أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عمرو البقلي - شتاء غزة الحار ثمن لفصول سابقة.















المزيد.....

شتاء غزة الحار ثمن لفصول سابقة.


عمرو البقلي

الحوار المتمدن-العدد: 2518 - 2009 / 1 / 6 - 02:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ربما تتشابه أحداث غزة اليوم كثيرا مع أحداث الإجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982، حيث كانت الصواريخ الفلسطينية تنهمر علي شمال اسرائيل بواسطة منظمة التحرير الفلسطينية أنذاك، و كان الرد الإسرائيلي قد بدأ بنفس الصورة غارات اسرائيلية محكمة علي بيروت الغربية و الجنوب تهدف إلي تدمير البنية التحتية لمنظمة التحرير تلتها عملة غزو بري وصلت إلي بيروت و حاصرتها، حتي إنتهت بخروج مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت علي متن بواخر حملت قادتها إلي تونس.

الفارق الوحيد بين صيف بيروت الساخن و شتاء غزة البارد الشرعية الشعبية الفلسطينية التي منحت لكل طرف سياسي جابة إسرائيل في تلك المعارك، فمنظمة التحرير لم تكن تملك إلا شرعية إعلامية و إقليمية من قبل جبهه الصمود و التصدي و أجهزتها الإعلامية أنذاك، بالأضافة إلي تأييد قطاع كبير من الفصائل الفلسطينية المنطوية تحت لواء منظمة التحرير، لكنها لم تحصل مطلقا علي تأييد شعبي رسمي ناتج عن عملية إنتخابية ديموقراطية إلا بعد توقيع إتفاق أوسلو الذي أنشأت علي إثرة سلطة فلسطينية منخبة علي أنقاض منظمة التحرير و الغريب في الأمر أنة بعد الحصول علي تلك الشرعية الشعبية بدأت القيادة الفلسطينية في التغاضي تدريجيا عن مواجهه إسرائيل عسكريا و اللجوء إلي مسار المفاوضات مع إستخدام العمل العسكري النوعي كورقة تفاوضية، حتي أنتهي مسار العمل العسكري بوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات و إنتخاب محمود عباس علي رأس السلطة الفلسطينية.

رغم إستمرار حماس في إنتهاج المسار العسكري إلا أنها لم تحقق نتائج يمكن أن تضاف إلي مكتسبات القضية الفلسطينية، بل في بعض الأحيان أدت العمليات العسكرية الحمساوية إلي تدمير المكتسبات الفلسطينية و إيقاف مسار التفاوض، بل أحيانا وصلت بعض التحليلات إلي تحالفات سرية بين اليمين الإسرائيلي و حماس كان أكثرها إثارة للجدل ما عرف بإتفاق (حماس - نتنياهو) عام 1993 لإسقاط أوسلو، خاصة مع تلك المعلومات المتواترة عن دور مخابراتي اسرائيلي في تأسيس حماس تحدث عنة رئيس سابق لجهاز الموساد في إحدي مذكراتة الشخصية التي نشرت في اسرائيل.

في كل الأحداث السابقة لم تكن حماس تملك بعد شرعية سياسية ناشئة عن عملية إنتخابية، حيث كانت حماس تقاطع العمل السياسي مكتفية بالمسار العسكري، لكن مع التحولات الإقليمية التي تبعت أحدث الحادي عشر من سبتمبر، و التدخل الأمريكي في العراق و أفغنستان و إنسحاب القوات السورية من لبنان و الإنسحاب الأحادي الجانب من غزة، قررت حماس نتيجة توازنات إقليمية دخول العملية السياسية و المشاركة في الإنتخابات التشريعية لتحصل علي ما يقارب 60% من مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، و هنا بدأت مرحلة سياسية جديدة حيث إكتسبت القضية بعدا جديدا، فها هي حركة إسلامية متشددة تعتمد المسار العسكري طريقا للتعامل مع الصراع تحصل علي تأييد شعبي من أول مشاركة إنتخابية لها و ترتبط إرتباطا وثيقا بنظامين سياسيين تعتبرهما اسرائيل أحد ممولي الإرهاب، و أحدهما تعتبرة الولايات المتحدة جزءا من محور الشر العالمي.

بفوز حماس بتلك الإنتخابات التشريعية باتت تملك شرعية اساسية يمكن أن تستند عليها لمواجهه إسرائيل و في الوقت ذاتة أصبحت اسرائيل تمتلك زرائع عدة لتوجيه أي ضربات نحو الفلسطينين دون التفرقة فعليا بين عسكري و مدني و علي رأس زرائعها المنطق "الحمساوي" الذي يفسر إستهداف المدنيين الإسرائيلين بإعتبارهم مسؤولين عن ما يرتكبة نظامهم السياسي المنتخب.

