أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - إبليس والعبيد...!؟














المزيد.....

إبليس والعبيد...!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 2481 - 2008 / 11 / 30 - 07:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يبق من يتغنى بعبوديته المطلقة غير هذه الشعوب التي يسمونها عربية إسلامية، فهي بعد أخذٍ ورد تعلمت كيف تفوز إن هي أتقنت هذا الفن فأدمنت العبودية منذ بدأت نعومة أظافرها في مدرسة الطاعة التي أسسها ـ محمد ـ صلعم...!؟ لقد ربط ـ محمد ـ ص بعبقريته المتوقدة طاعته بطاعة الله (( أطيعوا الله ورسوله )) من سورة آل عمران و(( من يطع الرسول فقد أطاع الله )) و(( من يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما ))..! ولو أن الأمر كان توقف عند هذا الحد لكان ممكناً لهذه الشعوب أن تخرج جيلاً بعد جيل من دهاليز هذه المدرسة بعد وفاة مؤسسها ـ محمد ـ ص ...!؟ لكن، الرسول صلعم، كان قد وسَّع مجال الطاعة الحيوي لمدرسته فأضاف إلى عمادتها السادة ( أولي الأمر ) فصار من الإيمان طاعتهم أيضاً (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا أولي الأمر منكم )) وبهذه الآية الحاسمة اكتملت منظومة التربية التعبدية الترويضية وصار بإمكان سادة القوم فيما بعد تأثيم وتكفير كل من يجاهر برأي مختلف ورد عند مالك والشافعي والبيهقي عن عبد الرحمن القارئ قال: قدم على عمر بن الخطاب رجل من قبل أبي موسى فسأله عن الناس فأخبره ثم قال: هل كان فيكم من مغربة خبر . ؟ فقال: نعم رجل كفر بعد إسلامه قال: فما فعلتم به قال: قربناه فضربنا عنقه...!؟
لقد تعلم المسلمون وهم قيد التربية والتعليم في مدرسة الطاعة علوماً كثيرة مثل علم السواك وعلم الكسوف والخسوف وعلم المساجد وعلم المطر وعلم الطهارة وعلم الجهات وعلم الإمامة وعلم الوضوء وعلم الجان غير أن الأساس الذي ثبتَّ أعمدة هذه المدرسة قام على ركنين جوهريين هما القضاء والقدر.. وفن السجود..! تثبيت الإيمان بالقضاء والقدر كان كفيلاً في إزاحة عقول التلاميذ النجباء جانباً أما السجود ففيه مخالفة صريحة متعمدة لعدو الله ـ إبليس ـ في أول معصية له ودرس بليغ لتدريبٌ التلاميذ على الانخفاض و الانكسار فبقدر ما ينخفض التلميذ تترسَّخ عبوديته ويقترب من الله فيصبح في مرمى نظره..! عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: أقرب ما يكون العبد من ربه عز وجل وهو ساجد فأكثروا الدعاء...! لقد مثَّلت عملية السجود والانكسار أول عبادة أمر الله بها عباده ليصيروا عبيداً صالحين حدثنا الأوزاعي قال: حدثني الوليد بن هشام قال: لقيت ـ ثوبان ـ مولى رسول الله فقلت: دلني على عمل ينفعني أو يدخلني الجنة..! فسكت عني ملياً ثم التفت إلي فقال: عليك بالسجود فاني سمعت رسول الله يقول: ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله درجة وحطَّ عنه بها خطيئة...! ومن يومها وإلى اليوم يخرّ العبيد راكعين كل يوم عشرات المرات..!؟
ثم يأتي اليوم من يتثاقف فيتساءل بتعجب عن السِّر في هذا الاستعصاء الذي يواجه قضايا الحرية والديمقراطية في المجتمعات العربية الإسلامية ويحار في الأمر إذ كيف يبقى سؤال الحرية معلقاً من دون جواب طيلة القرون الخمسة عشر المنصرمة خسر فيها عددٌ كبيرٌ من المشاغبين حياتهم في خضم محاولاتهم المتعاقبة لكسر هذه الحلقة..!؟ ولو كان المتسائل الحيران تذكر أنه من يوم أن امتلأت خزائن بيت مال المسلمين في القرن الثالث الهجري من أموال البلدان المفتوحة كما هي اليوم في بعض الدول الإسلامية صار السؤال جريمة تستوجب العقاب الفوري لانتهت حيرته ولكان فهم كيف استثمر الأنبياء المعاصرون إدمان شعوبهم للعبودية التي يتوارثوها بالفطرة..! لقد غفل الزعماء المعاصرون عن فهم السرِّ في هذا الانتظام العبودي النادر فأعمت بصيرتهم وهم بدلاً من أن يفتحوا الأبواب ليصير العبيد عبيداً معاصرين أوصدوها على ذواتهم راضين مرضيين وذلك بعد أن اقتسموهم بعيد الاستقلالات وزربوهم في محمياتهم التي أسموها دول لكل دولة علم ونشيد وجحافل من العسس لكن عند جميعها مدرسة الطاعة ذاتها...!؟
لقد تكفَّلت مدرسة الطاعة المتوارثة إياها بتأهيل العبيد جيلاً بعد جيل وتثبيت السلاطين عائلة بعد أخرى وصار الجاه والسلطان طريق أولي الأمر إلى الجنة أما العبد السائل فقد ظلَّ زنديقاً ومرتداً تساؤله جريمة تستوجب المحاكمة الشرعية أو العقاب الفوري فالمتخرج من هذه المدرسة تربى على أن لا يسأل وحين ازداد عدد السائلين امتلأت الأمصار بالمصحات العقلية والسجون من أجل استيعاب هؤلاء التلاميذ الراسبين الذين لم يحفظوا الدرس من حكاية إبليس اللعين...!؟






