كرة ارضية بلا امريكا ، ماهو العمل؟

مازن فيصل البلداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2463 - 2008 / 11 / 12 - 04:31
المحور: كتابات ساخرة
    

امريكا،امريكا ....عدوة الشعوب، مثيرة الحروب ...امريكا امريكا!
هذا ماكنا نسمعه من خلال راديو الجمهورية الاسلامية في ايران/القسم الغربي(على اعتبار ان العراق يقع غرب ايران لحد الان) ولو رفعت النقطة عن الغين لاصبح القسم عربيا،وكنا نتحد روحيا مع تلك الشعارات ونأن الما لايام الحرب الثقيلة التي كانت تستنزف البلدين،وعليه فأن اطلاق كلمة الغرب الكافر الدائمة الاستعمال من قبل افواه الثوريين اينما كانوا حتى وهم في الغرب الكافر ذات نفسه كانت تشمل ماهو غرب ايران ومابعدها ولاادري وصولا الى اين؟ ولاادري الى اين فعلا ،لاني كما درست وتعلّمت فان الارض كروية وهي في حالة دوران مستمر حول نفسها وحول الشمس، لذا فليس هناك حالة ثابته مستقرة ليستقر معها المنسوب اللفظي لكلمة الغرب فيغطي مساحة ارضية هي على الدوام تقع الى الغرب ثابتة ثبوت النقطة فوق النون! ومن هذا المنطلق فان من حق اي بلد ان يعلن عن غربه الكافر الا، الا ...ها ، الا دول الخليج الفارابي فهي لاتستطيع ان تنطق بهذا التسمية لسقوط المعنى اساسا بسبب وجود مملكة خادم الحرمين الشريفين(اللهم الا باستخدام طريقة( طفّيرك ياكمر) وهذا بحث اخر يمكن ان نأتي عليه بعد حين!

ولاادري ايها الاخوات والاخوة لماذا الغرب كافرا؟ برغم وجود الكثير من المسلمين والمسيحيين واليهود والموحدين في امريكا ان كان المقصود بالغرب هو امريكا والذي لم يثبت لنا لحد الان سبب ارتباط التسمية بامريكا بالذات مع وجود الاسباب الانفة الذّكر، بينما تجد صراحة ان الشرق كافر وموغل في كفره الى حد كبير ومع هذا لاتجد نطقا من السادة والمقلّم بعبارة الشرق الكافر! عجيب ياأخي هذا الانسان وكيف يدير ظهره للحقائق متى ماشاء ويستقبلها متى ماشاء!
دعونا نتأمل قليلا ونتصور عالما وكرة ارضية بلا امريكا، فمن المؤكد ان العالم سيرتاح ويلتقط انفاسه بارتياح لعدم وجود من يلزمه بالتفكير المستمر حذرا وتحسبا وتملقا وتكسبا،، فلاداعي للخوف من هجمة شرسة على الامة الاسلامية او احدى مدنها العزيزة من خراسان الى مراكش ولن يصح الناس يوما على صوت قذيفة القيت بليل من طائرة لااحد يعلم كيف دخلت وكيف خرجت! ولن يكون هناك سباق تسلّح نووي يخيف الشرق فتتوقف كوريا الشمالية والصين والهند(الشرق الغير كافر ولكن لاادري ماهي صفته،على اعتبار اما مسلم او كافر ولا حالة وسطى بينهما) عن سباق التسلح النووي، ولن يخرج علينا الاميركان بين الفينة والفينة ليصرحوا عن اكتشاف جديد او سبق علمين نضطر بعده الى ان نجعله على قوائم استيراداتنا على مدى العشرون سنة القادمة كي يكون عديم الفائدة عندما يصبح بين يدي المواطن المهجوم بيته والخلصان عمره بالأوف والحسرة، وتبقى اسرائيل وحيدة(لاظهر ولاسند ولا عشيرة تسدسدلهه) وهنا تستطيع الامة الاسلامية ان تقوم بعراضة ( وين يروح المطلوب النه) وتختفي كل افلام الكاوبوي ويتنفس الهنود الحمر الصعداء ليعودوا الى البراري التي حرمها منهم الاميركان خلال الماضي، ويتنفس العرب الصعداء لعدم وجود قواعد امريكية على اراضيهم مما يضطرهم الى الخجل (بعض الاحيان) للرد على سؤال يمس هذا الجانب على الرغم من ان الاتفاقيات موجودة وتحفظ سيادة البلد وكرامة الشعب( طبعا باستثناء العراق لان وضعه مختلف،يعني مو مثل قطر لو البحرين او السعودية او مصر او ....) ، وهكذا يصبح العالم اكثر استقرارا وامنا ومن الممكن اعادة ترتيب ديموغرافي ان نقوم(العالم الجديد بدون امريكا) باعادة توزيع السكان في العالم على ضوء المعطيات الجديدة وبهذا نكون قد بدأنا بحلول جذرية لمشكلات الامن الغذائي( بعد ماكو الزايد من الانتاج ينذب بالبحر) والامن السكاني (الاخوة المصريين يمكنهم ترشيح 30 مليون بني ادم للذهاب الى امريكا، وتؤخذ الاعداد السكانية الباقية من الصين والهند وافريقيا وبهذا نكون قد قمنا بما هو ملقى على عاتقنا من جانب المساهمة في اعادة ترتيب العالم بدون امريكا (غرب كافر)!

السؤال الأهم هو ..... في حالة عدم وجود غرب كافر، فهل سيكون هناك شرق كافر أو شمال كافر ؟ وفي حالة عدم وجود اسرائيل، هل يستطيع أحد من المطلعين على اسرار اللاهوت ان يخبرني كيف ستقضي الحكومات الجاهلة والشعوب المبتلاة أوقاتها ؟وكيف ستعمل قناة الجزيرة وعلى اية مادة اخبارية مثيرة؟ وكيف سيكون مستقبل تنظيم الاسرة، عفوا الارتفاع؟ أهوووووو هاي شنو! قصدي القاعدة! وكيف سيلقي سيادة العكيد الرائع حقيقة صديق السمرة كونداليزا، خطاباته الاكثر من رائعة؟
وماذا ستتناول خطب الجمعة في مساجد وحسينيات ايران ؟............ الا ان حزب الله أكيد سيريح ويرتاح هو الاخر لان الله أهلك الشيطان الاكبو واسوائيل!

اعتقد ان للحديث بقية سنلقي عليه نظرة في موضوع قادم لنلقي الضوء على نسبية تسمية الغرب الكافر ان كان يمت بصلة لخط الطول (صفر= كرينيتش) ام لا!

#مازن_فيصل_البلداوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات