أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شاكر النابلسي - تحرير تاريخي للمرأة العراقية في كردستان















المزيد.....

تحرير تاريخي للمرأة العراقية في كردستان


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 2478 - 2008 / 11 / 27 - 10:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


-1-

تعاني المرأة العراقية من حقوقها المهضومة، كباقي النساء العربيات في العالم العربي، ما عدا تونس والمغرب. ففي بقية البلدان العربية، تدهور وضع المرأة الاجتماعي والسياسي خاصة. وعادت المرأة العربية خطوات كثيرة إلى الوراء. صحيح أن المرأة العربية أصبحت محامية، وقاضية، ووزيرة، وسفيرة، وعالمة في شتى أنواع العلوم، واقتصادية، وسيدة أعمال، إلا أن هذه النماذج من النساء العربيات هنَّ الاستثناء ولسن القاعدة. فالقاعدة من النساء العربيات مهضومة حقوقهنِّ، ومحرومات من التعليم. فقد بلغ معدل نسبة النساء الأميّات في العالم إلى 60 بالمائة. وعادت غالبية النساء إلى الحجاب والنقاب، وخاصة في مصر البلد التي ظهر فيها قاسم أمين محرر المرأة المصرية، وهدى الشعراوي أول امرأة في مصر تخلع الحجاب، الذي اثبت الشيخ جمال البنا في كتابه (الحجاب) الذي أصدرته رابطة العقلانيين العرب في باريس، أن الحجاب ليس من الإسلام، وليس من الدين. وفي رأيي أن الحجاب عادة اجتماعية، ظهرت في الجزيرة العربية أولاً. ولبسها الرجال (الغُترة والعقال) كما لبستها النساء. وكما أن الرجل الخليجي لا يكشف رأسه إلا عندما يسافر إلى خارج بلده، فكذلك معظم النساء الخليجيات لا يكشفن عن رؤوسهن إلا عندما يسافرن إلى الخارج.

-2-

واليوم، يقوم إقليم كردستان بتحرير المرأة الكردية العراقية من القيود، التي أدمت ساعديها وقدميها، وربما قتلتها كذلك. وتشير تقارير إعلامية إلى مقتل 12.500 امرأة بين العامين 1991 و2007، لأسباب تتعلق بالشرف، أو انتحاراً في المحافظات الكردية الثلاث: إربيل، والسليمانية، ودهوك. ولكن قانون الأحوال الشخصية الجديد في كردستان العراق، الذي نحن بصدده الآن، جاء مكملاً لمسيرة المرأة الكردية، من حيث أن المرأة الكردية تشارك الآن، في حكومة إقليم كردستان بثلاث حقائب من بين 42 وزيراً، كما تشغل 28 من مقاعد البرلمان البالغ عددها 111 مقعدا ً. وصدور "مجلة الأحوال الشخصية" الجديدة في كردستان، جاء على غرار ما صدر في تونس عام 1956، والذي أصبح بعدها الحبيب بورقيبة محرر المرأة التونسية أهم من قاسم أمين، وأهم من هدى الشعراوي، وأهم من كل الذين نادوا بتحرير المرأة العربية على الورق وعلى المنابر الخطابية. وعلى غرار ما صدر في المغرب عام 2004 ، من "مدونة الأحوال الشخصية"، وأدى إلى إطلاق إصلاحات حقيقية، تعلقت بالمساواة بين الرجل والمرأة، في ما يخصُّ سن الزواج المحدد في 18 سنة، وبالطلاق الذي جرى تعريفه على أنه فسخ لروابط الزواج القائمة بين الزوج والزوجة تحت المراقبة القضائية، ووفقا للشروط القانونية، التي تخصُّ كلا الطرفين، كما أدخلت السلطات العامة كذلك مبدأ الطلاق التوافقي، تحت مراقبة القاضي.

وبهذا أصبح محمد السادس من محرري المرأة العربية في المغرب، ويذكر اسمه دائماً في هذا الشأن، بالمقارنة مع الزعيم الحبيب بورقيبة. وبصدور "مجلة الأحوال الشخصية" في إقليم كردستان، ضمن الرئيس مسعود برزاني الانضمام إلى قائمة محرري المرأة في الشرق الأوسط، جنباً إلى جنب مع الحبيب بورقيبة، والملك محمد السادس. وهكذا كما نقول دائماً، فإن الليبرالية تحتاج إلى قرار سياسي، وإلى زعيم سياسي يتبنى مبادئها، وإلا ظلت حبراً على ورق في المنتديات والمؤتمرات الثقافية، وخطباً فوق منابر هذه المنتديات.



-3-

وبالأمس قام زعيم إقليم كردستان، الرئيس مسعود البرزاني بتحرير المرأة الكردية، حين أقرَّ الإقليم "مجلة الأحوال الشخصية" للمرأة الكردية العراقية، والتي نأمل من الحكومة المركزية ببغداد تبني هذه القوانين، وتعميمها على كافة المحافظات العراقية. ونصَّت "مجلة الأحوال الشخصية" الكردية الجديدة على إعطاء العصمة للمرأة في المحاكم إذا طلبت ذلك، وقبول شهادة المرأة إلى جانب الرجل لدى عقد القران، وجعل سن الزواج ستة عشر عاماً، مع إعطاء حق الولاية للمرأة عند فقدانها زوجها، بغية منع تدخل أقاربه في تزويج بناتها. كما أن هذا القانون يمنع الزواج لأكثر من مرة واحدة، ويضع قيوداً على تعدد الزوجات.

وقالت ليزا نيسان رئيسة" التجمع النسوي العراقي في هذا الصدد: " إن برلمان إقليم كردستان أكثر تطوراً، وأكثر خبرة من برلمان العراق، وهذا الشيء يجب أن نُقرَّ به"، مشيرة إلى أن القانون الصادر من برلمان كردستان "فيه الكثير من الايجابيات، التي تصب في صالح المرأة، وأهمها إنهاء العنف على المرأة، والتمييز بينها وبين الرجل" .

وقالت الناشطة: "نحن كنساء لا نريد أن يكون هناك منفذ في القانون، أو خرق، يُستغل ضد حقوق المرأة. ونحن نتمنى من البرلمانيات العراقيات محاولة طرح هذا المشروع والإصرار على تشريعه. كما نحن نستعد منذ الآن، لمرحلة الاستفتاء على التعديلات الدستورية، التي تتضمن هذا الأمر والتصويت عليها في مطلع العام القادم 2009 ، ونتمنى أن يصدر هكذا قانون لكل العراق".
وعن إمكانية معارضته من قبل الرجال أو حتى من النساء، قالت ليزا نيسان إن "المشكلة الآن هي وجود جبهتين داخل شريحة النساء وليس الرجال، فقسم كبير مع تعدد الزوجات، والقسم الآخر ضد هذا الأمر".

وهذه هي مصيبة المرأة العربية. فالمرأة هنا ضد المرأة، وليس الرجل وحده هو الذي ضدها.

-4-

ونتيجة لصدور "مجلة الأحوال الشخصية" في كردستان العراق، طالبت نساء عراقيات بمساواتهن مع النساء الكرديات في إصدار قانون يشبه ما تمَّ إصداره أخيراً في إقليم كردستان بتقييد الزواج الثاني، وإنهاء تسخير المرأة لمتعة الرجل، والسعي لإيجاد بدائل لدعم المرأة بدلا من إبقائها مشروع زواج ثان، تحت بند حمايتها.
ورفعت "شبكة النساء العراقيات" - وهو التجمع الذي ينطوي تحت لوائه أكبر 7 منظمات نسوية في العراق- بياناً للبرلمان العراقي، حمل عدداً من المطالب، لكنه ركَّز على إنهاء "معاناة المرأة العراقية، أن تكون ضحية لزواج ثان، وثالث"، وبالتالي "تعديل قانون الأحوال الشخصية لسنة 59 ، وإصدار قانون عصري مواكب للتطورات، يحقق الاستقرار والأمن للأسرة، وتعزيز دولة القانون، وضمان كرامة المرأة، وإنسانيتها، وحريتها، في اختيار شريك حياتها، ورفض تعدد الزوجات".

وقالت الناشطة العراقية نبراس المعموري، إنها مع قانون منع تعدد الزوجات في الوقت الحالي "لأنه السبيل الوحيد للحفاظ على كرامة المرأة، وألا تكون مشروعاً لمتعة الرجل ونزواته، بل هي كيان يُمثَّل أكثر من نصف المجتمع، وعليها اختيار حياتها بنفسها، وعدم إجبارها، أو حصرها ضمن دائرة صغيرة، إما الجوع، أو الزواج بعد موت زوجها الأول".

-5-

وهكذا نرى، أن إقليم كردستان العراق، يسير بخطى واسعة نحو الحرية والديمقراطية وأسرع مما يسير باقي العراق. ولعل مما أمكن إقليم كردستان من هذا السير الحثيث نحو الحرية والديمقراطية، هو الأمن والاستقرار، الذي وفره مسئولو هذا الإقليم. وفي زيارتي للإقليم عام 2007 ، لمست بنفسي هذا الأمن، وهذا الاستقرار. فكانت إربيل والسليمانية، لا تختلفان عن أية عاصمة أخرى في الشرق الأوسط، من ناحية الأمن والاستقرار. ونأمل أن يتم الأمن والاستقرار في باقي العراق، لكي نستطيع أن نجني ثمار السنوات الخمس الماضية، من التضحيات والفداء.





#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضغاث أحلام العرب في عهد أوباما
- هل سيجدد أوباما شباب أمريكا بعد أن شاخت؟
- الاتفاقية الأمريكية- العراقية: للعقلاء فقط
- لماذا كل هذا الهوس الجنوني من الغزو الثقافي؟
- هل ينتظر العرب حبل النجاة من الانتخابات الأمريكية القادمة؟
- لماذا ساد الفساد والطغيان بعد الاستقلال؟
- هل كان غزو العراق سبباً في الأزمة المالية الأمريكية؟
- محنة المفكرين العرب في علاج الغزو الثقافي
- مواقف فكرية عربية ملتبسة من الغزو الثقافي
- مظاهر وآليات الغزو الثقافي في الفكر العربي المعاصر
- هل ازداد الإرهاب بعد غزو العراق؟
- هل سيدفع أوباما دول الأوبك لتشرب نفطها؟
- الشيخ فركوس وتحريم الزلابية
- ماذا استفدنا من دروس كارثة 11 سبتمبر؟
- المثقفون المعذبون في الأرض
- عودة الوعي للعرب بأهمية العراق
- بنوك الإرهاب في مزارع الحشيش
- هل نقل بوش مكتبه من البيت الأبيض إلى الكنيسة؟
- لكي لا تحترق أصابعنا في كركوك
- علاج الإرهاب في -ثلاثة فناجين من الشاي-


المزيد.....




- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شاكر النابلسي - تحرير تاريخي للمرأة العراقية في كردستان