أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد السعد - سياسيو الأمس وسياسيو اليوم














المزيد.....

سياسيو الأمس وسياسيو اليوم


أحمد السعد

الحوار المتمدن-العدد: 2464 - 2008 / 11 / 13 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من خلال استعراض تاريخ العراق الحديث تبرز فى الذهن اسماء لشخصيات وقاده عراقيين أنغمسوا فى العمل الوطنى والتحررى وكانوا قادة أحزاب و رجال دوله ومناضلين وكتاب وسياسيين محترفين يحفظ تاريخ العراق اسماءهم بكل أجلال وتقدير لما اتسموا به من وطنية عاليه وترفع عن الصغائر . اولئك الرجال العظام جمعهم حب العراق والعمل من أجل مستقبله كل حسب رؤيته وثقافته وفكره لكن ما كان يجمعهم جميعا رغم أختلاف مواقفهم ورؤاهم الشعور الوطنى العالى ونكران الذات . لم يعرف عن أحد منهم التعالى والتكبر على الناس ولم يعرف عنهم انهم كانوا يمتلكون اسرارا خفيه ولم يكن لديهم طموح السلطه وحب المال والوجاهة ، كان التواضع سجيتهم والحنكة السياسيه والغيرة على مستقبل العراق ديدنهم وشغلهم الشاغل كان المصلحة الوطنيه ، تحمل معظمهم السجن والنفى وتحمل اعباء العمل السياسى والوطنى ولكنهم جميعا من كان فى السلطه ومن كان خارجها كانوا اباة النفس أنصرفوا عن متع الحياة وأمتلاك القصور والحياة الفارهه الباذخة الى حياة العمل الوطنى حتى ان معظمهم مات فقيرا حتى من كان متهما بالتحالف مع الأنكليز او مع الألمان لم يكن مليونيرا أو صاحب ثروه ، ويعرف كل مطلع على تاريخ العراق الحديث ان نورى السعيد رئيس وزراء العراق مات ولم يسجل بأسمه عقار او بساتين او أملاك ولم يسجل فى تاريخ العراق حتى سبعينيات القرن الماضى قيام مسؤول حكومى او شخصية سياسيه وزيرا كان ام رئيس وزراء انه أختلس او سرق او هرب وما قيل عن بعض السياسيين كطاهر يحيى الذى سماه البعض (لص بغداد) لم يكن سوى كلام تنقصه الأدله . ما اريد قوله أن اؤلئك الرجال الذين سيذكرهم التاريخ خرجوا بيض الأكف لم تدنس ايديهم بسرقة مال الشعب وعاشوا من رواتبهم ومن افضل من عبد الكرم قاسم مثالا للشخصية العراقية الذى مضى طاهر اليد ولم يستطع حتى أعداءه اتهامه بالفساد او بسرقة او تبديد المال العام ؟
وشتان بين اولئك الرجال العظام وبين سياسيى اليوم الذين يحتمون عن شعبهم بالرجال المدججين بالسلاح وينعمون بحياة البذخ من المال السحت المسروق من عرق العراقيين وكدحهم وفقرهم وجوعهم و(تلطمهم) فى بلاد الله محرومين من ثروات بلدهم التى ينعم بها السراق والأفاقون من ساسة اليوم الذين اعتبروا السلطة هدفهم وغايتهم أما الشعب والوطن فهما موضوعان للكلام والتصريحات فقط 0لقد سن صدام السنة السيئة وتبعه سياسيو اليوم ، صدام اختار حياة بعيدة كل البعد عن حياة الشعب المسكين الغارق فى دمه وجوعه وعريه وأتخذ لنفسه ولحاشيته القصور والمزارع والبساتين واليخوت وتعالى هو وعائلته وحاشيته من الرعاة والجهلة وأنصاف الأميين على الناس وأحتقروا الشعب وتعاملوا مع الناس كرعاع وأعتبروا أنفسهم أسياد العراق يملكون ما فى الأرض وما عليها وهكذا ، أداموا تسلطهم على رقاب العراقيين لأكثر من ثلاثة عقود
تلك السنة السيئة صارت وكأنها ميثاق عمل للسياسيين الذين جاءوا بعد سقوط النظام الصدامى والذين اعتبروا المناصب فرصتهم ليغترفوا ما شاءوا من ثروات العراق ليبتنوا القصور ويشتروا الأملاك والعقارات داخل العراق وخارجه ويحيطوا انفسهم بالحمايات ويتقاضون رواتب خياليه 0صاروا يتخذون من تداعيات الوضع الأمنى ذريعة للتنصل من مسؤولياتهم فى مواجهة شعبهم ومن انتخبهم وجاء بهم الى السلطه ، لم نر سياسيا او مسؤولا عراقيا بل وحتى نائب فى البرلمان تنازل عن بر
جه العاجى ونزل الى الشارع ليتفقد الناس والأسواق ليعرف عن قرب معاناة الناس وهم يعيشون بين مطرقة الوضع الأمنى وسندان الفقر والحاجة ونقص الخدمات والروتين الحكومى وسوء المعامله والوقوف فى الطوابير الطويله لأستخراج الوثائق الرسميه وما يواجهونه من أبتزاز ونصب وأحتيال وامتلاء المؤسسات الحكوميه بالوسطاء والسماسره والمعقبين الذين يمارسون الأبتزاز والنصب على المواطنين البسطاء . كل هذا يغيب عنه المسؤولون وهم جميعا يتبجحون بأنهم فى خدمة الشعب وجاءوا من أجله ويعملون ليلا ونهارا ليحققوا له الرفاهيه !
كان صدام رغم كل ما قلنا عنه انه سن كل السنن السيئه ، قد التفت الى مسألة ابتعاد الوزراء عن معاينة واقع وزاراتهم عن قرب لذلك اصدر تعليمات لوزرائه ومسؤولى الدولة الذهاب الى المحافظات وممارسة مسؤولياتهم بدرجة أدنى اى أن يذهب وزير الداخليه مثلا الى محافظة ما ليمارس عمل المحافظ لمدة شهر ليطلع عن قرب على ملابسات الوضع الداخلى للمحافظه وطبيعة الخدمات التى تقدم وعلاقة الحكومة المحليه بأهل المحافظة وما ينفذ من مشاريع وكيفية تنفيذ تلك المشاريع وعمليات الصرف عليها ....او أن يقوم وزير الصحة أضافة لمنصبه بتولى مسؤولية مدير صحة محافظة ما ليشرف ميدانيا على المراكز الصحيه والمستشفيات ولا يكتفى بالتقارير المرسله اليه لأن الكثير منها لا يعكس الحقائق التى على الأرض .
ترى هل يستطيع وزراؤنا زمسؤولينا مغادرة المنطقة الخضراء المحصنه ليتجولوا فى شوارع البصره وميسان والأنبار والموصل ليتفقدوا احوال الناس ويتلمسوا معاناتهم عن قرب ؟





