أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء هاشم مناف - الخطاب الشعري عند الجواهري















المزيد.....

الخطاب الشعري عند الجواهري


علاء هاشم مناف

الحوار المتمدن-العدد: 2050 - 2007 / 9 / 26 - 10:12
المحور: الادب والفن
    


أن المنهج ، الابداعي ، لتناول ظاهرة الجواهري ، من حيث الاحاطة بكل الشفرات التي حظي ، فيها شعر الجواهري .. فهذا الاختيار ، حددته مستويات عديدة ، ومعمقة ، من خلال ، الاستقراء ، والاستقصاء ، للصيغ التحليلية والعلمية .. لتحقيق ، عدة مساءلات ، من خلال فعل التأمل ، المتعدد الابعاد ، والعلاقات في أنية .. لا يغيب فيها ، الموقف المتأني عند هذه الظاهرة ، المتميزة في الشعر .. والمتمثلة ، بشاعر العرب (( الأكبر)) (( محمد مهدي الجواهري)) وما مثله ، من منظور ، جمالي ، لواقعية معاصره تعتمد أطلالة جديدة ، لموضوع ، الفعل والمناقلة في الوعي النقدي وعلاقة هذا الوعي بالتراث الشعري ، وعبر حالات ، ترتبط بالخطاب الشعرية عند الجواهري ويرتبط هذا بمستوى الوعي للخطابات الشعرية ولأكثر من معنى.

أن المتأمل ، لشعر الجواهري ، من ناحية تكوين الحدث القيمي للخطاب الشعري يأتي، عبر تمثيل ، دقيق ، لتجربة الضمير .. والأمانة .. والمتمثلة بصيغة الخطاب الشعري وبتفاصيل الشعر العربي كموروث وما احدثه نمط الجواهري ، من نباء للقصيدة ، الكلاسيكية، وبناء معاصراً رغم ما مثلته القصيدة الكلاسيكية في جوهرها واتجاهها خلاصة طبيعية للخواص العامة والجمال التعبيري في خواص السردية ، وظاهرة ، الجزء والكل ، والحقيقة وكذلك خواص ، الشكل والمضمون ، ووحدة البيت والقافية والوزن والتراكيب الدقيقة ، للمفردة أعتمدها ، الجواهري في جانية ، التكويني للشعر على رصيد ، ثقافي كبير ، من خلال إطلاعه على الشعر القديم ، والواسع وكتب اللغة والبلاغة ، وتأثيره وحفظه ، لشعراء عصره مثل حافظ إبراهيم ، والزهاوي وشوقي ، والرصافي ، ومارافق هذا ، من لغة تماثل دقيقة .. وموسيقى وصور شعرية .. حددت ميلاد إيقاع ، جديد ، في الشعر الكلاسيكي .. فالجواهري كان فاعلاً ، ومتوحد في الكون ، من حيث كان الباعث عبر أطر فنية دقيقة ، تستعيد صورتها ، برؤياه وتحتمي ، بأقنعة تستند ، فيها الى القيمة الوظيفية في خطابه الشعري ، انه يحتمي ما يقول ما يعبر عنه ، بأنتباه بعد أن يلبس الشعر (( ثوب )) الخطاب لتصبح الذات أقنعة متعددة له .. فأستطاع أن يستمد هذه الذات الموضوعية الصادقة من أمير الصعاليك (( عروة بن الورد)) يقول الجواهري :-
أنا عروة الوردي رمز عروبة العرب العريبِ
وزعت جسمي في الجسوم ومهجتي بين القلوب
فالمتحدث في الخطاب لشخصية معاصرة في الشعر ويجعل للشعر حضوراً يستمد منه المعاني والصيغ في الخطاب ، ويعتبر الخطاب الشعري المعاصر صورته وصوته في مستوى اجتماعي يحدد لفظة هذا الخطاب من خلال المرآة العاكسة لحركة الواقع الاجتماعي ..وهكذا يتحدث الشاعر بتوجيه الى المستمعين ، بسرد الحدث بيقظة وتمعن من عدة مشاهد وعبر حوارات تشترك فيها عدة مصادر فنية .. فالخطاب يعتمد على الحوار ذات الوقع والوقائع العظيمة .