و لا يمكن في خضم تلك المعارك و هذا العدد من القتلي و المصابين الذين يسقطون يوميا نتيجة الرد الإسرائيلي علي صوارخ حماس إلا أن تعترف حماس بما جناه الشعب الفلسطيني نتيجة أجندتها السياسية التي لم تشكل يوما تهديدا حقيقيا لأمن اسرائيل بل شكلت تهديدا مضاعفا لأمن الشعب الفلسطيني، بل لا يمكن المبالغة إذا إعترفنا بأن الشعب الفلسطيني مسؤول مسؤلية مباشرة عن نتائج إنتخابة لحماس و عن إعتمادة لبرنامجها السياسي رغم كل التحذيرات الدولية التي سبقت الإنتخابات التشريعية الفلسطينية من خطورة إنتخاب حماس علي مصالح الشعب الفلسطيني و مسار عملية التسوية السلمية، بل و التلويح بقطع جزء رئيسي من الإعانات الأوربية و الأميركية، و جاء إنقلاب حماس في غزة ليكمل البقية الباقية و يفرض حصارا محكما علي قطاع غزة تفاقم معه الوضع الإنساني العام داخل غزة، دون تدخل حقيقي من حلفاء حماس سواء في طهران أو دمشق لمحاولة فك الحصار المفروض علي غزة بالأساليب السياسية، بل مضت سوريا مستغلة الوضع في غزة و جنوب لبنان كورقة ضغط علي مستوي المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل للدخول في عملية تسوية سلمية، و إستخدمت طهران الوضع كمحاولة لإبتزاز الولايات المتحدة و الإتحاد الأوربي في برنامجها النووي و إحكام السيطرة علي جنوب العراق، و في الوقت ذاتة تركوا أهل غزة يواجهون مصيرهم المجهول الذي شاركوا في صناعتة بأيديهم.

جزء أخر من الواقع يحمل النظام المصري جزء كبير من مسؤولية ما يحدث في غزة اليوم، نتيجة لخطأ إستراتيجي قام به النظام المصري بدعمة لصعود حماس للسلطة في الأراضي الفلسطينية كجزء في مسلسل الصعود السياسي للحركات الإسلامية الذي إقتصر علي مصر و أراضي السلطة الفلسطينية التي يملك فيها النظام المصري نفوذا فرضتة الجغرافيا السياسية ليقف أمام الضغط الأمريكي من أجل الإصلاح الديموقراطي تارة مشهرا فزاعة الإسلاميين، و تارة أخري كمحاولة لتأديب حركة فتح ردا علي محاولات التقارب مع الأردن، و لم تكن مصادفة أن تصعد حركة الإخوان المسلمين في مصر و تحصل علي 88 مقعدا في البرلمان المصري و أن تحصل حماس علي أغلبية مقاعد المجلس التشريعي و تحقق أغلب ربحها في قطاع غزة بينما تتراجع نسب التمثيل السياسي لكل تيارات الإسلام السياسي علي مستوي كل الدول الأسلامية بلا إستثناء واحد.

وقع النظام المصري في الشرك الإسرائيلي مرتين، الأولي عندما قبل بإنسحاب إسرائيلي أحادي الجانب من غزة و الثانية عندما إستخف بنتائج الإنسحاب الأحادي ووقع إتفاقية حدودية لا تسمح لة إلا بوضع 750 عسكريا بسلاح خفيف علي حدود غزة، ووقع في الشرك السوري الإيراني ثلاث مرات، مرة عندما سمحوا لة بدعم حماس لتصل إلي السلطة لتكون سلطة سياسية شرعية علي حدودة الشرقية و المكبل فيها فعليا بسبب الإتفاقات مع الجانب الإسرائيلي، و مرة ثانية عندما إجتاحت حماس الحدود المصرية بكل ما يحملة الإجتياح من إحتمالات أمنية و مخابراتية، و مرة ثالثة بعد بدأ العملية الإسرائيلية علي غزة عندما إستغل السوريون و الإيرانيون حلفائهم لتشوية النظام و ضربة سياسيا و إعلاميا.

في النهاية حماس اليوم ليست حماس الأمس و لا يحق لحماس و هي تمضي في مسار إيران و سوريا أن تطلب الدعم من مصر لأن المساران متعارضان فإن أرادت حماس أن تطلب الدعم المصري عليها أن تبقي في المسار المصري و تقبل بالحوار مع فتح و هدنة طويلة مع الجانب الإسرائيلي، أما النظام المصري فأتمني أن يعيد النظر في نتائج سياساتة السابقة و التي أدت إلي فشل في التعامل مع القضية الفلسطينية و فشل ذريع في التعامل مع الواقع الإقليمي، أما الفلسطينين فليس أمامهم سوي الإعتراف بالخطأ الذي إرتكبوة بإختيارهم لحماس و أن يكونوا علي مستوي المسؤولية لمعالجة هذا الخطأ، مثلما تحمل الألمان خطأ إختيارهم لهتلر كاملا.



#عمرو_البقلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع القديم و لكن بأبطال جدد
- التعديل الدستوري و المستشار الدكروري !
- أزمة المنظومة السياسية المصرية .. واقع يحتاج إلي إعادة قراءة
- الثلاثاء الأسود ... حريق بيروت
- حقا إنها المواطنة!! .... دريم الفضائية نموذجا
- الجمهورية المباركية بين الدينية و العلمانية
- بين الحجاب و التحرش الجنسي و فريضة الوصاية
- ربيع بيروت أم خريف دمشق
- حول التوريث و صراعات الشرق الأوسط
- بعد الحرب علي العراق: هل حقا كانت قطع دومينو ؟
- خمس سنوات علي أحداث سبتمبر: بين الحرب علي الأرهاب و الحرب عل ...
- حرب لبنان بين الجرائم البعثية و جرائم النخب المصرية
- الليبرالية المصرية ....غوغائيات
- هل نستحق إحترام العالم ؟
- حكومة حماس:عندما تتجسد الوقاحة في أجساد حكومات
- مسلمون .. مسيحيون ... عن أي إزدواجية تتحدثون ؟
- العلمانية بين الدفاع و الهجوم
- الدنمارك و المقاطعة و ثقافة القبيلة
- الأنهيار الوفدي الكبير
- أبو إسلام أحمد عبد اللة و بول البعير


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عمرو البقلي - شتاء غزة الحار ثمن لفصول سابقة.