أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - منير العبيدي - حين يكون الجلاد مثقفا














المزيد.....

حين يكون الجلاد مثقفا


منير العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2544 - 2009 / 2 / 1 - 10:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


المعرفة تصب في الهدف الذي كرسه المرء لها ، و اذا ما كان إنسان ما شريرا فإن أي معرفة اضافية ستجعل منه اكثر شرا و اكثر قدرة على ايذاء الناس . لم يغفل الادب هذه الحقيقة فقد كان هناك مقابل كل شخصية معادية للشر و معادية للجريمة ، لامعة و ذكية ، شخصية اخرى لامعة و ذكية و لكنها تكرس ذكاءها لايذاء الناس كما في شرلوك هولمز و خصمه برفيسور مورياتي .
اذا ثقفت الجلاد العامل في مديرية الامن العامة جعلت منه اكثر مهارة في انتزاع الاعترافات من الناس الذين تعرّف على ثقافتهم ، فإذا ما كانت الثقافة التي حاول الجلاد أن يتعرف عليها ماركسية جعلته يحصل على مكافآت من مرؤوسيه في محاربته للماركسية و الماركسيين على وجه التحديد .
لا شك ان رفاقنا و أصدقاءنا من الذين خاضوا النضال السري ضد النظام الديكتاتوري من الذين تعرفنا عليهم في اوائل السبعينات حين كنا مطاردين و بعد ذلك في الحملة الثانية على الحزب في نهاية السبعينات يعرفون هذه الحقيقة . فالكثير من رفاقنا يعرفون أن شبابا نحيلي الجسم معدمي الصحة يعانون ربما من العديد من الامراض قد صمدوا و قارعوا الجلادين ببسالة و بعضهم رحل عنا الى عالم الشهداء ( الضحايا ) ، و في نفس الوقت انهار و وشى برفاقه احيانا رجال غلاظ ثخان مفتولو العضلات اشعلوا الشوارع بالهتافات و الصدامات .
و يعرف ابناء قريتي في بهرز القصص عن صمود ( خ . م ) الشاب الذي اكتشفنا باندهاش فيما بعد انه كان مسؤول كامل التنظيم في السنوات التي سبقت انقلاب عام 63 ، هذا الشاب الخجول الذي كان وزنه لا يزيد ربما بالكاد عن خمسين كيلوغراما .
الصمود بوجه الجلادين هو صمود فكري قبل كل شيء ، فلا احد يضحي في سبيل شيء لا يؤمن به أو يشك في امكانية انتصاره .
لذلك فإن المهمة الاولى للجلاد هو تحطيم ايمان الضحية بالقضية ، و لكي يفعل ذلك على احسن ما يرام يجب أن يكون عارفا ما هي المرتكزات الفكرية الأساسية للقضية ، و هذا بديهي لان الذي لا يعرف النظرية و الفكر لا يستطيع تفنيده .
غالبا ما تلجأ الدول المتنافسة في مجال التسليح الى سرقة نماذج من سلاح الخصم من اجل صناعة سلاح مضاد كما كان يحصل في زمن الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي السابق و امريكا ، فالطائرات التي هرب بها طيارون الى بلد حليف لهذا الطرف أو ذاك كانت موضع دراسة الخصم لصناعة سلاح مضاد ، بدون معرفة السلاح لا يمكن صناعة سلاح مضاد ، الأمر نفسه ينطبق على الفكر : لكي تحارب فكرا عليك أولا أن تتعرف عليه .
لكن الذي يحاول أن يجد تبريرا يقول أن الحزب لم يكن عند ذاك قد تعرض لضربه و أن منظمات الحزب كان سليمة ( حتى الآن !! ) يغفل حقائق كثيرة بديهية تثير التساؤل فعلا .
هل ان الموقف من نظام ما يُبنى على أساس موقفه من الحزب أم موقفه من الشعب وعموم القوى السياسية ، موقفه من الديمقراطية و حقوق و كرامة الانسان ... الخ !! أليس هذا مثيرا للعجب ؟
هذا ما فعله النظام السابق لقد سلح نفسه و سلح جلاديه بالنظرية لكي يتوصل إلى طرق تسفيهها و تحطيمها انتظارا للحظة المناسبة ثم قام اولا بتحييد الحزب و جعله متفرجا على تصفية القوى الاخرى بل جعله متفرجا على تصفية المستقلين ايضا و حين آن الاوان تم توجيه الضربة الى الحزب الذي بات مكشوفا تماما على عكس الضربات التي وجهت الى الحزب في العام 1963 و الضربات التي قبلها و التي فشلت في اخراج الحزب من العمل في الداخل و فشلت في تحقيق انتصار عليه .
الحزب مطالب بالدفاع عن الناس و ليس عن اعضاءه و مطالب بالدفاع عن القوى الأخرى حتى لو اختلفت معه فكريا ، حقها في العمل السياسي ، على الحزب ان يستنكر اعتقال اعضاء من احزاب قد لا تتفق معه في نهجه الفكري ، كما أن عليه ان يدافع عن حق الشخص المستقل في عدم الانتماء و يرفض اكراهه على الانتماء و بهذه الطريقة يسيج الحزب نفسه و يقلل من ضرر القمع و يحشد الناس حوله .
تثقيف الجلاد لن يحوله الى ثوري انما يحوله الى جلاد ماهر و ناجح .
و نجاح الجلاد في عمله أمر معروف العواقب بالنسبة للذين بقوا في الداخل و عانوا الامرين على ايدي جلادين مثقفين يعرفون أين يضربون : فكريا و جسديا .
و كان معروفا لدى الشهداء ـ الضحايا الذين هزمت أجسادهم و لكن ارواحهم لم تهزم رغم ثقافة الجلاد .



