أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إدريس جنداري - نخبة محور الممانعة : العمى الإيديولوجي في خدمة تاريخ من الهزائم














المزيد.....

نخبة محور الممانعة : العمى الإيديولوجي في خدمة تاريخ من الهزائم


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2537 - 2009 / 1 / 25 - 07:19
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كشفت أحداث لبنان سنة 2006؛ كما تكشف أحداث غزة الآن انحطاط ما يسمى بمحور الممانعة ؛ والذي يتشكل في الغالب من تيارات الأصولية الدينية مضافة إلى الأصوليات القومية و اليسارية ؛ و التي توحدت بقدرة قادر – رغم اختلافاتها- في مقاربة ما يجري على الساحة العربية من خراب ؛ مستحضرة روحا عنترية لا عقلانية ؛ تنتصر للخراب و تشجع الروح الراديكالية التي لم يجن من ورائها العالم العربي إلا الخيبات ؛ منذ الناصرية و مرورا بالصدامية و انتهاء بالحركات الأصولية .
و يلعب هذا التيار على الوتر الحساس للشعوب العربية ؛ و هو إما الدين أو القومية أو الصراع الطبقي ؛ لكنه ينسى أنه لا يقدم شيئا ذا منفعة لهذه الشعوب ؛ بل فقط يجيشها و يخرج بها إلى الشوارع لتلعن إسرائيل ؛ و قد تتجاوز ذلك لتتهم دولها بالعمالة و الخيانة .
ولعل الأمر الغريب هو أن تنخرط بعض فئات النخبة المثقفة ؛ المفروض فيها مقاربتها العقلانية للأوضاع في هذه الجلبة ؛ بل و تستغل الظرف لتدافع على أطروحاتها الراديكالية ؛ التي لا تنبني على أسس فكرية واضحة تخدم شعوبها ؛ بل تقوم فقط على تصفية الحسابات الحزبية الضيقة .
لذلك لا نتفاجأ إذا وجدنا هذه النخبة تسوق على قناتي الجزيرة و العالم ... للنصر الإلهي؛ الذي أعلنه حزب الله و أكدته حماس من بعده؛ ضاربة عرض الحائط بتكوينها العلمي و الفكري؛ لاهثة وراء تسويق الإيديولوجيات؛ التي لا يمكنها أن تخدم قضايا الأمة العربية العادلة.
إن ما يجب أن يميز النخبة المثقفة عن عامة الشعب هو مقاربتها العقلانية لمجموع قضايا أمتها ؛ و محاولة توجيه المركب التائه في الاتجاه الصحيح ؛ و هذا ما يمكنه أن يمنح هذه النخبة شرف تبليغ رسالتها .
أما أن تنخرط هذه النخبة ضمن الوعي الزائف ؛ بل و تستغل تكوينها الفكري لترسيخه ؛ فذلك ما لا يمكنه أن يساهم في نشر الوعي بين الشعوب العربية بقيمة التحديات الحاصلة و المنتظرة ؛ و التي لا يمكنها أن تواجهها دائما بالعويل و الصراخ واستغاثة المجتمع الدولي ؛ بل يجب أن تكون في مستوى هذه التحديات ؛ عبر البحث في أصول الداء لاستئصاله حتى لا تستمر المعاناة .
كلنا مع قضايا أمتنا العادلة ؛ لكن هذا لا يعني أن نساير بشكل أعمى التيار الشعبي السائد و ندافع على هيجانه باعتباره الحل الأمثل لما نعانيه من أزمات ؛ لا يمكن أن تجد طريقها للحل إلا عبر التفكير العقلاني الذي يحاول التعامل مع التحديات المفروضة من منظور واقعي؛ يأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الدولية ؛ و ينظر هل تخدم مصالحنا أم مصالح الخصم ؛ و على ضوء جس النبض هذا يمكن اتخاذ الخطوات اللازمة ؛ التي تفرض علينا أحيانا القبول بأقل الخسائر أفضل من التمادي في الانتحار اللامبرر الذي لا يخدم سوى مصالح العدو ؛ باعتباره يقود المعركة بحس استراتيجي لا مجال فيه للمغامرة .
إن التفكير العنتري الذي ترسخ في ثقافتنا العربية ؛ هو الذي صنع تاريخا من الهزائم المتتالية ؛ ابتداء بهزيمة 1967 النكراء ؛ التي كان يسوق أنصاف المثقفين خلالها للإيديولوجيات الفارغة القائمة على وهم التفوق القومي ؛ و أدت الشعوب العربية الثمن غاليا .
و مرورا بكارثة العراق التي سوق خلالها أنصاف المثقفين هؤلاء لأسطورة التفوق البعثي الصدامي الذي لا يقهر ؛ و أكدوا للشعوب العربية أن صدام بجيشه و أسلحته الكيماوية و النووية و الجرثومية قادر على إبادة إسرائيل في لمح البصر ؛ و قادر كذلك عل إلحاق شر هزيمة بالجيش الأمريكي عند أبواب بغداد . لكن للأسف خاب ظنهم و انفضح أمرهم عند أبسط أفراد الشعوب العربية ؛ و أكدوا للقاصي و الداني أنهم لا يمتلكون من بضاعة سوى الإيديولوجية المؤدى عنها مسبقا من طرف أنظمة ديكتاتورية تريد تلميع صورتها عبر التسويق للوهم
و الآن و بعد أن اندحرت نسبة كبيرة من هذه الأنظمة الديكتاتورية؛ يجد هؤلاء البديل في الحركات الأصولية ؛ التي تعتبر آخر قلاع العمى الإيديولوجي في ثقافتنا العربية ؛ ليصيغوا من خلالها خطاباتهم الخشبية ؛ التي تكرس اللاعقل و وتقتل في المواطن العربي الحس التاريخي ؛ فتختلط عند القومي و الماركسي و الإسلاموي معركة حزب الله و حماس بمعركة بدر ؛ و يحدث نوع من الوئام الإيديولوجي الغريب بين هؤلاء على شاشة الجزيرة و العالم ؛ و على صفحات القدس العربي . إنه العمى الإيديولوجي الذي يقتل في الإنسان روح التفكير العقلاني؛ و يحوله إلى آلة عاطفية لا تنتج سوى العويل و الصراخ في وطن عربي لا يتقن سوى هذه المهمة.



