أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - يحيى الشيخ زامل - النفط في زمن الكوليرا














المزيد.....

النفط في زمن الكوليرا


يحيى الشيخ زامل

الحوار المتمدن-العدد: 2481 - 2008 / 11 / 30 - 00:25
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


من يصدق إن النفط الذي يتقاتل عليه الجميع ، سيكون يوما ما سببا رئيسياً في تلك الأوبئة والأمراض التي تنتشر فينا بين فترة وأخرى وتأخذ في طريقها عشرات الآلاف من الناس فضلا عن الحيوانات و تلوث البيئة .....ومن يصدق ان هذا الذي ـ سمّوه ـ ذهبا اسودا سيسود كل الأشياء البيضاء والنقية التي فطرت عليها الحياة والكون.....وسيكون علينا وبلا منازع اسودا بكل معاني الكلمة . .
النفط لم تجني منه شعوب بلدان النفط غير الاستعمار والاحتلال والاستغلال , وأخيراً ..... الأمراض والأوبئة واختلال التوازن الكوني والبيئي للاستعمال السيئ والمفرط لهذه الثروة الهائلة ، وهم الوحيدين الذين يدفعون ضريبة هذا الاكتشاف الذي صار وبال عليهم وعلى حياتهم . .
يقول أخر التقارير عن جمعية ( الحفاظ على الحياة البرية ) : أن اثنا عشر مرضا مميتا يتراوح بين أنفلونزا الطيور والكوليرا والإيبولا والطفيليات والطاعون وحمى الوادي المتصدع وداء النوم والدرن والحمى الصفراء ، ستنتشر فينا وبشكل أكبر بسبب التغيرات المناخية ، بسبب أنبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الانحباس الحراري والناتجة بشكل أساسي عن الاستخدام البشري " للوقود الأحفوري " لترتفع بذلك درجات الحرارة وتعطل أنماط سقوط الأمطار، وانتشار العوامل المسببة للأمراض وذوبان القمم الجليدية وارتفاع مستويات البحر بما يهدد المدن الساحلية ، لكن الأهم فيه هو ارتفاع درجات الحرارة ومستويات تكاثف البخار المتقلب الذي سيغير توزيع العوامل الخطيرة المسببة للأوبئة والأمراض .
ويتكون الوقود الأحفوري من الفحم الحجري والفحم النفطي الأسود والغاز الطبيعي ومن البترول ، والتي تستخرج بواسطة الحفر من باطن الأرض و تحترق في الهواء مع الأكسجين لإنتاج حرارة تستخدم في كافة الميادين ، ويعتمد تركيب الوقود الأحفوري على دورة الكربون في الطبيعة، إذ يتم تخزين الطاقة الشمسية عبر العصور القديمة ليتم اليوم استخدام هذه الطاقة بواسطة هذه المواد.
وتزامنا مع استعمال الطاقة الأحفورية في المجال التقني ، قامت الثورة الصناعية في القرنين الثامن و التاسع عشر ، و خاصة الفحم الحجري في ذاك الوقت،أما في يومنا هذا، فيلعب النفط الخام الدور الأكبر في تلبية احتياجات الطاقة نظرا لسهولة استخراجه و معالجته و نقله، مما يجعله أزهد ثمنا من غيره لوفرته في باطن الأرض . .
و كما سبق، تعتمد مواد الإحتراق الأحفورية على مركبات عنصر الكربون، وعند إحتراق الكربون مع غاز الأكسجين تنبعث طاقة على شكل حرارة إضافة إلى إنبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون و مواد كيميائية أخرى كأكسيد النيتروجين و كميات من الجسيمات الأخرى . .
و يعد الوقود الأحفوري من العوامل الرئيسية لتلوث الهواء و التسبب في الإحتباس الحراري الناتج بدوره عن غازات تغلّف المجال الجوي و تمنع الإنعكاس الحراري الصادر من الأرض من إنتقاله إلى خارج الكوكب، مما يسبب إرتفاعا في درجات حرارة الأرض، و يزيد في التصحر و الجفاف . .
وبعد إن أدرك الأختصاصيين خطورة هذا الوقود أخذوا يبحثون عن طاقات أسترتيجية بديله ومتجددة ، حيث أن الطاقة المتجددة لا تنضب خلال فترة طويلة من الزمن عند استعمالها، كالطاقة الشمسية و الطاقة الريحية و الطاقة المائية، بل تتجدد باستمرار، بينما الطاقة الإحفورية تفقد قدرتها على توليد الطاقة حالما احترقت، و بهذا تكون غير متجددة وضارة في نفس الوقت .
ويتضح من احدى الرسوم البيانية لعام 2001، انبعاث ما يقرب من 207 بليون طن متري (جيجا ، من التربة والمحيطات إلى الغلاف الجوي بسبب عمليات حرق الوقود الأحفوري والعمليات الصناعية الأخرى ، ويوضح الرسم البياني أيضا أن النباتات والتربة والمحيطات تمتص حوالي 210 جيجا طن ثاني أكسيد كربون في السنة،وحتى وقت قريب كانت تجري عمليات إنتاج وامتصاص الناتجة عن هذه العمليات الطبيعية بشكل متوازن نسبيًا ، أما اليوم فقد أدت نسبة الأنشطة البشرية إلى اختلال هذا التوازن حيث أصبح بنسبة أكبر من قدرة النباتات والتربة والمحيطات على الامتصاص، مما أدى إلى زيادة نسبة الغاز بشكل عام .
وإلة هذا الوقت والعلماء وخبراء المناخ يصرخون محذرين من الكارثة التي تسير نحوها البشرية بخطى متسارعة إن لم تغير طريقة حياتها. فالمياه الجوفية تغور عميقاً والبحار تتلوث وكتل الجليد الهائلة تذوب بشكل سريع بسبب ارتفاع حرارة الأرض مهددة بإغراق دول ومدن يعيش فيها مئات ملايين البشر، كما تتعمق يوماً بعد يوم ظاهرة الظروف المناخية المتطرفة، فمن أقصى حالات الجفاف إلى الفيضانات والأعاصير المدمرة وكل ذلك بسب الاستهلاك الجائر للمصادر الطبيعية من الخامات إلى الوقود الأحفوري إلى الغابات المطرية رئة العالم .
والمطلوب عمل استراتيجي واسع يشترك فيه الجميع يتمثل في تغيير أنماط الإنتاج والاستهلاك ، وبناء علاقات دولية جديدة بعيداً عن لغة الحروب والتهديد والكف عن تبديد الموارد بهذا الشكل العبثي وغير المبرر ، وجدية البحث عن الطاقات البديلة والمتجددة لقلة أضرارها الجانبية وكونها اقتصادية ورخيصة الثمن في النفس الوقت . .