#منير_العبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف العراقي ، مجدٌ ولكن بعد الموت فقط
- المالكي من المشروع الطائفي إلى المشروع الوطني
- لماذا لم أعد راغبا في الكتابة في الحوار المتمدن
- القوى السياسية الفاعلة على الساحة العراقية و موقفها من المجت ...
- القوى السياسية الفاعلة على الساحة العراقية و موقفها من المجت ...
- القوى السياسية الفاعلة على الساحة العراقية و موقفها من المجت ...
- هوركي أرض آشور رواية جديدة
- الحكومة العراقية تتحالف مع عتاة اليمين المعادي للاجانب في ار ...
- بيتي الوحيد الحزين
- الكسب الحزبي
- كاسترو : خمسين سنة في السلطة و لكنه ليس ديكتاتورا !!
- كيف يمكنك ان تدير موقعا الكترونيا - بنجاح -
- العقل الحزبي و المجتمع المدني
- قصيدة بالألمانية للشاعر كريم الأسدي
- ليالٍ من عاصمة كانت على قيد الحياة
- من أجل يسار جديد الجزء الثالث
- من أجل يسار جديد الجزء الثاني
- من أجل يسار جديد
- إلى قيادة الحزب الشيوعي العراق : اعينوا وطنا يحتضر !
- كيف يتخلى عن اللينينية من لم يعمل بها اصلا ؟


المزيد.....




- أخذ -منعطفًا خاطئًا-.. سيارة رجل مسن تعلق على السلالم الإسبا ...
- الموقف من -اغتيال خامنئي وقلب نظام إيران-.. الكرملين يعلق بر ...
- طاقم CNN يرصد نشاطًا جويًا متزايدًا في سماء طهران.. شاهد ما ...
- عشرات القتلى في غزة جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة
- تحديث مباشر.. نتائج ضربة إيران بإسرائيل وتصريح جديد لنتنياهو ...
- أثناء استعراض مراسل CNN لأضرار هجوم إيراني على الهواء.. سقوط ...
- ما هو الدور المحتمل لبريطانيا إذا انخرطت واشنطن في الصراع ال ...
- موقف ألمانيا من نزاع إسرائيل وإيران في ضوء القانون الدولي!
- بيسكوف: الحديث عن اغتيال خامنئي أمر غير مقبول
- نهاية العالم بين -أم الحروب وأم أمهات القنابل-!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - منير العبيدي - حين يكون الجلاد مثقفا