أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - يحيى السماوي - الدروس المستخلصة من انتخاب مجالس المحافظات














المزيد.....

الدروس المستخلصة من انتخاب مجالس المحافظات


يحيى السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2549 - 2009 / 2 / 6 - 09:42
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


تشير التوقعات ، وما تسرّب من أخبار عن الإنتخابات التي شهدتها أربع عشرة محافظة عراقية لاختيار أعضاء مجالس المحافظات ، إلى أن الجماهير الشعبية قررت سحب البساط من تحت أقدام الإسلام السياسي ، تعبيرا ً عن خيبتها بـ المتأسلمين " وليس بالإسلام .. فالشعب ـ وهو محق ٌّ في ذلك ـ قد خاب أمله بالذين انتخبهم في الدورة السابقة ، ليكتشف بعد حين أنهم لم يكونوا أكثر من طبّـاخي شعارات وباعة كلام ، وأنّهم كانوا منشغلين بمصالحهم الحزبية والطائفية والفئوية أكثر من انشغالهم بهموم المنتخبين وتطلعاتهم المشروعة بالحياة الكريمة اللائقة بشعب طحنته الحروب العدوانية والديكتاتورية ورحى الإحتلال ـ بل وأنّ الكثير منهم كانوا لصوصا استثمروا مواقعهم لإقامة امبراطورياتهم المالية والعقارية في غفلة من الزمن ، فلم يفوا بالوعود والشعارات البراقة التي رفعوها ، ولم يرتقوا إلى فضيلة الدِين الذي جعلوا من أنفسهم ناطقين باسمه .

لا جدال في حقيقة أنّ الشعب العراقي ، هو شعبٌ مؤمن يتماهى مع تعاليم السماء ... لكنّ الدين ليس مجرّد شعائر ولافتات ، بقدر ماهو ممارسة فاضلة لكلّ ماهو مضيء ، وسلوك يصبُّ في خدمة الصالح العام لا في خدمة هذا الحزب أو تلك الجهة الإقليمية أو الفئوية والطائفية ..

الوطن الجريح لا يُشفى بالتمائم والأحجية ... والمواطن المتضوّر جوعا والمرتعب من الإرهاب ، يريد خبزا ً وأمانا ً وخدمات ٍ هي من صلب واجب الدولة ـ وليس شعارات وميليشيات وتوزيع " الهريسة " .. صحيح أن الشعب العراقي هو شعب عميق الإيمان بعقيدته ، لكنّ الصحيح أيضا ، هو أنه لا يريد تحويل الوطن إلى " خيمة عزاء " بقدر ما يريده ورشة عمل وإعمار ... العمل عند الله وجه من وجوه العبادة .

بقدر تعلق الأمر برئيس الحكومة السيد نوري المالكي ، فقد اثبت أنه أقلّ المسؤولين كلاما وترديد شعارات ـ لكنه أكثرهم عملا وحرصا ً على وحدة الأرض والإنسان العراقيَين ، وأكثرهم صلابة في مواجهة الخارجين على القانون ، بل وأنظفهم يدا ً .. فلا عجبَ لو منح المنتخبون قائمته أصواتهم ، فالعجب هو أن يُعيد الشعبُ انتخابَ الذين اتخذوا من الدين وسيلة لتحقيق مصالح ومطامح سياسية شخصية وطائفية تلتقي ومصالح جهات إقليمية أكثر مما تلتقي ومصالح الإنسان والوطن العراقيَين .

فوز قائمة المالكي هو بالضرورة فوز لوحدة العراق وللأمن والاستقرار مثلما هو رسالة شعبية مجانية يقدمها الناخبون للساسة جميعا ، مفادها : إننا سنسحب البساط من تحت أقدام كلّ مَنْ لا يفي بوعوده ، فقد آن لصوت الديمقراطية أن يعلو فوق اللافتات والشعارات المجانية والوعود المعسولة .

قد لا تكون الانتخابات نموذجية ـ إنْ على صعيد نسبة المشاركة الجماهيرية أو على صعيد حدوث بعض الهِنات والتجاوزات الفردية ـ لكنها على صعيد التاريخ السياسي العراقي الحديث ، تعتبر نافذة مضيئة في ليل العراق الطويل ، تقود إلى اليقين بأن الغد سيكون أكثر إشراقا وأبهى .



#يحيى_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنيئا للشعب العراقي بفوزه
- ما الذي سيحدث لو عاد حزب البعث إلى السلطة ؟
- شهادة جندي اسرائيلي على الهولوكوست الجديد
- ( الساكت عن الحق شيطان أخرس )
- مَنْ تُسمعين ؟
- الإنقلاب العسكري أت ٍ طالما بقي جنرال بعثي في القوات المسلحة
- شكرا لك سيدي البطل منتظر الزيدي
- بهيّ القلب
- أكلُّ هذا التشابه .. وتقولين نحن مُختلفان ؟
- إنصب خيمتك داخل جرحك !!
- البيتُ الأبيض
- قطار التحرير الأمريكي
- ضلوعي تساقطت نخلة إثر نخلة
- لماذا يُصرون على احتلال العراق ؟
- القرضاوي تجاوز مرحلة الخطأ فدخل مرحلة الخطيئة
- حكاية قديمة عن حدث جديد
- ظاهرة الإنتحاريات العراقيات
- قرصنة أمريكية مفضوحة
- نريده برلمانا ً- عراقيا - .. وليس - عِرقيا - ..!
- ما الفرق بين - الزرقاوي - و - القرضاوي - ؟


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - يحيى السماوي - الدروس المستخلصة من انتخاب مجالس المحافظات