أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علاء هاشم مناف - المنهج الفنومنولوجي عند (مارتن هيدجر)















المزيد.....



المنهج الفنومنولوجي عند (مارتن هيدجر)


علاء هاشم مناف

الحوار المتمدن-العدد: 2087 - 2007 / 11 / 2 - 12:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


آراء ومناقشات
ان التحول في المعالجات للمباحث الوجودية وهي تعتمد الصيغة الريئسية للانسان وإمكانياته في الخبرة لهذه الحالات ، من الوعي للمشكلة لأنه وعيا تجريبيا ، لظاهرات معنية كلها تنبع من الأسس البديهية والتجريبية داخل الإدراك الحسي للأنسان .
والفلسفة الوجودية ، كانت منذ البداية .. وهي تؤكد الحرص على القضايا ، المتعلقة ، بالانسان ، وحياته ، ومشكلة الرأي ، والاختيارات والمسؤولية ، الفردية .. وعلاقة هذا الأنسان بالقوى التقدمية في المجتمع الذين ، تسلحلوا ، بالايدلوجية الماركسية .. يستطيعون الإجابة ، على الاسئلة التي تطرحها البرجوازية ، والتي كانت تحس في حينها ، باقتراب النهاية لسيطرتها . فالتصورات التي كان يطرحها ، الانسان ، لكي تتطابق مع حقائق الواقع الاجتماعي ، لكن هذه التصورات ، كانت تؤشر ، الدراية ، والإختزال ، الذي حصل للفكر الاشتراكي ، في العالم المعاصر .. والاجابة المجرّدة ، والرد على الافواه .. التي شكلّت ، انتصار النزعة ، الفردية ، والاختيار للانسان في هذه الحياة .. والنزعة الفردية ، والاختيار للانسان شكلت حجر الزاوية ، للايديولوجية البرجوازية ، من منطق ، وموقع الفردية البرجوازية تجيب الوجودية ، عند هذه المداخلات ، والاشكاليات للحياة الانسانية . فالفرد شكل ، منطقا في تكوين هذه الذاتية والتي الغت الحقيقة الانسانية .. فالمنطق الوجودي ، يؤشر هذا الموضوع .. في أن الذات الفردية ، لا يشغلها غير الاهتمام ، بوجودها الخاص وبالمسيرة التي تنطلق .. نحو العدم ، هذه النزعة الفردية .. كانت هي الموضوع الرئيسي ، لمعالجة الوجوديين ، للقضايا ، والمسائل ذات الموضوع الفلسفي ، وكان الوجود ، هو الموضوع الرئيسي للفلسفة الوجودية .
وفي هذا المجال ، يقول (هيدجر) (الوجود هو الشغل الشاغل للفلسفة في حاضرها وماضيها)( ) .. فالمفهوم للوجود ، يتكون من إتجاهات واسعة ، فهو ، لا يخضع ، لأي تفسير ثابت .. فالبحث عن البواطن في عمليات التصور يعطينا ، الوجود بماهياته ، وبواطنه . ولا يمكن ان نتأكد منها ، بالمفاهيم التي تكون ، موضوعا ثانيا .. وأن الوحدة ، للإدراك الباطني ، وفيما تؤكد المخيلة ، للفهم الفردي – فهو حدود الخلاف بين (هيدجر – وسارتر) وهو الخلاف الذي امتد ، الى جميع الإشكاليات ، باعتبار ان المنطق الانساني وجودا ، في ذاته ، وقوانينه ، الإنسانية .. أي ان الوجود من اجل الذات بحاجة ، الى الوجود الذاتي .. وهو العدم .. وان المنطق الوجودي ، بكل اشكاله المتناقضة برز من ، وجود آخر ، ولا يمكن ان يتحول المنطق الباطني للوجود ، الى عدم .. ولكن عند (سارتر) حدده بالوجود ، الانساني ، الذي يسعى اليه .. من خلال وعي المعاناة ، الوجودية لينبع منه وجودا وفي المحصلة النهائية ، فانه العدم أيضا ، والعدم يولد الانسان .. والقضية ، بكل مقدماتها ، التي يخلص لها (سارتر) وهذه المسألة ذات المقدمة ، التي تجعل (سارتر) قريب من (هيدجر) حين يعي الذات وعدمها ، خاصة عندما ، ينتابها القلق ، الذي يفتح لها طريق العودة الى العدم بذاته .
