أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - جادالله صفا - المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل، غياب ام انهيار؟















المزيد.....

المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل، غياب ام انهيار؟


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2445 - 2008 / 10 / 25 - 05:31
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل كانت دائما وباستمرار علامة بارزة من علامات الوطنية والانتماء الفلسطيني، وكان الفلسطيني دائما يفتخر ويعتز بانتمائه الى تلك المؤسسة او الجمعية رغم كل الظروف، ولم تمر مناسبة وطنية دون ان تتذكرها الجالية الفلسطينية من خلال مؤسستها اوجمعيتها او لجنتها او منظمتها الجماهيرية، وكانت الجالية دائما وباستمرار تلتقي بمقراتها سواء بمناسبة وطنية او اجتماعية او غير ذلك، وشكلت اللجان الفنية والرياضية التي ادت دورها بمناطقها، اضافة الى نشاطاتها السياسية والنضالية والتضامنية وعلاقاتها مع كافة القوى المناصرة والمؤيدة للحق والنضال الفلسطيني.

الواقع الذي تمر به المؤسسات الفلسطينية اليوم، هو واقع مقلق ومؤسف، ورغم كافة المحاولات والجهود التي بذلتها العديد من الاطراف والقوى والشخصيات للخروج من هذا الواقع خلال العقد الحالي الا ان كافة المحاولات هذه ادت الى الفشل، فانعقاد مؤتمرين للاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية بالبرازيل لم يكن كافيا لتجاوز ازمتها والنهوض بها، والواقع السياسي الفلسطيني العام ايضا ترك سلبيات على المؤسسات الفلسطينية، اضافة الى التراكمات السلبية خلال العقدين الماضيين، فمؤسساتنا الفلسطينية لا تعيش واقعا افضل من واقع مؤسساتنا الفلسطينية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ولا مؤسسات السلطة الفلسطينية، فالمؤسسات الفلسطينية هي مؤسسات ايضا تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية وكانت دائما بمؤتمراتها تنتخب ممثليها لعضوية المجلس الوطني، وان واقع مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية الذي يصيبها الشلل يعكس نفسه ايضا على مؤسسات الجالية الفلسطينية هنا، والواقع الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني عامة ايضا يعكس نفسه على الجالية الفلسطينية ومؤسساتها الجماهيرية.

عقد الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية خلال الفترة 21-22/06 من هذا العام لقاءا للمؤسسات الفلسطينية بمنطقة جنوب البرازيل، على ان يتبعه لقاءا للمؤسسات الفلسطينية بالمناطق الاخرى خلال شهر تموز من نفس العام، فناقش مجموعه من النقاط على راسها الموضوع المالي، وبرنامج للنشاطات المستقبلية وموضوعة اللاجئين الفلسطينين بالبرازيل، واتخذ عدة قرارات تهدف الى النهوض بالوضع العام للمؤسسات الفلسطينية بالبرازيل وتفعيلها وتفعيل الجالية الفلسطينية بشكل عام، ورغم مرور خمسة اشهر على لقاء مؤسسات الجنوب لم تتمكن قيادة الاتحاد ولا الهيئات الادارية للمؤسسات بالمدن والتجمعات الفلسطينية حتى اللحظة من تنفيذ قراراتها او وضع الية تطبيق لها، ايضا لم تُقدم رئاسة الاتحاد حتى اللحظة من دعوة المؤسسات الفلسطينية بالمناطق الاربعة الاخرى بالبرازيل الى لقاءا اخر مشابه للقاء منطقة الجنوب، ايضا لم تعطي تفسيرا لهذا التقصير او ذكر الاسباب التي تمنع عقد لقاءات اخرى للمؤسسات الفلسطينية بالمناطق الاخرى.

فمقرات المؤسسات الفلسطينية بالجنوب البرازيلي هي بالواقع افضل من واقع مقرات المؤسسات الفلسطينية خارج هذه المنطقة الجغرافية، فما زالت الجاليات الفلسطينية بهذه المنطقة تحافظ عليها لان ملكيتها تعود للجالية، اما المناطق التي لا يوجد بها مقرا تعود ملكيته للجالية، فلا يوجد بالواقع جمعية او نشاطا باتجاه تنظيم الجالية، اما واقع المؤسسات والجمعيات بالمناطق الجغرافية الاخرى، فهو واقع مرعب ومقلق جدا، فتوجد العديد من الجمعيات الفلسطينية التي تعود ملكيتها للجالية حيث تم بنائها باموال وتبرعات من ابناء الجالية، تجدها مهملة ومتروكة ولا اي نوع من العناية بها، وجمعيات اخرى لا تزار الا يوم الجمعة للصلاة فقط، واخرى تم بيعها، واخرى تم تاجيرها، واراضي لا احد يعرف مصيرها، وهذا الوضع يضع مسؤولية على عاتق قيادة الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية باجراء بحث مفصل على ملكية الاتحاد والمؤسسات الفلسطينية كحد ادنى للحفظ عليها قبل الضياع الكامل بالمرحلة الراهنة، كذلك رقم التسجيل الوطني لكافة الجمعيات والمؤسسات والاتحاد العام مجمد من قبل الدوائر البرازيلية ذات الاختصاص.

