أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو البقلي - الدنمارك و المقاطعة و ثقافة القبيلة














المزيد.....

الدنمارك و المقاطعة و ثقافة القبيلة


عمرو البقلي

الحوار المتمدن-العدد: 1461 - 2006 / 2 / 14 - 11:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أثارت حادثة الرسوم المسيئة للنبي محمد في إحدي الصحف الدنماركية الكثير من ردود الفعل لدي جمهور المسلمين بل تعدت الي سحب سفراء متبادل و دعوات للمقاطعة الأقتصادية و مظاهرات تنديد تعدت أحيانا الي أحداث غوغائية إستخدمت فيها أجهزة المخابرات سلطتها و قدرتها علي تجميع القطيع الشعبي المشرذم لكي تنفث عن عقدة الداخلية المتراكمة بفعل الأوضاع الأقتصادية و السياسية و الأجتماعية التي رسختها تلك الأجهزة و أنظمتها الفاسدة علي مدي أكثر من نصف قرن , و ربما أيضا من أجل شغل الرأي العام و ربما أيضا من أجل إرسال رسائل واضحة للنظام العالمي تفيد بأن لدينا قطيع يمكننا أن نحركة في أي وقت حتي لو كان سبب هذا التحريك بعض الرسوم مر علي نشرها أربعة أشهر كاملة , بل و هذا القطيع لا يتظاهر و يقاطع فقط بل أنة أيضا يمكنة الحرق و التدمير و ذبح بعض الرعايا إن شائت لة الظروف .

و كان من أكثر الشطحات الناتجة عن الرسوم هو مقاطعة السلع الدنماركية جملة و تفصيلا , بل و محاولة إدراج بعض السلع التي لا علاقة لها بالدنمارك أصلا في قوائم السلع التي يجب مقاطعتها لسبب ربما في نفس السيد يعقوب صاحب الوجود في كل الأزمات المفتعلة و الغير مفتعلة .

و ربما نحتاج للوقوف قليلا في عصر العولمة و السماوات المفتوحة و المقفولة قصرا في بعض الدول العربية أمام تلك الدعوات التي لا تنم إلا عن تخلف حضاري عن ركب العالم حيث لا يزال البعض يري الغرب و كأنهم كفار قريش , التجار الذين يسيؤن للمؤمنين و رسولهم و يتربصون بهم و يكيلوا لهم من المصائب و المؤمرات مالا يحمد عقباة, فالأفضل إذن هو مقاطعة تلك الحفنة من الكفار بل و الصيام من أجل الأنتقام منهم و الدعاء برؤية المصائب تتوالي فوق رؤسهم لحين فتح بلادهم و إدخالهم في دين اللة أفواجا و تحصيل الخراج منهم أو بقائهم علي دينهم الحالي و تحصيل الجزية منهم عن يد و هم صاغرون و حتي يكون الدين كلة للة و في النهاية الحالتين أكثر فائدة من بعضهما البعض .

من لا يدرك حجم إختلاف العالم اليوم عن العالم منذ 1400 سنة هو بالتأكيد شخص ربما نحتاج إلي مراجعة قواة العقلية حيث أن الأقتصاد العالمي أصبح متشابكا لدرجة يصعب فيها إتخاذ قرارات إقتصادية بشحطة قلم طلع بها علينا شيخ أو مفتي أو مجرد متحزلق من المتحزلقين, فالعالم اليوم ليس قبيلة بعيدة أو قريبة يمكن مقاطعتها لمجرد أنها أعلنت التحالف مع عدو أو أساءت إلي رمز , و إنما هي علاقة أكبر من هذا بكثير تدخل فيها إحتمالات إقتصادية و سياسية ربما تؤثر عن علاقة المنطقة عامة و مسلميها خاصة بالعالم الأخر الذي لا زلنا نعتبرة كافرا و مستحقا لكل من يحل بة من أزمات و نفسرها علي إنها إنتقام إلهي من قوم ضلوا طريقهم الي الحق.

الأقتصاد العالمي اليوم لم يصبح بمفهومة القديم مجرد منتج و مستهلك و تاجر وسيط ينقل السلعة من هنا إلي هنا و إنما أصبح مؤسسات تعتمد علي بعضها البعض و تتشابك في علاقات تجارية تصل إلي حد بعيد, أبعد مما يتصور البعض حيث توسعت الشبكة الأقتصادية و الأنتاجية حيث أصبح يضاف إلي المنتج و المستهلك و التاجر الوسيط , شركات النقل و شركات بحوث تسويقة و شركات إعلان و شركات شحن و شركات توزيع و محال تجارية ضخمة تحولت أيضا إلي مؤسسات لها أسهم في البورصات و أسماء تجارية تباع و تشتري و تقدر قيمتها بالمليارات و يكفي أن نضرب مثالا واحدا بأن مصنع لقوالب الزبد يمكنة ببساطة شديدة و بصيغة إقصادية تراكمية غير مباشرة (ربما يصعب علي بعضهم فهمها) أن يخل بأسعار البترول دوليا و بالتالي يخل بالمصدر الوحيد للإقتصاد الأسلامي المعتمد في أساسة علي أبار البترول الخليجية.

إذن كيف ينادي السادة المتسربلون بالدين بتلك المقاطعات الشاطحة و الفتاوي الناصحة للأمة لكي تثأر لنفسها من مجرد رسوم لا تساوي في حقيقتها أكثر من نقاط حبر علي ورق ؟

أعتقد أنها ثقافة القبيلة التي لا تزال تعشش في عقل المسلم و تسحبة دائما للوراء بل و ربما تجعلة قنبلة تنفجر في وجة من يحاول أن يضئ لة ظلام و صدق ما قالة العالم الكبير الشيخ عبد الرحمن الكواكبي في كتابة طبائع الأستبداد عندما وصف حال الأمم التي لا تختلف كثيرا عن أمتنا الحالية قائلا :-
" و قد يبلغ فعل الأستبداد بالأمة أن يحول ميلها الطبيعي من طلب الترقي إلي طلب التسفل , بحيث لو دفعت إلي الرفعة لأبت و تألمت كما يتألم الأجهر من النور ."

و نكتفي بهذا القدر حتي لا نتهم بتهم لا يستطيع كاهلنا الضعيف تحملها حيث كانت كلمات العظيم الكواكبي غنية عن أي توصيف.



#عمرو_البقلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنهيار الوفدي الكبير
- أبو إسلام أحمد عبد اللة و بول البعير
- ماذا يريد الأخوان المسلمون؟
- سلفني ثلاثة مليار


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو البقلي - الدنمارك و المقاطعة و ثقافة القبيلة