أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مازن فيصل البلداوي - هل للموسيقى والسياسة صيغ عمل مشتركة ؟














المزيد.....

هل للموسيقى والسياسة صيغ عمل مشتركة ؟


مازن فيصل البلداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2482 - 2008 / 12 / 1 - 03:35
المحور: المجتمع المدني
    


العلاقة بين الموسيقى والسياسة هي علاقة شبهية قوية يحتاج ناظميها الى الكثير من الوقت للتأليف والتجربة المرحلية والتعديل وصولا الى الاخراج النهائي لكتلة النص مع النوتات الموسيقية او السياسية ليجري بعدها بداية التدريب للمجموعة العازفة او العاملة كل حسب اّلته أو دوره ويستمر التدريب حتى الوصول الى الصيغة النهائية للمقطوعة او المرحلة التكتيكية ثم تعرض على الجمهور فأما يستمتع بسماعها او يكاد وأما ان لاتعجب أكثرهم وبهذا يعرف المؤلف للمقطوعة بأن عليه اما اخراج مقطوعة جديدة واما ان يحترم نفسه والجمهور فيتوقف عن الاستمرار بعرض المقطوعة على الجمهور، وبهذا يحترم نفسه والجمهور وسيحترمه الجمهور حتمالأنه احترم مشاعرهم وقدّر قيمة انطباعاتهم فيعود اما لتأليف واحدة اخرى تليق بأسمه وتليق بجمهوره الذي احترمه.
ونحن ندرك ان الموسيقى هي فن انساني راق حفل تاريخه بالكثير من الانجازات البديعة على الصعيدين العالمي والعربي وبغض النظر عن تداخل الغناء في صلب الموضوع واهميته في انتاج ردود الفعل المتلازمة بين الموسيقى والغناء لدى المستمع،الا ان هذا الفن الانساني قد ساهم بشكل رئيسي بالارتقاء بذوق الانسان وقابلياته على تحديد النواحي الجمالية للفنون المسموعة،وكما لايخفى فأن المقطوعات السمفونية التي ألّفها بيتهوفن وشوبان وباخ وغيرهم كان لها التأثير الكبير في حركة البناء المدني لمجتمعات أوروبا بالذات والذي استطاع ان يرتقي الى درجات أعلى عندما بدأ يصحب هذه المقطوعات حركات انسانية جسدية متمثلة بمخرجات فن الباليه ليأخذ شكلا توافقيا جديدا شدّ اليه المهتمين بعالم الموسيقى فأستحسنوه.واستمرارا لفن الموسيقى السمفوني بقيت اذان أوروبا تستمع اليها ولفترة طويلة واصبحت عرفا من اعراف المجتمع الاوربي حافظ عليها ولازال واندفع بموجبها الى الامام ولم يتراجع الى الخلف بسببها، هنا فان التعامل الانساني وطبيعة العلاقة بين المؤلف والمستمع نراها بأجّل صورها وارقى صيغ توافقها التعاملي بين الطرفين مستندة الى احترام عالي الشأن بين الطرفين فما لايستساغ،لايمكن فرضه قسرا وهذا أحد أسس التعامل الانساني الطبيعي،وبالرغم من ان أوروبا لم تقفز مرة واحدة الى ماهي عليه الان لانها مرّت وعبر عقود وخاصة من بعد الحرب العالمية الثانية،اذ كان التدمير النازي عاملا رئيسيا لأوروبا ان تنتبه الى أهمية العنصر الانساني وارادته،لا...بل وجوده، مما حدا بها الى ان تعيد بناء مادمرّه النازيون خلال تلك الفترة، وأعيد بناء الانسان أول ماأعيد لأنه اللبنة الرئيسية على مسار التطور والتقدم للحفاظ على الارث الانساني............. وانت اذ ترى هذا واضحا في جميع مسارات الحياة الاوربية،لذا كان لزاما على المتصدين للمسؤلية الاجتماعية السياسية ان يأخذوا بنظر الاعتبار كل هذا التاريخ الحافل بعوامل البناء الانساني ليكون اساسا لأنطلاق مسيراتهم السياسية من اجل رفعة بلدانهم وأنسانهم بشكل رئيسي.
