أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد العالي الحراك - وعي المسؤولية حوار مع الاخ جمال محمد علي















المزيد.....


وعي المسؤولية حوار مع الاخ جمال محمد علي


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2523 - 2009 / 1 / 11 - 09:47
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


انت يساري(أي يساري) ..اذن انت مسؤؤل. وعي المسؤؤلية التزام..والالتزام عمل..والعمل امل..والعراق في ازمة .. واليساري موجود.. والسؤال امامه يبقى مالعمل وكيف العمل؟؟ اذا كانت الاطراف اليسارية موجودة في العراق وخارجه وتشعر بالمسؤؤلية الوطنية والانسانية وهي كذلك تعبر,من خلال كتابات قادتها وكوادرها ,تدافع عن معتقداتها وارائها ,عليها والحالة هذه ان تلتقي باستمرار وتتحاور وتخرج بنتيجة مشتركة فيها تشخيص وعلاج للازمة. العمل في السياسة وفي جانبها اليساري خاصة, يتطلب تضحية وايثاركبيرين.لامجال للاستكانة وحالة الضعف اوالانانية والانتهازية التي تعبرعنها بعض شخصيات اليسارفي ممانعتها لوحدته ووضع العراقيل امام تحقيقها,لان هاتين الصفتين(الانانية والانتهازية) من صفات الاحزاب البرجوازية النفعية التي تكبر وتزدهرعندما تكون في السلطة وتختفي عندما تخسرها. اما الحزب اليساري فيفترض ان يكون موجود وفعال سواء كان في السلطة او خارجها ,يكبر بالنضال والتضحية ,لانه يمثل غالبية الشعب وهم الفقراء وهؤلاء موجودون دائما وفعالون. لا يليق باليساري ان يبحث عن مصالحه الشخصية فقط ,التي قد يحققها من خلال تحقيقه لمصالح الجميع التي يدافع عنها, واذا لم يكن هكذا فقد انتفت عنه يساريته .لا اقصد ان يفني اليساري حياته في الغربة والسجون والمعتقلات دون الاهتمام بمصالحه الشخصية ,لكن المبدأ والاختيار يتطلب تقديم المصلحة العامة في العمل السياسي وخاصة وقت الازمات .الاختيار يفرض هكذا ولا احد يجبر احدا ان يكون يساريا .لهذا فالمشروع الوطني اليساري يجب ان يطرحه من يدعيه ويحمله على اكتافه ويخفف من تناقضات اطرافه من خلال اللقاء والحوارلا ان يعمقها.
صحيح, ليس امرا سهلا الاتفاق الكامل بين الاطراف اليسارية خارج العملية السياسية,وتلك التي في العملية السياسية ويمثلها الحزب الشيوعي العراقي,الذي بلور موقفه الفكري والسياسي من خلال مشاركته في مجلس الحكم الانتقالي والحكومات التالية وتحالفاتها الموجودة التي تجني ثمارها اطرافها الرئيسية عبرالدستور والقوانين التي سنوها والاتفاقيات التي عقدوها ووقعوها وصادقوا عليها على حساب الشعب,ولا يحق مطالبتهم باكثر مما يفعلون,حيث لا يطلب النقيض من نقيضه ما يريد ويشتهي. انه صراع والصراع يحتاج الى بديل كفوء ومقتدريقوده ويواجه الاعداء.. والبديل يبدء وينمو ويكبر وهو اليسارالذي يعبرعنه خارج العملية السياسية,لكن لحد الان لم يمثله طرف او تحالف اطراف ,ل حالة ضياع وارتباك, بعضه يتشبث بتحالفات مع بقايا البعث والشخصيات والقوى السياسية الاسلامية السلفية والبعض الاخر كأفراد يتكلمون على دعمهم (للمقاومة الوطنية ) دون تحديد. لهذا يبقى الكلام عن يسار كمن يتكلم عن مجرد اسم لا عن كيان مادي ملموس يؤثر في مجرى الاحداث, دون ان يمثله طرف محدد بعينه (لهذا يتوجب الحواروالنقاش حتى يتشكل البديل المسؤؤل) .