أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء هاشم مناف - ثنائية التطابق في البنية لقصيدة (الاخضر بن يوسف)















المزيد.....

ثنائية التطابق في البنية لقصيدة (الاخضر بن يوسف)


علاء هاشم مناف

الحوار المتمدن-العدد: 2490 - 2008 / 12 / 9 - 09:40
المحور: الادب والفن
    



ان سياق التوتر في قصيدة (الاخضر بن يوسف) هي انساق من كينونات لتصورات ورؤيا انسانية ورؤيا للمشاعر الدفينة لسياقات الحس والانفعال النفسي .. وهي تصور زمنين متجاورين يطغيان على حركة القصيدة بشكل مباشر ، فالمنهج في الاجابة على المعنى المرتبط بالفاعلية النقدية كما عند (بارت) فان حركة القصيدة هي دلالة في بنية الشاعر الفكرية فالرؤية عند الشاعر تنتمي الى الثنائية المطلقة في تركيب الاوجه الثابتة .
الاخضر بن يوسف ومشاغله
نبي يقاسمني شقتي
ليسكن الغرفة المستطيلة
وكل صباح يشاركني قهوتي والحليب وسر الليالي الطويلة
وحين يجالسني،
وهو يبحث عن موضع الكوب في المائدة
حين تترك ثنائية التقسيم ، في نقطة التقاطع (الشقة) في لحظة تتحدد سمات الهوية وصيغة الفعل المتوصد واللحظة الملتزمة في تشابك الانساق في السياق المكاني في الموت والتوازن ، والاستجابة لكل المجسات الحسية والدلالات التفصيلية ، والاطلاقية في الصيغ الوظيفية لاستجابتين مطلقتين فالتوازن يعني التوحد في الرؤية الدقيقة لكينونة الثنائية متطابقة وتولدها المتميز والتقدير للعملية التي اكدها (جولدمان) في انعكاسات الواقع الاجتماعي وتطوره باعتباره نموذجاً تصورياً واجرائياً لعمليات التحول في اكثر من محور باتجاه التصور الثنائي ، وشمولية الغرفة المستطيلة والمشاركة بمستويات التعدد ، في المحاور والبحث عن البنية المتجاورة وراء المحاور المتباينة .
وكانت فرنسية من زجاج ومعدن
وكانت ملابسنا في الخزانة واحدة
كان يلبس يوماً قميصي
وألبس يوما قيمصه ...
لكنه حين يحتد
يرفض ان يرتدي غير برنسه الصوفي
يرفضني دفعة واحدة
ويدخل كل المزارع!
يحرثُ
او يشتري سكراً
او يقول العلامة
ولما التقينا على حافة البار
اخرج من جيبه زهرة وانحنى
ان دراسة الاساليب المنهجية في الشعر الحديث والتي تتخللها التصورات الاجتماعية وشمولية التراكيب الاجتماعية في القصيدة والتي انعكست عبر ثنائية متولدة بشمولية هذا الازدواج يعطي للقصيدة الفعل العيني ، اضافة الى طبيعة التقاطع في الخلق الفني يفرز عدة ثنائيات متضادة جوهرياً وهي تتحرك بشكل فاعل ، حتى في عملية انقسامها داخل هذا الامتداد والرفض ، وحين يصل التصور الى حافة هذه الثنائية تبدأ الرحلة المزدوجة في الانطلاق العام ، فهذه الرؤية تخلق انفتاحات وتكشف عن مكنونات ، ذات ، تردد ، وانفتاح وانغلاق . فالشاعر بعمق هذه الرؤية والتصورات ، من خلال منطلق اطلاقي يتجسد في العمق والنزوع الاطلاقي وتصبح الثنائية المزدوجة والمنفتحة والالتقاء عند المنعطفات الخاوية ، وهي تعبر عن منطق هذا الانعطاف ، في تبلور الصورة ، في بنية من اللين .. والعمق والتعبير الطاغي في تحريك المغلق بالوردة في هذه الحالة تجعلني اكثر اقتراباً ، من ممالك الجن أي ضوء أي شمس ، داهمتك في عزلتك .. السلام شهد الصباح من العيون العسلية ، القت السلام ، في حضرة الصباح الجميل .. انها ابتهالات في نشيد الريح .. يتصل الكوكب الذي في غرفتك المسطيلة في هذا الزمن وهذا الشاطئ ، وهذا الواد ، نتلمس سر الكلام .. كنا واقفين على ذلك المنحدر الجميل كنجم خلد ، منذ زمن طويل .. وهي الفرنسية ، بشفاه وردية .. لو قبلتها لرفعت كل الصلوات للحجر المكسور للعيون هناك .. هي ذي الارض اوثان متحجرة تستقبل الاشياء كنجم غاب في العيون السود في وادي النجوم الخاوية .. الافلاك مكسورة في ممالكنا .. كنا .. نتلمس الطريق مندفعين ، في هذه الممرات ، بين الرغبة ، والقدرة ، والرفض والاحساس ، والاستجابة هناك حيث الشجر الاخضر ، وانسياب الينابيع فهل من شيء بعد ؟ انك تترع الكاس عبا من مرارتها لان الزمن واحد وليس الا المكان دوماً وبأبتهال النبي .. علني اطير باجنحة جبريل واضرب الهواء الذي هو الان ، اصغر ذرة من القيمة ومتقطع بحرية الريح البيضاء .. والريح وحدها هي التي تحمل رذاذ المطر الى القبور المكشوفة ، والمفجوعة بسيدة الصمت الممزق داخل الغرف المستطيلة .
هامساً انها لي … اتيت بها
عبر اسوار (وجدة) حيث الحدود
التي ماتزال معارك .. لكنها
ويقدم لي زهرة الاس … ملك
لك الان .. افعل بهال ماتشاء
سوى ان اراها بجيبك ذابلة …
اه ، وجده ، وجده … ان طريق (الصخيرات)
يغلقه الجرسُ الملكي .. اتيت بها
من هناك ، وخبأتها بين جلدي واحذية
الحرس الملكي التي اثقلتها المساميرُ
يكشف لي صدره مسرعاً ، ثم
يغمض عينيه .. وجدةُ .. وجدةُ ..
كيف تكونين لو جئت عندي !
يرافقني في زيارة محبوبتي
ثم يدخل قلبي
يقبلها في الجبين
في الابيات : الهمس المطبق بعبارة يشير الى النفس الخالية الى الجميع وتاتي مقاطع القصيدة ، لتؤكد مدار الانفلات (السيكولوجي) عبر الدلالات الرمزية ، في المعارك وزهرة الاس المغلق المكشوف في الجيب والذبول .. ويمكن التجاوب مع هذه المفرادات بما تنوب عنه الطبيعية البنيوية في التحولات التي اثقلتها المامير الصدئة والتوازي في بنية التجاوب والتوازي في ابنية المعقولات وليس في اطار المحتويات التجريدية ، والتجريبية ثم تاتي الحركات النهائية ، وهي الذاكرة المنغلقة في حس يبتعد عن طبيعة المساءلة ، في انغلاق معرفي ينعكس في الحبيبة ثنائية الكينونة التصورية .. ما يزال الغفران ، مثل هذه الحقيقة فوق مسار التاريخ ممرات كثيرة وبارعة الصنع وان التواءات الصخور العابرة ذات طموحات ، هامسة ، والفوضى ، اللونية اللدنه اثقلتها الحياة بمسامير صدئة في احذية السلطة .. والحياة تعطي بانتباه العقل المخبول . واذا اعطت السر المكنون في الفوضى الكونية .. وان المعطي مرغوب فيه في ذاكرة الاشياء ، تعطينا الايدي الناعمة ما يمكن ان يكون بالسرعة القصوى .. وما يمكن الاستبقاء والرفض الى ان ياتي الخوف .. ويرسم رغبته المفعمة بالشدة .