فالجوانب العاطفية ، والسيكولوجية ، تكسب الوجوديين ، طابعهم – الانطولوجي في الاشكال المتنوعة للوجود ، ويصبح الانسان في الفلسفة الوجودية هو الاهتزاز والقلق .. هكذا برز في التيار الوجودي ، تياران (تيار مسيحي – وتيار ملحد) المسيحي مثله (باسيرز – ومارسيل) والملحد (هايدجر – وسارتر) ولكن كلا التيارين ، حملا افكار التشاؤم ، والضياع ، والعبث ، وعدم الجدوى بالانسان .. في هذه الحياة .. فالواقعية للوجود الانساني ، تدل على خواص ، الموجود ، في عزلته ، ومصادفته .. وهو يمارس اهتماماته ، في مجال منطق الحقيقة ، وواقعية تختلف عن الحقائق الواقعية .. واكثر الاهتمام مفروض طالما بقي راكدا وقد أشر هذا الموضوع (هيدجر) بواقعية الدلالات (الزمكانية) من خلال منطق المعنى (الانطولوجي) والواقعية هذه ، هي تأكيد للحالة ، الصدفية في الماضي .. فالانسان هو ليس ، امكان ، ما كان ، بل ما سيكون عليه ، هذا الانسان ، والانسان كان ، ملقى ، في البرية في بداية هذا العالم المعزول ، لكنه تحرك .. نحو تأكيد ذاته ، وحريته ، وامكانياته ، في عمليات تغيير هذا العالم و(هيدجر) نظر الى الانسان في حالاته المستقبلية ، فما دامت الواقعية تتشبث ، بخصوصيات الماضي .. فالوجود الانساني ، من الناحية الزمكانية .. حالة من التطور المستقبلي .. والفلسفة الوجودية هي ، أكثر التيارات الفلسفية عمقا والبرجوازية التي تؤكد على فردية الانسان وظهورها كان في مرحلة تصاعد الرأسمالية العالمية في ازماتها حيث عبرت ، هذه الفلسفة عن الروح ، التشاؤمية ، وفي ازمتها الانسانية ليسود المفهوم الايديولوجي بين المفاهيم البرجوازية .. وكان من أبرز مؤسسي هذه الفلسفة ، هو (مارتن هيدجر) و(كارل ليلسيرز من المانيا) و(جبرايل مارسيل – وجان بول سارتر – والبيركامو من فرنسا) و(رينانو من ايطاليا) و(باريت من الولايات المتحدة الامريكية) . كانت الفلسفة الوجودية .. هي امتداد لافكار (برغسون) و(نيتسشة) وكان المنهج الذي اختطه من (الفنومنولوجيا) للفيلسوف (هوسرل) ومتأثرا بأفكار الفيلسوف (كيركفارد) .
((مارتن هيدجر))
كان هيدجر ، من أصل الماني .. وقد ولد في العام (1889) واتم دراسته في جامعة (فربيورج) في (بريجاد) وكان من اساتذته ، الفيلسوف (هوسرل) مؤسس الفلسفة الظاهرانية او مذهب الظاهريات الذي كان المنبع الرئيسي للوجودية ، في العام (1914) حصل (هيدجر) على شهادة الدكتوراه ، في رسالة قدمها بعنوان (نظرية الحكم في النزعات السيكولوجية) وطبعت على نفقة مطابع الجامعة .
في العام (1916) ، قدم رسالة دكتوراه ثانية .. وهي الرسالة التي أهلّته للقيام بعمليات التدريس عن (نظرية المقولات والمعنى عند دونس إسكوت) ، وفي العام (1923) عين استاذا للفلسفة في جامعة (ماربرج) وفي هذه الفترة الف كتابه (الوجود والزمان) وتم نشر الجزء الاول منه في العام (1927) .. عين (هيدجر) خلفا (لهوسرل) استاذه في نفس الجامعة بتوصية من استاذه (هوسرل) بعد ان أحيل (هوسرل) الى التقاعد في العام (1929) .. وقد قدم (هيدجر) لاستاذه (هوسرل) بحث تذكاري تقديرا لجهوده العلمية ، واعتزازا ، باستاذيته .. اسم البحث (ماهية السبب) ويعد هذا البحث ، من الابحاث القيمة عند (هيدجر) وفي العام (1929) الف كتاب سماه (كنت ومشكلة ما بعد الطبيعة) عرض فيه اراء الفيلسوف (كنت) وقد هاجمه انصار (كنت) ومؤيديه ، وكان (إرنست كاسبر) على رأسهم .
وفي العام (1929) كان يلقي على طلابه في جامعة (فريبورج) محاضراته عن (ما الميتافيزيقا) .. وفي العام (1933) انتخب مديرا لنفس الجامعة .. ومن الجدير بالذكر .. في هذا العام تولى (هتلر) حكم السلطة في المانيا .. ولكن بعد فترة .. اعلن استقالته من الجامعة في العام (1934) ، وفي العام (1945) وعند دخول الحلفاء المانيا كان موقفا قد اتخذ ضده .. فتم فصله من الجامعة( ) .
وتعرضت افكاره .. الى هجمات ، وتشويهات .. وتحريفات ، والى اشكاليات في عمليات الفهم .. ووجّهت الى (هيدجر) الكثير من الاتهامات ، منها العدمية .. والعاطفية الشديدة .. واتهم بانه .. عدو المنطق ، والعلم .. والمعرفة .. وكانت اخرى .. قد إتهمته .. في الالتواء ، في الاساليب ، التعبيرية .. والغموض .. الشديد المتقصد ، في طريقة العرض لافكاره .. وينتاب اسلوبه .. سوداوية وهزيمة .. وكان (كارناب) على رأس المنتقدين .. والمشككين ، وهو من دعاة (الوضعية المنطقية) وحاول ، الانتقاص ، من قدر (هيدجر) واتهمه ، بانه ، مضلل .. وان كل ما كتبه ، لا يعدو سوى هذيان فارغ .. ومفارقات لفظية .. لا تشكل أيّ معنىً جوهريا .. وشن هجمات على ، مؤلفات (هيدجر) وعلى كتابه (ما الميتافيزيقا) بالذات ، واعتبره اسطر من التصورات ، الفارغة ، والعقيمة التي لا معنى لها .. ومن الذين تأثر بهم (هيدجر) هو (كيركغارد) الذي يعد أبو الفلسفة الوجودية الحديثة ، فكان الإتجاه للوجود عكس (كيركغارد) وهذا ما أكده الباحث الفرنسي .. (كوارية) فهو الذي نشر بحثا في مجلة (نقد) باللغة الفرنسية للحديث عن وجودية (هيدجر) المتناقضة مع الوجودية .. والخلافات التي نشبت بين (هيدجر) و(سارتر) وهي التي توجت الفصل في رفض (هيدجر) لوجودية (سارتر) في ان وجودية (هيدجر) لا تدور حول اشكاليات الانسان بل حول (اشكاليات الكينونة ، والوجود العام) .
