علي الخياط
الحوار المتمدن-العدد: 2483 - 2008 / 12 / 2 - 02:30
المحور:
الصحافة والاعلام
يقولون ذلك في السياسة ، وفي احاديث المجتمع التجاري ، وبمجرد ان تتجاوز المرحلة قدرة رجل السياسة على مواءمة الاحداث والاصطفاف مع الجميع ، مخالفين ومؤيدين، فانه يتوارى مرغما ، وبرغم سعيه للعودة الا انه يفشل دائما ، مثلما يفعل اليوم بعض السياسيين حين يجتهدون في اعادة ترتيب الاوراق ثم يجدون انها قد احترقت وانهم احترقوا ايضا ..
وعندنا في الصحافة محترقون ، وانتهى زمنهم وولت ايامهم وكانوا عولوا على التغيير ان يمنحهم الفرصة لكسب المناصب والاموال ، ومنهم من فاز باللذات وخسر المناصب، ولان بغداد حارة ومرهقة للاعصاب فقد طفر (الجماعة ) بما حازوه من اموال ، والعيش في بغداد لا منصب ليس سوى مغامرة ، في حين يلذ العيش ويطيب في بلاد اخرى هادئة ووادعة وباردة بوجود الاموال، الم يقل علي (ع) المال في الغربة وطن .
جمعتني المقادير بعدد من هؤلاء وكانوا في زيارة الى بغداد في اول هجوم الصيف الماضي ، وكان باديا عليهم التذمر والضيق لكنهم اضطروا للمجيء لشمشمة الاوضاع ومعرفة مسار الامور ، خاصة مع تطور الاوضاع الامنية .. ايجابيا . وليدرسوا امكانية تكثيف اتصالاتهم علهم يربحون الجولة القادمة من سباق المناصب والمكاسب .
وبدت معالم الغرور والاستعلاء والتكبر_ وكلها صفات مشتركة_ على وجوههم وحركات ايديهم ، وما تنطلق به السنتهم من( همبلات )،
ما دفعني للكتابة عنهم انهم حاولوا اظهار وطنيتهم بعد انقضاء مرحلة المواجهة التي هربوا حين كانت على اشدها وتركونا بهمها وغمها وحرارة جمرها ، وانفجار مفخخاتها وعبواتها ، واحزمتها و(علسها )وذبحها وو... الخ
سكنوا في عواصم امنة وعملوا في مؤسسات وكسبوا ما كسبوا، وهاهم يحاولون العودة ليشاركونا رغيفا لم يدفعوا من ثمنه شيئا ، وكنا ننتظر ان يأتونا برغيف اخر .
اليس من الحق ان نجاهر بنقدهم وتبويخهم واظهار معايب هروبهم عن واقعنا حين كان مؤلما ،ومساويء عودتهم حين صار عليه الحال( مبشرأ بالخير) .
نحن لسنا بمانعين ان يعملوا ويعيشوا لكننا نرفض ان يأتوا متسيدين وينظرون الينا باطراف عيونهم ويشمخون علينا بانوفهم لاننا تعلمنا ان نكسر خشم الارهاب واذنابه ، ولدينا القدرة على فضح الذين هربوا في مواجهته . لكن حلما وعلما وفهما يمنعنا عن فعل ذلك .
#علي_الخياط (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