أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زيد عبد الصمد نعمان - وداعاَ توم هندرول...














المزيد.....

وداعاَ توم هندرول...


زيد عبد الصمد نعمان

الحوار المتمدن-العدد: 2104 - 2007 / 11 / 19 - 01:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


كان في اواسط العشرينات من عمره عندما شد الرحال الى الاراضي الفلسطينية المحتلة في 2002-2003 ضمن مجموعات حركة التضامن العالمية (ح ت ع) لمساعدة الفلسطينين تحت الاحتلال الاسرائيلي. كان في غزة عندما بدأت احدى وحدات الجيش الاسرائيلي اطلاق النار على مجموعة من طلاب مدرسة محلية فهرع توم واصحابه من حركة التضامن لمساعدة الاطفال الصغار في عبور الشارع بأمان مستفيدين من ستراتهم المميزة برموز ح ت ع الدالة على اصولهم الاوروبية او الامريكية. احد الجنود الاسرائيليين اطلق النار على توم فأصابه برأسه و افقده الحركة. تولى اهل توم نقله الى مستشفى رويال فري بلندن للعلاج.

كانت تلك المستشفى ذاتها التي و‘لد فيها ابني فذهبت الى الردهة التي يرقد فيها توم و تركت بطاقة اتمنى فيها شفاءه العاجل و طلبت ادراج اسمي في لائحة المتبرعين لمنظمة خيرية ترعى اطفال غزة اكمالاً لما عرَض من اجله توم حياته. بعد اسابيع وصلتني الاوراق الخاصة بذلك و صرت ادفع مبلغاَ شهرياَ لجمعية توم هندرول الخيرية. كان والد توم محامياَ في احدى الشركات القانونية بمنطقة السيتي بلندن (منطقة المال و الاعمال) فاقام دعوى قضائية على الجيش الاسرائيلي الذي ارسل صكاَ عن مصاريف نقل توم الى لندن للعلاج. اكتشف اهل توم ان الصك بدون رصيد مصرفي! لم يفت ذلك من عضدهم فأقاموا دعوى القتل العمد على الجندي الذي تسبب في شلله و بعد تأخير و مماطلة تمت محاكمة الجاني و حكمه بالسجن لمدة طويلة في عرف الجيش الاسرائيلي. خلال تلك الفترة توفي توم و شارك في جنازته حشد كبير من حملة التضامن مع الفلسطينيين و ح ت ع و نفر قليل من العرب او الفلسطينيين.

في آب (اغسطس) الماضي وصلتني رسالة من جمعية توم هندرول الخيرية تطلب مني وقف التبرعات الشهرية لأنهم سيحلونها و ينقلون اعمالها و مواردها الى جمعية العون الطبي للفلسطينيين. جاء هذا القرار عقب انتصار عصابات حماس على عصابات فتح في غزة. كيف يمكن للاجانب التعاطف مع شعب محتل يوجه بنادقه الى صدور ابنائه بدلاً عن المحتل؟ مما زاد في الغصة مرارةً ان قاتل توم هو العريف علي من فلسطينيي اسرائيل! الفلسطينيون يعرفون افضل من غيرهم ان اشد وحدات الجيش الاسرائيلي و اقساها في التعامل مع المدنيين الفلسطينيين تلك التي تضم في صفوفها فلسطينيين اسرائيليين الى الدرجة التي يتوسل فيها اهالي الضفة الغربية و غزة الى الاسرائيليين ان يبعثوا بوحدات من الاسرائيليين اليهود.

هذه التجربة المريرة لتوم و اهله تجلعنا نفكر بما يجري حقاً. اضاعت القيادة الفلسطينيية التي لم تتغير لاكثر من 4 عقود من الفرص التي كانت ستجنب الفلسطينيين و شعوب المنطقة الكثير من الويلات و التضحيات. ظلت تلك القيادة تزايد و تتعنت متوهمة ان الدعم السوفييتي لن ينتهي او ان الدول العربية ستقاتل حتى آخر فرد من اجلهم. بعد انهيار الاتحاد السوفييتي رحمه الله و اسكنه فسيح جناته طعنت القيادة الفلسطينيية اصدقائها و حلفائها بتوقيع اتفاق اوسلو الخديج الى الابد. بانتهاء مدة اتفاق اوسلو جاء الامريكان برؤية الرئيس بوش بحل المشكلة باقامة دولتين: واحدة للفلسطينيين و اخرى لليهود. ثم جاؤا باللجنة الرباعية و الآن يتحدثون عن اجتماع آنابولس للاتفاق على الخطوط العريضة للحل. قبل ان يدخل ارييل شارون المستشفى زار واشنطن و مكث خلالها فترة طويلة نسبياً لم تقع خلالها اي عملية انتحارية تعجل بانهاء الزيارة و عاد في جيبه اعلان الرئيس بوش بدعم اسرائيل في رفض الانسحاب الى حدود 1967 في حالة التسوية النهائية و ان اسرائيل دولة يهودية. محمود عباس سيذهب الى آنابولس ليوسط الامريكان بالضغط على الاسرائيليين للوصول الى حل عادل! لماذا الحديث الآن عن اقامة دولتين بينما هناك قرار الامم المتحدة الذي يمنح الفلسطينيين اكثر مما سيتصدق به الاسرائيليون والامريكان؟ لقد نجح الاسرائيليون في جعل المشكلة اقامة وطن للفلسطينيين على ارضهم بعد ان كانت المشكلة اقامة وطن لليهود في ارض فلسطين. لماذا لم تقبل القيادة الفلسطينية اذن بدعوة الراحل السادات الى ياسر عرفات ان يزور اسرائيل معه و القبول بالحكم الذاتي الذي كان سيجنب المنطقة اهوال اجتياح لبنان و مجازر صبرا و شاتيلا و يضم حقوقاً اكثر للفلسطينيين على ارضهم؟ لماذا انفردت القيادة الفلسطينية باتفاق اوسلو و دارت ظهرها للعرب ثم صارت تستجدي دعمهم؟ العقود الستة الماضية اثبتت ان الفلسطينيين هم الد اعداء قضيتهم و اشدهم خطورة عليها.

وداعاً توم هندرول...وداعاً فلسطين.



#زيد_عبد_الصمد_نعمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تابوري به نج
- غائبان عن احتفال ملعب الشعب ببغداد في 31 اذار
- أوراق من دفتر الوقوعات العراقية: تحت أعواد الفلقة
- اوراق من دفتر الوقوعات العراقية: الدجيل - 1982
- الموساد العراقي يمزَق الوطن
- الرفيق جورج بوش
- - صدام أسمك هزّ أمريكا...
- جورج بوش فاز بالتزكية في انتخاباته بالعراق
- 25 عاما- على اختفاء د.صفاء الحافظ و د.صباح الدرّة
- بالروح..بالدم نفديك يا - نكروبونتي-...


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زيد عبد الصمد نعمان - وداعاَ توم هندرول...