أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جريس الهامس - الديمقراطية لاتعيش في الصحراء العربية ز مادامت لاتنبت في العقول والضمائر -5 بعد تصحيح الأخطاء المطبعية















المزيد.....


الديمقراطية لاتعيش في الصحراء العربية ز مادامت لاتنبت في العقول والضمائر -5 بعد تصحيح الأخطاء المطبعية


جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 2473 - 2008 / 11 / 22 - 09:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الديمقراطية لاتعيش في الصحراء العربية. ما دامت لاتنبت في العقول والضمائر – مع الإزدواجية الطبقية والفكرية وحكم العسكر – 5
عندما سلّم الرئيس شكري القوتلي مفاتيح سورية إلى عبد الناصر في 23 شباط 1958 بعد توقيع وثيقة الوحدة السورية – المصرية قال له مازحاً أسلمك بلداً كل مواطن فيه زعيم .. أعتقد أن الرئيس القوتلي كان على حق وأصاب كبد الحقيقة رغم أنه رئيس للحزب الوطني الذي حكم سورية لسنوات طويلة ممثلاً للإقطاع السوري المرتدي قبعة البورجوازية البرلمانية الهجينة ..
ومن تحليل المضمون الطبقي وتداخل الطبقات في سورية وتشويه الصراع بينها أو احتواءه بسهولة ... يمكن الوصول إلى البناء الفوقي للمجتمع والتركيبة الثقافية والسيكولوجية بشكل عام ...ومنها النزعة الفردية الأنانية التي تتجاوز النرجسية عند الفرد السوري كلما تقدم في التركيبة الطبقية المتداخلة في الحدود الطبقية في مجتمع جمع بين إقطاع القرون الوسطى في الإنتاج والدين والفكر العبودي . مع بناء بواكير الصناعة الحديثة ونمط الحياة البورجوازية المعاصرة وأدواتها المستوردة من الغرب منذ أربعينات القرن المنصرم ...لذلك كان النظام البرلماني الديمقراطي هجيناً سقط أمام أول امتحان مع الإنقلابات العسكرية.التي صنع معظمها في مطابخ لندن وواشنطن ....
وفي نفس الوقت لم تتكون طبقة عاملة ( بروليتارية ) لاتملك غير قوة عملها في هذه الصناعة – باستثناء نسبة بسيطة تكونت بين عمال النسيج في كل من حلب ودمشق كان لهم الدور الطليعي في إضرابات دمشق وحلب ضد ديكتاتورية الشيشكلي – 1953- وديكتاتورية – السرّاج – عبد الناصر- إبان عهد الوحدة ..وحتى إضراب عمال الشركة الأهلية للغزل والنسيج في حلب عام 1973 واعتقال أعضاء النقابة المنتخبة ديمقراطيأ في هذه الشركة لأنهم لم يخونوا طبقتهم ويرضخوا لنظام الفاشست واللصوص ... وغيرها دون أن تتحررهذه الطبقة الصغيرة نهائياً من الفكر الرجعي والروابط السلفية نظراً لغربة أدعياء الماركسية يومها عن هذه الطبقة الثورية بل عن الفكر الماركسي نفسه ؟؟..