في المانيا ترعرعت الفلسفة الوجودية في اعقاب الحرب العالمية الاولى في تلك الفترة ، تميز الجو الفكري ، والسياسي ، والديني ، بالسوداوية .. والحقد .. أثر الهزيمة العسكرية لألمانيا ، والخوف والذعر العام الذي شمل البلاد .. أثر تصاعد .. المد البرولتاري في (روسيا) والثورة في المانيا .. التي أشعل فتيلها .. (هزيمة المانيا العسكرية) .
كانت الموجة الوجودية .. قد اجتاحت فرنسا ، على أثر الإحتلال النازي وانتشرت بشكل ملفت للنظر .. وعلى نطاق واسع إبان الحرب .. وهذا ما نلاحظه ، في التعبير ، الصارخ في أحلام الكتاب الوجوديين الفرنسيين وهو التعبير ، عن النزعة البرجوازية ، المشوهة .. والممزقة أثر الاحتلال والهزيمة ، النازي .. ، والخوف اللّذان انتابا – البرجوازية الفرنسية – وتصاعد المد الجماهيري ، والثقافة الشعبية التي قادتها الجماهير ، الشعبية المثقفة .. كل هذه الاسباب ، كانت وراء .. إشاعة .. وانتشار ، الفلسفة الوجودية .. خاصة في الاوساط البرجوازية التي تنشد الثقافة .. وكانت الحرب العالمية الثانية .. هي الحد .. والفيصل الذي شمل المجتمعات الرأسمالية قاطبة .. وذلك بسبب انتشار الفكر الوجودي وطرح مفاهيمه الشعبية .. وقد أفاد (هيدجر) من (لاكرت) في أن ، الدراسة الفلسفية .. يجب ان تكون شاملة وعميقة .. ودراسة من .. سبقونا في الفلسفة .. من سقراط الى اخر فيلسوف .. وكذلك المناهج فهي تختلف .. بإختلاف المواضيع .. سواء على مستوى العلوم الروحية .. والموضوعات التاريخية للإنسان .. والفلسفة تختلف في منهاجها عن باقي العلوم .. فالأنطولوجيا تعني علم الوجود ، والذي يكّون ابتداءه الصيغ الآتية من الوجود الإنساني .. فيما تدرس ، العلوم ، الطبيعية الخصائص الوجودية ، الى الموضوعات .. والمتعلقات .. وابنية للعلوم التاريخية .. وإدراك الصيغ ، والدوافع والفلسفة تعتمد المنهج الظاهري وهو المنهج ، الذي يستنتج ، المقاييس ، التي تؤكد أحوال الشعور ودراسة الظاهرات الوجودية .. وهو يصف أحوال الوجود .. الوجود والشعور فهو تصور يتعلق بالموت – والحياة – والشعور – والزمان – والخطيئة – والسقوط – وتأتي (الفنومنولوجيا) لتعمق الموضوع ، والوعي الفلسفي ، ليتصدر المنهج .. وهو يتكون ، من التراكيب الواقعية ، والكيفية التي ينطلق منها والتاثر بمذهب استاذه (هوسرل) فأخذ من الظاهريات الذي يمتن العصب في المنهج (الانطولوجي) للوجود ، وظاهرات (هوسرل) طابع من الشعور .. والبنية ، والرؤية للموضوع .. هو الحضور المنطقي للموضوع عينه ، لتعميم فكر الموضوع .. ليشمل التفكير المادي .. والاشكال .. والمتعلقات ، بالمقاولات .. وبالماهيات .. وبالأساس لكل المواضيع .. الصورية .. والطابع الرئيسي للإدراك والشعور .. الذي يكون فيه الظهور في الموجودات .
ان التحليل الذي إستخدمه (هيدجر) في كتابه .. الوجود والزمان .. هو التحليل (الفنومنولوجي) للموجود الانساني .. ولآنيته .. و(هيدجر) يفصح عن هذا الموضوع .. وهو بمثابة ، الطريق الذي يؤدي بدوره الى فهم التدقيق في الوجود عينه .. وعلى هذا المنوال اصبحت فلسفة الوجود عند (هيدجر) هي فلسفة (انطولوجية) (فنومنولوجية) وهو المنهج المستخدم ، لتوضيح معنى الوجود ، والموجود وتفسيره ، من الناحية المنطقية ، والآنية عند (هيدجر) وهي التحقيق الكلي للوجود ، والموجود العيني ، من حيث الرتبة الذاتية والفكرية واستخدام المنهج (الفنومنولوجي) وهو تأكيد لنوعية المعطيات ، الخاصة ، بالخبرة ، وبشكل مباشر ، والخصائص المشار ، اليها .. هي الموروث الزماني في خلاصات (الماضي وموروثه) والحاضر من الماضي ، والمستقبل وخواصه ، من الحاضر .. فهي مجموعة ، من القنوات ، وتعتبر معيار ، من الاهتمام الاساسي ، للوجود الانساني .. وللتفرع لعمليات تحليل الوجود وتأكيد (هيدجر) .. ان مشكلة ، مرتبطة بشكل جدلي ، بمشكلة الوجود . فلا يمكن الوصول الى الوجود الاّ وفق مشكلة (العدم) وهما .. شيئان متلابسان .. ومتلازمان في حالتهما الاعتيادية .. فحالات السلب في المنطق (الهيدجري) هو مصدر العدم وقد يكون العكس ، ولكن بالنتيجة ، يؤكد (هيدجر) ان العدم ، هو الفيصل الرئيسي في السلب المنطقي ، وهذا الاخير ، هو مظهر ، من المظاهر السالبة للسلوك ومن خلال هذا الحال .. المغلق بشكه العام ، يحس بالتنامي في العمليات الوجودية ، والميتافيزقا عنده تحول من الشكوك وتجاوز لحالات الاستذكار ، والاصطلاحات التقليدية .. وتجاوز اصطلاحات العلو للمباحث (الميتافيزيقية) فهي تصنيفات لبيانات الموجودات ذات الوضوح الانساني .. فهو المدى الذي يجعل ، حلقات الوجود تؤكد منطقها التاريخي ، وتكيف الفرائض ، بمقومات صادقة ، ومستمرة .. في إطار .. مجهوده الفلسفي ، وفي كتاب (ما الميتافيزقا) يؤكد (منطق ارادة القوة) كان هذا الموضوع قد ناقشه في العام 1943 وميزه على اساس من التأملات الميتافيزقية التي ناقشها (هيدجر) وناقش ورد على بحثه عن (ما الميتافيزيقا) في ان الميتافيزيقا ، مذهب يجب القضاء عليه ، وحذفه من الوجود .. لانه تضمن ، عبارات فارغة .. فالعبارات لا تثير اية حالات من التوتر .. ومن الوقائع الحسية وهي حكما فارغة وزائفة وكتب (هيدجر) بحثا عن الشعر ، ولم يتضمن هذا البحث الخاصة .. على طريقة (ارسطو) او هيجل ، بل تناول المنطق الشعري من خلال شاعرين من أعظم شعراء (المانيا) هما (هيلدرلن – وريلكة) فقد تناول .. (هيلدرلن) وماهية الشعر ، وما مقدار الحاجة الى المنطق الشعري في هذه المراحل التاريخية الذي يتم فيه .. تشبث الانسانية والقضاء على عصر الالهة ، والانبياء .
