أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - الانقسام الفلسطيني ووعد بلفور















المزيد.....

الانقسام الفلسطيني ووعد بلفور


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2460 - 2008 / 11 / 9 - 07:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


ان الوقوف امام هذه الذكرى المشؤومة، والبحث بالاسباب والعوامل التي ادت الى منح هذا الوعد للحركة الصهيونية من قبل الحكومة البريطانية بتلك الفترة، ليس كافيا، واستمرار الرفض لهذا المشروع من قبل شعبنا وفصائله الفلسطينية ايضا غير كافي، فالموقف من هذا المشروع والتصدي له يجب ان ياخذ اشكالا واساليبا نضالية متنوعة ونوعية، فهذا الوعد يمنح غير اليهود فقط حقوقا دينية ومدنية، اما اليهود فلهم حقوقهم السياسية التي يتمتعون بها بالدول التي يسكنونها، الصراع الدائر الان بالشرق الاوسط حدد طبيعته وعد بلفور، الذي يتنكر به الى وجود الشعب الفلسطيني، ومنح هذا الوعد الارض الفلسطينية لليهود لاقامة دولتهم المقبلة الذين يتمتعون بها بكافة الحقوق السياسية، والتصريحات التي ادلى بها قادة الحركة الصهيوينة والكيان الصهيوني، تؤكد كلها وبدون ادنى شك، تنكرها للشعب الفلسطيني يصفته شعبا مستقلا بذاته، والتي تؤكد على جوهر هذا الصراع بصفته صراع وجود، والخطوات والاجراءات التي تمارسها حكومة الكيان الصهيوني على الارض من خلال اجراءاتها لتغيير معالم المدينة المقدسة والتعدي المتواصل على الاماكن المقدسة، وسيطرتها وتحكمها على الاراضي الخصبة واقامة المستوطنات فوق بحيرات المياه بالضفة الغربية ومنابعها، ومصادرة الاراضي وتغيير معالم الارض كلها تؤكد بلا شك على طبيعة وجوهر الصراع الدائر، كذلك استمرار هذا الكيان ببناء الجدار ما هو الا جزء من ضمن المخطط الذي يهدف الى واقع جديد لا يصل به الى كيان فلسطيني، ومن اجل تحويل هذا الصراع عن طبيعته الاساسية واهدافه الحقيقية باتجاه تصفية القضية الفلسطينية.

حالة الانقسام الفلسطيني التي تعيشها الساحة الفلسطينية، هي حالة استثنائية وخطيرة، لم تشهد لها القضية الفلسطينية على مدار تاريخها، رغم مرورها بحالات خلافية وانشقاقات سابقة، الا انها لم تصل الى الوضع الذي نعيشه اليوم، من انقسام جغرافي وديمغرافي وبرنامجين ومشروعين متعارضين، ويسيران بخطان متوازيين، فانقسام اليوم الذي نمر به، يسهل الطريق الى الاقتراب من الاهداف التي منحها وعد بلفور للحركة الصهيونية، والذي لا يعترف اساسا بعروبة الارض ولا بالشعب القائم عليها اطلاقا، وانما يحددها كطوائف لها حقوقا محددة، حيث المخطط الصهيوني الداعي للاعتراف بالدولة اليهودية، والمواقف الغربية التي تدعم وتدافع وتسلح وتمول هذا الكيان، تنطلق كلها من صميم هذا الوعد، وان المساعدات الغربية والاموال الهائلة التي تتدفق على السلطة الفلسطينية لا تهدف اساسا بالتعامل مع الموضوع الفلسطيني الا ضمن الحدود التي حددها وعد بلفور، فها هو الكيان الصهيوني وحكومته يضعوا شروطا ومعايير لممارسة الشعائر الدينية بالمدينة المقدسة، ويمارسوا ضغوطهم وحصارهم ضد الشعب الفلسطيني والعمل على تجويعه وربطه بالمساعدات الدولية على قاعدة الرحمة والشفقة، لتحويل القضية الفلسطينية من قضية وطنية الى قضية انسانية.