وانحدر معظم عمال المصانع الحديثة من الريف من أبناء البورجوازية الصغيرة , وكان الكثير منهم يملك أرضاً ومنزلاً في قريته كما يعمل خارج المعمل بأي عمل اّخرأو تجارة صغيرة تساعده على سد نفقات أسرته في المدينة والإرتقاء إلى البورجوازية الصغيرة إذا أمكن.. لذلك كله بقيت النزعة الفردية مسيطرة على الطبقة السائدة والطبقة المسودة على حد سواء مادامتا بعيدتين عن روح الجماعة المنظمة والعمل الثوري الحقيقي والديمقراطي الذي يهدف لبناء سلطة سياسية ديمقراطية للمجتمع كله بعد ثورة حقيقية في وسائل الإنتاج تتبعها ثورة فكرية في المفاهيم والسلوك البشري والأخلاق المفقودة في التعامل بين أعضاء الفريق الواحد سواء في السلطة الباغية الفاشية .. أو في المعارضة ودكاكينها التعيسة في الداخل والخارج التي لاتعترف بأخطائها وتخلفها ونشوز الكثيرمن المتبجحين باسمها.. دون حساب . ورغم كل هذه اللوحة السريرية المتخلفة السابقة للنظام البرلماني العربي والسوري والمصري بشكل خاص , يجب علينا القول للإنصاف التاريخي : كان هذا النظام متقدماً نصف قرن على الأقل عن أنظمة العسكر الفاشية التي اغتصبت السلطة بحراب ومطامح الأجنبي بشكل عام – كما رددت سابقاً – رحم الله البرلمان السوري والبرلمانيين السوريين الإقطاعيين وأنصاف البورجوازيين رغم كل أخطائهم وأمراضهم وتخلفهم , لأنهم حققوا استقلال سورية , ولم يحملوا الحقد ضد شعبهم ووطنهم , ولم يعيشوا نقطة الدم التى تعيشها الديكتاتورية الأسدية المحمية بحراب إسرائيل وأمريكا منذ أربعين عاماً ....
إن الديكتاتوريات العسكرية قطعت طريق التطور الطبيعي الطبقي والإقتصادي والسياسي وألغت إمكانية النضال الشعبي لتطوير الأنظمة البرلمانية نحو الأفضل إلى جانب تطوير وسائل الإنتاج الوطنية في الصناعة والزراعة والثقافة والفكر والفن والسياسة داخل المجتمع واستبدلتها بنظام الإستهلاك المؤمرك وإقتصاد السوق والقوالب المسبقة الصنع التي تفبرك في معبد الإله الأعظم وتوزع كالتمائم على جميع مرافق الحياة دون نقاش أوتذمر تحميها أجهزة القمع والمافيات الهمجية التي أعادت المجتمع السوري إلى عهد ملوك الطوائف والعشائر ونظام الملل والنحل بعد إلغاء العقل والصحافة الحرة و الفكر السياسي ومصادرة الحريلت العامة وأبسط حقوق الإنسان في المجتمع وحوّلت الثقافة والفن والعلم وكل شيْ جميل على الأرض إلى أدوات رخيصة ومبتذلة لتكريس ديمومة الإستبداد والقمع واللصوصية وإعدام الرأي الاّخر ...

وجاءت الإنقلابات العسكرية المشؤومة لتقطع طريق التطور الطبيعي للمجتمعات التي حلّت لعنتها عليها وكانت سورية مع الأسف ضحيتها الأولى ..ومازالت ضحيتها الأخيرة ..
والكل يعرف أن الإنقلاب العسكري الأول الذي تم بزعامة ضابط متهم بالفساد مهووس بالزعامة يدعى ( حسني الزعيم مع رئيس شعبة التموين في الجيش - العقيد البستاني المتهم بتقديم طعام فاسد للجنود )-- وطالب نواب البرلمان إحالتهما إلى القضاء . فتلقفتهما المخابرات المركزية وشركة نفط –التابلاين – الأمريكية السعودية بعد أن فشلت في البرلمان السوري على توقيع إتفاقية تمرير أنابيب نفطها من الظهران إلى الزهراني في جنوب لبنان عبر الأراضي السورية ... في سبيل تنفيذ هذه الإتفاقية ( راجع لعبة الأمم – لمايلز كوبلاند – ومذكرا ت رئيس الوزراء السوري السيد خالد العظم .. وغيرها ) وهذا ماوقع صبيحة 31 اّذار 1949 المشؤوم الذي مازالت سورية الذبيحة ضحية مدجنته العسكرية حتى الساعة ....
