أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زيد عبد الصمد نعمان - قراءة في مشهد














المزيد.....

قراءة في مشهد


زيد عبد الصمد نعمان

الحوار المتمدن-العدد: 2538 - 2009 / 1 / 26 - 01:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قرر الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الاحتفال بتوقيع الاتفاقية الامنية في بغداد كقبلة الوداع لسنوات حكمه البائس في 15 كانون الاول 2008. في المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قذف منتظر الزيدي احد مراسلي قناة البغدادية الفضائية فردتي حذائه باتجاه الرئيس الامريكي فأخطأته.
المشهد موثق بالصورة و الصوت و موجود على الانترنت و الرابط التالي أحدها:
http://uk.youtube.com/watch?v=-xKFh4PYmmc&feature=related
للمشهد ثلاثة مستويات:
الاول: الاشخاص الثلاثة: نوري و جورج و منتظر
الثاني:رئيس الوزراء العراقي و الرئيس الامريكي (و احتجاج احد الصحفيين)
و الثالث: فردتا حذاء ترميان على الرئيس الامريكي.
اغلب ردود الفعل انصبت على المستوى الثالث بين مشجع و مشمئز حتى طغت على المستويين الآخرين.
بدأت احداث المشهد بعد ان اكمل الضيف حديثه و شكر مضيفه نوري المالكي فنهض احد الصحفيين (منتظر الزيدي من قناة البغدادية) و قذف فردتي حذائه باتجاه الرئيس الامريكي. اندفع اثنان من حماية المالكي الى القاعة بينما انقض بقية افراد الحماية الامريكية حتى التي بثياب عراقية على الزيدي و اردوه ارضا يشبعونه ضربا. المشاهد يستطيع سماع صرخات مكتومة للزيدي و صفعات افراد الحمايتين عليه. افراد الحماية يصرخون "طفي الكاميرات: اقطع الكهرباء عن المصورين".
عند منصة اللقاء كان الضيف يهدئ من روع الحضور و يطلب منهم الجلوس و عدم الهلع بينما وقف المضيف (نوري المالكي) بلا حراك مرتبكا ينتظر من ينقذه من هذه الورطة. هذا هو رئيس الوزراء الذي يروج نفسه "رجل سيادة القانون": لا يستطيع ان يفرض النظام و القانون في غرفة صغيرة ناهيك عن وطن شاسع كالعراق. افراد فرض القانون لا يجيدون وسيلة سوى العنف المفرط لذلك. كان واضحا ان جورج بوش هو رب البيت و نوري المالكي ضيفه!
بعد انتهاء الضجة سألت احدى الصحفيات جورج بوش عما حدث فرد الاخير بهدؤ : ماذا في ذلك؟ رجل رماني بحذائه. ثم ماذا؟ و كاد ان يضيف: انا رميت بلاده بمئات الالاف من اطنان القنابل و الصواريخ!
انقسم الاعلام العراقي الى مؤيد و معارض. انصبت الاعتراضات على طريقة الاحتجاج: فردتي حذاء باعتبار ذلك طريقة غير جضارية للاحتجاج. أغلب اعضاء هذه الجوقة القوا بلائمة الحرب و الدمار الشامل الذي الحقه الرئيس بوش بالعراق على الطاغية المغدور. لم نسمع احتجاجاتهم على الطريقة غير الحضارية التي غزى بها بوش العراق لكنهم يريدون الضحية ان تتصرف بطريقة حضارية و لائقة!
ليت الامر ينتهي عند ذلك. يصرون على ترديد لو رمى الزيدي حذاءه على صدام حسين لابيدت عائلته برمتها و لتم اعدامه علنا. لا احد ينكر ذلك. و لكن هل تريدون ان تجمعوا الاحتلال و طغيان صدام على العراق! لو افترضنا ان ذلك حدث كنا سنجد الجوقة نفسها تمجد الفاعل و تحاول نسبه اليها و لاحتجت على الطريقة الفظة في اعتقال الزيدي. الجوقة نفسها هللت "لنعال" ابو تحسين عشية سقوط الطاغية. من يدري ربما لبادر وزير ثقافة الاحتلال الى تشكيل لجنة الاشراف على مسابقة تصميم نصب "نعال الحرية"!
اني اعتقد ان هذه الردود تكشف عما اسميه حيرة المماليك. المماليك هم العبيد الذين جلبوا لحماية الملوك ثم صاروا حكاما و اذاقوا البلاد مر العذاب. حيرتهم تذكرني بقانون اصدره صدام حدد فيه العقوبات بحق من يتطاول على "القيادة": الاعدام لمن يهين القائد و عائلته ثم النزول التدريجي باتجاه مجلس قيادة الثورة و اعضاء الفروع لحزب البعث. علق احدهم على الهدف من ذلك دفع الاعضاء لمزيد من الولاء لصدام ليتسلقوا المناصب نحو منصب "اكثر امنا" من الاهانة. الآن ستبدأ مسابقة تسعير الاهانات: عقوبة لاهانة رئيس جمهورية العراق، اخرى لنائبيه او نوابه فهم كثر، ثالثة لرئيس الوزراء ...الخ.
في عام 1992 بينما كان جون ميجر يطوف بريطانيا في حملته الانتخابية رماه احد المواطنين ببيضة لطخت وجهه. الشرطة وجهت تهمة الاعتداء على مواطن و حكمته المحكمة بالسجن 28 يوما و غرامة قدرها 100 باوند. حيرة المماليك في فرض القانون. ربما اذا كانت عقوبة الزيدي عادلة قد تشجع آخرين للاحتجاج على جرائم القيادات السياسية العراقية. فنجد من يرمي الطالباني بالحبر الاحمر عن جريمة بشت ئاشان, او البرزاني عن اعدام الطلبة بواسطة عيسى سوار...الخ
بالتأكيد ان طريقة الاحتجاج تختلف من فرد الى آخر. لكن البلاد انحدرت الى مستوى لم يسبق له مثيل و صار الحذاء احدى مفردات مجلس الدواب فلا عجب اذا استخدمه عراقي غاضب.