#جهاد_نصره (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المضطهد مرة والمضطهدة ثلاث مرات...!؟
- معضلة التقدم في المجتمعات العربية...!؟
- تهافت التهافت
- كأس رعايا جلالته...!؟
- هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا...!؟
- فتاوى مجانية...!؟
- تحالف جماعات الاستثمار...!؟
- أوباش بلا حدود...!؟
- كليات التجهيل الشرعي...!؟
- هيئة مشايخ حقوق الإنسان...!؟
- الاشتراكية الإسلامية الديمقراطية الليبرالية...!؟
- الإسلام هو الحل إذن: ماذا عن التوريث..والتعذيب..والاغتيال... ...
- في سياق الجدل العقيم...!؟
- مشروع ( حاج ).. و تنظيم النخبة...!؟
- ذيل الكلب...!؟
- أمريكا في المرمى...!؟
- لماذا بقيت كتابات البعض بلا مردود...!؟
- فتيل جهنم لبنان......!؟
- الميئوس منه.. أم المسكوت عنه...!؟
- زوال إسرائيل... أم غيرها...!؟


المزيد.....




- أهراءات مرفأ بيروت... صرح شاهد على أضخم انفجار شهده لبنان يض ...
- زياد رحباني، الكائن الذي خُلق ليبدع ويلتزم
- غزة.. 70 قتيلا منذ الفجر و-أوكسفام- تحذّر من إبادة جماعية
- روسيا تدمر 18 مسيرة أوكرانية وحريق بمحطة قطارات فولغوغراد
- دخلتا المجال الجوي المحظور.. اعتراض طائرتين فوق منتجع ترامب ...
- اليمن.. مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب
- استطلاع: 38% فقط من الألمان مستعدون للقتال من أجل وطنهم
- الرئيس اللبناني: العدالة لن تموت الحساب آت لا محالة
- علاء مبارك يشعل تفاعلا بفيديوهات لوالده عن دور مصر في دعم غز ...
- -حصار السفارات-: اعتداءات على بعثات دبلوماسية أردنية ومصرية ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - إبليس والعبيد...!؟