في هذا اليوم أعتقل رئيس الجمهورية السيد شكري القوتلي ورئيس وزرائه السيد خالد العظم في مستشفى سجن المزة العسكري .. ثم حل البرلمان المنتخب من الشعب . وأعلن الزعيم نفسه رئيساً في استفتاء مزيف من فئة ال 99 / 99 -- ,الصامدة حتى اليوم رغم انهيار أنظمة وعوالم مختلفة وولادة ( دولي ) وبلوغ المريخ ,انهيار بورصات الرأسمالية --- إنه الصمود والتصدي حقاً المتوارث المحرومة منه شعوب العالم قاطبة --- بعد توقيعه على اتفاقية التابلاين وقبضه مع سماسرته العمولة ... فماذا كان موقف الحزب الوطني حزب الرئيس القوتلي نفسه وصحافته وموقف الأحزاب الأخرى والشخصيات المثقفة الأخرى , بل موقف نواب البرلمان أنفسهم حماة الديمقراطية من هذا الإغتصاب السافر للسلطة والإرادة الوطنية ...
1- كان أول تصريح للديكتاتور حسني الزعيم لصحيفة الوطن التركية : ( سأرسل جميع الشيوعيين إلى معسكرات الإعتقال ) وهذا مافعله إرضاء لأسياده الأمريكان .و.بعد توقيعه الإتفاقية مع شركة التابلاين , وتوقيعه عقداً اّخر مع شركة أنكلو إيرانيان للتنقيب عن النفط في سورية وقبض ملايين الدولارات مع عديله نذير فنصة والسماسرة الملتفين حوله صرّح للصحافة : ( لم أصدق على إتفاقية التابلاين وإتفاقية الأنكلو إيرانيان إلا لأوفر العمل للعمال , إنني أريد أن أحمي العمال من من الشيوعية الهدّامة )
2- أما حزب البعث كان في البدء ضد الإنقلاب العسكري . اعتقل السيد ميشيل عفلق ثلاثة أيام فقط أرسل خلالها رسالته الشهيرة المخزية إلى حسني الزعيم معلنا فيها : توبته طالباً الغفران ومعلنا انسحابه نهائياً من العمل السياسي . .( نشرت في صحف دمشق بتاريخ 13 / 6 / 1949 وفي مذكرات الأستاذ الحوراني ج2 ص 1981 ) واعتلى مدحت البيطار أحد زعماء البعث منبر الجامع الأموي داعياً للديكتاتور منقذ البلاد , كما أطلق عليه ..
3 - أمين سر القصر الجمهوري والسكرتير الخاص للرئيس القوتلي والأستاذ الجامعي محسن البرازي , سلّم جميع وثائق القصر للديكتاتور وعيٍّن رئيساً لوزرائه , ثم أعدم معه في الإنقلاب الثاني على طريق مطار المزّة , دون أية محاكمة ..
4 – الحزب القومي السوري كان أول من هلّل للإنقلاب العسكري . ولجأ زعيمه أنطون سعادة إلى أحضان حسني الزعيم نظراً لرابطة الماسونية التي تجمعهما ( راجع كتاب أعمدة الماسونية في الشرق تأليف حنا إبي راشد في لبنان ) , بعد محاولة سعادة الإنقلابية الفاشلة في لبنا ن وغدره بعدد من رجال الدرك الأبرياء .. ثم عقد الزعيم صفقة مع حكومة رياض الصلح وسلّمها أنطون سعادة مقابل صمت الصحافة اللبنانية عن جرائم ديكتاتورية الزعيم في سورية , وأعدم في بيروت .. بعدها انقلب هذا الحزب ضد الزعيم وكان لأحد الضباط الموالين لهذا الحزب الدور الأول في أعتقال حسني الزعيم وإعدامه دون محاكمة في إنقلاب سامي الحناوي الموالي لبريطانيا وشركة نفط العراق صبيحة الرابع عشر من اّب من نفس العام 1949 ( راجع كتاب أعاصير دمشق لفضل الله أبومنصور ) ويستمر هذا الحزب في خدمة الديكتاتوريات العسكرية حتى الساعة .إلى جانب جرائمه الدموية في سورية ولبنان ..