#زيد_عبد_الصمد_نعمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغ اجتماع اللجنة المركزية لحشع: اصرار على نهج خاطئ و خطير
- وداعاَ توم هندرول...
- تابوري به نج
- غائبان عن احتفال ملعب الشعب ببغداد في 31 اذار
- أوراق من دفتر الوقوعات العراقية: تحت أعواد الفلقة
- اوراق من دفتر الوقوعات العراقية: الدجيل - 1982
- الموساد العراقي يمزَق الوطن
- الرفيق جورج بوش
- - صدام أسمك هزّ أمريكا...
- جورج بوش فاز بالتزكية في انتخاباته بالعراق
- 25 عاما- على اختفاء د.صفاء الحافظ و د.صباح الدرّة
- بالروح..بالدم نفديك يا - نكروبونتي-...


المزيد.....




- قيادي بحماس لـCNN: وفد الحركة يتوجه إلى القاهرة الاثنين لهذا ...
- مصر.. النائب العام يأمر بالتحقيق العاجل في بلاغ ضد إحدى شركا ...
- زيارة متوقعة لبلينكن إلى غلاف غزة
- شاهد: -منازل سويت بالأرض-.. أعاصير تضرب الغرب الأوسط الأمريك ...
- الدوري الألماني ـ كين يتطلع لتحطيم الرقم القياسي لليفاندوفسك ...
- غرفة صلاة للمسلمين بمشفى ألماني ـ مكان للسَّكينة فما خصوصيته ...
- محور أفدييفكا.. تحرير المزيد من البلدات
- خبير ألماني: بوتين كان على حق
- فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب والواحد
- فرنسا تتهم زوجة -داعشي- سابقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زيد عبد الصمد نعمان - قراءة في مشهد