أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عمرو البقلي - الليبرالية المصرية ....غوغائيات














المزيد.....

الليبرالية المصرية ....غوغائيات


عمرو البقلي

الحوار المتمدن-العدد: 1619 - 2006 / 7 / 22 - 14:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا تقع عينك علي صحيفة مصرية علي مدي السبعة أيام الماضية إلا و تجد رأيا واحد و خطابا واحدا و مفردات واحدة تتفق إتفاقا واحدا لدرجة تجعلك تعتقد أن من كتب الصحف المصرية كلها هو شخص واحد يمتلك وجهة نظر واحدة و فكر واحد و لا يعطي أي مساحة في عرض وجهة النظر لرأي أخر أو إحتمال لمراجعة بل علي العكس كانت جميعها في طريق أحادي الأتجاة لا يضع فرضا واحدا لإحتمالات خط العودة .

هكذا كانت المعالجة الصحفية للحرب الدائرة بين إسرائيل و حزب اللة, اللهم إلا إثتثناءات بسيطة لا تمثل نقطة في محيط مقارنة بالتيار السائد في الصحافة المصرية .

إختفت اليوم مفردات السيادة و هيبة الدولة لأول مرة في تاريخ الأعلام العربي لتحل محلها مفردات المقاومة و الكرامة و العزة و الجهاد و شرف الأمة .

في الماضي القريب كانت تلك المفردات متلاصقة و كانت ترفع سويا في مواجهة الإمبريالية و الصهيونية و الإستعمار و كل تلك المفردات الخمسينية و الستينية التي إكتشفت الأنظمة العربية الجديدة وقتها أن لها سحرا خاصا لدي الجماهير و خاصة مع تطعيمها بمفردات الأمة الواحدة و كرامة الأمة و وحدة الأمة و كل تلك المصطلحات التي طالما طفح بها الخطاب القومجي في ستينيات القرن المنصرم حتي أغرق جدران الفكر العربي بطفحة المميت و أصبح الجدار بلون واحد لا يسمح بلون أخر للظهور, تلقفة بعدهم الإسلاميون لكي يعطوه لونا أسودا مستمدا من رايات الدولة الأسلامية الأولي و مؤكدا أنة لا مناص لأي لون أخر في الظهور فالجدار أصبح مقدسا و لا يجوز إلا تقبيلة و البكاء علي أهدابة , أما محاولة إيجاد نقطة بيضاء في هذا الجدار الفكري فإن مصير تلك المحاولة التكفير و التخوين و كل مضادات الأختلاف التي صنعها القومجيون و طورها بعدهم الأسلاميون بإحتراف .

النظرة للصحف المصرية يوميا بعدما بدأت تلك الحرب بين حزب اللة و إسرائيل تصيبك بالغثيان فقد أصبح التباري بين رؤساء التحرير علي أشدة , حيث أصبح إختيار ألفاظ رنانة و صور مثيرة تطفح منها الدموية و تحليلات مضللة تجعل حزب اللة في مصاف القوي العسكرية العظمي تهطل علي صفحات لجرائد كالسيول , و أصبح القارئ في حيرة من أمرة و خاصة مع الجرائد الحزبية , حيث أصبحت الصحف الحزبية بلا إثتثناء واحد تتفق في كل وجهات النظر و في المعالجة و في التحليل .

فالأحزاب اليسارية ذات الميول العروبية كالتجمع و الناصري لا تختلف وجهة نظرها كثيرا عن صحف أحزاب ليبرالية كالوفد و الغد , بل لا أبالغ إن قلت أن جرائد الأحزاب الليبرالية كانت أكثر إثارة و عروبة من صحف العروبيين أنفسهم كالأسبوع و العربي و القدس العربي بل و من الصحافة اللبنانية نفسها إذا إعتبرنا جريدة الديار اللبنانية تعبر عن دمشق لا عن بيروت .

و هنا تبرز أسئلة بلا إجابات و لكن يمكن تلخيص تلك الأسئلة في سؤال بسيط و مجمع, بل و سؤال شمولي ليناسب العقلية الحزبية المصرية, كيف يمكن للأحزاب المصرية أن تتحدث عن غياب المشاركة السياسية و ضعفها و الشعب المصري يري كل الأحزاب المصرية بلا إثتثناء واحد تعالج كل القضايا سواء الداخلية أو الخارجية بصورة و تحليل واحد ربما لا يختلف فية الوفد عن التجمع عن الناصري عن الأخوان المسلمين ؟

