تابوري به نج

زيد عبد الصمد نعمان

الحوار المتمدن-العدد: 2019 - 2007 / 8 / 26 - 09:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

لم يمر العراق بزمن مظلم الافاق كاللذي يمر به اليوم. فالاحتلال البغيض يسعى لتمرير مخططاته الاستعمارية مثل ضرب السيادة الوطنية على كامل التراب الوطني و نهب الثروات الوطنية و تمزيق النسيج الاجتماعي والوطني العراقي بالاصرار على المحاصصة باسم مشاركة مكونات الشعب و وسيلته في ذلك مجلس الدواب داخل الخط الاخضر في بغداد. و من بين دخان الحطام الوطني تصر القيادة العشائرية الاقطاعية الكوردية على تحقيق مكاسب اقليمية على حساب البقاء الوطني. تلك القيادة اللتي ادمنت على الاتاوات و الرشاوي وسرقة قوت الشعب الكوردي بالاخص في التعامل مع الحكومة المركزية ببغداد عندما كانت تسرق التعويضات و مخصصات اعمار الشمال لمشاريع لم تبن يسيل لعابها لفكرة اقتطاع مساحات اخرى مستفيدة او مشجعة للتدهور الامني في مناطق سنجار وكركوك و خانقين. كنت قد حضرت احدى الندوات السياسية في لندن في نهاية التسعينات قال فيها محمود عثمان ان نضالنا ليس من اجل الحكم الذاتي في محافظات كوردستان فقط بل ضم المناطق الكوردية المتاخمة مثل كركوك و سنجار و بدرة و خانقين و ذكرني حديثه هذا بمعارك الوجود العربي للبعثيين.

تتصدر قضية كركوك اليوم جميع المساومات السياسية الرخيصة في بغداد. تنطلق القيادات الطائفية الشيعية من الحرص على بقائها على كرسي الوزارة المهزوز حتى لو سالت مياه دجلة والفرات دماءاَ. القيادات الطائفية السنية تطرح مطالب مشروعة لزيادة عدد كراسيها في الوزارة المشلولة.

الكثير يتحدثون عن المادة 140 و كأنها اية قرانية لاتحتمل التأويل او الاجتهاد. المادة و جذورها من بنات افكار بريمر باشا اللذي فرض شروطه في الاشياء كلها وانصاع له سياسيونا كالخراف الجرباء. تولى مسؤولية لجنة المادة 140 حميد مجيد موسى لا لخبرته المجهولة في الموضوع بل لانه سكرتير ل.م لحشع. و لان الجعفري و من خلفه لم يستنفذوا فرص الاستغلال في القضايا الاخرى لم يتقدم عمل الجنة المذكورة و ظل حميد رئيس لجنة مشلولة. ظلت قضية كركوك على الرف حتى قرر السياسيون الطائفيون الشيعة تمرير قانون الفدرالية المشؤم عندها أدلى حميد بتصريحات مسمومة بدعوى ان العوائل العربية التي جُلبت في السبعينات ستختار بين الرحيل من كركوك مع تعويضات مالية سخية او البقاء "معززين مكرمين" ولا يحق لهم التصويت في الاستفتاء (اللذي سيكون مقدمة لنزع حقوقهم في البقاء في كركوك).

لتمرير قانون فدرالية الشؤم و الخراب احتاج مجلس الدواب لاربعة يكملون النصاب (و النصب) القانوني فأوعز الطالباني الى حميد ومفيد ومهدي و سهيلة لدخول القاعة و التصويت ففعلوا. اليوم تولى رائد فهمي من حشع رئاسة لجنة المادة 140 بطلب من الحليفين اللدودين الطالباني و البارزاني. لماذا يسيطر الطالباني على حشع؟

افتخر عزيز محمد سكرتير ل.م لحشع بعد انتهاء سكرتاريته العقيمة أنه كرس سنواته الاخيرة في حشع لولادة حشكع اللذي لم تكن قيادته افضل من منبتها فصارت قومية اكثر من أوك و حدك! عندما انتقد الراحل زكي خيري انبطاح قيادة حشع امام القوميين الكورد واصفاً اياها بالاختباء بالشروال الكوردي اتهمته قيادة حشع بتشويه تأريخ حركة الانصار الشيوعيين. ترى ما كان سيقوله زكي خيري لو ظل حياً ليرى قيادة حشع قد انزلقت الى الكيوة الكوردية؟ يكمن سبب الانصياع الحشعوي الى ان الاقطاعيين الكورديين يدفعان رواتب تقاعدية لمقاتلي الانصار السابقين (لمن ارتضى لنفسه ذلك). لقد احكم الاقطاعيين قبضتهما على حشع من خلال حشكع تنظيمياً و بعض اعضائه مالياً. هذا يمثل تضارب المصالح لدى حشع و لذلك لا يصلح لتولي مهمة قضية كركوك.

لم يعد حشع فصيلاً في الحركة الوطنية بعد ان كان حربتها.

حقاً ان الوطن في خطر.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات