أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد الجنديل - حقوق الانسان زيف الشعارات وفعل الهراوات














المزيد.....

حقوق الانسان زيف الشعارات وفعل الهراوات


أحمد الجنديل

الحوار المتمدن-العدد: 2542 - 2009 / 1 / 30 - 09:07
المحور: حقوق الانسان
    


حقوق الإنسان ، موضة العصر التي تمشدق بها الكثيرون ، وحمل لوائها الحكّام ، فانقلبت في أيديهم أدوات قمع وبطش وتدمير للإنسان وحقوقه ، حتى بات الكثير من الشعوب عندما ترى حكامها ترقص على معزوفة حقوق الإنسان ، تستعيذ بالله ، وتصاب بهاجس وقوع كارثة قريبة عليهم .
الدول العربية تجتمع بعضها مع البعض الآخر ، وفوق رؤوسها لائحة حقوق الإنسان ، والأحزاب السياسية تعلق على صدورها شعارات حقوق الإنسان لتوسيع قواعدها الشعبية .
منظمات وتجمعات وتحالفات تتحدث بشكل مسعور عن حقوق الإنسان ، وعلماء كبار في مجال التكنولوجيا اجتهدوا للانخراط في الحملة الكبرى للدفاع عن حقوق الإنسان ، فاخترعوا وسائل التعذيب التي تنسجم مع التطور الذي يشهده العصر ، وابتكروا كراسي التعذيب والاعتراف التي تعمل بالكهرباء ، وأصناف جديدة من الخوازيق الالكترونية لهذا الهدف النبيل .
ملوك ورؤساء وأصحاب سمو وجلالة وسلاطين وأباطرة ، اختلفوا في كلّ شيء ، وتوحدّوا حول حقوق الإنسان من أجل أن تبقى شعوبهم ذليلة ، مقهورة ، منطفئة ، مسحوقة ، فإذا ما تجرأ أحد منهك أن يشعل شمعة في هذا العالم المظلم ، أسرعوا إلى إطفائها واطفائه ، وأرسلوه إلى زنزانات التعذيب ودهاليز الرعب ، حيث يستقبله النشامى بسياط الجلد والهراوات الممهورة بختم حقوق الإنسان .
والإنسان العربي يخرج من سجن ليدخل إلى سجن أضيق ، ليتعلم فيه فنون الرقص على المسرح السياسي الذي يديره الحاكم ، فان أخفق ، سيكون الإعدام عقابه ، وفق أحدث المبتكرات لهذه العقوبة .
وأمام كارثة الإنسان هـذه ، فقد بـقي سجـينـا لعاداته وتقالـيـده ، وأسيرا لدائرة معـتـقـداته الفكـرية ، مسكونا بالخوف والهلع في مجمل ممارساته اليومية ، غير قادر على كسر طوق الاغتراب المسيطر عليه ، وعاجز على النظر من خلال منافذ الحياة المطلّة على عالم الحرية .
إنّ المطالبة بحقوق الإنسان ، أصبحت عديمة الفائدة ، وعلينا أن نطالب بالإنسان نفسه ، وأن نتحرك باتجاه تحطيم قواعد المجتمع الظالم ، فالإنسان اليوم بحاجة إلى تحرير نفسه من الأغلال التي أغلقت بوجهه إمكانيات الارتقاء .
الإنسان في العالم العربي ، قد صودرت حريته ، ومن اجل أن يتنفس فعليه استعادة هذه الرئة ، فالحرية وحدها القادرة على إعطاء الإنسان القوّة على استرداد إنسانيته .
وإذا كان الخبز يقف على قمّة التسلسل الهرمي لحاجات الإنسان من أجل بقائه وديمومته ، فأنّ الحرية تقف في قمّة التسلسل الهرمي للقيم التي تحفظ للإنسان كرامته ، وتجعله يعيش في عالم يسوده الرخاء .
العقل العربي بحاجة إلى زلزال يتيح له النهوض من جديد ، والحكومات العربية بحاجة إلى صاعقة تجتثّ جذورها من الأعماق ، لكي تستطيع الشعوب أن تبني مستقبلا مزدهرا بعيدا عن شعارات حقوق الإنسان والمتاجرة بها ، وخالية من مظاهر الدجل والنفاق والانحراف .



#أحمد_الجنديل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يغيب الصهيل .............. قصة قصيرة
- الهجرة الى البحر........منلوج قصصي
- حكايات عن عواصف الرعب .......... قصص قصيرة
- الحفاة ........ .. قصة قصيرة
- الارصفة تشرب الصراخ ................... قصة قصيرة


المزيد.....




- قائد الشرطة الإيرانية يعلن عن اعتقال عدد من جواسيس إسرائيل
- مندوب الاحتلال بالأمم المتحدة: نُضحي وندفع ثمنا باهظا في موا ...
- مندوب الاحتلال بالأمم المتحدة: نتمنى أن نتمكن قريبا جدا من ا ...
- اعتقال 5 عملاء آخرين للموساد الإسرائيلي في إيران (فيديو)
- منظمات حقوقية تدين إعدام الصحافي السعودي تركي الجاسر
- إيران.. اعتقال عشرات -الجواسيس- والعثور على ورشة -أسلحة-
- مغنية تردد النشيد الوطني الأميركي بالإسبانية بدل الإنجليزية ...
- تورك: تقليص تمويل حقوق الإنسان يضعف المساءلة ويمنح الطغاة شع ...
- اختراق أمني حتى النخاع؟ الإعدام شنقا بحق إيراني متهم بالتجسس ...
- اللجنة الدولية للصليب الأحمر: تدهور متواصل في الوضع الإنساني ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد الجنديل - حقوق الانسان زيف الشعارات وفعل الهراوات