5 – لم يكن للإخوان المسلمين، أي دور في الحياة السياسية السورية في النظام البرلماني الديمقراطي السوري , سوى محاولة محمد المبارك ومصطفي السباعي وضع شعار – دين الدولة الإسلام – في دستور 1950 وبعد أخذ ورد وتجييش المشايخ وضع في المادة الثالثة من دستور 1950 – دين رئيس الدولة الإسلام – ولم يكن لهذه الشعارات الطائفية وجود قبل ذلك ...
6 – حزب الشعب الذي يمثل إقطاع حلب والشمال السوري ,و الذي انشق عن الحزب الوطني بزعامة رشدي الكيخيا – ناظم القدسي – رشاد برمدا – ليون زمريا – عبد الوهاب حومد – رزق الله إنطاكي – معروف الدواليبي – هاني السباعي -- وقف ضد الإنقلاب مطالباً عودة الجيش إلى ثكناته , وإلغاء إتفاقية التابلاين .. من موقع مؤيد لبريطانيا وحكومة نوري السعيد التي طرحت مشروع : الإتحاد السوري العراقي بعد الإنقلاب الثاني الذي كان حزب الشعب على وشك تنفيذه لولا الإطاحة بحكمهم في نهاية هذا العام 49 في الإنقلاب الثالث الذي قاده الشيشكلي الذي نفذ اتفاقية التابلاين منضماً للمحور المصري – السعودي الأمريكي طبعاً ...
وهكذا حمل عام 1949 ثلاثة إنقلابات عسكرية داعرة ... حملنا راية النضال ضدها منذ يومها الأول .. يوم كانت قواعد الحزب الشيوعي سليمة نقية وطنياً وطبقياً فرضت وجودها النضالي في الساحة الوطنية بعرقها ودمائها والتصاقها بالجماهير الشعبية .... إلى جانب المناخ الدولي والأممي النضالي المساعد والصادق مع حركات التحرر الوطني في كل مكان ... مع وجود قيادة أممية ثورية لاتساوم الغرب الإستعماري وتقف بحزم إلى جانب الشعوب وحركات تحررها الوطنية في قيادة الأحزاب الشيوعية والإتحاد السوفياتي اّنذاك .... رغم وجود بكداش وحوارييه في الخارج يتسكعون بين موسكو وبراغ وبيروت . ولم يكن يمر أسبوع واحد دون توزيع بيانات أو تنظيم مظأهرة طائرة أو تنظيم تظاهرات مشتركة مع المعارضة والحركة الطلابية ضد الديكتاتورية وأسيادها ..
7 – أتوقف هنا عند شخصيتين برلما نيتين وطنيتين بارزتين في التاريخ البرلماني السوري وموقفهما من الإنقلاب العسكري الأول .. هما السيدان : فارس الخوري ,, وأكرم الحوراني
اّ – فارس الخوري رئيس مجلس النوّاب اّنذاك . له موقفان الأول صبيحة الإنقلاب عندما طلب منه حسني الزعيم تأييد إنقلابه - تقول الرواية الأولى إنه رفض التعاون وقال له : ماذا فعلت ياحسني لقد فتحت بابأ من الصعب إغلاقه بعد الاّن .. لكنه قبل في اليوم التالي بعد حل البرلمان أن يذهب إلى مستشفى المزة بتكليف من حسني الزعيم ليقنع الرئيس القوتلي ورئيس وزرائه خالد العظم بتقديم استقالتهما فرفضا طلبه ..
