أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - مصر واتفاقيات كامب ديفيد والسباق الفلسطيني باتجاهه















المزيد.....

مصر واتفاقيات كامب ديفيد والسباق الفلسطيني باتجاهه


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2448 - 2008 / 10 / 28 - 00:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


باشارة باصبعه لثلاثة عشرة فصيلا فلسطينيا، يتمكن وزير المخابرات المصرية من دعوة ثلاثة عشرة امينا عاما ومسؤولا فلسطينيا الى القاهرة للبحث بشؤون الوضع الفلسطيني الداخلي لتجاوز حالة الانقسام التي تمر بها الساحة الفلسطينية الناتجة عن الخلافات الداخلية الفلسطينية بكيفية مواجهة هذا الكيان الصهيوني الذي يحتل الاراضي العربية وينتقص السيادة المصرية على شبه جزيرة سيناء، حيث يظهر للعلن ان الحكومة المصرية حريصة على القضية الفلسطينية وعودة الشعب الفلسطيني الى ارضه ووطنه وهي التي وقعت على اتفاقية كامب ديفيد التي يتضمن احد بنودها الخاص بالموضوع الفلسطيني منح الفلسطينين حكما ذاتيا، والذي توج باتفاق اوسلو من خلال سلطة فلسطينية وهي عبارة عن حكم ذاتي ولا تمت بالوطنية الى اي اعتبار، حيث كرست انتقاص السيادة الفلسطينية على الاراضي الفلسطينية.

الملفت للنظر هو التغير بموقف الفصائل الفلسطينية من النظام المصري الذي يتمسك باتفاقيات كامب ديفيد، فاي اتصال او علاقات مع نظام كامب ديفيد بالسابق علنية كانت ام سرية، كانت تعتبر خيانة كبرى، حيث قاطعت الدول العربية النظام المصري وسحبت الجامعة العربية من القاهرة الى تونس واشترطت على النظام المصري تخليه عن اتفاقيات كامب ديفيد لعودته الى الصف العربي واعادة العلاقات الدبلوماسيه معه، ولا يوجد جدل حول الفراغ الذي تركته مصر عندما خرجت من دائرة الصراع والمواجهة مع الكيان الصهيوني واستبدال مصطلح تحرير "ما اخذ بالقوة لا يستعاد الا بالقوة" بمصطلح "التفاوض" لاستعادة الاراضي المحتلة، والانتقال من مصطلح الاجماع العربي لا صلح لا اعتراف لا تفاوض مع الكيان الصهيوني الى صلح وتفاوض واعتراف، فالحكومة المصرية حتى اللحظة لم تتراجع او تلغي او تجمد اتفاقياتها مع الكيان الصهيوني ، وما زالت هذه الحكومة تتمسك بكل التزاماتها التي ضمنتها هذه الاتفاقيات، حتى بالتعامل مع الشأن الفلسطيني.

بالواقع ليست سياسة الحكومة المصرية هي التي تغيرت، وانما الموقف الفلسطيني والعربي هو الذي تغير وتراجع، فاليوم لا نسمع بجبهة الصمود والتصدي التي جاءت ردا على زيارة السادات للكيان الصهيوني واتفاقيات كامب ديفيد، ومقر الجامعة العربية عادت الى القاهرة وعادت رئاسة الجامعة العربية الى مصر، وعادت مصر الى موقعها القيادي بالامة العربية ولكن على اساس مفاهيم جديدة تختلف كليا عن المفاهيم القومية التي طرحها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ولا نسمع اليوم اطلاقا مواقف كحد ادنى تنتقد استمرار تمسك النظام المصري باتفاقيات كامب ديفيد التي لم تموت ولم تلغى، وان مفعولها ما زال مستمرا وما زال يكبل مصر بالقيود، اليوم لا نسمع الا التصاريح التي تقول مصر الشقيقة ومصر العروبة وتوجيه التحية الى دور مصر اتجاه القضية الفلسطينية، فما الذي تغير على مدار ثلاثين عاما منذ توقيع اتفاقيات كامب ديفيد؟