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحداث غزة و معجزة النصر الإلهي : الأصولية الدينية و التسويق ...
- ما بعد أحداث غزة: في الحاجة إلى استلهام روح فكر التحرر الوطن ...
- من نتائج أحداث غزة : حماس قوية داخليا ضعيفة خارجيا
- الانفتاح الروائي كخطة لمساءلة الراهن السياسي المغربي : رواية ...
- الأدب وسؤال المؤسسة في الممارسة الأدبية العربية المعاصرة
- شركة ماكنزي للتنافسية ترسم مستقبلا سوداويا للمصارف (الإسلامي ...
- إيديولوجيا الاقتصاد الإسلامي : محاربة الفكر الاقتصادي الحديث ...
- إيديولوجيا الإعجاز العلمي في القرآن و السنة : نشر الخرافات ل ...
- من دروس أحداث غزة : العلاقات الدولية تقوم على المصالح لا على ...
- أحداث غزة : صراع الأصوليات الدينية لنشر الدمار و الموت .
- في حاجة النشر الإلكتروني إلى الأقلام العربية المتنورة
- نموذج التدين المغربي سلاح لمواجهة التطرف الديني الوهابي
- أحداث غزة و فشل استراتيجية الإعجاز و الجهاد المقدس
- في مساءلة التراجع الحضاري للأمتنا العربية : هل سببه تخليها ع ...
- في حاجة الفكر العربي المعاصر إلى استلهام روح التنوير النهضوي ...
- من الشورى إلى المستبد العادل : الفكر الديني و تكريس دولة الا ...
- الحلاج .. في صلبه المباغت
- الديمقراطية بناء ثقافي و ليست فقط صناديق اقتراع .
- العلمانية و الدولة المدنية في الثقافة العربية : المشروعية ال ...
- تأويل النص الديني و تكريس الرجعية في الثقافة العربية


المزيد.....




- قاذفات -B-2- الشبح تقلع نحو -غوام- قبل ضربة أمريكية محتملة ع ...
- المعروف بلقب -أبو علي-.. مقتل المرافق الشخصي لأمين عام حزب ا ...
- بعد الإفراج عنه.. محمود خليل: إدارة ترامب تحاول تجريد الجميع ...
- واشنطن تحرك قاذفات الشبح وسط ترقب لقرار ترامب بشأن ضرب إيران ...
- للمرة الثانية في أسبوع.. تحويل مسار طائرة للخطوط السعودية بع ...
- واشنطن تحرك قاذفات بي-2 مع ترقب موقف ترامب من مهاجمة إيران
- واشنطن تؤكد مغادرة مئات الأميركيين إيران وتحذر من السفر للعر ...
- مسؤول إيراني يهدد بقصف مفاعل ديمونا واستهداف القواعد الأميرك ...
- من التهكم إلى الألم.. ناشطة إسرائيلية تثير الجدل بعد قصف منز ...
- ماذا يمكن لحلفاء إيران في اليمن ولبنان والعراق فعله إذا دخلت ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إدريس جنداري - نخبة محور الممانعة : العمى الإيديولوجي في خدمة تاريخ من الهزائم