والثاني – في اليوم الثالث بعد الإنقلاب صرّح فارس الخوري لصحيفة النهار اللبنانية بتاريخ 2/4 /49 مايلي :
( لاشك أن الحركة الإنقلابية غير دستورية, ولكنها وقعت فلا يصح في هذه الحالة سواء كانت حركة حق أو باطل الوقوف في وجهها , أو وضع عراقيل في سبيلها لئلا تصبح البلاد بحالة فوضى . أما الدستور والحياة الدستورية فحياة الأمة فوق الدستور وأشكاله .)
ب – أكرم الحوراني نائب حماة في البرلمان وزعيم حزب الشباب يومها –
لعب السيدين – المقدم بهيج كلاّس والمحامي عبد الحليم قدّور المقربين من السيد الحوراني دوراً رئيسياً بتأييد ه للإنقلاب في البداية وفتح مكتب إستشاري له وللسيد علي بوظو في وزارة الدفاع .. لكن الأمر لم يدم أكثر من شهرين .. فبعد توقيع الزعيم إتفاقية التابلاين وتوجهه لتنصيب نفسه رئيساً وإلغائه النظام البرلماني , انسحبا من وزارة الدفاع ... وفسّر السيد الحوراني ذلك في مذكراته بما يلي : ( كنت أتصور بعد وقوع الإنقلاب أن الطريقة العملية لتحقيق أهدافنا المرحلية هي في قيام تعاون بين حزبنا وحزب البعث العربي وحزب الشعب , وهي ركائز المعارضة لحكم القوتلي المنهار , وكان حزب الشعب هو الدعامة القوية , ويجب أن يتم التعاون في نطاق النظام البرلماني الدستوري .) لكنه استدرك معترفاً بخطئه مشكوراً : ( كان ذلك تصوّراً خيالياً مني يغفل كون حسني الزعيم رجلاً مصاباً بداء العظمة وأن وسائل الإستعمار في تحريكه واستخدامه هي أقوى من وسائلنا , وأننا في ظل الحكم العسكري نفقد قوتنا الوحيدة المؤثرة , وهي الشعب الذي سيصبح سجين القمع والإرهاب – مذكرات ج 2 ص 952 )
 أما رئيس الجمهورية السابق هاشم الأتاسي فقد صرّح بما يلي : ( إنني أؤيد تأييدا مطلقاً وبلا قيد أو شرط الإنقلاب العسكري , وأنصح كل سوري أن يؤيده ويتعاون مع أبطاله )
وقّع الزعيم اتفاقية الهدنة الدائمة مع الصهاينة وسلمهم المناطق التي حرّرها الجيش والمتطوعين فيشمال فلسطين مثل - مستعمرات مشمارهاردن – سمخ – مزرعة الخوري – بعد جسر بنات يعقوب الذي كان كله بيد الجيش السوري والشاطئ الشمالي و الشرقي لبحيرة طبريا , والشاطئ الغربي لبحيرة الحولة وتل عزيزيات ( تل المالكي ) .. وغيرها .. كما طمس محاكمة أحمد الشراباتي وزير الدفاع السابق الذي أحاله البرلمان للقضاء بعد خيانة 15 أيار السافرة : كما أخفي ملف جريمة فؤاد مردم وسفينة السلاح التي سلّمها للصهاينة وأخرجه من السجن .... دون أن تخرج تظاهرة واحدة أو نقرأ مقالا واحداً في الصحف السورية .. باستثنا ء منشورات حزبنا التي كنا نوزعها بكثافة في كل مكان إلى جانب ما نكتبه بسواعدنا من الشعارات الوطنية على جدران أحياء المدن والقرى , وماتحمله لنا صحف لبنان النادرة .ز
8 – أما الحزب الوطني حزب الرئيس القوتلي وصحافته وتجار دمشق من أنصار خالد العظم وجميع فتوات أو بالتعبير الشامي ( منافيخ الأحياء ) ومخاتير الأحياء والقرى دعامة الحزب الوطني وحزب الشعب ماذا فعلوا أولياء نعمتهم في السجن ..؟؟
في اليوم الثاني للإنقلاب إجتمع ثمانون نائباً منتخباً في فندق أوريان بالاس بدمشق و وعوضاً عن إصدار بيان ضد الإنقلاب العسكري والدفاع عن الدستور وافقوا على حل البرلمان وأرسلوا فارس الخوري ليقنع القوتلي والعظم بالإستقالة ..ز
