أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم الثوري - أسراب الدموع تنزفُ كلمات















المزيد.....

أسراب الدموع تنزفُ كلمات


كريم الثوري

الحوار المتمدن-العدد: 2536 - 2009 / 1 / 24 - 08:15
المحور: الادب والفن
    


عن دار التكوين في دمشق 2009 صدرت المجموعة النثرية الجديدة - شاهدة قبر من رخام الكلمات- للشاعر العراقي يحيى السماوي وقد إحتوت 154 مقطوعة في 158 صفحة جاء القسم الاول منها المكون من41 مقطوعة على شكل رثاء لوالدتهِ التي غادرته دون رجعة الى مثواها الاخير( رحمها الله) والقسم المتبقي مقاطع اتخذت أنماطاً اشترك فيها هاجس الوطن والغربة ومناغاة الطبيعة والمرأة وغير ذالك .. وقد إرتأينا ان نتناول قسطاً من القسم المخصص لفاجعة الموت تماشياً مع العنوان ولكون المقاطع الجياشة التي تناولها عكست وأنارت لنا الكثير من الوجد تجاه أمواتنا وأحبتنا الذين رحلوا عنا ولم نستطع حتى من القاء النظرة الاخيرة عليهم أو أن نسير مع أهلنا وأحبتنا –حَمَلة الجثامين-

توطئة متقدمة:

كان رجب في " شرق المتوسط " لعبد الرحمن مُنيف يذهب سراُ في الليل حينما تنام شقيقتهٌ أنيسة الى قبر والدتهِ
ليُبكيها حد الثمالة ثم يعود .. ويوم اكتشفت أنيسة سرَ ذهابه ليلاً قالت قولتها - لا ادري أن الرجال يمتلكون كل هذا المقدار من الدموع- !! ما بين " رجَب " عبد الرحمن مُنيف ويحيى السماوي ثمة قاسم مشترك ، فكلاهما مفجوع بمغادرة أمه دون وداع .. الأول ماتت والدته وهو في السجن والثاني غادرته الى الأبد تاركةٌ إياه يتلوى بمنفاه أما حديث الدموع فله وقفات سنتتبع خطواتها خطوة خطوة بما تيسر .

****


ذات مساء تقاطر المُعزون كما تقاطرت أسراب الدموع من عينيهِ المرملتين بالأحمر ، الموشحتين بكبرياء يعرفه ُكل من اتصل بمملكتهِ الضحوك ’ كان يلتهم الدخان التهاماُ لا تقاطاُ وهو يتفحص وجوه المُعزين التي غصت
بِهِم القاعةُ الكبيرة لعَلّ نازلة دموع او نشيج يُكفكِف ويُهدّئ من جَلل المُصاب ولكن شتان.ووو ولكن....؟بببببب لا بلللللبيي.بخلهم

صفحة كان يمكن المرور عليها مرور الكرام لكن السماوي يحيى أبى إلآ أن يتوقف عند تلك اللحظة ويجسمها
مرورا ًبأعوامه التي شارفت على الستين .

إلى طـيـن ِ عـيـنـيَّ
الـموشِـكـتـيـن
قبل ايام أهداني السماوي مجموعة نصوصه النثرية – شاهدة قبر من رخام الكلمات-
وحينما تصفحتها عرفت أي معنى لدموع السماوي التي سَمَت وارتَقَت بترحاله بِمعية حاضنته في أشد الاوقات أفراحاً وأحزاناً تلاقحاً مع الحزب او تقاطعا مع الدكتاتور وهي تُخيط له حرزا ً كي يحفظه من الحكومة.


4)
فـي أسـواق " أديـلـيـد "
وجَـدَ أصـدقـائي الـطـيـبـون
كلَّ مـسْـتـَلـزمـات ِ مَـجـلـس الـعـزاء :
قِـمـاشٌ أسـود ..
آيـاتٌ قـُرآنـيـة ٌ للجدران ..
قـهـوة ٌ عـربـيـة ..
دِلالٌ وفـَنـاجـيـن ..
بـخـورٌ ومـاءُ الـورد..
باسـتِـثـنـاء شيء ٍ واحـد :
كأسٌ مـن الـدمـوع ـ ولو بالإيـجـار
أُعـيـدُ بـه ِ الـرطـوبـة َ
إلى طـيـن ِ عـيـنـيَّ
الـموشِـكـتـيـن
عـلى الـجَـفـاف !

وأي معنى لذهولة وهو يتصفح الوجوه المواسية له والتي لم ترتق لأوجاعه:


لسـتُ سـكـرانـا ً ..
فلمـاذا نـظـرتـم إليَّ بازدراء
حـيـن سَــقـَطـْـتُ عـلى الـرصـيـف ؟
مَـنْ مـنـكم لا ينزلِـق ُ مُـتـَدَحْـرجا ً
حين تـتعـثـَّرُ قـدَمـاه بـورقـة ٍ
أو بقـطـرة ِ ماء
إذا كان يحمل الوطن على ظهره
وعلى رأسه تابوت أمّـه ؟



شاهدة قبر السماوي أضافت له سبباً اخر يمتُ للارض بصلة حتى وهي تغادره وبينهما نفق الغربة ومسافة 20 ساعة طيران:
ليَ الان سَــبَـبٌ آخـر
يَمـنعُـني من خـيـانـة ِ وطـنـي :
لـحـافٌ سَـمـيـكٌ مـن تـُرابـه
تـَدَثـَّرَتْ بـه ِ أمـي ..
ووسـادة ٌ من حجارتـه
في سـريـر قـبـرهـا !