لقد حلّت اللّعنة على بني الانسان .. وساد الظلام منذ أن .. رفع الالهة .. اياديهم .. عن الارض .. ومنذ رحيل المسيح وصعوده الى السماء .. فانتشر الظلام على الارض وساد البؤس ، والسقوط . للانسان .. وكانت الحاجة الى الشعر مثل الحاجة الى (كهنة باخوس القديسين) الذين يتجولون في الليل الحالك ، ويتنقلون ، من مكان .. الى مكان .. وكان الشعراء فقط هم الذين يشعرون بمسير هؤلاء القديسين .. وهم يتجولون .. ويرددون اغانٍ .. ويتغنون بالهة الخمر .. والشعراء .. يتخذون من ذلك الاثير الذي يتركه القديسين لهم ، لان هذا الاثير يسكن الالهة .. وهذا الاثير من العناصر ، المقدسة عند الشعراء والذي يتركه الالهة الراحلون .. فالشاعر في الظروف العصيبة والشديدة الخطب .. يتنبه الى اثير الالهة المقدس ، ليستلهم منه المغفرة .. في زمن اللّيل الحلك والمقفر .. وعليه فقد اعجب (هيدجر) بالشاعر الرومانتيكي (هيلدرلن) ليواصل العمل النقدي في تحليل قصائده وكتب عدة تعليقات نقدية وعلى التوالي .
في العام 1941 – والعام 1942 – والعام 1944 – وفي هذه الفترة ظهرت له عدة من الكتب :
1- (نظرية افلاطون في الحقيقة) في العام 1942 .
2- (رسالة في ماهية الحقيقة) في العام 1941 .
3- (رسالة في النزعة الانسانية) في العام 1947 .
4- (مدخل الى الميتازفيزيقا) في العام 1935 وهي عدة من المحاضرات القاها في الجامعة في الفصل الدراسي الثاني .
5- له بحث صغير بعنوان (ما الفلسفة) وهي عدة من المحاضرات القاها في العام 1955 بشمال فرنسا .. ثم نشرت هذه المحاضرات في العام 1956 وكان قد ترجمها الى الفرنسية (بوفرية) في العام 1957 .
6- له كتاب بعنوان (المتاهة) ظهر هذا الكتاب باللغة الالمانية في العام 1950 .. وترجم الى الفرنسية في العام 1965 والغريب في الامر ان نجد في هذه الدراسة الوحيدة المعروفة .. عند (هيدجر) عن (الاصل في العمل الفني) كما نجد فيه ابحاثا اخرى .. عن عصر التصورات الكونية .. وكذلك مفهوم التجربة عند (هيجل) .. وكلمة نيتشة المؤثرة .. والمدوية لحد هذه اللحظة (لقد مات الإله) .
7- نشر (لهيدجر) مقالات بعنوان (ما الذي نعنيه بالتفكير)( ) .. كانت عبارة عن محاضرات – القاها – بجامعة (فريبورج) في فصلين دراسيين متواليين في العامين 1951 – 1952 .. وطبعت بمطابع فرنسا .
8- ترجمت كتب (هيدجر) حتى شملت كل ما الفه (هيدجر) وظهرت ، في (انكلترا) و(امريكا) – قبل ترجمة (وليام كاوباك) و(جين رايلد) لمحاضرة (ما الفلسفة) .
ويقود المعطيات التي طرحها (هيدجر) الى المباشرة بالخبرة ، من خلال وصفة لهذه المعطيات .. وهي تظهر نفسها في اول تكشفها ، الأولي والبدائي في استخدام المنهج (الفنومنولوجي) في عمليات التحليل للوجود الانساني عبر خبرة الوجود العام ، في ولادة الانسان ، وفي خبره من الاهتمامات العامة ، والعابرة ، حتى يكشف نفسه في التزامه بالمشروعات العامة والعملية ، والشخصية ، والانقسام فيها .. وكان رأي (هيدجر) فيما يطرحه (ديكارت) عن مفهومه للعالم ، باعتباره وجودا جوهريا ممتدا ويتضمن تزييفا وجوديا للعالم باعتباره معطي من معطيات الخبرة المباشرة ، وذلك لان العالم ، لم يك ذات ابعاد جوهرية ، وهو يمتد في الحيز الزمكاني ، الذي يتوضح فيه العالم الجمالي للانسان الذي يدرك خواص العالم من عدة ادراكات اولية ، في الخبرات .. والاهتمامات ، الاولية المباشرة .. فالعالم يتحرك باتجاه الوجود الانساني .. ولهذا .. فقد قضي (هيدجر) على الثنائية للذات والموضوعات التي انتشرت كانت بتأثير الديكارتية .