نسوراً طباشير ، فوق الجدار الذي يحمل النافذة وليدنو وان الخلاص لا ياتي بالرذيلة ، ولا بالشجاعة ، ولا بالخوف ولكن بطبيعة الاشياء التي تنجب البطولة وللفضيلة في ان هذا البكاء قد انهمر فان بحر البطولة الحامل للحب وللقضية كنت استحضر الشياطين لنشور منقوش على اللوح المحفوظ .. لقد اضفت اشيائي كطفل في هذه المعرفة الهامسة .
هل تلمسين بها الخضرة البكر؟
هل تسمعين بها النبض متدفقاً؟
قرب ذلك الغصن
لست نبيا .. حين تجولت عبر الشوارع ، والممرات المؤدية الى النوافذ الضيقة .. اذرع ترقد فوق المناضد تائهة اتوسل اتجول في الغسق البني ، والذي جعلني انظر الى ، المتوحدين وهم يطلون من نوافذ بعيدة ، والاصيل والسلام وصاحبة الأنامل المسقولة الطويلة .. بجانبي رايت اذرع طويلة تطوقني وعطر ينعبث ، من فستان السهرة في هذه اللحظة ابصرت الدخان المتصاعد ، عبر النوافذ المغلقة
رجال الجوازات خلف مكاتبهم
يحتسون النبيذ الرديءُ
خبرت كل العيون التي قيدتني بالاذرع والاساور في ذلك الشارع الذي كساه الشعر الليلي المعطر بعطره المعروف رايت النبي ، داخل مخزن زجاجي مستطيل يمسك .. لي طرف المعطف ، ويبتسم ويعد لي فنجان القهوة والحليب والشاي كل صباح


المراجع
المجموعة الشعرية الكاملة ، الجزء الاول ، للشاعر سعيد يوسف



#علاء_هاشم_مناف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعدي يوسف في الأخضر بن يوسف طائر يوائم بين أساطير الزمكان
- الحدث الشعري عند سعدي يوسف
- البنائية الأسطورية عند السياب
- النقد الفلسفي للنظرية
- التكامل في الرؤيا الصوفية عند ابن عربي
- -التماثل الابستيمولوجي - عند ابن سينا
- التداولية العقلية
- الرساميل العائمة
- النسق الدلالي للمعنى اللفظي المركب عند برتراند رسل وعبد القا ...
- الاقتران الثنائي عند هوسرل وهيوم
- التشبيه الوظيفي في الثنائية السردية لروايتي(زقاق المدق والرج ...
- دراسة نقدية في شرفة المنزل الفقير لسعدي يوسف
- التمثيل التكويني لشفرة النص الروائي
- ( تانكادو و شيفرة الحصن الرقمي )
- من تأصيل المفاهيم الى المنهجية النظرية بحث في النصوص (العلمي ...
- القوة التي تثبت الكينونة بالصيرورة
- المنهج الفنومنولوجي عند (مارتن هيدجر)
- سمفونية الريح الرمادية
- التحديث في النص الشعري
- شبح التوراة الاسطوري في الصحراء العربية


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء هاشم مناف - ثنائية التطابق في البنية لقصيدة (الاخضر بن يوسف)