ولانطالب هنا بضرورة الاستماع الى معزوفات باخ أو موزارت،، ولكن نطالب أن ينظر أناسنا الى تلك المجتمعات ويحاكوا عقولهم ويسألوا أنفسهم ،ان لم تلك المجتمعات هذا التطور والتقدم والرفعة والرقي وهم أناس مثلنا مثلهم........... ومن هذه النقطة نستطيع ان نبدأ بمراجعة كل شيء في حياتنا وحياة أولادنا، فأن كان للموسيقى ذلك الدورالذي ساهم بالارتقاء بأنسان تلك المجتمعات الى ان وصل الى ماهو عليه! اذا فلم لاننشر هذه الثقافة بيننا في مدارسنا وجامعاتنا وحتى في محيط عمل دوائرنا الحكومية، عسى ولعلّ ان يستسيغها أنساننافيعيد النظر باليات تعامله مع الاخرين ويعيد جدولة أولوياته لعلّه يجد ان الوطن يأتي على رأس الاولويات التي يجب ان يتعامل بموجبها مع الجميع وانطلاقا من نفس النقطة يتعامل مع نفسه ليجعل الوطن ومصلحته قبل المنفعة الشخصية فتساهم هذه المعزوفات البسيطة الراقية في مكافحة افة الفساد الاداري المتفشي كالعفن بين أروقة الدوائر الرسمية وشبه الرسمية وكأنها لم تجعل أشعة الشمس تدخل أروقتها لتطهّرها من ذلك العفن!
ولعل يعيد السياسيون او من هم على درجات المسؤلية السياسية النظر بطريقة الاخراج الموسيقي لبرامجهم السياسية لتدخل على المواطن كما تنصت أذنه الى تلك المقطوعة او تلك ليستسيغها ويندمج معها فيحبها ويصفق لها عاليا لأنها خدمته قبل ان تخدم مؤلفها.
عسى ....ولعلّ ان تكون هذه الموسيقى بابا من ابواب اختصارنا للزمن القادم فتجعلنا نقفز فوق عشرات السنين من التي كنا متوقفين فيها، فنتختصر الزمن لأجيالنا كي نكون لهم بناة لمستقبلهم يجعلهم يفخرون بنا لايلعنوا مالم نقم به، لان التاريخ مهما تكلم عن نتائج وأحداث الماضي فأنه لن يعطي صورة كاملة لحيثيات بروز تلك الاحداث ومسبباتها وطبيعة الاشخاص الذين اشتركوا باخراجها، فلن يعذروا كما لم نعذر نحن من سبقنا.




#مازن_فيصل_البلداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين انت............ حبيبتي!!!
- قادم ألايام سيقول العراقيون كلمتهم للعالم أجمع!
- عراقك وعراقي........عراقنا
- ألعنف ضد المرأة ، ممارسة لآندري كيف أتت وأستشرت.....1
- ألعنف ضد المرأة ، ممارسة لآندري كيف أتت وأستشرت!
- من سيدير فلسطين بعد التحرير..!
- تهنئة الى الرئيس الراحل..!
- الى متى تبقى الشعوب نائمة...!
- تربية الاطفال أقوى من أمتلاك ألاسلحة!
- مفردات الجمال والمجتمع
- الارض، الفضاء والاخوة القرّاء
- كرة ارضية بلا امريكا ، ماهو العمل؟
- أحترت وارجو المساعدة!
- حبيبي العراق وايادي الشر!
- حقوق وواجبات الانسان
- نحن والكتابة والقراءة !!
- أرض ألعراق معطاءة لمن يزرعها.......!
- متى سنكون مجتمعا متطورا..........!!


المزيد.....




- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مازن فيصل البلداوي - هل للموسيقى والسياسة صيغ عمل مشتركة ؟