أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي ماضي - قراءة متاخرة في الحدث اللبناني















المزيد.....

قراءة متاخرة في الحدث اللبناني


علي ماضي

الحوار المتمدن-العدد: 1655 - 2006 / 8 / 27 - 02:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


وضعت الحرب الإسرائيلية،مع حزب الله اوزارها،وكلا الطرفين يدعي انه المنتصر،على الرغم من أن الحرب هزيمة للإنسان، وإعلان بالتخلي عن العقل الذي هو الحد الفاصل ما بين الإنسان وسواه في مملكة الحيوانات.
نصر الله سيسقط كبطل وطني
في بداية الرسالة ألإسلامية تشير المصادر التاريخية انّ الله فرض مع الصيام،عدم المعاشرة الجنسية بين الزوجين ،ولأنّ هذا الأمر خارج نطاق الوسع البشري ،فأن ألإنسان تجاهله وعصى ربه(قد علم الله أنكم كنتم تختا نون أنفسكم..)،وهنا لابد من أن نطرح التساؤلات التالية:
لماذا كلف الله الإنسان بما لا يطيق؟
هل عِلمُ الله محلا للعوارض (علمه متغير) بحيث انه شرع ثم عاد لينسخ تشريعه بعد أن استفاد من تجربته ألأولى؟
حاشى لله أن يكون كذلك ،ولكنه أراد أن ينقل رسالة مفادها،إن أي تشريع يتعدى حدود الطبيعة البشرية،ولا يضعها في حساباته،فان ألإنسان سيضرب به عرض الحائط ،وان كانت جهة التشريع إلهية لذا ترى القران يشير صراحة (لا يكلف الله نفسا إلاّ وسعها)،فالطبيعة البشرية مجبولة على طلب المنافع ،ودفع المفاسد.
بعد نهاية حرب الخليج الأولى،أعلن صدام انه حقق نصرا باهرا ،على قوات التحالف الدولية،على الرغم من شرف العسكرية العراقية مُرِغ بالتراب،فالجنود العراقيون قطعوا مئات الكيلومترات طلبا للنجاة ،كما ان الكثير منهم بادل سلاحه برغيف خبز،او دفعها كاجرة نقل لبضع كيلومترات،ولكن صدام اعلن انه انتصر لا بل حقق روح النصر، وروح النصر هذه لا يعلمها إلا الله والراسخون في البعث آنذاك.كما لحقت بِِبُنى العراق التحتية خسائر توصف أرقامها على أنها فلكية.ثمّ أًتبِعَ ذلك بما يعرف بالحصار الاقتصادي، الذي ألحَقَ بالاقتصاد العراقي خسائر فادحة، إنعكس سلبا على حياة المواطن العراقي البسيط.
بعد هذه الحرب مباشرة بدا الشعب العراقي يعي حقيقة صدام ،وطبيعة حكمه الدكتاتوري، ويستفيق من أثَر ِالشعارات المُنوِمَةِ ،التي جرته إلى محارقِ حروبٍ ، أكلت الفقراء كما تاكل الّنار الحطب ،إلى أن وصل الحال برجل الشارع البسيط ،بتفضيل حكم شارون على حكم صدام وازلامه.والسبب وراء تدني المعنويات ،وفقدان الروح الوطنية ،الى حدِّ ألانهيار، هو الطبيعة البشرية،المجبولة على جلب المنافع ودفع المفاسد(الخسارة)،التي حذر منها النّص القرآني الذي أشرت إليه.
ولو أن أي شعب غير الشعب العراقي مرّت عليه نفس الظروف،لوصل الى نفس النتائج ،مع الأخذ بالحُسبان، عامل الثقافة والوعي ، فهما مؤثران فاعلان في طول او قصر فترة الأنهيار .
والطبيعة البشرية هذه،ستفعل فعلها مع الشعب اللبناني في الجنوب بعد أن يستفيق اللبنانيون من هول الحرب وصدمتها الأولى، ،سيخسر نصرا لله وحزبه مكانته كبطل وطني( كما خَسِرها صدام بعد حرب الخليج) ،ولكنّه سيحتفظ ببريق نجمه كبطل قومي ،والسبب بسيط للغاية،لَخَصَهُ قول المتنبي: لا يؤلم الجرح إلاّ من به الألم، وما مقالة الدكتورة منى فياض الموسومة( ان تكون شيعياً، إلاّ أول الفيض .
مراحل ما قبل الحدث اللبناني
إنّ المراقب يستطيع ان يسلسل مشاهد الحدث اللبناني وفقا لما يلي :
1. مقتل رفيق الحريري وتداعيته التي ادت الى انسحاب الجيش السوري من لبنان.
2. مناقشة تجريد حزب الله من سلاحه بين اروقة البرلمان اللبناني ،مما شكل ضغطا نفسيا على قادة حزب الله دفعهم الى ركوب موجة المغامرة الأخيرة،ليثبتوا أنهم مازالوا فاعلين،وأن هناك ثمّة قضايا ما زالت عالقة .
3. ردةُ الفعل الغير متوقعة للجيش الأسرائيلي ،وتصريحات رايس السريعة حول مخاض ما قبل ولادة الشرق الأوسط الجديد، وتصريحاتها حول ان الوقت ما زال مبكرا لايقاف اطلاق النار.
4. تصريحات الرئيس السنيورة بعد بداية العمليات الإسرائيلية بساعات والتي لمح فيها الى ضرورة بسط السلطة اللبنانية على كامل اراضيها.
5. عدم تدخل الجيش اللبناني من قريب او بعيد وكأنّ رحى الحرب لاتدور على اراضيه.
6. قرار ألأمم المتحدة(1701) حرص صائغوه على أن لا يخرج حزب الله من هذه الحرب منتصرا ،وعلى ضرورة ان تبسط السلطة اللبنانية كامل نفوذها على الأراضي اللبنانية.
الروءيا النهائية لمجموع المشاهد المتلاحقة ، يقود الى استنتاجين مهمين، أولهما على الصعيد اللبناني، ان كل الذي حدث كان مخططا له بعناية لأخراج مسلسلا يمكن ان يوسم بحرب تحرير لبنان ،جرت احداثها بفصلين ،الأول تمثل بطرد القوات السورية التي يصفها اللبنانيون انفسهم بالقوات المحتلة ،ومن ثم تحرير لبنان من براثن المليشيات المسلحة (حزب الله)،وتحيدها تماما، ، أما ثانيهما فعلى الصعيد الشرق أوسطي،فان تحييد وعزل حزب الله،بمثابة قطع،احد اذرع إيران المهمة ، وأبعاد صواريخ كاتيوشا حزب الله، عن إسرائيل،كي لاتكون عاملا ضاغطا فيما لو قررت الولايات المتحدة توجيه ضربة جوية الى مفاعلات ايران النووية.أذن ما حصل لم يكن تداعيات عفوية،أو انفعالات كما بدت للوهلة الأولى،وإنما هي خطوة أخرى على طريق بناء ما يعرف بالشرق الأوسط الكبير.
مقارنة بين المنطق الإسرائيلي،والمنطق اللبناني ،ما بعد الحدث.
تشير التقارير ان خسائر لبنان المادية تقدر بعشرين مليار دولار،إضافة إلى كُلف إعادة ألأعمار ،والتعويضات،التي ستدفع للمتضررين،أمّا خسائر الأرواح فتزيد على 1100واكثر من 4000جريح ،في حين تعرضت أكثر من 9000 بناية للتدميرٍ ،في حين أن خسائر إسرائيل،هي 159 قتيل ،والمادية 2.5 مليار،وعلى الرغم من خسائر اسرائيل القليلة نسبة إلى خسائر لبنان،أضف إلى ذلك أن قرار الحرب الذي اتخذته إسرائيل لم يكن فرديا ،وإنما كان عبر الآليات المعتد بها في إسرائيل ،إلا أن المجتمع الإسرائيلي بكافة أطيافه لم يطبل لنصر استراتيجي وساحق،بل على العكس تماما ،اخذ ينتقد الساسة ،ويناقش أسباب ،الهزيمة،على الرغم من أن الحرب نجحت إلى حد بعيد في تحييد حزب الله ،لا بل أحدث تغيرات مهمة ،مثل انتشار الجيش اللبناني،وقوّات دولية ،لها صلاحيات ،استخدام القوة العسكرية إذا لَزِمَ الأمر،كما أن القوّات انتشرت على حدود لبنان مع سوريا تمهيدا لتجفيف منابع إمدادات حزب الله من السلاح ،من دون شك فان منطق المُسائلة والبحث عن الكبوات الذي تعاطى معه المجتمع الإسرائيلي ،سيدفع هذا المجتمع إلى نجاحات مستقبلية واقعية وليست أوهام.
في حين لم يجروء احد على مُسآئلة نصر الله ومحاسبته،عن كيفية اتخاذ قرارات مصيرية دون الرجوع إلى ،صًنّاع القرار السياسي في لبنان،إضافة إلى التطبيل الإعلامي للنصر الإستراتيجي،الذي أعلنه في خطابه،أن سياسة النعام ،لن تجلب إلى واقعنا العربي سوى مزيدا من الأوهام،فنصر( نصر الله) يذكرني بنصر احد الولاة الذي(كما نقل ذلك الدكتور الوردي في مهزلة العقل البشري) قاد حملة للقضاء على الطائفة أليزيدية في العراق ،فقتل منهم نفرٌ كثير ،وأمر أن يُصنع منبرا من جثثهم،وطلب من المؤذن أن يكبر ويهلل من فوق المنبر ألجثثي فرحا بالنصر المؤزر طبعا،واستراتيجية نصر حزب الله تنبع من انك لو جمعت أكوام الجثث والخراب ،لصنعت منها أعلى منبرا في التاريخ ،يصلح أن يؤذن من فوقه إيذانا بالنصر الساحق والمؤزر على الشعب اللبناني .
وسواء كان ما يحدث في لبنان ،مخاض الولادة لشرق أوسط جديد، ،أو مغامرة مغرور،أو عنجهية إسرائيلية ،فالنتيجة واحدة ،هي أنّ الشعب اللبناني هو من دفع و يدفع فاتورة الحساب لهذه الحرب القذرة.

علي ماضي
26/8/2006



#علي_ماضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية
- الاشعور
- صديقي ومنطق العجوز الأنكليزية
- سياسة الحمق في ايران والعراق
- شمس التغير لن يحجبها غربال
- بلدي بين ياسي وتفاءلي
- صراع الديكة
- العقلية البدائية
- لقطات
- دراما المشهد السياسي في العراق
- أحداث ألاعتداء على المراقد... تحت المجهر
- مسكوا الحمار
- حطوتنا الثالثة
- افرحني..ابكاني...اغضبني
- اكلت يوم اكل الثور ألأبيض
- كيف نقيم وننتخب؟
- ما نحتاجه ألآن
- الشروع في قلع الطبوع
- العالم ألآخر
- ثلاث وصايا سيدي المواطن


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي ماضي - قراءة متاخرة في الحدث اللبناني