أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زيد عبد الصمد نعمان - الموساد العراقي يمزَق الوطن















المزيد.....

الموساد العراقي يمزَق الوطن


زيد عبد الصمد نعمان

الحوار المتمدن-العدد: 1522 - 2006 / 4 / 16 - 11:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يمر العراق بأسوأ مما يمر به اليوم. الاوقات العصيبة التي مر بها سابقاً كانقلاب 8 شباط 1963 الفاشي و عهد صدام حسين المعتوه بما فيها الهجمة الشرسة على كل من هو نزيه و وطني و مخلص للعراق و غزو ايران و الكويت و سنوات الحصار الظالم العجاف لم تمس وجود العراق و مكوناته البشرية و الطبيعية. عراقنا اليوم تستهدفه عصابات الموساد المحلية. بعضها تموله قوى محلية و مجاورة كأيران و أسرائيل. و هناك من يستظل بالاحتلال الانكلو – امريكي كالزرقاوي و الميليشيات المحلية. و هناك الطائفيون الذين تمولهم دول الخليج التي ترتكب الخطأ ذاته عندما موَلت صدام في حربه ضد ايران.

لم يرتفع صوت ايَ من لاعقي البساطيل الامريكية بالتحذير من عملية الاستئصال الديني و العرقي و الطائفي التي تجري على نطاق واسع في ارجاء واسعة من العراق. لم يهتز شارب ايَ منهم ان كانوا حقاً رجالاََ، لم يسقط عقال شيوخ عشائرهم و لم تسقط لكجة احداهن. الجميع مشغول باقتطاع ما يستطيعون من الحمل الجريح.

حدَثنا والدي انه كان خافراَ في المستشفى عندما وقعت احداث الفرهود 1941 و انه احصى عدد الضحايا فوجد عدد جثث اليهود مساوياَ لعدد المسلمين الذين قُتلوا يدافعون عن جيرانهم اليهود. كانوا حقاَ عراقيين.

عندما ارتفع مد الحركة الديمقراطية بعد الحرب العالمية الثانية خرجت مسيرة في نهاية حزيران 1946 تطالب بجلاء القوات الاجنبية من العراق فاطلقت الشرطة الملكية النار و قُتل شاؤول طويق، شهيداَ من اجل حرية العراق. بعد ان فُرض قرار تقسيم فلسطين خرجت مظاهرة شارك فيها يهود العراق تعلن رفضها للصهيونية و تؤكد وطنية يهود العراق. بعد ذلك زار موشي دايان بغداد و نسَق للموساد الاعتداءات على التورات و المحلات اليهودية. احد عناصر الموساد انذاك شلومو هليَل، الذي صار فيما بعد عضواَ في الكنيست الاسرائيلي اعترف في كتابه "عملية بابل" بتنظيم رحلات جوية لشبان يهود عراقيين بما اسماه "اعادتهم الى الوطن التاريخي" و نشاط الموساد بتهيئة الاجواء لتسريع هجرتهم. بعدها نشط الحكومات الملكية بترغيب يهود العراق بالهجرة الى فلسطين ليشاركوا بتأسيس اسرائيل و من رفض هُجَر عنوة كما حدث مع كثير من اليهود الشيوعيين الذين نقلتهم طائرات عراقية من سجونهم الى قبرص لتستلمهم الوكالة الصهيونية العالمية قبل نقلهم الى المستوطنات اليهودية في فلسطين. ظل كثير منهم حتى يومنا هذا يعتزَ بعراقيته. استعمل شلومو كلمة الموساد اسماَ لهذا الجهاز قبل تشكيل الموساد الحالي.

تتحدث الانباء عن اكثر من 11 الف عائلة عراقية اضطرت لترك منازلها الى مناطق تكون طائفتها هي الاكثرية. سنَة ينزحون من الجنوب الى مناطق الفلوجة، شيعة يُستهدفون في مناطق ولادتهم بالطارمية و حي العدل و جنينة وغزالية. المسيحيون يتجمعون في سهل نينوى. اين سيذهب الارمن والايزيديون و الصابئة؟
اي عراق هذا؟

