اين وزارة الصحة من الاشتراك في المؤتمرات العلمية خارج العراق؟

محمود القبطان

الحوار المتمدن-العدد: 2554 - 2009 / 2 / 11 - 07:29
المحور: الطب , والعلوم
    

أين وزارة الصحة من الاشتراك في المؤتمرات العلمية خارج العراق؟

لا يخفي على احد أهمية المؤتمرات العلمية لمعرفة التطورات الهائلة في كل مجال,واخص هنا المؤتمرات العلمية في مجال الطب وما توصلت إليها البحوث في هذا الفرع أو ذاك.وهنا يكمن دور المعنيين في وزارة الصحة أولاً ومن ثم مدى علاقة المستشفيات مع شركات الأدوية العالمية من اجل المشاركة في هذه الفعاليات العلمية التي تدفع إلى الإمام المختصين في مجالاتهم من حيث تجديد المعلومات والاتصال بالعالم الخارجي لمعرفة مدى التقدم في الوصول إلى أفضل النتائج في البحوث التي تطرح على المؤتمرات.وهنا تكون الطاقات الشابة المؤهلة للاشتراك في هذه الفعاليات لها أهمية كبرى من حيث إنها,هذه الطاقات ,عليها يبنى المستقبل الطبي,لكن يبدو لي أن الوزارة المعنية والمستشفيات في واد والمؤتمرات في واد آخر,حيث أن اللعبة السياسية هي اللهو المفضل في الساحة الآن.

كان لي شخصيا الشرف في الاشتراك في هذه المؤتمرات وقد عقدت في عدة دول,ولم أرى من خلال أكثر من سبعة مؤتمرات خارج السويد وعديد منها في داخل السويد أي اشتراك عراقي ,أقصد من داخل العراق.والحجة كانت ,سابقا الحصار العلمي على العراق,ولكن ما هي الحجة الآن؟
حضرت لمدة يومين في أثينا بين يومي 7ـ8 شباط حول إمراض زيادة الكولسترول في الدم وآخر البحوث في هذا المجال,وكان المؤتمر تحت عنوان .منع إنتاج الكولسترول:امتصاصا وإنتاجا.ولمدة يومين قدم الباحثون أكثر من 15 بحث علمي والنتائج التي توصلوا إليها.كان مجموع الأطباء 400 طبيبا وطبيبة من مختلف الأقطار,والاهم والملفت للنظر هو اشتراك 12 طبيب وطبيبة من مصر ,واحد من ألإمارات واثنين من ألأردن وأثنين من سوريا,ولم أرى أي طبيب من العراق,وان كنت أحمل إشارة خارطة العراق ,وأنا ضمن الوفد السويدي , التي أتشرف فيها,لكن حزني لم يغادرني بسبب عدم وجود أي طبيب من العراق.

كيف السبيل لاشتراك الأطباء العراقيين في هذه المؤتمرات؟

أولاً وقبل كل شيء أن لا تتقدم المحاصصة اللعينة في هذا المجال وتبدأ من أي حزب هذا أو ذاك وثانيها أن ترسل الطاقات الشابة في مقدمة كل وفد طبي أو أي مؤتمر علمي,وثالثهما أن تتطور العلاقات العالمية مع الشركات العلمية الطبية لإنتاج ألأدوية التي هي تهيأ إلى هذه المؤتمرات وتمولها.كل شركات الأدوية تعقد هذه المؤتمرات وكل سنة هناك أكثر من مؤتمر وفي كافة ألاختصاصات وعلى الجهات المختصة أن تدبر أمر اشتراكها في هذه الفعاليات العالمية التي يغتني منها الطبيب العراقي علميا.أتذكر أن أحد الأطباء من الذين رحلوا,وكان محاربا من قبل النظام العراقي بشكل مؤلم وكان الاعتقال ينتظره في كل يوم,وأن اختفى مرة وراجعه المرضى جاء الجواب من زملاءه:انه في إجازة طويلة,أنه الدكتور محمد صالح سميسم, أخصائي جراحة العظام ,وبالرغم من كل ما فعلت به القوى الأمنية لم يخن تاريخة ولا حزبه ,وقد أجاز له د.رياض حسين أن يشترك في مؤتمر طبي في الهند,فقال له الوزير الذي رحل هو الآخر على يدي المجرم صدام:دكتور أرجوك أن ترجع للوطن,فجاء جواب الدكتور سميسم:دكتور رياض لن أهرب,اطمئن,ورجع إلى العراق وبقى في العراق إلى أن توفي .هذا المثال ذكرته من أجل أن تقدم الكفاءة على المصالح الحزبية الضيقة والمحاصة الطائفية والقومية,للنهوض بالعراق إلى الأمام من أجل صحة المواطن التي هي هدف كل طبيب نزيه,وهناك من ألا كفاء الذين لو أعطيت لهم الفرصة لابدعوا كل في اختصاصه. وأتمنى أن يفكر المعنيون في كافة ألاختصاصات العلمية والأدبية للاشتراك في كل مؤتمر خارج القطر لتعميم الاستفادة وللجميع.أن كل العملية لا تتطلب جهداً خارقا للاتصال وإنما فقط تقوية العلاقات مع هذه الشركات والطلب منها إشعار المستشفيات بها.وهناك من الأموال التي تستطيع أية مستشفي في العراق من إرسال طبيب أو أكثر لهذه المؤتمرات بين الحين والآخر.على الحكومة أن تبلغ الدول الصديقة أن تسهل منح سمات الدخول للعراقيين للاشتراك في هذه المؤتمرات وأن لا تضع العقبات أمام المرشحين بسبب أنه عراقي, لأنه ما عاد طلب اللجوء أمراً مستحبا من الكوادر العلمية العراقية ألآن.

في المؤتمر الذي ذكرته كان المحاضرون من أمريكا ,فرنسا,ايطاليا,اليونان,إنكلترا,ألمانيا,النرويج وهولندا,وأكثر المشتركين نشاطا في طرح الأسئلة هم الأطباء المصريون.

أتمنى وبإخلاص أن أرى أطبائنا العراقيون بين الحضور في مؤتمرات علمية قادمة .

#محمود_القبطان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل