أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي ماضي - بلدي بين ياسي وتفاءلي














المزيد.....

بلدي بين ياسي وتفاءلي


علي ماضي

الحوار المتمدن-العدد: 1530 - 2006 / 4 / 24 - 09:44
المحور: المجتمع المدني
    


بعد أسبوع بالضبط من انهيار النظام السابق ،قام احد أقاربي(أبو احمد) ،ومن باب التفاؤل بالعهد الجديد بإعادة بناء داره حيث قام بهدّ البناء القديم تماما ،بغية إعادة بناءه من جديد ،وكنت في مساء كل يوم اذهب معه لألق نظرة لما أنجز، وكان دائما يتساءل ،متى سأفصل بين ألأنقاض وبين المواد الصالحة ؟وكان كل سؤال هو هدف يعمل دون كلل لكي ينجزه،ثم يعود متى سيرتفع البناء فوق الأساس ليكون إنتاجي محسوسا ؟ متى.....ومتى...؟ وكنت دائما اردد على مسامعه طالما انك تعمل بجد فان الفوضى تتناقص والكمال يتصاعد،وكنت اردد أيضا ،أن العراق اليوم مثل بيتك تماما ،نحن نقف ألان على أنقاض وطن،وطالما هناك عمل ،وطالما هناك جد وإخلاص ،فأن الفوضى تتناقص والكمال يتصاعد . وأكمل أبو احمد بيته ،وغرس في أعماقي قناعة إننا سنبني العراق أن عاجلا أو آجلا.
ولا أستطيع أن ادعي إنني كنت متفائلا على طول الخط ،بل كانت مشاعري تترنح بين جزر التشاؤم ،ومد الأمل ،ولكنني كنت ابحث بين أكوام المآسي المتراكمة ،على فتاة أمل اقتاد بها حتى حين .
اذكر أني زرت بغداد ذات مرّة ،زيارة أبكتني ،حتى أن صديقي الذي كان برفقتي لم يجرؤ أن ينبس معي ببنت شفة ،أرعبني دوي ألانفجارات ،والموت ،على الهوية ،رائحة الموت أضحت ، بخور بغداد،حتى بدت وكأنها مدينة لمصاصي الدماء ،كتلك التي نشاهدها على شاشات هوليود، أو كحقل للألغام ،لا تدري ، في أية لحظة تقض مفخخة ما ، مضجع السكون ،ليتحول الصمت ، إلى آخر ذكرى احدهم عن حياته الدنيا،وبين جبال الهموم هذه،لمحت ونحن في طريق العودة ،وعلى الرغم من انف كل من أراد لهذا البلد أن يتحول الى اتلنتس الشرق مغيبة تحت ظلمات ألإرهاب،رأيت حبيبين ،أعادا لي ألأمل ، حتى خيل إلي أن همسهما ،أعلى من دوي كل ألانفجارات ،كانت أيديهما متشابكة ، قلت من يدري قد يكونان،من مذهبين مختلفين ،أو حتى دينين مختلفين،يهزئان في لحظة الحب هذه من كل المهاترات السياسية .
،بين أكداس هذه الفوضى العارمة ، ،كنت أرى ومضات ،تنتزع ألابتسامة مني انتزاعا،كما أنها كانت الضوء في نهاية النفق بالنسبة الي ،
منها تنازل البابجي عن الرئاسة للياور.
ومنها ،ألاعتداء الذي قام به نفر على موكب الدكتور علاوي ،أفرحني أن يتنصل العراقي من خوفه ليضرب مسئول ما بالنعال، وأفرحني أن الحماية الشخصية تعاملوا مع الموقف بشكل ايجابي جدا بحيث أنهم لم يطلقوا النار ولم يأذوا أحدا ،كنت دائما اردد على مسامع أصدقائي ،حينما يسألوني لماذا لم تنتخب قائمة ألائتلاف الشيعي الموحد،كنت أجيب أنا لا انتخب من لا أستطيع أن أضربه بالبيض الفاسد.
ومنها هذا المخاض الذي دام أكثر من أربعة اشهر ،ليرى مولود الرئاسات الثلاثة النور ،على الرغم من طائفيته المقيتة،وعلى الرغم من أن الصفقة أبرمت على طريقة البقالين في فرض الحاجات الكاسدة مع الحاجات النادرة ، إلا إنني لمست فيه أن لا احد سيتسلط على رقاب العراقيين،ويكتم أنفاسهم ،ككابوس الخمس والثلاثين سنة الماضية.
أصبح للآخر رأي نافذ،الى درجة التلاعب بشكل الهرم السياسي .حينها أيقنت أن التغير في العراق لم يكن تبادلا للأدوار بين الضحية والجلاد.
وكلّي أمل أن يتمكن الدكتور المالكي المختص باللغة العربية من تشكيل حكومة كفاءات لا محاصصات ،وان يتمكن من إعراب الوضع السياسي على نحو صحيح. فيرفع المجد الى حيث يجب أن يكون ،ويجرّ المتقاعس بعيدا عن التحكم بمصير العباد.
وكلي أمل أيضا أن يدرك العراقيون أن لمكان لدولة الرجال في عراق اليوم ،بل دولة القانون ،سواء حكم الجعفري ،أو الطلباني ،أو أيا كان ...فرئيس الحكومة أو رئيس الجمهورية ليس أكثر من موظف يسير وفقا لما ينصّه الدستور.



#علي_ماضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الديكة
- العقلية البدائية
- لقطات
- دراما المشهد السياسي في العراق
- أحداث ألاعتداء على المراقد... تحت المجهر
- مسكوا الحمار
- حطوتنا الثالثة
- افرحني..ابكاني...اغضبني
- اكلت يوم اكل الثور ألأبيض
- كيف نقيم وننتخب؟
- ما نحتاجه ألآن
- الشروع في قلع الطبوع
- العالم ألآخر
- ثلاث وصايا سيدي المواطن
- هل تتعامل القوى اليسارية والعلمانية بموضوعية مع المسرح السيا ...
- لابداية من القمة
- لماذا نشوه التأريخ
- نقطة الحيود
- إننا..نصنع تأريخاً
- العولمة


المزيد.....




- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...
- ألمانيا تستأنف العمل مع -الأونروا- في غزة
- -سابقة خطيرة-...ما هي الخطة البريطانية لترحيل المهاجرين غير ...
- رئيس لجنة الميثاق العربي يشيد بمنظومة حقوق الإنسان في البحري ...
- بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئ ...
- ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في غزة
- تفاصيل قانون بريطاني جديد يمهّد لترحيل اللاجئين إلى رواندا
- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي ماضي - بلدي بين ياسي وتفاءلي