أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يحيى الشيخ زامل - مدينة الصدر والحلول المستوردة














المزيد.....

مدينة الصدر والحلول المستوردة


يحيى الشيخ زامل

الحوار المتمدن-العدد: 2278 - 2008 / 5 / 11 - 03:36
المحور: حقوق الانسان
    


غالباً ما نجابه نحن المغلوبون على أمرنا حلولاً مستوردة من هنا وهناك ، حلولاً تحكمنا وتضع لنا الطريق لمواصلة العيش لمجرد العيش دون أن نثير قلق الآخرين بل علينا أن ننفذ ما يقولون وأن نؤدي الطاعة والواجب و أن نهرق دمائنا فوق أرض الوطن ، ، وطناً يطالبنا بالمزيد من الدماء، وطناً مثل جهنم يصرخ هل من مزيد ، وطناً كالقصاب يسلخ جلودنا ويشرب في أخر الليل نخب دمائنا ، ويتربع عند الصباح على رؤوسنا مثل كل الأباطرة التي تتدلى كروشهم من البذخ والترف ، وطن خالياً من كل المعايير الوطنية .
ظننا لجهلنا أن وحده الرئيس المقبور يستبيح دمائنا ويوزع رجالنا ونسائنا وأطفالنا في مقابره العلنية والسرية ، وحينما سقط الموغل بالدماء حد الإسراف والتبذير بحل ( مستورد أيضاً ) ، أشرأب الوطن مرة أخرى يطالبنا أن نكون طعاماً للعبوات والمفخخات والهاونات الجائعة ، فهي مثل غيرها حلولاً مستوردة تطالب بحقها بتقرير المصير ...... وحدهم فقراء العراق ليس لهم الحق بإستيراد أي حلول ..... وحدهم فقراء مدينة الصدر يرزحون تحت وابل نيران العدو والصديق .
لا أدعي بمقالي هذا سأضع حداً لهذه الحلول المستوردة،وكما يقول ( العائد من السلفية إلى أحضان الاعتدال) عبد الله القصيمي : إن الكتاب لا يغيرون .....والناس لا يفعلون الشيء لأنهم دعوا إليه أو برر لهم فعله ،ولكنهم يفعلونه حينما يجدون أنفسهم ملزمين بفعله ..... إن الظروف والضرورات هي التي تصنع سلوكنا وتصنع اتجاهاتنا الفكرية والروحية ورغبتنا في الإصلاح ....وإن الناس لا يقتنعون بالفكرة لان تلك الفكرة صحيحة بل لأن ظروف الاقتناع قد وجدت وهم لا يحولون الفكرة التي اقتنعوا بها إلى سلوك إلا إذا كان مستطاعاً تحويلها ) ، أي إن أرادة التغيير نفسها هي المحرك الوحيد الذي تنبعث من تجاربنا وتنهض من ركام القنابل والبيوت المهدمة لتشعرنا بعارنا بصراحة .
قتل الإنسان للإنسان من أكبر الجرائم ، وقتل المسلم للمسلم من أكبر الجرائر..... فمن تردعه كلمات تراصفت بخجل خلف شرطي الكمارك لمنعها للوصول لإيجاد حلا غير مستورد .... حلا يجده العراقيين أنفسهم ونابعا من ضميرهم الذي سيردم بأطنان الدولارات إن لم يستعد للنهوض لإنقاذ هؤلاء المساكين ولو على هياكل مقدساتنا وآمالنا وأحلامنا التي صنعناها بأنفسنا ....نعم الوطن والشرف والمقدسات التي صنعتها لنا الأفكار المستوردة سابقاً وكنا رافضين لها في حينها لعلمنا المسبق أن قطعة من الأرض والنخيل والماء مقطوعة من أرض مترامية الأطراف تتكلم لغة واحدة وذات مصير واحد والتي سميناها فيما بعد ـ وطن ـ هي نفسها التي رفضناها بالأمس باعتبارها جزأً مبتوراً من الأرض الأم ، ليتواصل حز رؤوسنا فوقها مع أن أكثرنا لا يملك فيها شبراً ملكاً صرف ، ومع انه وما تحتوي من ثروات كانت من اكبرالأسباب في موتنا وتلاشينا وتواصل المؤامرات علينا فهل تستحق كومة من تراب وبضع جرائد من النخل وجدول من ماء كل هذا الموت والدمار ... مع ان الله يقول على لسان نبيه (ص) : إن حرمة الدم المسلم أعظم من المسجد الحرام في الشهر الحرام في اليوم الحرام .
إن كل الذين ينتظرون الحلول المستوردة يعتقدون أن لا يطأهم أذى هذه المحنة ، وكأن صكوك السلامة والأمان قد كتبها القدر باللوح المحفوظ بلا رجعة ،وكأن هذه الأشلاء المبتورة والعيون المفقوءة هي من الطين بلا أحساس وبلا جذور وبلا ألم .
لو قيض لشعب ان يقاس بما تمنحه الأرض التي يعيش عليها لعرفنا ان وطننا من اكبر الجاحدين وانه كان الذريعة وفي كل زمان لقتلنا وإنهائنا من الوجود ، وحتى جنة الله التي وعد المتقون بها بلا وجود الإنسان هي خراب ولا تساوي شيئاً في حسابات كل المخلوقات العاقلة وغير العاقلة .
فالوطنية لا تعني أن يعيش الوطن بلا مواطن ، فكل القوانين العالمية لحقوق الإنسان تقول أن الإنسان هو مصدر القانون والحريات ،ونحن وحدنا أوجدنا تلك المفاهيم الفضفاضة وألبسناها لكل الأصنام والأوثان في قيمنا وأعرافنا وتقاليدنا والتي إصابتنا في مقتل .
يرى أكثرنا أن الحكومة أبو الشعب الشرعي وإذا خالف أحد أبنائها هذا الأب لا يعني أن يقتله ومعه عشرة من الأبرياء عمداً أو خطأً بحجة هذه الأبوة التي لم يكن للطرفين حرية اختيارها ، والحلول العنيفة وأن نجحت في مكان ما لا يعني أنها تنجح مرة أخرى في مكان أخر .
وحكوماتنا وتاريخنا وأسمائنا ومكان ولادتنا لم تكن باختيارنا أيضاً بل هي مفروضة علينا شأنا أم أبينا ، ووحدنا نتحمل تبعات هذه العلاقات المتشعبة والمتشابكة ووحدنا نستطيع بحلولنا الداخلية والغير المستوردة أن نجد لها الحلول ..... ولنجرب .