فالذات كانت التصريح المستمر للخطاب عند الجواهري .
بماذا يخوفني الارذلون ومما تخافوا صلال الفلى
ايسلب منها نعيم الهجير ونفح الرمال وبثخ العرى
بلى انا عندي خوف الشجاع وطيش الحليم وموت الردى
متى شئت انضجت نفج الشواء جلوداً تعصت فما تشتوى
* * * *
ويقول الجواهري :-
سجى الليل الا حماماً اجد هديلا وترجيع كلباً عوى
وجندبة طارحت جندباً وبوماً زقا وسحيلا ثغى
وديك ياذن في جمعهم بان قد مضى الليل الا انى
وما برح القمر المستدير يسبح في فلكا من سنى
فدوى قطار فرد الحياة عفواً الى عالما يكتنى
فالبطل الفرد عند الجواهري هو الشاعر وهو المجموع .. فالعمود الحداثي عند الجواهري نمّا ظاهرة الخطاب من خلال التعبير الجمعي عبر ضمائر متعددة ومعادل موضوعي ناضج ، للخطاب الشعري بالمتكلم من خلال الذات الغنائية التي تحرك ثراء العلاقات داخل إطار الخطاب الشعري .. الذي يسعى الى تكوينه عبر نواحي متعددة من الحوار والمجاز والصورة والبلاغية وتعدد الدلالات والطباق .. عبر التجربة الحية والموقف من منظور جماعي الذي يرمي إلى تعميق الوعي لمقتضيات وجودية ، ومنطقية تشكل حبكة فنية من المقابلات والتقابلات لأنواع الصيغ والضمائر وتحديده لمستويات من الرؤية الخطابية وهي التي تقوم بالدور الحاسم لتجليات القيم الحداثية عبر أدلة زمانية ومكانية ، وهي أمتداد منطقي لموقع الضمير الشعري والخطاب الشعري.
يا أم عوف وما آه بنافعة آه على عابثٍ رخصٍ لما فينا
على خضيل أعارته طلاقتها شمس الربيع وأهدته الرياحينا
استوقفتنا هذه القصيدة لعمقها الفكري الخالد فهي صياغة خطابية بروح التكيف التي يبلغها ، مستوى الخطاب الشعري عند الجواهري .. وهو يستجيب للشروط القانوية ودرجة التلقي بالمقياس المعياري لصميم شعرية الجواهري .. فهو يستهدف من وراء ذلك التقاء خطابين في حوار ناضج يدرك التوجه .. من خلال تلقي المجموع عبر جسور سيكولوجية مدركة .. والعناية .. بهذا النمط من الخطاب الشعري عند الجواهري هو تجاوز نمطية .. وكلاسيكية بن زيدون وغيره من خلال الخاصية والمنطقية ، والحداثة والمعرفة الدقيقة للخطاب الشعري .. فهي ليست إيقاع رومانسي .. ولا هي تحمل ماهية الكشوفات الخاصة بالأمومة والطفولة ولا هي أعماق لم تكتشف بعد أغوارها فهو نمط من أصلة الصحراء العربية
حتى كأن الفجاج الغير تفهمنا والمبهمات من الودي تناغينا
تجاوبت بصدى الدنيا مفاوزها وأستعرضت من بني الدنيا الملاينيا
أحالها النور شيئاً غير عالمها حتى كأن بواد غير وادينا
حتى كأنا وضوء البدر يرشفها غشى على غيمه منه تماشينا
وقد أدرك هذا الموضوع المتنبي في الخطاب الذي يقضي الى الملتقي وكما قال المتنبي:-
أنا الذي نظر الاعمى الى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم

فتم اختصار الوعي منذ أرسطو .. في عناصره المكونة للخطاب الى الهدف الساعي الى لغة خطابية شارحة وكاشفة عن الصيغ القانونية من خلال الدلالة الشعرية للخطاب .. فالشعرية في الخطاب كانت مستقلة بمنهجها الوظيفي الذي كان يسمى المصطلح الخاص بنوعية المادة العلمية بوصفها المجال المنطقي المتميز والذي يهتم بالخطاب الشعري وليس النص الشعري المجرد وهو المبدأ بتعدد متصاعد من النصوص وهي مخصصة بمحصلة الظواهر التجريبية للخطابات في الأنساق الكلية للنصوص ويؤشر (( ابن خلكان هذه العملية من خلال العلامة التجريبية لعدد من الشعراء العرب وحواره الذي تحدد وبشكل مختصر في تسمية ( ذكرى حبيب) لأبي تمام والبحتري في 0 ( عبث الوليد) والمتنبئ في ( معجز أحمد) فحالة التلقي كانت عند (( المعري)) فتجاوز منطق التأثير الى منظور جديد للتناص في سياق العلاقة التراثية.




((سلم الخطاب))

أن صلة الوعي بالخطاب الشعري عند الجواهري .. أُخذ من منظور النص الشعري وحواره مع حالة التلقي التي أحدثت مصدراً عند المعري والذي سعى الى تأسيس صيغة معرفية ، للخطاب الشعري بشكل متفرد فالتشاؤم ليس هو العجز في الحياة .. أنما يتناول هذا السلم بأعتباره حالات من العجب لمداخلات هذه الحياة .. وما فيها من سعادة وشقاوة فالقوانين التاريخية والاجتماعية والانثرولوجية وهي حالات تفسيرية التي ترى الخطاب الشعري بشكل خاص .. فالقراءة للخطاب الشعري قراءة جمالية تصل كل الانساق عندما تنبعث من الخطاب في بنى مجردة ، تنتمي في حقيقتها المعرفية الى أتجاه تفسيري يتخذ منهج القراءة الفاحصة بسلم القصيدة وبوسائل وأدوات عمل فني ومنطقي يتخذ صيغة معرفية ، لتحقيق معنى وإرساء لصيغ التناص المعرفية في أسلوب يثير الحدث والنغم من خلال أنساق نغمية عالية
سالني اجبك بما يعيى الجواب به وان يلن منك إشفاق فـــلا تســــلِ
اجبك عن نصبٍ اعــلام مقلمة غفــلِ شتــاتِ إذا كشفتهم همــــلِ
وعن كروش زعامــاتـــن كان بها من فرط ما اعتلفت مسا من الحبلِ
ويقول الجواهري :-
لم تأل تنهل عباً من مرارتها وتستجل على معسولة عللِ
ويتصاعد النغم
قف بالمعرة وامسح خدها التربا واستوح من طوق الدنيا بما وهبا
فالنموذج في السلم الخطابي الذي كشف عن قوانين المحاكاة اللغوية في اللغة الشعرية من خلال أطار فكري بنيوي ، يحدد هذه الممارسات بالوحدات الوظيفية للنسق وللوحدات والعلاقات التي تحدد المنهج اللغوي في مجاميع من القواعد التي تكون محكبة من الناحية المنطقية وناتجة عن أطر دلالية بشرط أن لا تكون الشعرية أطار بنيوي كما يقول (( تود روف)) وكان من الضروري يحدد سلّم للخطابات الشعري ، عند الجواهري من خلال :-
1- التخيل لنسيج الصورة عند حاجة الخطاب الشعري
2- القص لشعري والرؤية تأتي من خلال لذة المخاطر والايقاع التصاعدي
3- سلّم الفواعل وحركة القصيدة
4- أحداث النغم العلي في القصائد
5- الحاق العروض بالقرع الموسيقي
6- تصاعد النسق الموسيقي العالي في حواس المتلقي
ان النسق ، الخطابي ، لتفسير ، الآلية في عملية التغيير من خلال صيغة العمل ، التي تدخل ، في نسق الخطاب الشعري .. فهي تتمحور .. عند الفكرة التي ألفها الشاعر .. وحين تم تجاوز هذه الحقب ، بنسب تطوية من خلال قوانين التغيير / ومطابعها النسقي ، التفسيري .. لقوانين العملية الشعرية ان خاصية التغيير ، في السلّم الخطابي ، للجوهري .. هو تفسير لهذه الالية في عملية التغيير ، في ملاحظة تصاعدية في سرعة .. التغيير او تحديد أنماط ، من التوحد في الاختيارات ، فقوانين الحتمية ، التاريخية ، تعتمد علاقة تبادلية ، لخصوصية التحليل المركب .. والتبادل في الأنساق من خلال تبنية ، تجريدية ، في زمن متعاقب ، بفعل العّلة الحاسمة في عملية التطابق بين الأدنى ، والأنساق الحاسمة ، في نظام من الأنساق الشعرية ، للخطاب في تشكلية متناسقة ، وقوته لاجراء هذه الظاهرة الشعرية ، وأنغامها ، وبلاغتها ، وحواسها وموسيقاها ا وأنغامها ، المتتابعة ، من خلال ، تيارات متصاعدة ، من النسق الموسيقي ومن إيقاع ، داخلي ، للأوزان ، والتشكيلات ، النغمية .
يقول الجواهري :-
ستين عاما اوساقيهم مشعشعةً من خــالص الود والاشـواق والقبلِ
حتى اذا مسني ضر واسلمني غدر الجبان لجــرح غير منـد ملِ
وكان ان التقـــــي وغداً يجشمني عار النزال بلا حولي ولا قبلِ
ان المستوى العرفي ، لتحليل الخطاب الشعري ، عند الجواهري .. هو مستوى معرفة .. النظام للّغة ، تتمحور ، حول مدارات ، التفكير ، من الحيثيات ، للعقلية ، والمعنى الأسطوري ، بعناصره المنسقة ، والمتعلق بالنظام الالسني ، يشكل جزاً مهماً ، من المسألة التي توصل إليها (( ليفي شتراوس )) من بحث في خصائص المنطق الأسطوري ، للخطاب الشعري ، بعبارة متكونة ، ومؤلفة من وحدات تدخل بنية اللّغة ، والعروض ، والموسيقى ، والنغم ، والصورة ، والوحدات الصوتية ، والصرفية ، والدلالية ، نموذجاً وعنصراً ، مهماً من عناصر منطق التحليل البنيوي في الخطاب الشعري للجواهري .



#علاء_هاشم_مناف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ]دراسات ادبية وفلسفية
- جماليات التحديث في الخطاب النقدي عند الناقد عبد الجبار عباس
- جدلية النشوء والارتقاء بين المنهجية الامبيريقية والمنهجية ال ...
- الانساق الامبيريقية للوعي
- المنطق التفكيري للاعلام
- الاغتراب في اشواك الوردة الزرقاء
- عبد الوهاب البياتي و اشكالية الزمكان
- التعالق الاستنتاجي الصوفي لنصوص ابن الفارض-وليم بليك-ييتس
- التطور الحداثي من مشكلات التقنية الى مشكلات الاجهاض


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء هاشم مناف - الخطاب الشعري عند الجواهري