أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال الدين بوزيان - الدراما العربية و الخوف من التغيير














المزيد.....

الدراما العربية و الخوف من التغيير


جمال الدين بوزيان

الحوار المتمدن-العدد: 2486 - 2008 / 12 / 5 - 09:26
المحور: الادب والفن
    


الضجة الإعلامية و الجدل الذي دار و يدور الآن حول الدراما التركية تحول تلقائيا و كنتيجة حتمية إلى جدل حول الدراما العربية و وجه إليها الأنظار أكثر من أين وقت مضى ربما منذ ظهور الدراما التلفزيونية العربية.
أصلا قوة أثر و صدى الجدل المثار حول المسلسلات التركية ما كان ليكون كذلك لو أثير مثلا في عشرية سابقة، حيث لم تكن حمى الفضائيات كما هي الآن في أوجها و لا تزال، و لا الأنترنيت منتشرا كما اليوم.
إن قوة القنوات الفضائية التي بادرت بالخطوة الأولى لعرض الدراما التركية و امتلاكها لترسانة من وسائل الإعلام المساندة من جرائد و مجلات و مواقع و منتديات إلكترونية، ساهمت كثيرا في لفت الأنظار إلى النقاش المثار حول واقع الدراما العربية و مقارنتها بالتركية.
و الخطأ الذي وقع فيه بعض المشاركين في هذه النقاشات، هو وضع الدراما التركية كنموذج أو مقياس للمسلسل الناجح، فحتى المسلسلات الرومانسية العربية التي تعتبر غائبة و في حال حضورها، لا يجب أن تكون صورة طبق الأصل للتركية أو المكسيكية، فمثلا وجود الأم العازبة بهذه المسلسلات يبقي على رومانسية العمل و بطلته، أما في الدراما العربية، لا أظن المشاهد العربي يقبل أن تكون البطلة الرومانسية أما عازبة، فهو يقبل من الأجنبيات ما لا يقبله من العربيات.
و بالنسبة للأسئلة الموجهة نحو الدراما العربية فقد كانت بنفس القوة و أكثر عددا و تنوعا، و تزامنت مع وصول شهر رمضان، لتتكاثر التساؤلات و المقالات المادحة و الناقدة لها، فمنها من يستبشر برجولة (أبوشهاب) كمقاومة لوسامة (مهند)، و منها من يعايرها بالعجز عن ملامسة مشاعر المشاهد العربي.
و بعيدا عن كل هذه الأسئلة، كانت الفضائيات العربية منشغلة بالتنافس الهستيري بينها حول البث الحصري و اختيار الوقت السحري لعرض تلك الأعمال، التي أصبحنا نشعر بأنها أنجزت فقط من أجل جلب أكثر و أكبر المعلنين و شركات المشروبات الغازية و الاتصالات و السيارات، فالفاصل الإعلاني القصير الذي كان يتخلل البرامج التلفزيونية، لم يعد فاصلا، و أصبح هو الأساس، بينما لقطات المسلسل المتقطعة أصبحت هي الاستثناء الفاصل الذي يقطع متابعتنا للومضات الإشهارية التي حفظنا عن ظهر قلب عباراتها المختارة بعناية فائقة، و شخصياتها التي تعتبر من أبطال الأعمال الرمضانية شأنها في ذلك شأن أبطال المسلسلات السورية و المصرية و الخليجية.
و مهما تنوعت هذه المسلسلات في رمضان، يبقى القاسم المشترك بين أغلبها هو غياب عنصر التغيير و المغامرة، نحن بأمس الحاجة إلى منتج جريء و مغامر، لا يتردد في تغيير نمط و شكل و مضمون الدراما العربية من دون أن يكون مهموما بهاجس الخسارة و الإفلاس.
مواضيع مسلسلات رمضان هذا العام كانت متنوعة، بين قضايا الفقر و أطفال و فتيات الشوارع، و عمالة الأطفال، و السحر و الشعوذة....، و لكن أغلبها يمكن التنبؤ بنهايتها منذ مشاهدة حلقاتها الأولى، التشويق هو ما ينقص الدراما العربية، كما أن تحديد كل حلقات المسلسلات العربية بـ 30 حلقة فيه ظلم كبير للمسلسل نفسه و للمشاهد العربي، و إن كان من غير المعقول إطالة أي مسلسل إلى ما فوق 100 حلقة كما المسلسلات التركية و المكسيكية دون أن يقع المؤلف و المخرج في فخ التكرار و تمطيط الأحداث.
لكن لماذا 30 حلقة؟ أغلبية الأعمال الدرامية نشعر بالألفة اتجاهها بعد الحلقة 20 أو 25، لماذا لا تكون الحلقات مثلا 50 أو 70 حلقة؟
ثم أنه يوجد أمر هام لا بد من الاتفاق عليه عند حديثنا عن الدراما العربية، حول ما إذا كنا نريدها دراما مدوية تدر الملايين على منتجها و على القناة التي تبثها، أم نريدها دراما مميزة هادفة و جدية و عميقة، مع الإشارة أن الجمع بين عنصري الربح و العمق ليس مستحيلا أو حراما، و الدراما الهادفة ليست كتابا مدرسيا مملا أو واعظا يملي على الناس النصائح و الحكم.
للأسف، توجد أعمال درامية عربية قليلة، هي سورية بالتحديد، كانت مميزة و عميقة لكنها لم تلق صدى كبير لأنها كانت تتطلب مشاهدا غير كسول، و لا تحتوي على توابل تجارية تضاف للعمق الذي يميزها.
الدراما العربية بحاجة للكثير من التغيير، و أول ما يجب تغييره هو قطع ارتباطها الدائم بشهر رمضان، حتى أصبحت تسمى الدراما الرمضانية، و بقية أشهر السنة تستهلك التلفزيونات تلك الأعمال إلى غاية وصول رمضان المقبل.
تغيير آخر هام جدا و ضروري، هو تغيير الشكل الذي يعرض به مضمون المسلسلات، فليس الواجب فقط تسليط الضوء على الواقع العربي بل طريقة تسليط هذا الضوء تلعب دورا كبيرا في وضع العمل الدرامي في صف التميز أو الرداءة.
و أقصد بالشكل، الجنيريك، الموسيقى التصويرية، الديكور، التصوير، أداء الممثلين.....
كما قد يساهم الإنتاج المشترك في تغيير بعض سمات الدراما العربية، خاصة إعطاء الفرص لمخرجين معروفين و جدد من الشام و المغرب العربي لإنتاج أعمال عربية، سواء مصرية أو سورية أو خليجية، كما يجب إتاحة المجال لمؤلفين آخرين غير الذين اعتدنا على رؤية أعمالهم، لأن التعامل مع نفس الكتاب دائما يجعل الأفكار و الرؤى تتكرر مهما كان الكاتب عظيما و مقتدرا، لا هروب من حقيقة تجديد الدماء مع الوقت، و فسح المجال للشباب من ممثلين و ومصورين و مؤلفين و مخرجين.
و المساهم الأول و الدافع الكبير لعجلة هذا التغيير هو صاحب المال، المنتج الذي يقتنع بهذا الكلام.