نعم الكل يدرك الحالة التي وصلت لها الامة العربية من التمزق والتشرذم والتراجع والسيطرة والهيمنة الامبريالية الغربية على مصادر القرار بالمنطقة العربية، ومخططها الرامي الى تقسيم المنطقة على اساس طائفي، والنظام المصري يعي هذا المخطط الذي يستهدف ارض مصر ووحدتها، فموقفه اتجاه القضية الفلسطينية يجب ان يكون موقفا حازما وداعما للموقف الفلسطيني الرامي الى التخلص من الاحتلال وتحصيل الحقوق الفلسطينية، والابتعاد قدر الامكان عن مواصلة الضغط على اي طرف فلسطيني مهما كان لتقديم تنازلات للكيان الصهيوني، وان لا يكون الدور المصري دورا وسيطا ومكملا لفرض حالة استسلام بالمنطقة العربية كما تسعى له الادارة الامريكية والكيان الصهيوني من خلال الضغوطات التي تمارسها على النظام المصري، فالضغوط الامريكية والصهيونية اتجاه حكومة مصر غير خافية على احد، كذلك محاولات التدخل الامريكي والغربي بالشان الداخلي المصري، تحت مسميات الحريات والديمقراطية وحقوق الاقليات وغيرها تضع مصر ضمن المخطط الامريكي الصهيوني لشرق اوسط جديد قائم على اساس الطائفية ودول مفككة، ومن هنا يقع على عاتق الحكومة المصرية تغيير سياستها اتجاه عملية الصراع، والسماح للمنظمات الاهلية والشعبية والنقابية والحركات الطلابية والعمالية والنسائية وغيرها بان تنشط باتجاه فلسطين ودعم ومناصرة الشعب الفلسطيني بنضاله، فاي انجاز فلسطيني باتجاه التخلص من الاحتلال ومخلفاته هو بالواقع انجاز باتجاه تخليص مصر من قيود كامب ديفيد، فتخليص قطاع غزة من مخلفات الاحتلال يجب ان تكون من اولويات النظام المصري، والموقف الفلسطيني بكافة فصائله اتجاه مصر يجب ان يعود الى موقفه الذي تعودنا عليه بعقد الثمانينات، المطالبة بالغاء اتفاقيات كامب ديفيد، وعودة مصر الى الموقف الوطني والقومي العربي الرافض للوجود الامريكي والصهيوني على المنطقة العربية، واخذ دورها القيادي والنضالي بالتصدي لكافة المخططات الغربية التي تحاول فرض مفاهيم الاستعمار الجديد والهيمنة الاقتصادية والحاق الدول العربية بمشاريع التبعية الاقتصادية، فاتفاقيات كامب ديفيد ساهمت باضعاف القضية الفلسطينية، وكان خروج مصر من ساحة الصراع نكسة على القضية الفلسطينية،

ان لم تتخلص مصر من قيود كامب ديفيد، لا اعتقد ان الحكومة المصرية ستكون قادرة على توفير مقومات الصمود والدعم للشعب الفلسطيني، ودورها يجب ان ينتقل الى موقع المواجهة مع هذا الكيان والتخلص من سلبيات كامب ديفيد ومعاهدات الصلح، كما على الفصائل الفلسطينية يجب ان تكون سياستها باتجاه مساعدة مصر على التخلص من كل معاهدات الذل والعار التي تم توقيعها مع الكيان الصهيوني، فهذا الكيان لا يفهم الا لغة العنف والمواجهة والتحدي، فهذا كيان مجرم بوجوده، مجرم باستمراره، ولا يحترم القيم الاخلاقية، وينتهك كافة المواثيق الانسانية والحقوقية الدولية، ويمارس انتهاكاته اليومية بحق الانسان الفلسطيني والعربي، فهذا الكيان وقادته دائما يؤكدون من خلال ممارستهم اليومية التنكر للحق العربي وحضارته وثقافته وتاريخه، ومن هنا يجب على المواقف الفلسطينية والعربية ان تكون باتجاه تصعيد المواجهة مع هذا الكيان، لتتمكن من هزيمته واحقاق الحق العربي لتنعم باستقرار على طريق الوحدة العربية وسيادة عربية خالصة على كامل الارض العربية.

اين تكمن المصلحة المصرية اتجاه الحقوق الفلسطينية والتحرير والعودة والدولة؟ وباي اتجاه يسير الدعم المصري؟ والى اين تريد ان تصل مصر بدورها اتجاه القضية الفلسطينية؟ ولماذا الفصائل الفلسطينية اليوم تركض وتتسابق باتجاه الحكومة المصرية التي تقيدها اتفاقيات كامب ديفيد؟ فهل بامكان مصر بظل استمرار تمسكها بكامب ديفيد ان تساعد فلسطين وشعبها وثورتها على طريق النصر والتحرير والعودة؟ هل الحكومة المصرية ما زالت تنظر الى نهاية للصراع مع الكيان الصهيوني من خلال تطبيق الشق الفلسطيني باتفاقيات كامب ديفيد الداعي الى حكم ذاتي لمدة خمس سنوات؟ الم يمنحنا اوسلو حكم ذاتي لمدة خمس سنوات كما كان متفق عليه مع الحكومة المصرية؟ اسئلة كثيرة تخطر بالبال وهناك المزيد، ولكن ما يمكن ان لا نفهمه ما الذي تغير على سياسة مصر اتجاه القضية الفلسطينية لتكون الفصائل الفلسطينية بمربع المخابرات المصرية ؟



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل، غياب ام انهيار؟
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل ج 5
- الوساطة المصرية واحتمالات الفشل والنجاح
- التاسع من يناير 2009 ...... هزيمة ام انطلاقة جديدة؟
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل؟ ج4
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل ج 3
- فاوستو وولف المناضل الاممي
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل؟ الجزء 2
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل؟ الجزء الاول
- امريكا ليست دولة محايدة
- اليسار الفلسطيني والازمة الفلسطينية....تحديات ومهام
- المحاكم الاسبانية ...... والجرائم الاسرائيلية
- اللاجئون الفلسطينيون بامريكا اللاتينية... خطوة باتجاه التصفي ...
- ايهما اقل شرا سلطة رام الله ام سلطة غزة
- انهيار فتح.... انهيار للمشروع الوطني الفلسطيني؟
- كم بقي لدينا من الوقت لنمنع الانهيار؟
- لمين التعويض للفلسطينيين ام الاسرائيليين؟
- رسالة الى السيد انطونيو غوتيريس رئيس المفوضية العليا للاجئين
- التناقضات المستعصية بالعلاقات الداخلية الفلسطينية
- دفاعا عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - مصر واتفاقيات كامب ديفيد والسباق الفلسطيني باتجاهه