بالرغم من:

وحـدُهُ فـأسُ الـمـوت
يـقـتـَلِـعُ الأشـجـارَ من جـذورهـا
بـضـربـة ٍ واحـدة ..

لم يهزم اللحاف السميك- والسُمكُ تراث- فأنفاسها من روحها المُتجلِدة ووسادةِ الحجارة قطعة من ارض الوطن لذلك هناك جذور اخرى تُعشعش في الذاكرة تنمو بالتضاد مع الموت- خيانة الوطن-



ومابين الموت والحياة لم يُبارحه ُهوس –المحكوم- مرتين .

قـبـلَ فِـراقـهـا :
كـنـتُ حـيّـا ً
مـحـكـومـا ً بالمـوت ..
بـعـدَ فـراقـهـا :
صـرتُ مـيـتـا ً
محـكـومـا ً بالـحـيـاة !


لقد كان معنا في " أدلايد " وروحه هناك في العراق باعتباره وريث عرشها ينصٌب خيمة العزاء ويستقبل الوافدين وحينما يَجن الليل يجتمع بأهله ومحبيهِ ليبكوا ، لكنه هنا الان فنشيجه كان له معنى مُحلِقا يحملُ ركنا في نعش فقير إستؤجِر من مسجدٍ قريب وحَملّتهُ يترنحون بين عطبٍ وعطب محاذي برفقة الفقراء وطيور المحبة بعيداً عن جلجلةِ المراسم الرسمية وهو إيحاء لسيرورتنا نحن ألمُهمشين ومناطقنا الشعبية:
ف:خارج دائرةببببببعيداوطيور المحبة--_



فـي(6)
لم تـَحـمِـلْ نـَعْـشـَهـا عَـرَبـة ُ مـدفـع ..
ولم يُـعـزَفْ لـه مـارش ٌ جَـنـائـزيّ ..
الـقـَرَويّــة ُ أمـي
لا تـُحِـبُّ سَـمـاع َ دويِّ الـمَـدافـع
ليس لأنه يُـفـزع ُ
عـصـافـيـرَ نخـلـة ِ بـيـتـنـا ..
إنما
لأنه يُذكـِّرُهـا بـ " جـعـجَـعَـة ِ الـقـادة "
الـذين أضـاعـوا الـوطـن ..
وشـرّدوني !

تـَكـرَهُ أصـوات الـطـبـول
( بـاسـتِـثـنـاء طـبْـل المُسـَحّـراتي ) ..
نـَعْـشـُهـا حَـمَـلـَتـْهُ سـيـارة ُ أجـرة ..
وشـيَّـعَـتـْهــا :
عـيـونُ الـفـقـراء ..
الـعـصـافـيـرُ ..
ويـتـامى كـثـيـرون ..
يـتـَقـَدَّمُـهـم شـقـيـقـي بـِطـَرَفِـه ِ الإصطـنـاعـيـة ..
وشـقـيـقـتـايَ الأرمَـلـَتـان ..
وجـدولان ِ من دمـوعي !

واخيراً وليس آخراً لا يمكننا الإمساك بكل المحطات ال41 بكفِ واحدة ولكننا يمكن ان نضيف مسكا لترحالنا : إن السماوي وهو في عِقده السادس حيث هو في تماس ٍ مع القريب المؤجَل بأمر الله ، يوجه رسالة محبة الى كلِ الذين أغضبهم يوماً يقول فيها:


عـلى الـجَـفـاف !
يـا كلَّ الـذين أغضـَبْـتـُهـم يومـا ً
من أصـدقـاء طـيـبـيـن ..
ومجـانـيـن ..
وبـاعـة ِ خـضـروات ..
وزملاء طـبـاشـير ..
وطلبـة ٍ رائـعـيـن أبـعَـدَتـني الـحـكومـة ُ عـنـهـم ..
ورفاق ِ مـعـتـَقـلات ٍ ومـعـسْـكـرات ِلـجوء
وأرصـفة ِ مـنـافي :
إبـعـثـوا إليَّ بعـنـاويـنـكم
وأرقـام هـواتـفِـكـم ..
فأنا أريـدُ أنْ أعـتـذرَ منكم
قـبـل ذهـابـي لـلـنـوم
في حُـضـن أمي !



#كريم_الثوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث ومضات
- ما يقولهُ التاج للهُدهد*
- كان لي وطن
- كما لو كان لي وطن
- - هلاهل للوقت الضائع-
- قراءة في قصيدة (الزائر الأخير) للشاعر أديب كمال الدين
- أصوليّ
- مُعلمي
- أضغاث أحلام
- إطلالة على كتاب:- مسبحة من خرز الكلمات - ل - يحيى السماوي - ...
- آخر الوصايا
- إطلالة على كتاب ... -ألإنتظار في ماريون - ديوان في قصيدة
- إطلالة على كتاب
- محدقاً في الفراغ
- برد اجنبي
- فئران العراق
- لقد غادرني العراق
- اعترافات من طرف واحد
- المشاعيون......( الى هادي العلوي .... الغائب الحاضر )
- مدارات صوفية


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم الثوري - أسراب الدموع تنزفُ كلمات