ان بقايا البعث واصحاب العزة بالنفس العروبية والاسلامية السلفية مدعومة من العرب العنصريين لقوميتهم ومذهبهم وعلى رأسهم الاردن ومصر والسعودية ,الذين يرسلون بما يسمى (بالمجاهدين العرب) مع مفخخاتهم ومتفجراتهم والذين يقتلون الناس على الهوية والمناطقية ,لايمكن اعتبارهم ضمن البديل الثاني, كما لا يمكن اعتبارهم مقاومة وطنية يعتمد عليها ولا يمثلون البديل الوطني للعملية السياسية,لان تاريخهم معروف ونظريتهم واضحة وهم الذين ساعدوا جميعا في قذف العراق في احضان الاحتلال الامريكي والايراني, مدعين مقاومة الاحتلال التي ارتبطت بها بعض اطراف اليسارالذي لم تحدد هويته ولم يطرح مفهوم كامل للمقاومة. فالبعض يسميها (المقاومة الوطنية) والاخر يسميها (المقاومة الشريفة) والاخريطلق عليها (المقاومة الاسلامية) وهكذا ..دون ان يعرف الناس في العراق اشخاصها ونظرياتها واهدافها وبرامجها وامتداداتها ومصادر تمويلها, حيث كانت العمومية والضبابية تسيطر على الموقف., وقد تستغلها واستغلتها فعلا امريكا في زيادة الطين بله ففجرت هي الاخرى واختلط الارهاب ومصادره ولم يتمكن اليساروالمخلصون الاخرون معه من التأثير الايجابي لبأتجاه تحرير بلادهم وتحقيق ذاتهم واثبات وجودهم واعطاء الصبغة الوطنية على ما سمي(بالمقاومة الوطنية الشريفة)
اليسار العراقي المنفصل عن الحزب الشيوعي العراقي والرافض للعملية السياسية,هو الطرف المعني بطرح البديل عبر وحدته وليس عبر اراء ومواقف مفردة تناطح السحاب, ويتبادل افراده السب والشتائم والتجريح. لقد ساراليسارالمشارك في العملية السياسية يرقع فشله بتحالفات سياسية مؤقتة,فضاع في العملية السياسية التي يدعي سعيه لأصلاحها ,كما ضاع اليسارالرافض للعملية السياسية في المقاومة التي تجني ثمارها (ان كان فيها ثمار) بقايا البعث والسلفية الاسلامية الوهابية . لهذا لا تقدم لليسارين على الساحتين,لانهما لم يتبلورا ولم يأخذا موقعيهما الحقيقيين في ساحة العمل, ولم يطرح أي منهما نظرية ماركسية وطنية جديدة لحالة عراقية جديدة. لذا كثرت الدعوات للقاء والحوار من اجل الوحدة ,وكان الجواب يعبرعن فشل مدفون في اخاديد العقل السياسي اليساري العراقي ,الذي لم يفكر في كيفية الخروج بحل واحد,بل استمرت التعليلات وتمنطق الاشياء بغير منطقها وابتعدا شيئا فشيئا عن فكرة وحدة اليسارمتشدقين بموضوعات ذات اهمية ثانوية وكانما اقتصرالدورعلى عرض البعض لقابلياته الادبية في الكتابة والتطرق الى مختلف الموضوعات (كحذاء منتظرالزيدي ورفض الاتفاقية) وهما موقفان صحيحان ولكنهما ثانويان وغيرها التي سيكون نصيبها الفشل,لان اليسارالان ليس كيانا وليس سياسة ولا اقتصادا ولا جماهيرا, وانما افراد ليسوا قادرين على اللقاء والاتفاق.