#يحيى_الشيخ_زامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيد في العراق ..... طقوس ودروس
- أنت صحفي ....أذن أنت في خطر
- كركوك إخطبوط نائم .... حذار أن توقضوه !!!
- ظاهرة المسلسلات التركية ....مسلسل نور أنموذجاً
- عزيزتي حواء.... هل أنت ِ حقا مسترجلة؟
- مدينة الصدر والحلول المستوردة
- لو كان النفط رجلاً لقتلته
- أنها مؤسسة الشهداء ياسيدي المسؤول
- لا زلت في ضلالك القديم !!
- مجهولي الهوية
- الكتاب الذي أسعد إبليس !!
- مقابر نصف جماعية
- كنا
- خسارات
- بيت الطين بين المسرح والتلفزيون
- أبله
- الإرهاب ..... والهجرة العكسية
- أسطورة شهر تموز وقمع الشعب العراقي
- ستة أصابع
- جدلية العلاقة بين الحكومة والمواطن


المزيد.....




- لماذا أصبح وصول المساعدات إلى شمال غزة صعباً؟
- بولندا تعلن بدء عملية تستهدف شبكة تجسس روسية
- مقتل -36 عسكريا سوريا- بغارة جوية إسرائيلية في حلب
- لليوم الثاني على التوالي... الجيش الأميركي يدمر مسيرات حوثية ...
- أميركا تمنح ولاية ماريلاند 60 مليون دولار لإعادة بناء جسر با ...
- ?? مباشر: رئيس الأركان الأمريكي يؤكد أن إسرائيل لم تحصل على ...
- فيتو روسي يوقف مراقبة عقوبات كوريا الشمالية ويغضب جارتها الج ...
- بينهم عناصر من حزب الله.. المرصد: عشرات القتلى بـ -غارة إسرا ...
- الرئيس الفرنسي يطالب مجموعة العشرين بالتوافق قبل دعوة بوتين ...
- سوريا: مقتل مدنيين وعسكريين في غارات إسرائيلية على حلب


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - يحيى الشيخ زامل - النفط في زمن الكوليرا