#يحيى_الشيخ_زامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كان النفط رجلاً لقتلته
- أنها مؤسسة الشهداء ياسيدي المسؤول
- لا زلت في ضلالك القديم !!
- مجهولي الهوية
- الكتاب الذي أسعد إبليس !!
- مقابر نصف جماعية
- كنا
- خسارات
- بيت الطين بين المسرح والتلفزيون
- أبله
- الإرهاب ..... والهجرة العكسية
- أسطورة شهر تموز وقمع الشعب العراقي
- ستة أصابع
- جدلية العلاقة بين الحكومة والمواطن
- التجربة الصينية والتجربة العراقية
- تمرد
- ماذا نعني بالمثقف ......ومنهم المثقفون ؟
- سيف أسلامي بيد فارس بريطاني
- وجوه
- أوضح من عين الشمس


المزيد.....




- صحيفتان بريطانيتان: قانون ترحيل اللاجئين لرواندا سيئ وفظيع
- قبالة جربة.. تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين
- بعد إدانتهم بـ-جرائم إرهابية-.. إعدام 11 شخصا في العراق
- السعودية وقطر تُعلقان على تقرير اللجنة المستقلة بالأمم المتح ...
- إعلام عبري: مجلس الأمن الإسرائيلي بحث سرا سيناريوهات اعتقال ...
- ذياب: يطالب بالافراج عن المعتقلين والنشطاء فورًا، ويقول سياد ...
- الخارجية الإسرائيلية: قرار ألمانيا تجديد التعاون مع -الأونرو ...
- بعد أنباء عن خروج السنوار من الأنفاق.. عائلات الأسرى تتظاهر ...
- تغطية حرب غزة.. قيود غربية على حرية التعبير؟
- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يحيى الشيخ زامل - مدينة الصدر والحلول المستوردة