المعارضون للعملية السياسية من اليساراولا يجب ان يبلوروا موقفهم وكيانهم الذي يمثلهم. فالبديل الذي يدعون وجوده الان عريض في هلاميته ومهلهل في محتواه ويفتقد الى البوصلة التي يفترض ان يسيرعليها الجميع في تحالف واضح مكتوب ومقروء ومفهوم. فلحد الان وبعد مرور ستة سنوات ولا زال الكلام عن ( المطلوب طرح البديل_المطلوب الوحدة الوطنية _ المطلوب اقامة جبهة...وهكذا) وما اعلن اخيرا عن (مشروع لجنة تنسيق القوى الشيوعية واليسارية الماركسية ) الا دليل على فقدان الهدف والخلط بين الاساسيات والثانويات ,لان بعض القائمين عليه لم يسعوا الى وحدة اليسارالعراقي بشكل جدي في يوم ما ,بل اعتبروها من الامورالمستحيلة بل غيرالمفيدة.. وفي ليلة وضحاها غيروا اتجاه السكة مرتبكين . وكتاباتهم السابقة تشهد على ذلك.
..اذن فقدان اليسار خارج العملية السياسية لكينونته التنظيمية والفكرية, يعيق على بعض افراده الطلب من الاخرين الالتحاق به وهؤلاء الاخرون (اقوياء) نوعا ما بتنظيمهم رغم معاناتهم, وهم يبحثون عن بديل جديد افضل لم يظهر بعد الا من خلال السب والشتم والتجريح فهم بذلك يبتعدون.
القوى المعارضة والتي تسميها (قوى المقاومة) ليست منسجمة فيما بينها ويقودها الفكر القومي المتشدد والاسلامي السلفي العشائري المتخلف, ولن يستطيع اليساري ان يؤثر فيها بشيء ايجابي وفعل هذه المقاومة لم يتعد ما نلاحظه ونسمع عنه في الساحة العراقية من تفجيرات عشوائية تختلط باعمال الأرهاب والعنف المسلح الذي يطال الابرياء باضعاف ما يطال الامريكان.وهذا دليل على عدم تبلورالمقاومة لان اليسارالذي فيها غير متبلور وضعيف جدا. وما ظهورالصحوات في المناطق الغربية بدعم من الامريكان و(باجندات مستقبلية غير واضحة),الا دليل على اختفاء ما يسمى بالمقاومة التي كانت تمثلها قوى القاعدة التي تعشعش في بيوت (الرفاق البعثيين) والعشائرهناك التي اكتشفت سرها وحقيقتها فحاربتها وكادت تقضي عليها.
هذه التنظيمات والشخصيات التي تقول عنها انها اخترقت الحكومة ومؤؤسسات الدولة ماهم الا بعثيون تحتاجهم الدولة في وزارتها ودوائرها التي تنعدم فيها الكفاءات الادارية والفنية ,عادوا الى وظائفهم بموجب ما اطلق عليه (المصالحة الوطنية) وضغوط الامريكان لتهدئة الوضع الداخلي ,ولا يمكن اعتبارهم في نطاق (المقاومة الوطنية المدنية) الا في الاتجاه البعثي والقومي الاسلامي.اما ما تعانيه قوات الاحتلال وقراراتها بالانسحاب من العراق واقرار بوش بالفشل اخيرا فهو نتيجة العنف المسلح في العراق بمختلف اشكاله منها المقاومة غير المتبلورة وعنف الارهاب والميليشيات واحزاب الله ايران ومقتضيات مصالحها والارتباك في الخطة الامريكية وعجز الحكومة العراقية وهلم جرا...ولا يمكن اعتباره فقط بفعل المقاومة التي يتشبث بها البعض عارضا عن دوره في وحدة اليسار وتبوئه لموقعه..اما من اسقط بوش؟ فهو بوش الذي اسقط نفسه بغبائه الفائض والفاحش, وذكاء اوباما ونتائج العنف في العراق ,وتدخلات ايران التي اضرت بالعراقيين اكثر مما اضرت بالامريكان وليس المالكي او الطالباني او البارزاني.
عندما تسحب امريكا قواتها من العراق قبل ان يتبلورموقف جدي موحد للتيارالوطني الديمقراطي واليساري,فأن ايران ستملأ الفراغ بطائفية معلنة وجمهورية اسلامية عراقية على الطريقة الايرانية ,يقودها الحكيم والبرزاني وستكون الحرب الاهلية سجال وعندها سيخرج يسارالعملية السياسية ويسار(المقاومة الوطنية) خفي حنين وما فادتهم مشاركتهم ولا هتافاتهم. فمن تبنى التشخيص الاول وشارك في العملية السياسية واكتفى سيفشل.. ومن عارض وذهب الى ما يسمى بالمقاومة دون ان يوحد صفوفه ويطرح برنامجه فسيفشل ايضا. وفشل الاول اهون من فشل الثاني,لانه قد يجد ملجئا له في جبال كردستان مع القيادة الكردية التي تحالف معها. اما الثاني فسيرتاح من الهتاف ويبقى في دول اللجوء.. اذا لم ينتبه الطرفان ويتوحدا فاليسارالضعيف في العملية والسياسية والاضعف خارجها ستكون نتيجتهما واحدة وهي الفشل النهائي لانهما يعبران عن مواقف اشخاص متناقضين ومشتتين في الفكر ومستوى الالتزام وهما في اضعف حالاتهما وعلى الجبهتين..هذا ليس موقف تيئييسي وانما حقيقة تدعو المعنيين الى التفكير الجدي بانقاذ الذات اولا وانقاذ الوطن.
اليسار الوطني الحقيقي اليوم هو مرجعية ذاته ولا وجود لمرجعية خارج الوطن لان الوقت الحاضر لا يسمح بوجود مرجعيات خارج الوطنية او الحنين الى فشل الماضي بشقيه السوفييتي اوغيره .ومن يحن للماضي فهو كالقاصراليتيم او كالطفل المفطوم عن حليب امه .
الكوادر المتقدمة والمثقفين الواعين في الحزب الشيوعي العراقي والمستقلين منهم يمكن (ترميمهم) عن طريق يسار موحد وجديد قادرعلى كسب ثقتهم ومشاركتهم,وقد يتولى بعضهم قيادة هذا اليسارالجديد ,ذا ابتعدت الاطراف عن نبش الماضي واظهار روائحه الكريهة,وتخلت عن اسلوب السب والشتم ,واستبدلته بالحب والعفو والاحترام..ولوافترضنا ان الحزب الشيوعي العراقي باخطائه السابقة والحالية قد انتهى واغلق ابوابه. فهل سيبقى الاخرون يعلقون اسباب فشلهم او تأخرهم على شماعته؟ او عندها سيشعر الاخرون ايضا بفشلهم ويغلق ملف اليساركليا؟
لماذا اطراف اليسار خارج العملية السياسية موزعة على اكثر من فصيل من فصائل (المقاومة الوطنية الشريفة) ؟هل انها مخلصة ومقتنعة بتوزيعاتها ؟ومن يثق بها من الشعب اذا استمرت مختفية تحت خيمات الاخرين تتحدث باسمهم وتروج لمقاوماتهم؟ اليس من حق الحزب الشيوعي العراقي ان يتهمها والحالة هذه كما تتهمه هي؟ هل يستطيع ذلك الذي يعتقد ببناء الجديد (وان صحت الفكرة المجردة نظريا) بعد تهديم القديم؟ اليس في الامر كلفة بالغة وتستغرق وقت اطول وتحت الى ضمانات وقدرات؟ ومتى يصنع الطابوقة الاولى ومن يصف البناء ومن يزيل الركام الموجود حسب اعتقاده ..؟ ام مجرد كلام واحلام؟ عندما يبدأ اليسارالجديد بتكوين نفسه (وقد مرت ستة سنوات اضعفت الثقة في حصول البناء) فستلتحق به الفصائل الاخرى..ولكن انتباه ليس على طريقة مشروع لجنة التنسيق الاخيرة.
ليست هناك وراثة شرعية واخرى غير شرعية لليسارالعراقي, وان ادعاها الحزب الشيوعي العراقي. هناك عمل وبناء سياسي تنافسي ايجابي خلاق. من يقدرعلى البناء,ان يبني وليعلن عن نفسه ويميزها ويحددها ,لاان يخلط اوراقه القليلة مع زحام الاوراق الاخرى, فتضيع هباءا في اجواء شديدة التناقض والغرابة.. لماذا هذه الكتل اليسارية تتحالف مع شواذ السياسة في العراق ولا تتحالف مع نفسها اولا وتجذب لها الاخرين.؟ فهؤلاء بتحالفاتهم هذه يدللون على تخلفهم ويزيدون سوءاعلى تحالف الحزب الشيوعي العراقي في العملية السياسية. فمن يقترب ولا اقول يتحالف مع حزب الدعوة الاسلامية لمصالح معينة يكسبها في العملية السياسية ,قد يكون اكثر نضجا وتلبية لمصالحه ممن يتحالف مع التيار الصدري الذي سيخسر كل شيء.
هناك طرق ثالث يفترض ان يسلكه اليسار في العراق بعد السقوط وحصول الاحتلال الامريكي بعيدا عن الطريقين المسلوكين الان واللذين ما افضيا الى نتيجة ايجابية. الطريق الثالث ليس نظرية جديدة في الفلسفة او السياسة,وانما مقترح البديل السياسي العملي الأكثر ملائمة,الذي يخرج العراق من الحالة التي فيها, بمعنى ان هناك طريقين في العمل السياسي العراقي اتبعتهما و تتبعهما القوى السياسية العراقية بعد سقوط النظام السابق وسيطرة الاحتلالين الامريكي و الايراني وانتشارالطائفية المظلمة في العراق.. الطريق الاول هو طريق العملية السياسية وفيه طرف من اليسار يتخذ موقعا هامشيا ودعائيا ..الطرف الاخر هو الطرف المعارض للعملية السياسية و معروفة مكوناته السياسية وفيه اسماء من اليساروليس تنظيم بعينه وايضا يستغل للدعاية الاعلامية واضفاء مصداقية على مسيرة ذلك الطرف.كلا الطريقين اثبتا فشلهما عمليا ولا حاجة لسرد نقاط الفشل والاخفاقات,فهي مستمرة وظاهرة حتى للمشاركين فيها.فالعملية السياسية تستمر بطائفيتها ورجعيتها وتخلفها ونتائجها معروفة وملموسة ويستحيل اصلاحها... و(المقاومة الوطنية) لم تتبلور سياسيا ولا جماهيريا ولم تخرج عن نطاق الاعمال المسلحة التي يغلب على معظمها الطابع العنفي والانتحاري البائس,ولم يحتضنها الشعب لحد الان,لأنه لا يعترف برموزها وقادتها,وقد جرب الويلات من بعضها ومكشوف بعضها الاخر.ومن احتضنها في باديء الامرلأسباب عشائرية وطائفية,فقد اكتشف ضررها,فحاربها في مواقعها ودفنها والى الابد(الصحوات).على هذا الاساس ولكي لا تبقى الحالة مستمرة في ترديها وتقهقرها,لا بد من اتباع طريق اخر بديل عن هذين الطريقين.والشعب العراقي الذي انكوى بالارهاب والاحتلال والطائفية ينتظر ذلك البديل .طريق ثالث يبتعد نظريا وعمليا عن الطائفية ورموزها واحزابها ويتعرض بالنقد الصريح لبرامجها واهدافها دون مجاملة او نصح يبدأه طرف اليسار في العملية السياسية بعد الخروج منها ,يرفض بقاء الاحتلال الامريكي ويطالب بخروجه مقرونا ببناء القدرات الذاتية العسكرية والامنية والمدنية على اسس وطنية ديمقراطية,ويؤسس للعمل الوطني الواسع من خلال برنامج واضح تتفق عليه جميع القوى السياسية غيرالطائفية واقصد هنا بالطائفية( احزاب الاسلام السياسي) وما عداها فيمكن المناقشة حوله. كما يتجنب العنف المسلح في الوقت الحاضرلعدم تكافيء الفرص بين قوى الشعب وتحالفاتها الوطنية والاقليمية والدولية,وقوى وامكانيات المحتلين , ولوجود قوى ارهابية وتكفيرية وبعثية منهزمة تستغله لصالحها وهنا ياتي في المقدمة دور اطراف اليسارالاخر. ولنجاح هذ الطريق اعتقد وما زلت بان المسؤؤلية تقع على عاتق الحزب الشيوعي العراقي عندما يوحد نفسه,لانه مهيء سياسيا ونضاليا وجماهيريا وممارسة وخبرة,ستلتف حوله القوى السياسية الوطنية الاخرى, قديمها وحديثها وحتى القوميين والبعثيين الذين ندموا على ما فعلوا او فعل قادة حزبهم بحق القوى الوطنية العراقية. ثم ليس من السهل بناء كيان سياسي وطني جديد يقود هذا الطريق نحو النصرللتعقيدات المتعددة الموجودة بعيدا عن المكونات الأساسية الداخلة في تشكيلها. لهذا طرحت ان تتخلى القوى السياسية الوطنية,عن المشاركة في العملية السياسية ,لانها عملية سياسية طائفية تتناقض مع اوليات التوجه الوطني.وان تتخلى ايضا عن بعض اطروحاتها القومية الشوفينية والعشائرية ذات الرائحة الطائفية والعنتريات الرئاسية الاستعلائية وتستبدلها بأطروحات وطنية عامة,ولتبقى الخلافات والرؤى الثانوية, تحل عبر النضال والعمل السياسي المشترك الذي سيطول,لان الاعداء اقوياء وكثر.. ضار في السياسة التشبث بالمواقف والرؤى المسبقة .كذلك تتخلى اطراف اليسارعن الانجرار وراء ما يسمى بالمقاومة لانها تختبيء تحت عنوانها بقايا البعث والاسلام السياسي السلفي وهي قوى مشابهة في النتيجة لقوى العملية السياسية بصيغ ومهما متناقضة مرحليا. كل موقف سياسي معرض للتغيير والتطورسلبا او ايجابا من خلال المراجعة والنقد. الصورة السياسية التي نشأت في العراق بعد الاحتلال ليست الصورة الحقيقية التي تعبرعن الشعب العراقي وتربيته الوطنية,وان غابت عنه قياداتها سنوات طويله ,فالنفس الوطني ما زال موجودا, وكان الاولى تنميته وتوجيهه من قبل اليساروالقوى الوطنية وعدم الانشغال في العملية السياسية,التي تبينت خيوطها وعلاماتها منذ اللحظة الاولى والابتعاد عن اعمال العنف مختلطة باعمال الارهاب في الجانب الاخر. ليس صحيحا تفسير الصورة في العراق على انها نتيجة انتشار الحس الاسلامي واحزاب الاسلام السياسي بصورة مطلقة , بل ان الوعي الوطني كان موجودا ولكن الذي غاب عنه او تأخر هو العمل السياسي الوطني الميداني وتشقق ارضيته الجماهيرية, بسبب اختلاف المواقف من العملية السياسية نفسها وانحسار معظم القوى السياسية الوطنية والقومية ايضا,التي كان بعضها يعتب على الحزب الشيوعي لانه تركها ولم يتحالف معها وفضل الانخراط بالعملية السياسية.في رأيي فان غياب الموجه الوطني(اليسار) جعل من هذه القوى ان تتوجه توجها انانيا وقوميا وعشائريا ومناطقيا, بينما الذي يحرجهم ويخرجهم عن تصرفاتهم هذه هي المواقف الوطنية العملية لقوى اساسية معروفة,لم يكن يعبر عنها في المراحل السياسية السابقة كافة الا الحزب الشيوعي العراقي . فمن يصدق ان يحصل صالح المطلق على خمسة عشر صوتا في الانتخابات البرلمانية والحزب الشيوعي العراقي يحصل على صوتين , لولا تشتت المواقف والانقسامات في صفوف الحزب الشيوعي,لان قيادته استعجلت خطاها نحو العملية السياسية دون دراستها جيدا ودون الانسحاب المبكر بعد انكشاف خيوطها الطائفية. فلوان حزبا وطنيا عريقا كالحزب الشيوعي باطروحاته العلمية والواقعية المعروفة سابقا,قد نزل الى ساحة العمل السياسي الميداني,لما ذهبت هذا الاصوات هدرا وهباءا. وكذلك اصوات قوى سياسية اخرى , ناهيك عن اصوات من ترك الحزب الشيوعي وفضل الاستراحة السياسية في البيت , او اسس تكتلات اخرى راحت تعري بالحزب وتكيل له الاتهامات تلو الاتهامات. لا يفيد تمجيد الماضي والتغني بالتراث النضالي , كما لا يفيد السب والشتم.. مطلوب تحريك الوضع الحالي واستخدام الذكاء الشيوعي وظهور الكوادر والطلائع المثقفة الى السطح.