فحالة الانقسام لعب بها الكيان الصهيوني دورا اساسيا من خلال تحقيا ىغ خن ضق:
1ـ تمكن الكيان الصهيوني من اغراء اطراف قيادية فلسطينية من8 الرهان على امكانية التوصل الى حل للصراع بالشرق الاوسط ، حيث تمكن الكيان الصهيوني من اغراء الطرف الفلسطيني باوهام امكانية التوصل الى حل على اساس الدولتين، وتثبت التصريحات الفلسطينية بهذه المرحلة على استحالة التوصل الى هذا الحل، كما ان هذه القيادة الفلسطينية اصبحت بقبضة اليد الصهيونية غير قادرة على الخروج من هذا الفخ الذي وقعت به، كما اصبحت هذه القيادة عبئا على النضال الفلسطيني والشعب الفلسطيني.
2ـ طرح عملية الصراع على اساس انه صراع ديني وطائفي بالمنطقة من خلال تسعير الخلافات الطائفية بالمنطقة العربية كلها، وهذا ما تسعى له حكومة الكيان الصهيوني، من اجل تصوير الصراع على انه صراع بين طوائف دينية، وان الديانه اليهودية هي جزء من هذا الصراع، ولا تخفى اطلاقا مخطاطتها الرامية الى اشعال الفتن الطائفية بالعديد من دول المنطقة العربية كما يحصل بالعراق ولبنان وسوريا ومصر والسودان والحبل على الجرار، فايدي الكيان الصهيوني ليست بعيدة عن كل ما يجري بالمنطقة العربية مع دعم وتاييد الدول الغربية وعلى راسها الادارة الامريكية لكل مخطاطاتها واهدافها.

معرفة اهداف الكيان الصهيوني ومخطاطاته ليست خافية على كافة الفصائل الفلسطينية، والمراهنة على تراجع هذا الكيان عن اهدافه ومخطاطاته بالمرحلة الحالية هي مراهنة فاشلة، والاعتماد على مصطلح الصمود امام كافة الضغوط التي يمارسها على شعبنا ايضا غير كاف، فشعبنا اكد دائما على صموده وتحديه لهذا العدو، وتصديه لكل مخطاطاته، فهو من احتضن الثورة وقدم من خلالها مئات بل الاف التضحيات وسالت الدماء وتحدى جلاديه بكل ارادة وتصميم وصلابة، ولكن الماساة التي نمر بها هي بالقيادة الفلسطينينة العاجزة حتى اللحظة عن قيادة هذا النضال الناتجة بالاساس عن طبيعتها الطبقية ومفاهيمها البالية لادارة الصراع، وتحكمها بكافة مصادر القرار ومؤسسات الشعب الفلسطيني وشراء الذمم، ودورها الرامي الى تصفية المقاومة وكافة اشكال النضال، والاعتماد فقط على مفهوم التفاوض مع هذا الكيان، كذلك بظل غياب البرنامج النضالي الثوري القادر على قيادة هذه الجماهير بمعركة التحرير والعودة.

ففهمنا لوعد بلفور الواضح بهدفه الاستراتيجي القائم على الغاء الشعب الفلسطيني، والذي ينبع بالاساس من جوهر الفكر الصهيوني، تؤكد بلا شك على العلاقة العضوية والاستراتيجية التي تربط الكيان الصهيوني والحركة الصهيونية والنظام الراسمالي القائم على استغلال الشعوب واضطهادها ونهب خيراتها، فمن هنا تاتي اهمية حوار القاهرة للخروج بمشروع مواجهة المخطط الصهيوني بارتباطاته الامبريالية والراسمالية، والتاكيد على رزمة الحقوق الفلسطينية مجتمعة، وايجاد قيادة وطنية تكون قادرة على قيادة النضال والوصول بالمشروع الوطني الى شاطيء الامان فاستمرار الانقسام الفلسطيني فهو يصب بجوهر وعد بلفور الرامي الى تصفية القضية الفلسطنية وتحويلها الى قضية انسانية ودينية والتعامل معها من خلال هذه المفهوم، فالخسارة ستكون بالتاكيد شاملة ولكل الاطراف.



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاجئين الفلسطينين في البرازيل عام كامل من المعاناة ومستقبل ...
- مصر واتفاقيات كامب ديفيد والسباق الفلسطيني باتجاهه
- المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل، غياب ام انهيار؟
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل ج 5
- الوساطة المصرية واحتمالات الفشل والنجاح
- التاسع من يناير 2009 ...... هزيمة ام انطلاقة جديدة؟
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل؟ ج4
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل ج 3
- فاوستو وولف المناضل الاممي
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل؟ الجزء 2
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل؟ الجزء الاول
- امريكا ليست دولة محايدة
- اليسار الفلسطيني والازمة الفلسطينية....تحديات ومهام
- المحاكم الاسبانية ...... والجرائم الاسرائيلية
- اللاجئون الفلسطينيون بامريكا اللاتينية... خطوة باتجاه التصفي ...
- ايهما اقل شرا سلطة رام الله ام سلطة غزة
- انهيار فتح.... انهيار للمشروع الوطني الفلسطيني؟
- كم بقي لدينا من الوقت لنمنع الانهيار؟
- لمين التعويض للفلسطينيين ام الاسرائيليين؟
- رسالة الى السيد انطونيو غوتيريس رئيس المفوضية العليا للاجئين


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - الانقسام الفلسطيني ووعد بلفور