فالعالم الانساني عالم مشترك ، من قبل الآخرين ، والوجود ، والموجود ، الانساني والاجتماعي .. وتأكيد العزلة ، ما هي الا ضرب من ضروب ... القوانين الوجودية للانسانية .. والانسانية تعيش حالة جماعية اجتماعية – زائفة ومتغيرة .. وزائلة .. وهي حالة الانسانية التي تنشد المجهول .. والهوية تتاكد ، حيث يفقد الانسان انسانيته وبهذا يتحول الموضوع ، الى شيء من الوجود ، العيني ، ويتم افتقاد حريته الوجودية ، بالتدريج ، والتي تجعله .. متواصل بينه وبين الحالات الممكنة .. والعلاقات الانسانية .. وهي العلاقة الوطيدة بالعالم .. الطبيعي ، العلاقة ذات الاهتمام العملي ، والجماعي والعلاقات الوطيدة ، والجديرة بالاهتمام العملي والشخصي وهذا الاهتمام .. هو الوجه المحدد ، للموجود الانساني .
كانت اسطورة (هيجيتوس) (Hyginus) وهي (مثيولوجيا) يونانية باعتبارها التعبير الصادق عن (فكرة هيدجر) والانسان هو المصدر الرئيسي لكل الاساطير .. وهو المصدر الرئيسي لهذه الاساطير وبشكل مباشر .. وكان الزمان هو صاحب كل هذه القرارات النهائية التي اختصت بطبيعة الانسان .. فالزمكانية تمدنا بالاساس (الانطولوجي) لهذا المخلوق العجيب ، الذي تمت صناعته من الاهتمامات فالمنطق (الانطولوجي) هو وصف لكل الصيغ والخصائص المتحولة والمتكونة لكل الوجود الانساني .. والذي تم وصفه بانه الذي يشكل الخصائص المهمة ، والاساسية ، للوجود الانسانية .. وهي الواقعية – والوجود الماهوي – والسقوط .. هو الذي حدد ، فلسفة (هيدجر) ففي الماهية الانسانية .. يناقش (هيدجر) التناول العلمي للحقيقة .. ويناقش التناول الفلسفي للحقيقة عبر الفلسفة الحديثة ، التي لا تستطيع .. تحديد المواقف النهائية وان تجعل من نفسها .. فلسفة علمية . والفلسفة العلمية .. تتضمن اواصر تبحث عن ، الحقيقة العلمية .. دون اللجوء الى التنازل كما يدعي (هيدجر) عن ماهية التفكير .. فالاساس الفلسفي العلمي .. يرجع الى اواصره الفكرية ، والمنطقية ، التي تبحث ، عن الحقيقة بمكونات .. علمية ، صدفية .. والمنهج العلمي هو الذي يحدد نوع الفلسفة ، وخطواتها .. نحو الصياغات العلمية الصحيحة .. والبحث عن الطفرة ، النوعية للانسان .. وعمليات التحول ، من الحالة اللاانسانية التي يعيشها الانسان الى الحالة الانسانية ، الصحيحة .. ويؤكد (هيدجر) أن الحقيقة الانسانية .. هي التي تفسر حقيقة الانسان وقربه ، من المنطق ، الوجودي .. والقضية الرئيسية في هذه المعضلة الفلسفية الانسانية .. هو كيفية التعلم للبحث عن الحقيقة من خلال طرح الاسئلة ، المتعددة .. وما أحوجنا الى طرح الاسئلة لانها تؤشر المنطق الحضاري في سياقاته الفلسفية .
ومن جانبه .. كان (هيدجر) هو الرد الكبير .. على عدة من التساؤلات التي ترجع الى حياة المجتمع الغربي ، والحضارة الغربية .. فالاجوبة الفلسفية هي التي اثرت في المسيرة الحضارية الغربية فالحضارة الغربية .. قد اهتمت بالاجوبة ، دون طرح الاسئلة ، الملحة ، والمحددة ، وذلك للحصول .. على الاجوبة المحددة .. وكان هذا هو الموضوع معضلة الاسئلة التي لا تلقي الاجوبة ، والتي تتضمن الاسئلة ، الاكثر إجابة بشكل ملح .. وهي التي عرقلت تطور الحضارات لانها ، كانت اجوبة خاوية ، وجرداء ، لا تتضمن ، الموضوعية ولا تتحدد بالاجابات المنطقية ، ولا بالاتجاهات المنطقية والعلمية .. لجملة من الاسئلة .
إننا ، نسعى ، الى الاسئلة ، التي تنتقل ، الى منطق الاجابة .. فالطريقة .. التي خلص اليها (هيدجر) هو ان مفهوم الوجود .. يأتي عن طريق الوجود الانساني أو الكينونة ، الإنسانية .. وبذلك تكون (الانطولوجيا) هي الرد الرئيسي .