اذا ظلت اعمال الاستئصال هذه، و ليس هناك ما يدل على عكس ذلك، ستندلع نزاعات طويلة حول رسم حدود تلك الكانتونات. الاغبياء و الخونة و عملاء الاحتلال وحدهم يرددون ان امريكا غزت العراق و احتلته للقضاء على حكم صدام حسين. ما يحدث في العراق اليوم هو تطبيق مباشر لمبدأ الامن الاستراتيجي الامريكي المرسوم للمنطقة:
1- تدوير عوائد النفط لتعود الى المستوردين بشكل بضائع الامر الذي يستلزم تحطيم البنية التحتية و هيكل الاقتصاد العراقي.
2- بلقنة العراق: كما حدث مع تفكيك يوغسلافيا و خلق دولة كوسوفو الجديدة يسعى الامريكان و عملاؤهم المحليون لتفتيت العراق لتسهل عملية سرقة الموارد النفطية و التعاقد على بقاء القوات الامريكية على الاراضي العراقية لعقود قادمات.

اذا نظرنا الى تاريخ العراق نجد ان يهود العراق و الايزيدون هما اقدم المجموعات الحية في العراق و ان اديرة المسيحيين انتشرت في ارجاء ارض الرافدين و تمتعت بحماية المسلميين الذين قدموا الى العراق في القرن السابع الميلادي. لقد ازدهرت بغداد كمنارة للحضارة في القرن الرابع الهجري حيث امتزجت و تعايشت الاديان و الاعراق على اختلافها مستفيدة من روح التسامح و التعايش التي انتقلت و ازدهرت في بقعة اخرى من العالم لحوالي ثمانيمئة سنة في الاندلس حيث استظل المسيحيون و اليهود بحماية الحكام العرب المسلميين. و يكفي ان ننظر الى الاعظمية في بداية القرن الماضي التي كان احد احيائها يسمى الشماسية نسبة الى شمَاس مسيحي يسكن المنطقة و ان كلية بغداد ظمت كنيسة لم يخربش احد على جدرانها عكس ما نراه اليوم من استهداف لكنائس المسيحيين. ظل سكان الاعظمية يسمون ارضاَ في محلة الشيوخ ببستان اليهودي لان "ابو اسحاق" تشارك مع الحاج محمد الاعظمي في البستان. بعد وفاة "ابو اسحاق" فرز ابناؤه حصتهم من البستان و بنوا توراة كانوا يحييون فيه عطلة السبت بمساعدة جيرانهم المسلميين.
خلال عقود عديدة ظل تمتع العراقيون بالتسامح و الزيجات المختلطة و تعايش العراقيون لا تفرق بينهم الاصول الدينية او العرقية او الطائفية. منذ الاحتلال الامريكي البغيض للعراق نشطت القوى الطائفية باستهداف المناطق ذات الاكثرية الشيعية و مقدساتهم و كان ابشعها تفجير المرقد العسكري في سامراء. ظل هذا المرقد يتمتع برعاية السنَة لقرون عديدة حتى حادث التفجير المشبوه. منذ تشكيل حكومة الاحتصاص الطائفي-القومي كلما هجم طائفيون و عنصريون على حسينية او فجروا سيارة مفخخة في حي ما تقوم مليشيا ت مرتبطة او مستترة بوزارة الداخلية على حي اخر كالطوبجي، السلام، الاعظمية و تقتاد شباناَ و رجالاَ الى مكان مجهول لتظهر جثث بعدد الانفجار الاول في اماكن مختلفة من البلاد.
و رغم ذلك كله يظل سياسيونا العاجزون متشبثين بمقاعد تشمئز احتقاراَ منهم ليكرروا الوعود تلو الاخرى. اغلبهم اعتاش على المعونات الاجتماعية في بلدان اللجؤ الغربية التي يستقيل فيها وزير الداخلية او النقل اذا وقع حادث او تصادم قطاران فلماذا لم يتعلموا ما يفيدنا، بينما يصر قادة الاحزاب على النظر الى السلطة كمكمافأة او حصة طائفية.

ان ما تقوم به التنظيمات و الاحزاب الطائفية و مليشياتها من اعمال تشبه تلك التي قام بها الموساد القديم و كانت البداية لمزيد من الاستئصال الذي طال البهائيين و الفيليين و الشيعة غير العرب.

ان الوطن حقاَ في خطر.



#زيد_عبد_الصمد_نعمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرفيق جورج بوش
- - صدام أسمك هزّ أمريكا...
- جورج بوش فاز بالتزكية في انتخاباته بالعراق
- 25 عاما- على اختفاء د.صفاء الحافظ و د.صباح الدرّة
- بالروح..بالدم نفديك يا - نكروبونتي-...


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زيد عبد الصمد نعمان - الموساد العراقي يمزَق الوطن