أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شاكر النابلسي - هل ازداد الإرهاب بعد غزو العراق؟















المزيد.....

هل ازداد الإرهاب بعد غزو العراق؟


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 2414 - 2008 / 9 / 24 - 10:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


-1-

لم يكن مفاجأة ما ظهر من عناصر وعمليات الإرهاب التي جرت بعد غزو العراق 2003 ، بقدر ما كان مخططاً له تخطيطاً دقيقاً قبل سنوات من غزو العراق، ومنذ أن ترك أسامة بن لادن السودان عام 1996 مطروداً إلى أفغانستان، بعد أن عرض السودان تسليمه لأمريكا (في عهد كلينتون) فرفضته، حيث لا قضية ضده في أمريكا، كما قيل وقتها. وبعد أن عرض السودان تسليمه للسعودية فرفضته، لأن الشرط السوداني لتسليمه كان عدم محاكمته، في حين أن السعوديين صمموا على محاكمته محاكمة شرعية. وهكذا أُفلت "الثعلب" من القنّاص الأمريكي والقنّاص السعودي، وطار إلى أفغانستان بطائرة خاصة هو وعائلته، ليصبح بعد ذلك أخطر إرهابي في العالم، ولتصبح منظمته (القاعدة) أخطر منظمة إرهابية، آذت أذىً كبيراً كلاً من أمريكا والسعودية اللتين رفضتا استلام ابن لادن. وامتلك ابن لادن القوة الإرهابية، كأي قرصان من قراصنة البحار في القرون الوسطى، أو كأي تاجر مخدرات من تجار أمريكا اللاتينية. والتفَّ حوله الكثيرون من قريب ومن بعيد ممن فشلوا في الحياة، وتم قهرهم وإسكاتهم بالقوة، فوجدوا في الإرهاب متنفساً لهم.



-2-

يقول عالم النفس الألماني/الفلسطيني الأصل جهاد مرزوية، كما نقل عنه الكاتب الجزائري حميد زناز في بحثه (المسلم ذلك الفرد المقهور): أن التراتبية الصارمة التي تطبع العائلة العربية، تخنق أنفاس الشبان والشابات، وتحرمهم من التعبير عن غضبهم وتفريغه. وهذا يدفع بهؤلاء المقموعين إلى كبت حنقهم، والانكفاء على ذواتهم. وبما أن الانتحار مُحرّمٌ في الإسلام، فإنهم يسعدون حينما تسنح لهم، في يوم من الأيام، في إمكانية قذف ذاك الغضب المتراكم خارج ذواتهم بتوجيهه ضد الآخر. وهكذا يحوّلون الممنوع إلى فعل بطولي، فينتحرون ليُقتلوا.

ويتساءل الباحث الجزائري، وأستاذ الفلسفة، حميد زناز:

ألا يكون سقوطهم في حفرة العمل الانتحاري محاولة غير معلنة للبحث عن موت، يعبّرون به عن حقدهم الدفين نتيجة لاعتقالهم الثقافي؟

إن مجتمعاً يقمع الفرد، ويرفض التساؤل عن نفسه، ويُحرم فنانيه ومفكريه من الحق في إثارة الشك، لا يمكن له أن يتمدن، ولا أن يزدهر، ما دام لا يجرؤ على السخرية من ذاته، وما دام يحارب أبسط التصرفات التي لا تتوافق مع تصوراته.


-3-

من المسلمات، أن يزداد الإرهاب بعد غزو العراق، ووقوف قوة عظمى في وجهه، للقضاء عليه عسكرياً وبالقوة، طيلة سنوات خمس ماضية.

وشيء طبيعي، أن يزيد الإرهاب بعد غزو العراق، فمثله مثل "عش دبابير" في بيتك أو في حديقتك، تأتي لتزيله، فتهجم عليك الدبابير، هجوماً كاسحاً. وعندما ترش بيتاً للنمل، أو لأي حشرة أخرى، في بيتك أو في حديقتك بالبخاخ، فمن المتوقع أن يخرج عليك النمل بالمئات.

وتشير بيانات "معهد الوقاية من الإرهاب" الذي تموّله وزارة الأمن الداخلي الأميركية إلى زيادة تفوق بمقدار أربع مرات، في عدد القتلى في أنحاء العالم نتيجة للإرهاب في الفترة من عام 1998 إلى عام 2006. وجاءت أكبر زيادة بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 .

ولعل هذه النتيجة كانت أمراً متوقعاً، فيما لو علمنا أن أكثر من دراسة صدرت في أمريكا تقول أن 79 بالمائة من عدد القتلى في أنحاء العالم بسبب الإرهاب، وقعت في العراق في عام 2006 فقط، وذلك بسبب عوامل نعلمها جميعاً، وربما شرحناها في مقال قادم.



-4-

إن الألم الذي شعرنا به طيلة السنوات الخمس الماضية من غزو العراق، كان نتيجة لكمية القيح والصديد التي خرجت من الدُمِّل العراقي الكبير المتفجر، الذي فتحته أمريكا بمشرطها العسكري. وهذا ما سيكشف عنه قريباً الناشط العراقي/الأمريكي كنعان مكيّة، صاحب الكتاب المشهور(جمهورية الخوف)، من خلال 100 مليون صفحة من تاريخ وأسرار حزب البعث في العراق، التي حصل عليها مكيّة بعد غزو العراق عام 2003 ، وأودعها جامعة ستانفورد (من أشهر خمس جامعات في أمريكا) لكي يتم تصنيفها، وحفظها هناك، لتكون صالحة كمرجع وثائقي وتاريخي مهم جداً، لعهد صدام حسين، وحكم البعث العراقي.