ولا شك أن ، اليونان .. هم أول من إهتم بالمشكلة الوجودية ، لكنها أفضت ، في النهاية ، الى طروحات .. ومقولات لم يتم التركيز فيها .. على الوجود .. والتساؤلات .. بل تم التركيز على الأجوبة .. دون طرح الاسئلة الفلسفية العلمية المعنية .. فكان التركيز من جانب آخر على أن الانسان ، هو الجوهر الوجودي .. وأنه هو الذي يتمتع .. بالامتيازات ، وبالكميات المحددة ، والمتلابسة (بالزمكان) .. ثم جاء ، التيار العقلي ، وكانه عبارة .. عن ذهن منعزل عن الوجود بشلكه العام .,. ولا يتم ، الاحتكاك به الا عن طريق ، المعارف .. هكذا تم اعتبار الذاتية ، والموضوعية للإنسان ، هي مشكلة ، من مشاكل ، الوجود ، وهو التساؤل ، الذي يضع في عدة انحاء ، واتجاهات من ، شأنها ، أن تضع الفلسفة دائما في حلقة المساءلة .. والتساؤل .. بما يتأثر بنا .. ويؤثر فينا ، في صميم الماهيات ، التي تنشدها والفلسفة تتعدى الحدود ، العاطفية .. والعاطفة .. في المنطق الفلسفي هي الجواب الشديد الرهبة ليحل معضلة .. من المعضلات الدقيقة .
فالفلسفة .. هي التي تحدد المنطلقات الرئيسة ، للعقل والعاطفة وتتم الصياغات ، من الاسئلة للفعل والعاطفة بأفعال العقل ، وتكون الأجوبة ، بمنطق العاطفة ، والتعليق ، بأسبقية الأسئلة على أسبقية الأجوبة .. والأجوبة دائما ، تكون متصلة لانها لا ، تخضع الى اختيارات الاسئلة الفلسفية :
(1)
ان الشروط ، الفلسفية لأية خبرة .. فلسفية مهما تكن تلك الخبرة .. وبصورة عامة .. أن تتوفر المواضيع الناتجة .. عن خبرة .. وأن اصل هذه الخبرة ، هي .. نتيجة ، قيمة ، ودقيقة ، من نتائج ، الاسئلة ، المطروحة .. على الفلسفة التي تجعل ، هذه الخبرة ، هي محك .. لهذه الطروحات الفلسفية .
(2)
لا توجد ، نظرية فلسفية في العالم .. تخلو ، من منطق العاطفة .. والفلسفة خير من العاطفة .. فلولا العاطفة ، لم نستنبط اللامعقول في الفلسفة ولم نستنبط ، الغرابة .. التي تربط الفلسفة .. بالتصورات الذاتية التي تحدد .. هذا الترابط .
(3)
والسؤال الفلسفي .. مرتبط .. بالتصورات ، الفلسفية العلمية ، وليس التقنية ، والفلسفة .. هي خلاصة ، لعمليات التفكير ، الدقيقة .. فهي تسير .. عبر قنوات غاية في الدقة .. إبتداءا .. من التساؤل الفلسفي ، حتى تركيب المفردة التي يشوبها الإبهام .. فهي تحتاج الى شرح للتعبير عنها ، من جميع النواحي في الفلسفة .. (والفلسفة العلمية) هي خليط من مركبات ومن الاسئلة والاجوبة .. لكنها بالنتيجة ، هي عملية تغير في مفاهيم الاسئلة .. باعتبارها هي حجر الزاوية في الفلسفة العلمية التي ننشدها .
(4)
فالفلسفة جزء ، من تركيبة ، المنطق العقلي .. لأنها ، مرتبطة ، بالعقل الذي يحتوي ، على العديد ، من الممكنات ، ومن الأحاسيس ، والإدراكات والتصورات ، والعواطف .. فهي كما قلنا ، خلاصة لهذا الخليط العقلي فهي التي يتم تركيبها ، باطار (ديني) و(ثقافي) و(اقتصادي) و(سياسي) وهذا .. ما حدث في العصر (الوسيط) في اوربا ، التي سادت فيها الفلسفة والعلوم الطبيعية ، والتاريخ ، والسياسة .. وهي التي أثرت في مجريات الفكر (الاوربي) بعد حين .. والعدالة الاجتماعية عن (روسو) وتميزت بالعصر الذري ، الذي كان يحدد مجرى التاريخ وكل هذه العلوم .. كان للفلسفة فيه السبق الاول في المكونات ، والتكوينات ولها الفضل الكبير والعظيم ، حيث كانت تتقدم كل تلك العلوم والمعارف في البحث عن الحقيقة .
(5)
والفلسفة كنمط ، من التفكير .. تحتل في زوايا العقل .. رقعة واسعة وكبيرة فهي تمتلك الاتجاه السليم ، للموروث الفكري .. من خلال ميلاد الحقب .. التاريخية ، للفلسفة .. أي ولادة الفكر الفلسفي .. حيث حصل هذا الحدث الكبير .. قبل ولادة السيد المسيح ، لكنه كان بشكل غير مبرمج .. والفلسفة تقدمت الحضارة والبناء ، والتاريخ ، والجغرافية قبل الميلاد والاً كيف تم بناء ونشوء وتطور الحضارات الانسانية دون الفلسفة او دون الفكر الفلسفي .. الذي هو العجلة الكبيرة للحضارات وتلاحمها بعضها .. بالبعض الآخر .. كيف تنشأ حضارات وتتطور دون نمط من التوكيد الفلسفي ما الذي يشدنا ، الى البحث عن المعرفة والصناعة والزراعة والقانون وبناء المجتمع ، والطبيعة وسحرها العجيب والمجال الأخاذ الذي يغطي كنهه بالإنسان الفاعل .
وفي لحظات التجلي وخاصة (عند المتصوفة ومدراسهم الفلسفية) .. فالتسمية إغريقية كمصطلح فلسفي . وهو السؤال نفسه ، الذي .. ابتدأت به الخليقة ، فالأصل الفلسفي .. هو تساؤل عقلي تاريخي .. عن مفاهيم الأشياء .. فهو الذي يحدد المواضيع الفلسفية والتساؤلات للإنسان .
فالفلسفة .. هي الكل ، فالإبتداء ، كان بالسفسطة ، عند سقراط .. وإفلاطون (وهيرقليطس – وبارمنيدس) كانا أعظم .. مفكرين .. وانهما كانا ، على توافق مع (اللّوغوس) الذي هو الجزء + الكل .. وبعد .. (هيرقليطس) بقرنين من الزمان على الأقل .. جاء ، ارسطو .. وبقي التساؤل .. والى مالا نهاية .. ما هو الموجود .
والفلسفة تبحث ، عن الحقيقة ، بما هي حقيقة واقعة ، ونتساءل عن وجود الموجود .. وكان كتاب (هيدجر) الوجود والزمان .. وهو عبارة عن كتاب (مختص) (بالأنثريولوجيا) الفلسفية .. في حين هناك رأي ، قد حدده ، باتجاهه الفلسفي ، الوجودي ، وهو الذي شجع (مارتن بوبر) في العمل على دراسته ، من الناحية الانثريولوجية الفلسفية ، المعاصرة .. والمشكلة .. في ان هذا الكتاب قد شغل (هيدجر) في دراسته للكينونة .. وليس للانسان .. رغم ان الكتاب كان قد اشر الكثير من المنهج (الفنومنولوجي) للوجود الانساني .
والميتافيزيقا ، تبدا عند (هيدجر) بالموجود دائما .. فهي لا تلامس الوجود بذاته .. فالميتافيزيقا كانت هي النقطة الرئيسية ، في الفلسفة .. فالفلسفة ، كانت التساؤلات ، الفيزيقية ، منذ البداية اذن فهي عملية التفكير في الوجود .. فكان كتاب (الوجود والزمان) هو الخطوة الاولى ، في قتل المنطق الفيزيقي ، ولم تتوصل ، الميتافيزيقية الى المنطق الوجدودي بشكله الصحيح . ولم تصل اليه اية فلسفة لحد هذه اللحظة كوجود وموجود ، وأسباب ، ومسببات ، واشكاليات .. لكن الفيزيقية ، ظلت أسيرة الانكماش ، الفيزيقي المحدد .. وفي تاريخها الطويل فهي لم تقدم أية تساؤلات .. حتى تستطيع ان تجيب عن اشكاليات الوجود .. والسؤال الرئيسي .. هو لو كانت هناك اسئلة دقيقة ، للفيزيقية ، لاستطاعت ان تضع اجوبة دقيقة للوجود .. فهي بقيت أسيرة الموجود ، بانتظار الشروق للوجود .. وبالمحصلة النهائية ، كان التفكير ، المنطقي ، هو القضية العليا ، في عمليات الحكم ، والمنطق العقلي ، وهو الصيغة المثلى .. والوسيلة .. وكان التفكير الميداني .. هو الطريق والمسلك .. للتوصل ، الى الموجبات ، المدركة للعدم .. فالذهن (الفيزيقي) يجد نفسه .. دائما مرتبكا .. هاربا ، وهو يبحث .. عن الصياغات ، الفكرية الصحيحة .. فهو متطابق مع كل الاجوبة التي يطرحها ، ويتناقض في الوقت نفسه مع الاسئلة التي يطرحها .. والتي ليست لها . أية أجوبة .. ويتم توضيح هذا الامر .. لذاته وللآخرين .
إننا نبحث .. عن أسئلة ملحة ، بالتفكير ، الفلسفي ، ولسلطته التشريعية ابتداءا ، من الصيغ اللغوية ، صعودا الى إجراءات المصادقة الفلسفية ، كانت الميتافيزقية .. تبحث ، في اللغات الميتة ، للفكر الفلسفي .. والتفكير الفلسفي .. ولذلك حدث التناقض .. بين المعنى الوظيفي .. للجملة .. والمعنى ، الذي يؤكد الشك في الجملة الفلسفية .. هذا المعنى العام ، كان الإطار المقياسي ، لعمليات الفصل .. بين الخطأ ، والصواب في الجملة الفلسفية .
ان عملية الاقناع ، في سرد البنية الفلسفية في إطار من تجربة الزمن ، التي وضع تركيبها العقل .. عبر القنوات التأملية مثيرا في ذلك تساؤلات .. عن الحقيقة .. في زمانها الفيزيقي .. وهو النموذج الذي اكدته حراجة اسلوب الموسوعات الشاملة ، بقصد تشكيل فكرة تتضمن ، فكرة الموضوع الوجودي للانسان .. وموضوع السلسلة من الاختيارات عن الشروط الرئيسية للبحث عن هذا الموجود .
فالعمليات الفلسفية ، كانت تشبه .. في بدايتها شكل التحصيل الحاصل ، للموجبات ، وللاسئلة والاجوبة ، الملحة ، التي حصلت بلغة فلسفية خصبة .. من الحالة الوجودية للانسان وهي الحالة الموجودة بين موجودات بشرية ، متشابهة .. وهذه العملية ، لا تحتاج الى تفسير .. والتشكيلات ، الاجتماعية .. على التعاقب ، هي ترابطات مع بعضها البعض .. بحالتها الانسانية ، لانها المقومات الرئيسية للوجود البشري .. (فهيدجر) أكد هذه العلاقة بالغير عبر عدة تشكيلات من منطقه الفلسفي الذي يحتوي الوجود ، مع الآخرين .. بعيد عن الفردية المتطرفة .
فالفيزيقية .. كانت بعيدة عن المنطق الإجتماعي ، والعلاقات البشرية .. بين الناس .. وهي امكانيات للكشف عن الامكانيات ، والحضور العاطفي .. الذي يجعلنا ، بأننا جزء ، من الموجود بمجامعيه المتطورة تاريخيا واذا كان التوتر يأخذ مجاله الفكري ، داخل المد العاطفي .. والكشف هو اطار ، من المجريات ، الذي تتحقق فيه الامنيات البشرية .. فالاطلاق ، سلوك ، من العمل التفكيري ، الذي تؤكد فيه عملية التجدد المنطقي لاشكالياتنا الاجتماعية .