#جمال_الدين_بوزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة التضامن الجزائرية تحتفي بمرضى السكري على طريقتها
- وزارات تصدر قوانين ظالمة
- تكريس الجملوكية الجزائرية
- إلغاء عقوبة الإعدام في دولة اللاعقاب
- هوس الخلوة غير الشرعية
- اقتناص الفرص لإقالة المسؤولين المغضوب عليهم
- الخجل الإعلامي لأستاذ السوسيولوجيا الجزائري
- ثقافة الدعم و الترويج
- في أيد محترفة
- الجهاد ضد الفئران
- الحب بدون نظرة
- 9 أو 19، لماذا الهوس بالصغيرات؟
- المصدر الأخير للحقيقة - في معركة حامية الوطيس -
- احتكار الجنة
- دراما العجائز
- إرهابيو الأمس، نجوم اليوم
- الدعارة حلا
- صورة الإسلام في بوليود، كثير من العداء قليل من العدل
- مسلسل الاجتياح هل كان ضحية جرأته ؟


المزيد.....




- نجم الغناء ديدي كومز يعترف بالتعدي على صديقته السابقة كاسي و ...
- “القط والفار مشكلة” تردد قناة توم وجيري Tom and Jerry لمتابع ...
- فنانة سورية شهيرة ترد على فيديو -خادش- منسوب لها وتتوعد بملا ...
- ينحدر صُناعها من 17 بلدا.. مؤسسة الدوحة للأفلام تعلن 44 منحة ...
- المغربي أحمد الكبيري: الواقعية في رواياتي تمنحني أجنحة للتخي ...
- ضحك من القلب مع حلقات القط والفار..تردد قناة توم وجيري على ا ...
- مصر.. الأجهزة الأمنية تكشف ملابسات سرقة فيلا الفنانة غادة عب ...
- فيودور دوستويفسكي.. من مهندس عسكري إلى أشهر الأدباء الروس
- مصمم أزياء سعودي يهاجم فنانة مصرية شهيرة ويكشف ما فعلت (صور) ...
- بالمزاح وضحكات الجمهور.. ترامب ينقذ نفسه من موقف محرج على ال ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال الدين بوزيان - الدراما العربية و الخوف من التغيير