فوصول الحالة الى هذه المرحلة تعود الى عوامل كثيرة ساهمت وادت وصول الوضع الى ما وصلت اليه منها:
• الخلافات الكبيرة التي يمر بها النهج المهيمن والمسيطر على المؤسسات حيث ساهمت لحالة شلل فعلي لكافة المؤسسات الفلسطينية، فان استمرار هذه الخلافات يعمق ازمة المؤسسات الفلسطينية ويطيل من ازمتها، ويعطل كافة المحاولات الرامية لتفعيل المؤسسات ويحبط كافة المبادرات التي قد تطرح لتشكل مخرجا من الوضع الحالي الى وضع افضل وينهض بدورها.
• عدم كفاءة الهيئة الادارية للاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية والتي تعمل بالكونترل رومت، حيث شكل عاملا سلبيا بادائها بكيفية التعاطي مع وجهات النظر والاراء المختلفة بالجالية الفلسطينية، فقيادة الاتحاد لا تعترف ولا تتعامل مع الجمعيات والمؤسسات التي هي جزءا من الفيدرالية كعقاب للمؤسسة والجالية لها لاختيار هيئات ادارية تختلف معها بالرأي ووجهة النظر وترفض ايضا التعامل مع الاراء التي تعارضها.
• الواقع العام للجالية الفلسطينية ووضعه الاقتصادي حيث الفروقات الاقتصادية والاستعدادات النضالية تتفاوت بين ابناء الجالية الفلسطينية، فهذا الجانب ترك جدلا بين ابناء الجالية للتوافق على حقية قيادة العمل النضالي او التوفيق بين الجانبين.
• العجز التي تمر به القوى المعارضة لقيادة الاتحاد العام ومنها اليسار والقوى الديمقراطية المتواجدة بالجالية الفلسطينية، حيث ساهمت بعض الاجراءات والخطوات الغير مسؤولة التي قامت بها هذه القوى الى تعميق ازمة الاتحاد، اضافة الى عجزها عن تفعيل المؤسسات التي ترأسها.
• رفض الجالية الفلسطينية لسياسة السلطة الفلسطينية التهادنية والتنازلية وما تمر به من فساد سياسي ومالي واخلاقي، عوامل ساهمت بعدم التعاطي سياسيا ونضاليا مع قيادة الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية والسفارة الفلسطينية ايضا.
• حالة الانقسام التي تعيشها الساحة الفلسطينية التي جاءت نتيجة احداث غزة منتصف العام الماضي والتي عكست نفسها على الجالية الفلسطينية وتركت اثارها السلبية.

المؤسسات الفلسطينية هي انجاز فلسطيني دفعت الجالية الفلسطينية ثمنا عاليا من اجلها، فالدفاع والحفاظ على هذه المؤسسة هي مهمة الجميع، فما زالت هناك طاقات كبيرة تختزلها جاليتنا الفلسطينية يجب الاستفادة منها، وترسيخها للنهوض بالعمل الفلسطيني العام، فلقد اثبتت الانتخابات الاخيرة للمجالس البلدية بالبرازيل ان العديد من ابناء الجالية الفلسطينية خاضوا بجدارة هذه الانتخابات وتنافسوا بها على رئاسة البلديات والمجالس البلدية، ففازوا برئاسة بلديتين، وكان هناك العديد من ابناء الجالية الفلسطينية الذين خاضوا الانتخابات لعضوية المجلس البلدي ايضا فمنهم من كتب له النجاح ومنهم من خسر بالانتخابات رغم عدد الاصوات العالية التي حصلوا عليها، فهذا ان دل انما يدل على ان جاليتنا الفلسطينية تختزل من الطاقات ما يمكنها من النهوض باوضاع الجالية والمؤسسات، ولا يبقى الا صدق النوايا واحترام الافكار والاراء، والتعامل مع الواقع بكل جدية بعيدا عن الحسابات الشخصية والفئوية الضيقة، فالمناضل ليس ذلك الذي يناضل بعد الدوام، وانما من يكون بالصفوف الامامية ويعيش مع الجالية ويشاركها همومها وينتمي الى الجمعيات ويحرض للانتماء لها وليس مقاطعتها، وداعيا الى التمسك بانجازات الجالية التي هي جزءا من انجازات الشعب الفلسطينية ويدافع عن مواقفها معبرا عن طموحاتها ويتصدى لكل السلبيات التي تضر وتسيء لها، فلا يمكننا ان نتصدى للنشاط الصهيوني ونفوذه القوي بالبرازيل من خلال حالة الشرذمة والانقسام الذي تمر بها جاليتنا الفلسطينية ومؤسساتها.



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل ج 5
- الوساطة المصرية واحتمالات الفشل والنجاح
- التاسع من يناير 2009 ...... هزيمة ام انطلاقة جديدة؟
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل؟ ج4
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل ج 3
- فاوستو وولف المناضل الاممي
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل؟ الجزء 2
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل؟ الجزء الاول
- امريكا ليست دولة محايدة
- اليسار الفلسطيني والازمة الفلسطينية....تحديات ومهام
- المحاكم الاسبانية ...... والجرائم الاسرائيلية
- اللاجئون الفلسطينيون بامريكا اللاتينية... خطوة باتجاه التصفي ...
- ايهما اقل شرا سلطة رام الله ام سلطة غزة
- انهيار فتح.... انهيار للمشروع الوطني الفلسطيني؟
- كم بقي لدينا من الوقت لنمنع الانهيار؟
- لمين التعويض للفلسطينيين ام الاسرائيليين؟
- رسالة الى السيد انطونيو غوتيريس رئيس المفوضية العليا للاجئين
- التناقضات المستعصية بالعلاقات الداخلية الفلسطينية
- دفاعا عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- تطورات الوضع العام للاجئيين الفلسطينيين بالبرازيل


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون
- في مسعى لمعالجة أزمة الهجرة عبر المتوسط / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - جادالله صفا - المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل، غياب ام انهيار؟