نسيت الأحزاب المصرية اليوم سيادة الدولة علي أراضيها و حقها في فرض سيطرتها علي كامل تراب الدولة و إحترام الحكومة المنتخبة و البرجماتية السياسية و حسابات المكاسب و الخسائر و التوازنات السياسية الداخلية و الإقليمية و الدولية و نقاط الضعف و القوة في حالات التفاوض و الوساطات , نسيت الأحزاب كيف أن حزب اللة ممثل في البرلمان و في الوزارة اللبنانية ثم يتمول جهارا نهارا من دولتين أحدهما كانت تحتل الأراضي اللبنانية بجيشها و مخابراتها و تم طرد جيشها شر طردة بعد مظاهرات مليونية قام فيها ربع تعداد الشعب اللبناني و قرار أممي لتطرد تلك القوة المحتلة من الأراضي اللبنانية, و الدولة الأخري تتلاعب في مصير العراق و المنطقة بأكملها و تنشأ برنامجا نوويا سريا يضرب موازين القوي النووية في غرب ووسط أسيا و يكسر الإحتكار السني للقوي النووية الممثل في باكستان, و تحرك حزب اللة بقوة الملالي الكهنوتية تارة و بأموالها المعتمدة علي نفط الأهواز الممارس ضدهم أبشع أنواع التمييز العنصري تارة أخري .

خرجت الأحزاب المصرية و الليبرالية منها علي وجهه الخصوص بصحافتها الصفراء لكي تزايد علي الموقف الشعبي و تؤجج من إحساس القارئ بالهزيمة الداخلية فترمية عن رضا و قناعة في أحضان الأخوان المسلمين و التيارات الدينية, و إستمرارا لمسلسل المزايدة و التلاعب بالمشاعر الدينية الذي بدأ مع أزمة البهائيين في مصر منذ أشهر مرورا بأزمة الأنبا مكسيموس الأول و التي أكدت فيها الأحزاب الليبرالية المصرية علي مفهوم الأحادية الدينية مسقطة بها أخر ورقة ليبرالية كانت تستر عورتها , بل أكدت علي العقلية الشمولية التي تنطلق منها تلك الأحزاب التي تدعي الليبرالية زورا و بهتانا .

تناست الأحزاب الليبرالية أنها زايدت علي الموقف الرسمي المصري الذي يدل علي أن حزب اللة و من وراءة سوريا و إيران قد وجها لطمة قوية للنظام العربي السني عندما ضرب نفوذة ضربة لا هوادة فيها تجعله لا يسمح فيها بأن يصبح المد الشيعي و مبدأ سيادة الخوارج علي النواصب في كسب التأييد الشعبي هو السائد, بما يهدد تلك الأنظمة التي تستمد أولي أسباب بقائها من الخلفية الدينية السنية .

و أخيرا أقولها لا عزاء لليبرالية المصرية فقد تهاوت و سلمت نفسها عن رضا للعروبين و الإسلاميين فلا يوما سيختارها الشعب لأنها تدعي الليبرالية, و يترك الأسلامية التي قادتة لها تلك الأحزاب, و لا يوما ستاندها الكنيسة المصرية لأنها كنيسة حزب حاكم علي مر التاريخ السياسي الحديث, و لا سيساندها الغرب لأنة يعلم مدي بعد عقليتها الباطنة عن الليبرالية و مبادئها الأساسية .



#عمرو_البقلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نستحق إحترام العالم ؟
- حكومة حماس:عندما تتجسد الوقاحة في أجساد حكومات
- مسلمون .. مسيحيون ... عن أي إزدواجية تتحدثون ؟
- العلمانية بين الدفاع و الهجوم
- الدنمارك و المقاطعة و ثقافة القبيلة
- الأنهيار الوفدي الكبير
- أبو إسلام أحمد عبد اللة و بول البعير
- ماذا يريد الأخوان المسلمون؟
- سلفني ثلاثة مليار


المزيد.....




- الكويت.. شجون الهاجري تحظى بالتضامن من زملائها على مواقع الت ...
- كيف علقت الصين على الضربة الأمريكية ضد المنشآت النووية الإير ...
- حصريًا لـCNN.. كيف سيكون رد طهران على هجوم أمريكا؟ متحدث باس ...
- مصر.. الحكومة تكشف عن خطة لعدم انقطاع الكهرباء خلال الصيف وخ ...
- بعد ساعات من استهداف المنشآت النووية الإيرانية.. واشنطن تقلّ ...
- الدفاع المدني السوري: 15 قتيلاً على الأقل وعشرات الإصابات جر ...
- فظائع في الظل.. كيف تمددت فاغنر في إفريقيا على أنقاض القانون ...
- سوريا: 15 قتيلا على الأقل في هجوم انتحاري داخل كنيسة في دمشق ...
- مدير مكتب الجزيرة في طهران: 3 جهات بإيران تحدد الخطوة القادم ...
- مساعد الذكاء الاصطناعي بواتساب يسرب رقم هاتف أحد المستخدمين ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عمرو البقلي - الليبرالية المصرية ....غوغائيات