يحيى السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 2497 - 2008 / 12 / 16 - 01:35
المحور:
الصحافة والاعلام
" منتظر الزيدي " ... إسم سيبقى منقوشاً في ذاكرة العصور ... وسيتباهى به النخل العراقي والتراب العراقي والماء العراقي ـ وقد تحسدنا عليه شعوب كثيرة لم يمنحها الزمن فرصة إنجاب بطل مثله ..
" منتظر الزيدي " قد دخل التاريخ من أوسع أبوابه باعتباره الغزال العراقي الوديع الذي تحدى " الديناصور الأمريكي البشع "... وباعتباره المواطن البسيط الذي أرغم " أقوى رجل في العالم " على الإنحناء لحذائه !!
حتى حذاء منتظر الزيدي سيدخل التاريخ ، باعتباره " القذيفة الشعبية " التي حملت رأس " جورج بوش " على الزوغان لتجنـّب الإصطدام به .
ما حيلة البطل " منتظر الزيدي " إذا كان ممنوعا عليه ـ وعلى جميع العراقيين بما فيهم كبار رجال السلطة ـ دخول المؤتمر برشاشـة كلاشـينكوف أو بمسـدس ، ليدرز َ بالرصاص رأس "هـولاكو الجديد " ؟ الحذاء إذن هو البديل .. فطوبى لمنتظرالزيدي بدخوله التاريخ ... ومجدا ً لحذائه الذي سيبقى لامعا ً على مرِّ العصور باعتباره القذيفة التي أرغمتْ أقوى رجل في العالم على الإنحناء حماية ً لرأسه !!
**
أجزم أن " منتظر الزيدي " سيفوز في أية قائمة انتخابية ـ لو سمحت له حكومة عراقنا الجديد في الترشيح لأي منصب قيادي ..
أجزم أن الشعب العراقي سـيصطفيه ناطقا ً وطنيا ًباسمه وباسم تراب العراق ومياه العراق ونخيل العراق ـ لو خـُيِّـرَ لـلشعـب اصطفاء الناطق باسمه ..
أجزم أن الأسرة الإنسانية كلها ، قد حسدت الأم العراقية التي أنجبت البطل " منتظر الزيدي " ..
**
لستُ بذي مال ٍ ... ومع ذلك ، فأنا على استعداد لشراء " حذاء منتظر الزيدي " بسيارتي وأثاث بيتي وبالأمتار المربعة القليلة التي أملكها في مقبرة وادي السلام ...
أيها المسؤولون : إحذروا من التفريط بحذاء البطل منتظر الزيدي .. حذاء منتظر أضحى ثروة وطنية ... أقيموا له جناحا ً خاصا ً في متحفنا الوطني لتتذكر أجيال الغد ، أن حذاءً عراقيا ً قد أرغم ذات يوم ، أقوى رجل في العالم على الزوغان برأسه خشية أن يشجَّ جبينه ..
**
شكرا لك سـيدي البطل منتظر الزيدي ، فـقـد أعـدتَ للنخل العراقي كبرياءه .. وأعدت َ الإعتبار للشرف الوطني ..
شكرا لك سيدي البطل منتظر الزيدي ... وألف شكر للأم التي أرضعتك الشرف مع حليب الأمومة .. واعلم سيدي ، أن الغد سيشهد يوما ً إفتتاح أكثر من ساحة وميدان ، تزدان بالنصب التذكارية لحذائك ... وأمّا أنت ، فستبقى منقوشا ً في ذاكرة الخلود ..
شكرا لك سيدي البطل منتظر الزيدي ... فتـقـبَّـل إنحنائي ... إن انحنائي لك سيزيد من طول قامتي !!
#يحيى_السماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