- صدام أسمك هزّ أمريكا...

زيد عبد الصمد نعمان

الحوار المتمدن-العدد: 1473 - 2006 / 2 / 26 - 08:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

هذا كان ما يردده البعثيون و امعّتهم في شوارع مدن العراق لعقود جاوزت الثلاث، و لكن لم تدم. صدام هذا القادم من مجاهيل االمجهول العراقي ليعتلي سدة الحكم في واحد من أغنى دول العالم با لنفط و يتسيّـد 35 عاما" دون منازع.
لم يظهر من يعرّفه. قبل ان يقصي احمد حسن البكر من القصر الجمهوري غيّر تاريخ ميلاده الى 28 نيسان ليطابق ميلاد النبي محمد.

المغمور تمكن من خداع احدى القوتين العظميين وأ حد اعرق الاحزب السياسية العراقية في تحالفات متعة لعب فيها دور الزوج الفظ. عبر الحاجز النفسي بين القوميين و الاكراد و جاء بما أعتبره الكثير من القوميين كفرا" بالعقيدة القومية عندما جاء باتفاقية 11 آذارا لتي لم تمنعه من التآمر على الاكراد.

كان مهووسا" بالتاريخ حد الجنون الذي دفعه لتدنيس آثار بابل بدس طابوقات تحمل اسمه في الجدران الاثرية. يعود حلمه بعضوية مجلس الامن الى ما قبل استفراده بالحكم. في نهاية 1978 زار موسكو و هافانا قبل المرحلة الاخيرة من هجومه على الشيوعيين العراقيين و الديمقرطيين وا لحزب ا لشيوعي العرقي. كان هدفه عرض قاعدة أم قصر على السوفييت مقابل الاعترا ف بحزبه حزب ا لبناء الاشتراكي بدلا" عن الحزب الشيوعي العراقي.

في 1979 شرع باستقدام أمريكا الى المنطقة و العراق بثلاثة مراحل.

كان احتياط العراق من ا لعملة الصعبة عام 1979ا كثرمن 37 مليار دولار و في 1982 بلغت ديون العراق اكثر من 4 مليارات دولار ليوغسلافيا وحدها. بشنه ا لحرب على ايران كافأته امريكا علىا ستقدامها الى الخليج بحجة حماية منابع النفط بتقديم خدمات استخبارية للجيش العراقي في معركة هور الحويزة و زودته بصور من الاقمار الصناعية لتحشدات الجيش الايراني باعتراف عدنان خير الله. بعد ا نتهاء الحرب مع ايران و ضرب حلبجة بالاسلحة الكيمياوية منحه جورج بوش الاب قرضا" مضمونا" قدره 1 مليار دولار و حصل على مثله من مركريت ثاتشر عام 1989.

مجنون بين يديه مليارا دولار.

بنى بما حصل عليه ترسانة جنونية غزا بها الجارة الكويت و ظل طيلة 7 شهور يضيع الفرص لحل سياسي لتستقدم أمريكا نصف مليون جندي من أكثر من 30 دولة بينها دول عربية فدخل العراق في نفق المخطط الامريكي. بعد أن نشرت أمريكا قواتها في قواعد في أرجاء الخليج العربي فرضت حصارا" ظالما" و قاسيا" على الشعب العراقي بينما سمحت لصدام بكنز ما نهبه من عوائد النفط. منح صدام أمريكا الذرائع لتدمير القدرات الدفاعية العراقية عبرالهجمات على منظومات الدفاع الجوي بحجة فرض منطقة الحظر الجوي.

ظل صدام جاثما على صدرشعبنا الصابرحتى اكملت أمريكا استعدادتها فبعثت بجيوشها لتنفذ خطة غزو معلنة على مرآى شعوب العالم تبخر خلالها الجيش العقائدي و شق الامريكان طريقهم الى بغداد بقصف المدن العراقية و شراء ذمم قادة الجيش الصدامي الذين لا ذمة لهم. و هكذا أكمل صدام مهماته و قدّم العراق الى الامريكان على طبق من نفط.

لكن امريكا الهة نكران الجميل و الاّ لوضعت صورته على عملة 500 أو 1000 دولارأ و أن تطلق اسمه على احدى جزر الهاواي و في ذلك عظة (و عضّـة) للاعقي بساطيل المحتلين لو كانوا يعقلون.

ما ان سمع رمسفلد بخطر شروع حكومة الانتخابات الامريكية بالعراق باحتمال محكامة صدام تذّكر دفء تصافحمهما في اواسط الثمانينات فهرع (أي و الله هرع) الى بغداد ليقرأ على الطالباني و الجعفري تعليمات البيت الابيض فتذّكر جلال انه محامي و أنه وقّـع ميثاق بالغاء عقوبة الاعدام رغم انه أوعز لميليشياته باعدام الانصار الشيوعيين في بشت ئاشان عام 1983.

عندما كان صدام مختبأ" في جحر الجرذان بعث رسالة يطالب الامريكان التفاوض مع رفاقه في سجن المطار فاستبدل الامريكان مصطلح "بقايا نظام البعث الفاشي" بـ"المتمردون" تهيئة لخلق نظام سياسي جديد في العراق.

"!عندما خرج صدام من جحره قال للضابط الامريكي "اريد التفاوض مع القيادة الامريكية و رد الضابط " الرئيس بوش يبعث لك تحياته

!طلب منه الامريكان الدعوة لوقف الهجمات على جيشهم في العراق و لما رفض نشروا صوره بملابسه الداخلية

بعد اعلان الكتل الطائفية السنية عزمها الانخراط بـ"العملية السياسية" اذاعت "سي أن أن" مقابلة مع جنود امريكان كانوا يحرسونه في السجن الامريكي اشادوا فيها بخصال صدام كأنسان يناقشهم و يقدم لهم النصائح الاجتماعية و الشخصية

حتى لما اندلعت فضيحة سجن ابو غريب و سجن الجادرية انبرى رفيقه القديم اياد علاوي للقول ان ما حدث هو أسوأ مما كان يحدث في عهد صدام.

:الامريكان الآن يقدمون مسرحية محاكمة صدام لبعث رسائل الى الجهات المعنية
!الى البعثيين ان يطمئنوا، وتكتحل عيونهم برؤية صاحبهم الورد السواهّم بعثية
(الى الاكراد والخليجيين: احتموا بنا و الاّ فصدام قد يعود اذا اطلق سراحه لضعف الادلة(او المحاكمة
الى الاحزاب الطائفية: انتم غير قادرين على ادارة البلاد و نحن من يقرر من يجلس على كرسي الحكم.
عراقنا اليوم تحت الاحتلال تنطبق عليه الاغنية العراقية بعد التحوير الى " يا كهوتك علاوي بيهه المدلل صدام"

حقا" ..

" صدام أسمك هـزّ أمريكا...طربا" "
زيد عبد الصمد نعمان
شباط 2006- كرّادة لندن

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل