا معقول في الفكر الاسلامي السني الشيعي والقرآني ...
- أهل القرآن وعلاقتي بهم ..
- الانتخاب الجيني للأنبياء !!!


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمرو اسماعيل - المرحلة الشرجية في تطور الشخصية العربية ..