والأنكى من كل ذلك أن صبري العسلي رئيس الحزب الوطني – دعا حسني الزعيم لتنصيب نفسه ملكاً على سورية أيدته صحف الحزب – القبس لنجيب الريس و الأيام لنصوح بابيل – والإنشاء للطفي الحفار – وغيرها
أما فتوات ( منافيخ ) أحياء دمشق والبلطجية الذي كانوا يشكلون قاعدة الحزب الوطني فلم تكلفهم القضية شيئاً , سوى إنزال صورة الرئيس القوتلي ووضع صورة حسني الزعيم مكانها وإرسال برقيات الـتأييد : ( نؤيدكم وندعم خطوتكم المباركة .. لقد ظهر الحق وزهق الباطل , أضربوا بيد من حديد .. سيروا ونحن من ورائكم ) – لم يكونو قد تعلموا بعد اختراع حكم عسكر البعث = بالروح بالدم = وكان أشهر اولئك المنا فيخ ( أبو عبدة العشي ) في حي العمارة ...ومع ذلك لايمكن قياس أولئك البسطاء الذين لايؤذون الناس ... بحشرات الديكتاتورية الأسدية ومخابراتها النازية ومافياتها ..؟
أما تجّار دمشق المنافقون عبر التاريخ فأقاموا حفلات التطبيل والتزميرللطاغية الزعيم , بعد أن كانوا دعامة حكم الرئيس القوتلي ,, وأقاموا للزعيم حفلات السكر والمجون في فندق بلوذان الكبير , وأقاموا المزاد التشريفي لشراء قلم حبر حسني الزعيم أو زر من بزّته العسكرية ... وهكذا طبّق تجار دمشق المتسلقون على العمل السياسي مبدأهم التاريخي : ( الذي يفترس أمنا نسميه عمنا ) الذي علّموه لأجيال رازحة تحت القمع والذل والعبودية ..... كما أهدته فرانسا عصا الماريشالية المذهبة مع منحه لقب مارشال بعد توقيعه إتفاقية النقد وعقد شراء صفقة أسلحة معها ...
9 - بعد أسبوع أوعشرة أيام فقط وقّع الرئيسان القوتلي والعظم استقالتهما وغادرا البلاد إلى المنفى في أوربا . ولم يسمح للرئيس القوتلي بالعودة إلا بعد سقوط ديكتاتورية أديب الشيشكلي عام 1954 ..
10 – أمام هذا السقوط المريع لأعمدة النظام البرلماني الديمقراطي والأحزاب التي أفرزها هذا النظام في أول امتحان وأول نظام ديكتاتوري عسكري ... يقف أمامي رفيق بطل وأخ لامثيل له ,, نحيل أسمر بقامته الفارعة وابتسامته المحبة هازئاً بالديكتاتورية وجلاديها في سجن المزّة .. هو طالب الحقوق ( يومها ) -- يوسف نحلاوي - بجسده المدمى وأضلاعه النازفة ,, مشرفاً على الموت والإستشهاد دون أن يعطيهم حرفاً واحداً.. ويقف الجلاد الكبير ابراهيم الحسيني قائد الشرطة العسكرية يائساً بعد أن أسقط في يده.. يأمر ( عزت حسين ) مدير سجن المزّة : إذا مات هذا ( ..... ) عّلقه بحبل في نافذة الزنزانة وأعلن أنه انتحر .. لكن رصاصات الإنقلاب الثاني صبيحة 14 اّب أنقذ ت رفاقنا يومها من موت محقق ... وعاد لنا يوسف الحبيب لنتابع النضال معاً و لنعود معاً إلى سجن القلعة بعد تظاهرة الأول من حزيران 1950 ضد العدوان الأمريكي على كوريا ومحاولة حكومة حزب الشعب إرسال كتيبة سورية للقتال إلى جانب العدوان ألأمريكي.... وكان مصير هذا البطل كمصير جميع المناضلين الشرفاء ,في إقطاعية الاّغا بكداش وشركاه الذي تاجر بنضال جميع الشيوعيين وانتهى ووريثته وشركاؤه في جبهة شهود الزور إلى خدم في مطبخ الديكتاتورية الأسدية ... مع الأسف
...........
