أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد الجنديل - العلاقات العربية الأمريكية مسارات الرفض والقبول














المزيد.....

العلاقات العربية الأمريكية مسارات الرفض والقبول


أحمد الجنديل

الحوار المتمدن-العدد: 2554 - 2009 / 2 / 11 - 08:05
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


منذ خروج الولايات المتحدة الأمريكية منتصرة في الحرب الكونية الثانية ، والعلاقة بين العرب وأمريكا لم تستقر على حال ، ومنذ ذلك التاريخ والعلاقة بين الحكومات العربية وشعوبها تجاه الولاء أو عدمه لأمريكا هي الأخرى ما شهدت الاستقرار ولا استقامت على حال ، دول عربية تفتح سجونها وتجلد مواطنيها لأنها ترفع شعار ( الموت لأمريكا ) ودول أخرى تمارس التنكيل والتعذيب لمن يرفع شعار ( الولاء لأمريكا ) .
الدول العربية التي تغازل أمريكا وتستجدي رضاها ، ترى فيها القوّة العظمى في العالم والدولة الأقوى التي لا يمكن الاستغناء عنها ، ورفع شعارات العداء لها يوقعها في مشكلات كبيرة ، ولديهم من الشواهد على الدول التي وقفت في مواجهة أمريكا ، وكيف ذاقت الأمرّين من هذه المواجهة ؟
والدول الأخرى التي تتصرف على أساس المخاصمة لأمريكا لديها من التصورات المبنية على فاعلية القوى الكامنة في العالم العربي ، والإمكانيات المادية والبشرية التي من شأنها الوقوف بوجه أمريكا وتخفف من تأثيرها السيئ على عموم المنطقة والتدخل السافر في شؤونها .
ومع كلّ حدث كبير يواجه العرب ، تبدأ الجامعة العربية لعقد قمّة يحضر فيها الرؤساء والملوك العرب متصافحين متعانقين ، ويخرجون منها مختلفين متخاصمين ، والسبب الرئيسي في كلّ ما يحدث هي أمريكا .
ورغم أنّ الساحة العالمية شهدت تغييرات كبيرة في خارطتها السياسية ، وحصلت انعطافات حادة في سياسة التوازن الدولي ، وما حصل من تغيير في بنية الاتحاد السوفيتي وانهيار حلف وارشو ، واتحاد الألمانيتين ، ونشوء الاتحاد الأوربي ، وتفكك دول ، ونشوء أنظمة اختلفت في أنماطها وأشكالها في طريقة التعامل مع العالم ، ورغم أنّ الاقتصاد بدأ يقفز باتجاهات مختلفة ، وغادر مواقعه التقليدية إلى مواقع أخرى ، وبدأ يرسم للعالم خارطة اقتصادية جديدة ، انتقلت بموجبها إلى الصف الأمامي وانسحبت دول إلى الخطوط الخلفية ، إلا أنّ ألازمة العربية ــ العربية فيما يتعلق بعلاقة القرب والبعد من أمريكا بقيت تسير على وتر واحد ، وان حصل تغيير في شكل وهوية الأصابع التي تعزف على هذا الوتر ، والصوت الذي يحدثه نتيجة قوّة وضعف الأصابع الضاربة عليه . ما تمخض من المسيرة الطويلة ، هو أنّ بعض الدول بدأ التصاقها بأمريكا أكثر وبدأت تدخل معها دائرة المصير الواحد ، وبعض الدول بدأت تخفف لهجتها القاسية وخطابها الصارخ وتتحول إلى لغة التحدي الباردة ، مستفيدة من نصيحة هيكل الذي دعا فيها إلى إعادة النظر مع أمريكا ، واستخدم لهذا الغرض تعبيرا وصف فيه الولايات المتحدة الأمريكية بأنها ثور من الأفضل عدم مناطحته لتفادي مخاطر قرنيه ، جاءت هذه النصيحة بعد تجربة عبد الناصر الذي كان فيها الخطاب السياسي خطابا ناريا حماسيا متحديا ، إلا أنّ نكسة الخامس من حزيران عام 1967 أعطت بعض الدول درسا في مراجعة ما تريد قوله والابتعاد عن التصريحات الفارغة الجوفاء .
هذا الجانب الذي يتعلق بالحكومات العربية تجاه أمريكا ، يقابله جانب آخر يتعلق بالشعوب العربية التي أخذت نهجا مغايرا لحكوماتها ، إذ أنّ الفجوة بدأت تتسع ، وتنامي مشاعر الكره لأمريكا أخذ يسير بوتائر عالية ، ولغة الخطاب التي كانت تتسم بالهمس بدأت تأخذ شكلا آخر وصل إلى حد المواجهات الدامية بين الشعوب والحكومات ، وبدأ الطرفان يستعد أحدهما للآخر بكلّ الأساليب المتاحة لهما ، حكومات تريد أن تخنق صوت شعوبها ، وشعوب تجاهد لترفع صوتها لكي يسمعه العالم أجمع .
عدم استقامة العلاقات العربية ــ الأمريكية يحصره البعض من المفكرين في انحياز أمريكا المطلق للسياسة الإسرائيلية ضد العرب منذ احتلالها للأراضي العربية والى يومنا هذا ، وهذا التفسير يحمل في طياته بعض وجوه المشكلة سيّما إذا استعرضنا التبني الأمريكي لوجهة النظر الإسرائيلية على امتداد الفترة الطويلة المنصرمة ، لكنّ هذا لم يكن السبب الرئيسي الذي يحصر تذبذب العلاقة بين الطرفين .
السبب الرئيسي الذي نعتقده يكمن في طبيعة التعامل بين الطرفين وخصوصية هذا التعامل من كلّ طرف ، فالدول العربية تذهب إلى البيت الأبيض راغبة في وجود أحد يسمع صوتها ، وأمريكا لا تريد أن تسمع ، بل تريد أن يسمع العرب ما تملي عليهم ، وعلى الأنظمة العربية أن تطيع وتنفـّذ وتدفع لأمريكا ما تريد كأجور حماية لهم . الأنظمة العربية تجتمع وتقرر وتذهب إلى واشنطن ، ثمّ لا تجد أمامها غير سلّة المهملات لوضع كلّ ما تريد قوله فيها ، وأمريكا عندما تخطط لغزو المريخ أو غزو بلد عربي ، فعلى الحكومات العربية أن تدفع فواتير هذا الغزو مع الممنونية ، وألا فعليها مواجهة جميع أشكال البطش والقمع والحصار ، والاحتلال الأمريكي للعراق يقف شاهدا لما نذهب إليه .
احتلال العراق يمثـّل احتراق جانب العباءة العربية ، وإذا بقيت حالة أللاستقرار بين أمريكا والدول العربية بهذا الشكل ، فالنيران قد تأتي على العباءة بأكملها ، وعنذاك سيكون حديث آخر لموضوع آخر جديد .



#أحمد_الجنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة الزفاف الدامي
- لوحتان ( للعرض فقط )
- تراويح شيطانية
- زفاف في معبد وثني .......................... قصة قصيرة
- العصافير تموت جوعا في البيادر ............................. ...
- حقوق الانسان زيف الشعارات وفعل الهراوات
- عندما يغيب الصهيل .............. قصة قصيرة
- الهجرة الى البحر........منلوج قصصي
- حكايات عن عواصف الرعب .......... قصص قصيرة
- الحفاة ........ .. قصة قصيرة
- الارصفة تشرب الصراخ ................... قصة قصيرة


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد الجنديل - العلاقات العربية الأمريكية مسارات الرفض والقبول