اعتذر ايها الاخ العزيز جمال.. انا لا انتقد تجربتك الحزبية الشخصية ولا اقصدك بالانانية والانتهازية والبحث عن المصالح الشخصية وانما بعض الاشخاص في داخل الوطن الذين يلتقون ليناقشون وحدة اليسارمغلبين هذه الصفات على المصلحة المشتركة, لهذا في رأيي تفشل هذه المحاولات .لكن اتمنى على جميع اليساريين ان لا يبقوا رهينة الماضي ويعمموا الحكم السلبي الذي قد يشمل جميع الناس ذوي المصلحة في وحدة اليسارالعراقي ويوقعهم في الاحباط واليأس.. الافضل التوجه معهم لصناعة البديل من خلال نسيان تلك الصفحة من الماضي والبحث عن الشباب المتجدد والعمل الوطني المفيد. يؤلمني جدا ما يعيشه اليسارالعراقي الان من ازمة ويؤلمك انت ايضا. ويسعدني جدا وحدة أي فصيل وطني.. حتى ان تمنياتي تضطرني بعض الاحيان ان اخفف مواقفي مع البعض واتمنى لو انهم سيصبحون اصدقائي في الوطنية وهي اعظم كنز بالنسبة لي في المرحلة الحالية .



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاضرار بالوحدة الوطنية مهمة مشتركة للطائفية والقومية الانعز ...
- لماذا لا تتحرك جمهورية ابران الاسلامية لدعم ( امارة غزة الاس ...
- حسن العلوي يهلوس كمحمد حسنين هيكل
- تهنئة للشعب العراقي بالعام الميلادي الجديد...ونسأل الرياسات ...
- حول الاعلان عن مشروع لجنة تنسيق القوى الشيوعية واليسارية الم ...
- مع الاخ حامد حمودي عباس
- مع الاخ جمال محمد تقي
- حول البديل اليسياسي الوطني الديمقراطي للطائفية السياسية والق ...
- لا تعلقوا فشلكم على شماعة البعث
- ايران تطالب العراق بتعويضات حرب بائسة
- الاخوان سلام عبود وجمال محمد تقي..ليس النقد لذاته..انما نحتا ...
- استخدام الحذاء تعبير عن.....وليس ثقافة
- القوى السياسية الثلاث(الاربعة) ودورها ومسؤؤليتها
- تعالوا نتحاور في سبيل الشعب والوطن وتحية للاستاذ ضياء الشكرج ...
- لا لن يتفكك العراق
- المرأة العراقية تحت ضغط حجابين
- تعليق صور السيد السيستاني لأغراض سياسية وانتخابية
- تهنئة للحوار المتمدن
- اذا كان ولا بد من نظام حكم فيدرالي في العراق.. فليكن وطني دي ...
- ضرورة طرح الحقيقة لمن يمتلكها


المزيد.....




- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد العالي الحراك - وعي المسؤولية حوار مع الاخ جمال محمد علي