#أحمد_السعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعى العراقى والموقف من الأتفاقية العراقية- الأمريك ...
- هالة تحيط بوجه أحمدى نجاد
- حمايات المسؤولين العراقيين.....مصيبة أخرى
- لماذا تدق تركيا طبول الحرب الآن
- تحية للمرأة فى يومها العالمى
- الحرب على ايران -تحذيرا الديمقرطيين
- وداعا بوخوالد
- الحزب الشيوعى العراقى وسياسة التحالفات
- ما سر هذا النفس (لثورى) عند قناة الجزيرة
- حكاية موظف عراقى
- حول البيان التأسيسى للتيار الوطنى فى البصرة
- ثقافة الحوار لا ثقافة الذراع
- صدام- الشخص والنموذج
- الديمقراطيه فى العراق بين تهكم بوتين وحذاء المشهدانى
- أيام المزبن وأيام اللف فى حياة العراقيين
- فنان الحرية - فؤاد سالم .. لك الحب وأنحناءة التقدير
- ils
- فاوست وهاملت - وجهان لتطور الفكر البرجوازى-
- مكارثية الثيوقراط الجديده
- الأنسان- المدينة- التاريخ قراءة فى قصائد الشاعر كاظم اللآيذ( ...


المزيد.....




- تحول إلى كرة لهب في ثوان.. منزل يتعرض لصاعقة برق عنيفة تسببت ...
- قادما من الهند.. الجبير يصل باكستان مع تصاعد التوترات بشأن ك ...
- -في تنازل كبير-.. ترامب: الرسوم الجمركية على الصين يجب أن تك ...
- سايغون... سقوط مدينة وصعود ذاكرة: خمسون عاما على نهاية حرب ف ...
- الجزائر تصدر مذكرتي توقيف دوليتين بحق الكاتب كمال داود الحائ ...
- بعد 44 عاما صحفية ليبية تعثر مصادفة على أهلها مصادفة عبر بث ...
- وزير الدفاع الأمريكي يلغي زيارة لإسرائيل كانت مقررة الأسبوع ...
- بوتين في عيد النصر: ستبقى روسيا سدّا منيعا بوجه النازية والع ...
- براغ تحيي ذكرى يوم النصر بإعادة تمثيل انتفاضة عام 1945 ضد ال ...
- بوتين يغضب أوروبا بمقارنة هزيمة النازيين بالحرب في أوكرانيا ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد السعد - سياسيو الأمس وسياسيو اليوم