أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي ماضي - منتظر الزيدي بين ثقافة العنف والخوف














المزيد.....

منتظر الزيدي بين ثقافة العنف والخوف


علي ماضي

الحوار المتمدن-العدد: 2502 - 2008 / 12 / 21 - 08:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يجمع كل من يهتم بدراسة المجتمع العراقي على تفشي ظاهرة العنف بين شرائحه وبكافة أنواعه فهناك:
1. عنف اسري
أ.عنف بين الازواج
ب.عنف من الاباء باتجاه الابناء
جـ. عنف بين الابناء
2. عنف مدرسي
أ.عنف المعلم اتجاه التلاميذ
ب.عنف التلاميذ فيما بينهم
3. عنف بين مكونات المجتمع العراقي
أ.عنق بين الاثنيات
ب.عنف بين الديانات
جـ.عنف بين المذاهب
كما انه لا يخفى على المتتبع على ان العراقيين استخدموا كافة انواع الاسلحة البيضاء والخفيفة وصولا الى الصواريخ القصيرة المدى من نوع كاتويشا ومدافع الهاونات ولوكانت اسلحة الدمار الشامل في متناول ايديهم لاستخدموها في ابادة الاخروخصوصا في العنف الديني او المذهبي.
في احد الايام تزاحم سائقي سيارتين على طريق عام ،لم يؤدي التزاحم الى تصادم،فما كان من السائقيين الا ان يترجلا و في يد كل منهما قضيب حديدي بقصد الاقتصاص من الاخر،لولا تدخلي في الوقت المناسب ،مخاطبا اياهما((الله ستركم ولم يحصل الحادث فلماذا تصران على حدوثه بضرب احدكما الاخر)) لكان احدهما معاقا والاخر مسجونا على احسن تقدير.
كما اني اشرت في مقالي الموسوم لمحة من تجذر العنف في لاوعي المجتمع العراقي*،كيف ان شيخا جليلا(رحمه الله) تحول في لحظة انفعال الى وحش يريد ان يدفن( من يظن انهم يرقصون على جراح مذهبه من خلال تعبيرهم بشكل مغاير عما يظنه التعبير الانسب)في بالوعة وهم احياء.
هذا هو المجتمع العراقي.
و منتظر الزيدي ،جزء من نسيج هذا المجتمع المهوس بالعنف الى حد الادمان،لذا فلاعجب ان ينفعل الى درجة تدفعه الى فعل ما فعل،وكذلك من اوسعوه ضربا (من الحمايات الشخصية ) الى حد كسروا لها أضلاعه بحسب ما تنافلته بعض الاخبار.
ثقافة الخوف
كنا(قبل ان تخلف بيننا بساطير جنود الولابات المتحدة وفوهات مدافعها مساحة من الحرية) لا نجرأ على ان نلعن صدام حتى مع عوائلنا خشية ان يلتقط ذلك احد الاطفال فيتلفظ به امام معلمته ،او امام الاطفال الاخرين فيصل بطريقة او بأخرى إلى أجهزة صدام الأمنية ،وصورة ما سيحدث بعد ذلك لا تحتاج إلى إسهاب وتفصيل، لا بل كنا نخاف أن نشتمه حتى مع أنفسنا خشية أن تعتاد ألسنتنا على ذلك ،وكنا نوصي احدنا الاخر (لسانك حصانك...)،وكنا لا نجرأ ان نغير القناة التي كان يخطب من خلالها قائدنا الضرورة خشية ان نتهم يكراهيتنا له ،وكنا...وكنا.....
منتظر الزيدي هو جزء من نسيج هذا المجتمع المسكون بالخوف الى حد الهلع.
حجم ما أنجزته الولايات المتحدة في العراق
أن فردتي حذاء منتظر كانتا بمثابة مؤشرا بيانيا عن مدى نجاح الولايات المتحدة في تحرير الإنسان العراقي من مخاوفه.أن يخرج من عمق هذا المجتمع الخائف رجل بجرأة من يرمي رئيس أعظم دولة وبحضور رئيس وزراء دولته وفي محفل رسمي بفردتي حذاءه،ليس بالانجاز الهين،أضف إلى ذلك شعب بدا يتظاهر ليعبر عن آراءه وأفراد بدءوا يتحررون من مخاوفهم ،دستور، وساسة اخذوا يتملقون اصوات ناخبيهم،أقاليم تنتقد المركز،ونزاعات يلوح اطرافها باحالتها الى المحكمة الدستورية العليا،لعلي لا أغالي لو قلت ان حجم ما أنجزته الولايات المتحدة في العراق يداني عندي حجم التغير لنبي يخرج من عمق الصحراء بكل جفافها ليمنحها بعضا من دفء الحضارة.

ماذا بقي ؟
بقي أن نًعلّم أجيالنا القادمة والحالية فن التعبير عن آراءهم بعيدا عن العنف ، وهذا بحاجة إلى إعادة النظر بفلسفة التعليم وإستراتيجيته التي نتبعها في مدارسنا،ان نعيد بناء المعلم ونعيد تثقيفه ،ان نرتقي بمستوى ثقافة الأسرة التربوية.
لا احد ينكر ان ما فعله منتظر لا يمت إلى الأخلاق بصلة ،ولا إلى الإعلام يصلة ،ولكن و قبل ان نكسر يده وعدد من أضلاعه ، علينا ان نُشرّع عددا من القوانين التي من شانها ان توقف أحذية الآباء من أن تنهال على رؤوس الأبناء بحجة التربية.



#علي_ماضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توقيع الاتفاقية الأمنية مكسب سياسي وعلامة استفهام اجتماعية
- قضية....ورسائل
- اثر التعلم الشرطي في تكوين الاوهام
- لمحة من تجذر العنف في لا وعي المجتمع العراقي
- تساؤلات في رحاب عاشوراء
- السنا بحاجة الى مراجعة مناهجنا الدراسية؟
- رسالة الى الأحزاب الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط
- قراءة في إستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
- هل للمرأة دور في عراق ما بعد التغير؟
- الوضع الامني في جنوب العراق(1)
- إلى الاستاذ عماد البابلي مع التحية
- هامش على تعميمات الاستاذ الفاضل الدكتور عبد الخالق حسين
- تاملات في كتاب مهزلة العقل البشري للدكتور علي الوردي(طبيعة ا ...
- ( تأملات في كتاب مهزلة العقل البشري للدكتور علي الوردي(1
- من سيوقف صناعة الغيلان في العراق؟
- إقليمي الوسط و الجنوب المزمع إقامتهما في العراق
- قراءة متاخرة في الحدث اللبناني
- العلمانية
- الاشعور
- صديقي ومنطق العجوز الأنكليزية


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي ماضي - منتظر الزيدي بين ثقافة العنف والخوف