أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي ماضي - افرحني..ابكاني...اغضبني














المزيد.....

افرحني..ابكاني...اغضبني


علي ماضي

الحوار المتمدن-العدد: 1399 - 2005 / 12 / 14 - 07:37
المحور: المجتمع المدني
    


لا شك في إن محاكمة الرئيس العراقي المخلوع طاغية العصر، حدث تاريخي مهم في حياة
العراقيين.لأنّه يشكل ضربة قاضية للطغاة و الجبابرة في هذا البلد، ويطوي صفحة اقل ما يمكن إن نصفها به كونها مأساوية.هذا من جانب، ومن جانب أخر تمثل المحاكمة ضربة قاضية للخوف الذي ترسب في شخصية الفرد العراقي منذ أمد ليس بالقصير.
أفرحني إن يقدم هذا الشعب المظلوم محاكمة عادلة لجلاديه، ليشذ عن قاعدة (فاقد الشيء لا يعطيه)، كما أفرحتني حيادية القاضي وهدوء أعصابه، وهو ابن حلبجة والأنفال.تلك المأساة التي يندى لها جبين البشرية، وتكفي ليس لمحاكمة صدام فحسب، وإنّما تكفي دليل إدانة للضمير العالمي الذي لاذ حينها بصمت عجيب.
أبكتني كثيرا مأساة أهالي الدجيل، عذبوا، قتلوا، وسلبت أموالهم، استبيحت نساءهم، أي جبروت هذا الذي لم يرحم الطفل الصغير؟! أو يرق قلبه للشيخ الكبير !أو يعطف على المرأة الضعيفة ؟!
وأية عقيدة تلك التي تحول ألإنسان إلى غول ؟!هوايته القتل والتعذيب !
اذكر عبارة من فيلم الرسالة لملك الحبشة بعد طول جدلا ونقاش، يقول فيها للمسلمين المهاجرين:(ليس بينكم وبين ديننا أكثر من هذا الخط).أما انتم يا أهل الدُجيل،و يأهل كلّ المظلومين في العراق فليس بينكم وبين كربلاء أية خطوط، فكربلاء ليس حكرا لأشخاص وإنّما ملك المظلومين في كل زمان ومكان.
أغضبني إن لا أرى في قفص ألاتهام بجانب هذا النتاج القذر (صدام وأعوانه) للمجتمع العراقي، عاداتنا وتقاليدنا ومورثنا الديني الخاطئ، هذه التركة التي كانت وما تزال سببا رئيسيا في نتاج مثل هذه الدرنات.
فالإنسان في البلاد ألإسلامية وخصوصا بلدي العراق ليس بحاجة إلى أكثر من حديث نبوي أو نص قرآني،ليتحول إلى غول ،لا يتوانى لحظة ليحرق ألأرض ومن عليها طلبا في مرضاة الله ،كما يفعل التكفيريون الآن.
قبل أسابيع قتلت قوات التدخل السريع وبدم بارد في المدينة التي أعيش(جنوب بغداد) شابا عراقيا، حاول الهرب، بعد إن قاوم ألإعتقال بشكل غير مسلح.فأطلقت النار عليه أصابته بجروح بليغة، تركته ينزف، والأتعس من ذلك أنها أطلقت النار على عجلة كانت تقله إلى المستشفى، مات متأثرا بجراحه.
شاب أخرى أدخلته قوات الطوارئ المكلفة بحماية أحدى دور العدالة إلى أحدى غرفها أوسعته ضربا حتى الموت، أو ليس هذا موتاً مطابقا لمعاير البعث الصّدّامي المقيت ؟
موت مشيعا بصمت مخيف يشبهُ تماما صمتنا أيام الطاغية الملعون.فلا مجلس المحافظة ،ولا مؤسسات المجتمع المدني ،ولا جمعيات حقوق ألانسان حركت ساكنا.
وإنني أتسائل لماذا نحاكم صدام على جرائم مازلنا نمارسها بهواية؟او لسنا نحاكم صدّاما لكونه كان يقتل النّاس بلا محاكم ؟يعذبهم دونما رحمة ؟
أين نتائج التحقيقات في قضية سجون الجادرية؟او ليس هذا استخفافا بالشعب ؟! أولسنا نحاكم صداما لأنه أستخف بشعبه؟
لو إن 10%مما يحصل في بلدي ألآن يحصل في أحدى الدول المتحضرة، لقامت الدنيا ولم تقعد.
هل تذكرون لماذا قامت ثورة السود في لوس أنجلس في منتصف الثمانينات من القرن المنصرم؟ لأن الشرطة ضربت واحدا من المواطنين السود ضربا وحشيا ولا إنساني.
متى يفهم النّاس في بلدي إن ألاختلاف في العقيدة ،لا يُخرج الآخر من دائرة ألإنسانية!
متى يفهم الناس في بلدي إن الحرية والكرامة لا تأتيه معلبة، وفقا لمقاسه.وان الحرية والكرامة وحقوق ألإنسان تأتي نتيجة لدفاعه المستميت ،واستنكاره، وشجبه لكل الممارسات اللآانسانية ضد بني ألإنسان، بغض النظر عن عنوانه الديني، أو المذهبي، أو القومي ؟.

علي ماضي
12/12/2005



#علي_ماضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكلت يوم اكل الثور ألأبيض
- كيف نقيم وننتخب؟
- ما نحتاجه ألآن
- الشروع في قلع الطبوع
- العالم ألآخر
- ثلاث وصايا سيدي المواطن
- هل تتعامل القوى اليسارية والعلمانية بموضوعية مع المسرح السيا ...
- لابداية من القمة
- لماذا نشوه التأريخ
- نقطة الحيود
- إننا..نصنع تأريخاً
- العولمة


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي ماضي - افرحني..ابكاني...اغضبني