النقد الشعري عند (هيدجر)
كان الاختيار للشاعر الرومانتيكي (هيلدرلن) ، وهو من الانجازات .. الدقيقة ، للنص من جهة ، والمفردة من الجهة الاخرى لهذا الشاعر ومن الماهية الشعرية ، التي طبعت ، هذا الشاعر .. فهو ليس وحده الذي قام بدور ، المعيار الشعري وبناءه التقني .. وما تنطوي عليه المفردة من متغيرات ، في النص الشعري ، الجوهري ، .. والافتراضات ، التي قدمها (هيدجر) في تأمل الماهية الشعرية ، كان قد أشره (هيدجر) في معنى من المعاني .. فالسبيل القويم الى تجاوز ، الاخفاقات الذاتية ، وعلامات التعجب والحيرة إزاء ، الاخفاقات التي حصلت للانسان .. هنا .. وهناك ازاء ما حقيقة ، الانسان .. من الصيغ المغالاة ، حيث ، جاء المعنى متأخرا ويتأكد هذا في الاجابات ، العديدة والمبهمة ، الى حد بعيد .
فالنظام الشعري عند الشاعر (هيلدرلن) هي حقائق من البراءة وهو يبتدأ ، بالهو ، بعد اختراق عدة عوالم ، من الصور ، المغرمة والمحزنة ويتم الاستغراق ، في ذاتية شديدة الحساسية في أشياءه .. وهو يخلو من السلبية ، والضرر ، وانه ليس واقعا إنما تنبأ في اشياءه واحلامه فهو جدير ، بالصيغ العقلية .. فهو آخر خطأ من البراءة .. فيؤكد (هيدجر) على الجانب اللّغوي .. وهو الذي ميز البشر عن غيره من الحيوانات وهي الشهادة .. على موجوده .. وهي شهادة على آنيته .. فبوجود الإنسان يعد ، تعبيرا صادقا ، على الوجود الذاتي .. هذا الوجود ، الذي تتركب منه الآنية ، الانسانية فالإنتماء الى أرضه .. هو الذي يرثه أشياءه وهو الذي يسميه (هيلدرلن) الطابع الجوهري الحميم( ) فاللغة هي المحور الرئيسي للانسان .. وهي الانتماء للارض ، والاشياء فهي التي تبدا ، من النقطة الأولى في المسيرة .. وهذا الكشف الدقيق هو بداية العقدة .. في الموجود – الى الموجود .. واللغة هي الإمكانية في ضياع الإشكاليات الوجودية .. واللغة هي النغمة – والقمة فالنص الشعري يتكون من اشكاليات التقصد في المفردة والتحول المتصاعد في معاني ، تدركها الإنسانية ، من خلال لغة التاريخ .
في جوٍ أزرق ساحر يزدهر برزخ الكنيسة المعدني ..
لقد خبر الإنسان كثيراً من الامور
ووضع أسماء لعديد من السماوات ،
منذ أن كنا أحواراً ..
واستطاع بعضنا أن يسمع البعض الآخر .
من هذا المفهوم .. والمنطلق في اللغة .. فان النص الشعري يأخذ الشكل .. التصاعدي في انساقه .. واللغة .. لا تكون فاعلة في التاريخ الانساني ما لم يتخلل هذه اللغة .. حوارا حقيقيا ، من جملة من الالفاظ النحوية والتصورات ، الدقيقة ، للنص الشعري .. فالدخول بالحوار يأتي من موضوع النداء .. الذي يأتي من الالهة الذين ساروا .. وهم يرددون ، أناشيد البقاء ، تاركين وراءهم الاثير الذي حسه (هيلدرلن) .. فالشعر يتأسس على المقروء ، من اساسيات الجمل والمقاطع ، المحورية ، التي تؤسس النص الشعري .. والجملة ، والكلام البليغ ، هو الكشف الدقيق عن مكنون هذا النص الشعري .. وهذا الكشف .. المتركب أصلا ، من بقايا الاثير الذي تركه الالهة .. وهو الجوهر للكلام الشعري .
بقلم : علاء هاشم مناف
المراجع :
1) موجز تاريخ الفلسفة ، ترجمة وتقديم الدكتور توفيق سلوم ، ص82-95 .
2) مارتن هيدجر ، عبد الرحمن بدوي ، ص7 .
3) زكريا ابراهيم ، دراسات في الفلسفة المعاصرة ، ص12 .
4) مارتن هيدجر ، عبد الرحمن بدوي ، ص144 .



#علاء_هاشم_مناف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمفونية الريح الرمادية
- التحديث في النص الشعري
- شبح التوراة الاسطوري في الصحراء العربية
- -المحايث التطبيقي في اللغة الحداثية-
- الكون بين نظرية الاحتمال التصادفية والفلسفة العلمية
- العلامة وتقنيات اللغة
- الخرابة والسدرة
- الظاهرة الصوتية الخفية في شعر محمود درويش
- الاصولية اليهودية والمسيحية
- الجدلية الحداثية واحامها الجمالية
- الحرية في فكر المعتزلة
- مفهوم الدولة عند بن خلدون
- الاسطورة في شعر الجواهري
- دراسة في شعر الجواهري
- فضاء الحدث والقناع الشعري في قصيدة الجواهري(يا ام عوف)
- الخطاب الشعري عند الجواهري
- ]دراسات ادبية وفلسفية
- جماليات التحديث في الخطاب النقدي عند الناقد عبد الجبار عباس
- جدلية النشوء والارتقاء بين المنهجية الامبيريقية والمنهجية ال ...
- الانساق الامبيريقية للوعي


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علاء هاشم مناف - المنهج الفنومنولوجي عند (مارتن هيدجر)