أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جمال الدين بوزيان - المصدر الأخير للحقيقة - في معركة حامية الوطيس -














المزيد.....

المصدر الأخير للحقيقة - في معركة حامية الوطيس -


جمال الدين بوزيان

الحوار المتمدن-العدد: 2395 - 2008 / 9 / 5 - 04:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


قبل أيام، و بالضبط، في: 27 أوت (أغسطس) 2008 توفي عم والدي "أحمد بوزيان" أخ شهيد الثورة الجزائرية "حسن بوزيان" الذي تسمى به بلديتي و مسقط رأسي و مكان سكني و عملي و نشاطي.
بوفاته يكون كل إخوة الشهيد قد لحقوا به بما فيهم جدي أب والدي، و قد لحقت بهم أيضا جدتي أم والدي و الأم الروحية و المربية الحقيقية للشهيد "حسن بوزيان". بوفاة كل هؤلاء أكون قد ضيعت كل فرص الحصول على الحقيقة من مصادرها أو بالأحرى الكتابة عن الحقيقة في ظل حياة مصادرها، و آخر فرصة كانت عم والدي المتوفى مؤخرا.
عودتي للكتابة جاءت متأخرة جدا، مع تمكن المرض من عم والدي الذي لم يمهله طويلا. كنت أتمنى كتابة قصة حياة الشهيد "حسن بوزيان" اعتمادا على كل هؤلاء، و ما كان يهمني أكثر في الكتابة عنه ليس تمجيده، لأنه ممجد عند رب العالمين، و لا يستحق منا المهرجانات الفلكلورية التي تسترزق من أسماء الشهداء و باسم الثورة. ما يستحقه شهيد العائلة هذا و كل شهداء الجزائر هو قول الحقيقة ورواية التاريخ كما حدث.
كنت أنوي في تلك القصة عند كتابتها ذكر أمور كثيرة ليست حكرا على شهيد عائلتي فقط، و إنما هي وصف عام لموضوع هام جدا و بالغ الخطورة، موضوع الشهداء و كيفية استشهادهم، و المجاهدين الحقيقيين و المزيفين، و منح المجاهدين و عائلات الشهداء...
بدون فخر، عائلتي رفضت استلام منحة أو أجرة أو سكن باسم الشهيد، و فعل مثلنا الكثيرون، لكن الغالبية ممن يسمون بالمجاهدين المزيفين يتقاضون منحا دورية معتبرة و لهم امتيازات كثيرة تجعل منهم مواطنين درجة أولى.
إن المقارنة البسيطة بين عدد الجزائريين غداة الاستقلال سنة 1962 و بين عدد المجاهدين الحاليين و المتوفيين بعد 1962 يجعلنا نضع علامة استفهام كبيرة حول الموضوع.
لا أدري هل يكفي عرض هذه الأرقام لمعرفة فظاعة ما يحصل و ما يقترف باسم الثورة الجزائرية؟
النقطة التي كنت أنوي التوقف عندها طويلا عند كتابتي للقصة هي طريقة استشهاد عم والدي "حسن بوزيان". و المتعارف عليه في التاريخ الجزائري و في الغالب عند سرد قصة حياة أي شهيد، و عند الوصول للمرحلة الأخيرة من حياته و استشهاده و ظروف و ملابسات هذا الاستشهاد، يتم ذكر العبارة التالية: "سقط الشهيد (......) في معركة حامية الوطيس"، و تتوقف هنا الجملة، لا ذكر أبدا للمكان أو المرافقين للشهيد، أو تفاصيل أخرى، و في حالة ما إذا ذكرت أسماء الأماكن و الأشخاص فتكون حسب سيناريو مضبوط يخفي حقيقة ما حصل.
قبل سنوات، فتحت الصحافة الجزائرية ملفا خطيرا جدا كان بمثابة تابو حقيقي.
ملف الاغتيالات السياسية خلال الثورة الجزائرية و التصفيات الجسدية التي تمت بين زملاء و رفاق الجهاد في سبيل الوطن.
كان أجدادي (إخوة الشهيد) و جدتي أيضا يؤكدون لنا دائما أن "حسن بوزيان" استشهد خلال تأديته لواجبه المقدس اتجاه وطنه لكن برصاص الغدر و ليس برصاص العدو، الرصاصة التي قتلته أصابته في قفاه، في رأسه من الخلف، و كانوا يذكرون لنا و بكل صراحة أسماء المشكوك فيهم، فالبعض منهم كانت غيرته من الشهيد واضحة جدا، و أغلبية النزهاء ببلديتي أيضا يؤكدون ذلك. لكن الملف لم يفتح أبدا و لحد الآن، و القصة بقيت تتوارد بين سكان المنطقة فقط.
أغلبية المشكوك فيهم في تلك القضية ماتوا الآن، ربما كانوا ثلاثة، أحدهم كانت ظروف وفاته بعد الاستقلال غامضة، حيث صنفت على أنها حادث عمل، و الغريب أنها جاءت في الوقت الذي بدأ يراجع فيه نفسه و يميل للتوبة، و بدأ فعلا بالحديث عن قضية استشهاد رفيقهم.
مثل حوادث الاستشهاد هذه كثيرة، و الدخول إليها و فتح ملفاتها ليس سهلا أبدا و لو في حضور الأدلة و الإثباتات، فما بالك في غيابها، ثم أن النزهاء و المصادر الأخيرة للحقيقة تتناقص مع الأيام بعدما عزلت و كممت أفواهها.



#جمال_الدين_بوزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتكار الجنة
- دراما العجائز
- إرهابيو الأمس، نجوم اليوم
- الدعارة حلا
- صورة الإسلام في بوليود، كثير من العداء قليل من العدل
- مسلسل الاجتياح هل كان ضحية جرأته ؟


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جمال الدين بوزيان - المصدر الأخير للحقيقة - في معركة حامية الوطيس -