أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الخياط - ازمة التقافة ام ازمة المثقف؟














المزيد.....

ازمة التقافة ام ازمة المثقف؟


علي الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 2402 - 2008 / 9 / 12 - 07:24
المحور: الادب والفن
    


مر المؤرخ الكبير توماس كارلين بازمة نفسية وذلك حين دخل عليه احد اصدقائه في صباح احد الايام، وقال له: (لا اعرف ماذا اقول لك، ولكني فقدت اصول كتابك الذي اعطيتني اياه لتصحيحه... فقد استخدمت مدبرة البيت ورقه المخطوط في اشعال نار المدفأة، معتقدة انه فائض عن الحاجة وغير ذي فائدة)
ويصف الكاتب والمؤلف وقع النبأ عليه فيقول: لقد انتابني في بداية الامر شعور هو مزيج من الثورة والحزن، وانا ارى عصارة فكري وانتاجي تذهب وقوداً للنيران ثم ما لبث ان احتواني شعور الياس القاتل! ثم مرت الايام وانا في حيرة من امري، الا ان جاء يوم جلست فيه اراقب ما وراء نافذة حجرة مكتبي وفجاة شاهدت البناء الذي يعمل في تشييد البيت المواجه لبيتي، فوجدته يمسك بقطع الطوب، ويضعا الواحدة فوق الاخرى في هدوء حتى اذا جاء العصر كان الحائط قد ارتفع واكتمل بناؤه! وقلت في نفسي، انا ايضاً استطيع ان ابني من جديد ما هدمته النيران، وقمت الى مكتبي واخذت استعيد بذاكرتي ما كتبت، ورحت اكتب الكلمة بعد الكلمة والجملة تلو الجملة حتى فرغت من اعادة ذلك الكتاب الذي هو اول واعظم اعمالي!
مفهوم الازمة: هو ان يمر الانسان او الاوطان بظروف استثنائية خارج نطاق الحسابات والبرامج المعدة، كذلك هناك عوامل اخرى تدخل على حساب المفاجآت غير المتوقعة والتي تفرض فرضاً وتترك بصماتها في جميع شؤون الحياة، وهنالك انواع كثيرة من الازمات منها المصطنع الذي تدخل عوامل كثيرة في رفده وديمومته وحسب قوة الجهات الساندة لهذه الازمة، وفي المقابل وعلى الاتجاه المعاكس فان هنالك عقولاً وادمغة، لها امكانية التعامل مع هذه الازمات والقدرة على احتوائها واستيعابها وتذويبها شيئاً فشيئاً ووأد الازمة وطمرها في مهدها قبل ان تستفحل وتأثر تأثيراً سلبياً على الاشياء.
فالثورة الفرنسية تدين في نضوجها الى فولتير وجان رسو، والمثقفين في مختلف المجتمعات الاوربية والعربية ساهموا مساهمة فعالة في انتقال المجتمع من الظلام والتخلف والحروب الداخلية والخارجية الى تباشير النور والديمقراطية وحقوق الانسان التي رعتها وحافظت عليها الطبقات المثقفة في هذه البلدان.
ومن سخريات القدر التي نحسها ونحياها في وقتنا الحاضر وبعد التعبير الذي مس كافة مجريات الاحداث في العراق بعد 9/ 4/ 2003 ما زال دور المثقف هشاً كما في العهد البعثي المقبور، رغم انشاء عشرات المنتديات الثقافية والاصدارات الادبية والتجمعات الثقافية الا ان استيعاب دور المثقف ما زال قاصراً على اسماء وتجمعات محدداً لا ترمى الى المسؤولية التي يجب ان يتخذها المثقف في هكذا اجواء تغييرية وبلد ثقافي مثل العراق. فهناك مثقفون انزووا في بيوتهم ليكتبوا واكتفوا بأقل من القليل تاركين القرار الثقافي خلف ظهورهم، وهناك أشباه مثقفين، وهم في الحقيقة أبواق، لهم ا عمال مسرحية أو روائية وكتابات في الصحف، وتجدهم في المؤتمرات والمهرجانات ومقاهي الدرجة الأولى،لا يزالون معتقدين أنهم الرعيل الاول من النخبة ، ويصدرون بيانات من أجل الحرية والديمقراطية غير مقتنعين أنهم باتوا جزءا من آلية نظام اكل الدهر عليه وشرب ، ولن أكون متشائما إن قلت أن الأزمة التي يمر بها مثقفونا اليوم، ليس في الأفق بشائر حل لها ،طالما ما زال هناك من يحاول ان يسيس الثقافة لجهة قادرة على تحجيم وإلغاء دور المثقف الحقيقي، وطالما هناك اموال توزع على اشباه المثقفين ، وتكسب ولائهم وقيادات تدعي رعاية الثقافة تمارس نفس دور الأنظمة الرجعية في إلغاء دور المثقف وجعله تابعا لها..
إن المثقف اليوم بحاجة إلى مشاريع ثقافية لينهض من أزمته، لينتج إبداعات جديدة، والأهم من كل ذلك إيجاد فسحة من الديمقراطية والحرية لينتقد من أجل التقويم والإصلاح لامن اجل مكاسب شخصية او حزبية، وإلا فإننا ذاهبون جميعا إلى عصر التخلف والظلام والعبودية.




#علي_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوباما...وشبح ال كنيدي
- الاتفاقية الامنية هموم وتداعيات
- المدينة الفاضلة


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الخياط - ازمة التقافة ام ازمة المثقف؟