-5-

إذن، وطبقاً لذلك، فلو زاد عدد الإرهابيين، وزاد عدد ضحاياهم في الشرق الأوسط، فهذا تحصيل حاصل، ونتيجة طبيعية لنبش قبور الأصولية الدينية المغذية للإرهاب.

ولكن هناك حقيقة يجب أن نعلمها جيداً، وهي:

1- لقد غفلت أمريكا والعالم العربي معها، على النشاط الإرهابي الذي بدأ مع اغتيال الرئيس السادات عام 1981. ولم ينتبه الجميع إلى ضرورة الإصلاح التعليمي الديني خاصة، لكي لا يتضخم الدُمَّل الإرهابي في جسد العالم العربي. ولكن الجميع كانوا نياماً. وتجلّت هذه الغفلة في أحداث 11 سبتمبر، وما بعدها، والى الآن.

2- لقد اعتقدت أمريكا واعتقد معها العالم العربي، بأن محاربة الإرهاب يمكن أن تتم بضربة عسكرية موجعة، أو بعدة ضربات متتالية أو متفرقة. ولكن الأيام منذ عام 2003 إلى الآن، أثبتت بأن الحلَّ العسكري ليس هو الحل الناجع، وأن الحلَّ الطويل الأمد المتمثل بالإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي والثقافي، هو الحل الأنجع على المدى الطويل. ولكن الإدارة الأمريكية في 2001 ، لم يكن أمامها غير أربع سنوات لكي تُنجز مهمتها، فلم تستطع انجاز هذه المهمة، وعادت مرة أخرى وكان أمامها أربع سنوات أخرى، ولكنها في المرة الثانية لم تنجز المهمة الصعبة أيضاً. فقد تبين أن الإرهاب كما عبر عنه عالم النفس الفلسطيني/الألماني جهاد مرزوية علّة اجتماعية ونفسية، تحتاج إلى علاج طويل النفس.



-6-

ولكن رغم هذا كله، تخرج علينا تقارير، تقول بأن غزو العراق قد ساهم مساهمة ملحوظة في تقليص أثر الإرهاب، نتيجة لمقتل المئات من الإرهابيين على أيدي القوات الأمريكية في العراق. فقد أظهرت دراسة نُشرت مؤخراً، تراجعاً في الهجمات القاتلة للإرهاب في أنحاء العالم. وقال تقرير "ملخص الأمن البشري"، لعام 2007، وهو تقرير سنوي تموّله حكومات كندا، والنرويج، وسويسرا، والسويد، وبريطانيا: " لقد حدث تراجع كبير في ضحايا الإرهاب في العالم، حتى إذا أضيفت بيانات الإرهاب في العراق."

وقال الصحافي الفرنسي لوي شاربونو: لقد تراجع عدد قتلى العمليات الإرهابية في العالم بنسبة 40 في المائة في الفترة بين يوليو وسبتمبر عام 2007، نتيجة لتراجع عدد ضحايا الإرهاب في العراق، بعد إرسال ما وُصف بأنه قوات أميركية إضافية (سيرج)، ووقف إطلاق النار من جانب جيش المهدي، الذي يتزعمه مقتدى الصدر، ومساهمة السعودية المالية والسياسية، في دعم السُنَّة العراقية ومجالس الصحوة، لكي تحارب "القاعدة"، وتتعقبها، خاصة في محافظتي الأنبار وديالي، حيث خاضت الفلوجة وبعقوبة معارك ضارية بين الشرعية العراقية وبين عناصر الإرهاب.




#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيدفع أوباما دول الأوبك لتشرب نفطها؟
- الشيخ فركوس وتحريم الزلابية
- ماذا استفدنا من دروس كارثة 11 سبتمبر؟
- المثقفون المعذبون في الأرض
- عودة الوعي للعرب بأهمية العراق
- بنوك الإرهاب في مزارع الحشيش
- هل نقل بوش مكتبه من البيت الأبيض إلى الكنيسة؟
- لكي لا تحترق أصابعنا في كركوك
- علاج الإرهاب في -ثلاثة فناجين من الشاي-
- هل ستنجح إستراتيجية أوباما تجاه العراق؟
- مورتنسون وابن لادن نموذجان للخير والشر
- ماذا سيبقى من -بوش- للتاريخ؟
- هل يُصلِح أوباما العطّار ما أفسده بوش؟
- لماذا انتشرت صورة الأمريكي القبيح؟
- مذبحة التراث في الثقافة العربية المعاصرة
- هل تخشى أمريكا من الثروة الخليجية؟
- التركة العراقية في الإرث الأمريكي
- كيف تقتل أمريكا إسرائيل بدم بارد؟
- الإرهاب: طبولٌ فارغةٌ تُقرع للضجيج والإثارة
- العفيف الأخضر المفكر العقلاني المتغيّر


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شاكر النابلسي - هل ازداد الإرهاب بعد غزو العراق؟