يحيى السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 2439 - 2008 / 10 / 19 - 01:07
المحور:
الادب والفن
ألـقـادمـون من :
وراء المحـيـطات ..
الـغـابـات الحـجـريـة الأشـجار ..
مـدن ِ الـثـج والـنـحـاس ..
فـنـادق الـدرجـة الأولى ..
إصـطـبـلات رعـاة الـبـقـر ..
المـبـاغـي الأيـديـولوجـيـة :
أفـرغـوا حـنـجـرتي من الـصـوت ..
ِ
وعـيـنيَّ مـن الـدمـوع ..
وشـفـَتـَيَّ من الإبـتسـامات ..
ومـئـذنـتي من الـتراتـيـل ..
وصـبـاحـاتي من الألق ..
ومسـاءاتي من النـجـوم ..
ورغـيـفي من الملح ..
إسـتـَبْـدلـوا :
بكـوفـيَّـتي خـوذة ..
بـحـصـاني دبـابـة ..
بحـديـقـتي خـَنـدَقـا ..
بـنـخـيـلـي أعـمـدة ً كونـكريـتـيـة ..
بـأسـاوري قـيـودا ..
وبـ " زهـور حسـين " " ما دونـا " ..
وبالـقـرآن مـجـلـة َسـتربـتـيـز ..
ودمـا ً بمـيـاه الـيـنـبـوع ..
وسـانـدويشـة ماكـدونـالـد بخـبـز أمي ..
أطـلـقـوا سـراحي من قـبـضـة الخرتـيـت
واعـتـَقـَلـوا الـوطـن ..
ثم أعـطـوني قـلـما ً ودفـترا
لأكتـبَ عن الـحـريـة ..
أو تـقـاريـرَ عـن الـذين يـرفـضـون :
تحـريـضَ الـنـار ِ عـلى الأكواخ ..
والـقـحط ِ عـلى الحـقـول ..
وأكياس ِ الـرمـل ِ عـلى الشـُرُفـات ..
و" ابن ِ طالب " عـلى " ابن الخطاب " ..
و " أبي ذر الـغـفاري " على " القدّيس أوغسـطـيـن " ..
والخـنادق على الحدائق ..
والسـيوف ِ على الرؤوس ..
والسـيارات المفخخة على الأسـواق الشـعـبـيـة ..
والأكـفـان ِ على مـناديـل الـعـشـق ..
والـدخـان ِ الـطائـفيِّ عـلى قـوس ِ الـقـُزَح ..
والـرذيـلة ِ علـى الـفـضـيـلـة ..
والـلصـوص ِ عـلى الـوطـن ..
و" الأمْـرَكـَة ِ" عـلى " الـعـراقـة " ..
و " الـصـهـيـونـيـة " عـلى "السـِفـر البابلي " ..
فـهـل ثـمـة مَـنْ يـلـومـني
إذا صَـرَخـْتُ ملء حنجـرتي :
أعـيـدوني إلى زنـزانـتي
واطـلـقـوا سـراح َ وطـني ؟
*
#يحيى_السماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