أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يحيى الشيخ زامل - لا زلت في ضلالك القديم !!














المزيد.....

لا زلت في ضلالك القديم !!


يحيى الشيخ زامل

الحوار المتمدن-العدد: 2135 - 2007 / 12 / 20 - 11:41
المحور: كتابات ساخرة
    


ذكرني موقف أحد الأخوة في جريدة الخالدون بأحدى مواقفي السابقة التي لم أزل أذكرها برغم مرور سنين عليها ، وموقف صديقي الزميل وحلمه الأزلي بشراء سيارة تنقله من بيته إلى مكان عمله وبالعكس وقضاء بعض الحاجات الأخرى ....ولم يحلم الزميل بسيارة أخر موديل طبعاً .... بل مازالت له أمنية في باله لم تفارق مخيلته بشراء سيارة ( سوبر) تغير كل شيء فيها من المحرك وحتى أخر قطعة غيار .... بل ولم يبق منها غير أسمها الخرافي الذي كان يصول ويجول في عالم السيارات في عقد الثمانينات .
موقفي الأخر لم يتعد هذا الحلم ، بل ربما أصغر منه إذ كان شريكي فيه ثلاجة (شحنت) بالغاز خمس مرات وأستبدل ( ماطورها ) مرتين ، وأستبدلت ( رزاتها ) مرتين ، وسمكرت ثلاث مرات ، ومازال كلما مر (مصلح الثلاجات ) من جانبي ....أسأله : هل عثرت لي على ( كشر ) ثلاجة .....فيجيبني ساخراً : ( إلا زلت في ضلالك القديم ) .
أحلام صغيرة لازالت عالقة في بالنا ، ولازالت تراقبنا بعين وقحة لتكشف عن فقرنا المدقع الذي وصل إلى الدم فأفقره بوقاحة ايضاً.
لم نكن نحن الوحيدين نحلم بهذه الأحلام الفقيرة والمتواضعة بل هناك العديد من أقراننا ما زالوا يحلمون وكأنهم قطعة مقطوعة من عقود ماضية ، ومازالت أفكارهم غير متكيفة لبداية الألفية الثالثة .
والمصيبة أن بعضهم ولحد الآن غير مستوعب لحالة التغيير التي تشهدها الساحة العراقية ، إذ لم يزل يفكر بنفس العقلية التي جبل عليها لسنين عديدة غير متفهم لما يحصل حوله من تغيير في مسارات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، لذلك تشاهد التعثر الواضح في الكثير من مؤسساتنا الفتية بعد الإطاحة بنظام الظلم والتخلف البعثي ، الذي أخذ على عاتقه سياسة التجهيل وفق ( تاوبوات ) معده بإتقان لمثل هذه الأيام ليثبتوا أن الشعب غير قادر على قيادة نفسه .
والاستعمار الذي دخل بالأمس من الشباك بحجة عدم قدرة الشعوب على قيادة بلادها ، فأنه اليوم قد دخل من أوسع ابوابها بحجة الأنظمة الأستبدادية وأضطهاد الأقليات الطائفي والعرقي ....وحتى الجغرافي .
وجيوش المستشرقين ومندوبيهم الذين أرسلوهم بالأمس لجعلنا حقل تجارب ودراسات ،أصبح الستلايت والأنترنت والنظام العالمي الجديد هو البديل الغير منازع ... والغير مقاوم أيضاً ....
وبماذا نقاومه ... بأفكارنا ....بسلاحنا.....بمبادئنا ....وكلها أصبحت قديمة ولم تستطع أن تواكب العصر ، إذ مازلنا نحلم وننتظر النصر من السماء ، وحتى أننا لم نكلف نفسنا لرفع أيدينا أليها ... للدعاء .
قرأت مرة أن من أحدى طرق العلاج هو التخلص من كل شيء قديم ، من الأثاث والملابس والأفكار ، أذ وجد بعض المتخصصين أن الأشياء القديمة هي من أكثر الأسباب التي تسبب الكآبة والحزن والتقوقع ....وحتى التحلزن .
ولا أدري أن من يسافر إلى أوربا مثلاً .... هل يحمل معه ملابسه القديمة ...أم يتركها وراءه في الديار ؟
هذا سؤال قد يوجه لكل العراقيين الذين تخلصوا من الاستبداد البعثي ... إلى الأنعتاق من كل القيود القديمة والبالية والتي كبلتنا وكادت تمحوا حتى أبجديات القراءة والكتابة من عقولنا .
إلا يحق لنا أن نتوقف ونتساءل ولوا لمرة واحدة : ألم يحن الأوان أن نؤمن بالتغير...أو نتغير بحق كما هو العالم من حولنا ؟ .....هل نبقى نتطلع إلى جيراننا من الشعوب الأخرى ونتحسر على حياتهم ونمط معيشتهم ونحن أصحاب الحضارات التي تعد بآلاف السنين كما نقول ؟ .
ماذا استفدنا من تراثنا وحضارتنا الألفية ؟... التي ما نزال نذكرها في كل زمان ومكان وصرنا مثل القرعاء (الذي تفتخر بشعر أختها ) من الخيبة والفشل .
أجدادنا قدموا وبنوا وأسسوا .... وعلينا اليوم أن نكمل طريقهم الطويل .....إلى الحرية.... ولكن علينا أولا ً أن نؤمن بالتغيير !



#يحيى_الشيخ_زامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجهولي الهوية
- الكتاب الذي أسعد إبليس !!
- مقابر نصف جماعية
- كنا
- خسارات
- بيت الطين بين المسرح والتلفزيون
- أبله
- الإرهاب ..... والهجرة العكسية
- أسطورة شهر تموز وقمع الشعب العراقي
- ستة أصابع
- جدلية العلاقة بين الحكومة والمواطن
- التجربة الصينية والتجربة العراقية
- تمرد
- ماذا نعني بالمثقف ......ومنهم المثقفون ؟
- سيف أسلامي بيد فارس بريطاني
- وجوه
- أوضح من عين الشمس
- جلدي القديم
- أخر بقاياك
- جيفارا


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يحيى الشيخ زامل - لا زلت في ضلالك القديم !!