بعد كل ماتقدم تنتصب أمامي موريتانيا الفقيرة و الشامخة عزة وصموداً وكبرياء .. موريتانيا بلد الشعراء والتقدمية الغنية بشعبها الحر في مواجهة الإنقلاب العسكري الغاشم , وجبهة أحزابها الوطنية الديمقراطية ورئيس برلمانها ونوابها المنتخبون من الشعب الذين يواجهون العسكر يومياً ويرفضون الخضوع للأمر الواقع الذي فرضته الدبابة والمدفع ... إلى جانب صمود الرئيس الديمقراطي المنتخب - محمد ولد الشيخ عبدالله - الرائع في سجنه أو في إقامته الجبرية اليوم ورفضه الإستقالة..
ألف تحية للشعب الموريتاني وأحزابة الديمقراطية ورئيسه البطل الصامد الذي وضع العسكر الغاصبون في قفص الإتهام ... لعل الديمقراطية تنبت وتزهو في بلد الألف شاعر تنعشها رياح الأطلسي , وبخور الصحراء الأفريقية وقهوة ( الجبنة الفخارية ) في القرن الأفريقي الطيبة ....؟؟؟؟ - يتبع - لاهاي – 17 / 11





#جريس_الهامس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية لاتعيش في الصحراء العربية. مادامت لاتنبت في العق ...
- المحاكمات الصورية الجائرة في سورية الأسيرة ..؟؟
- الجريمة المستمرة .في سورية الأسيرة.؟
- الإنتخابات العراقية المصادرة ...؟
- لقد وصلت الرسالة أيها الطغاة . وماذا بعد .؟؟
- الديمقراطية لاتعيش في الصحراء العربية .. مادامت لاتنبت في ال ...
- لابدّ من أورورا جديدة وربّان جديد يرفع راية أوكتوبر جديدة .. ...
- في الذكرىالرابعة عشرة للفقيد القائد الوطني الديمقراطي الفريق ...
- ماذا وراء الحشود على حدود لبنان ..!؟
- إمبراطورية الكوكائين .. من أفغانستان إلى كوسوبو ؟
- الديمقراطية لا تنبت في الصحراء العربية , ما دامت لا تعيش في ...
- السيرك الرباعي في دمشق إلى أين ..!؟
- الديمقراطية لا تنبت في الصحراء العربية , ما دامت لا تعيش في ...
- الديمقراطية لا تنبت في الصحراء العربية .. ما دامت غريبة عن ا ...
- لا أقول وداعاً يا محمود ما دمت تعيش نشيدنا الوطني في ضمائر ا ...
- القاضي الحلاّق , وحلاّق دمشق على قوس محكمة جنايات بدمشق .؟؟؟
- ذكرى صغيرة من حياة الشهيد رفيق الحريري ..؟
- هل ينقذ اللوبي الصهيوني و مسرحية ساركوزي نظام القتلة من قفص ...
- تهنئة خاصة للرئيس ساركوزي من باستيلات سورية الأسيرة ..
- جريمة سجن الأسد في صيدنايا .. صفعة في وجه ساركوزي ..؟


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جريس الهامس - الديمقراطية لاتعيش في الصحراء العربية ز مادامت لاتنبت في العقول والضمائر -5 بعد تصحيح الأخطاء المطبعية