أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ييلماز جاويد - في الوحدةِ الوطنيةِ














المزيد.....

في الوحدةِ الوطنيةِ


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 2455 - 2008 / 11 / 4 - 00:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قلنا مراراً إنّ من واجبات المثقفين توعية الشعب وشرح اسباب معاناته على يد سلطة أتت بطريقة غير إعتيادية جوبهت بأعداء غير تقليديين ، سلطة لم تعالج القضايا بحكمة بل إنشقت على نفسها إلى تيارات طائفية وأخرى عنصرية ، ففقدت بتفرّقها قدرتها للملمة الأوصال بدون جدوى . لجأت إلى ( التوافق ) الذي زاد الطين بلة بما إستغلته الأطراف المتنافسة في عملية الجرّ والعرّ للحصول على أكبر المكاسب الذاتية والحزبية والفئوية متناسين مصلحة الشعب . وقلنا إنّ مبدأ ( التوافق ) الذي إبتُدع لتمرير المصالح الفئوية إنما مبدأ يؤدي إلى الهدم ، أساسه عدم الإعتراف بالغير من جهة ومُغلّف بغطاء خداع من ما أطلق عليه زوراً ( الديمقراطية ) .

خمسُ سنوات نحضّ المثقفين أن يقوموا بدورهم التنويري لرفع الوعي لدى الجماهير بحقوقها ، ودفعها للدفاع عنها والنضال من أجل ترسيخ الممارسات الحضارية لتوسيعها . لكننا ومع الأسف الشديد لاحظنا أن تيارات الطائفية والعنصرية قد فعلت فعلها حتى في مثقفينا فإنجرّ بعضهم في التيار مدافعاّ عن الظالم أو عن المظلوم . فالمدافع عن الظالم ظالمٌ مثلُه فهو هدّامٌ للنسيج الفسيفسائي للشعب ، حاملٌ معوله لهدم المجتمع . والمدافع عن المظلوم يتظلّمُ في إطار العنصرية أو الطائفية الإنعزالية ويتباكى على جماعته دون غيرها ، فيضعف النسيج الموحد للشعب وبذلك يتحوّل إلى هدام حامل معوله لهدم المجتمع .

إنّ العراق يمرّ بمرحلة دقيقة جدّاً ، وعلى المثقفين وواجبهم أن يكونوا الهداة لعامة الشعب لتبصيرهم أننا لسنا ولم نكن في صراع مع بعضنا البعض ، فقد عشنا قرونا متآخين ، والتأريخ يشهد لنا بذلك ، وكذا يشهدُ لنا إختلاط الأنساب من عشرات الأجداد .

لم يُدقق كثيرٌ من المثقفين والسياسيين التقدميين في الفحوى والمضمون الإقتصادي للتحالفات السياسية التي تجري في العراق وتوجهاتها منذ العام 2003 . إن التحالفات الموجودة ، وإن تغلفت بغطاء كثيف من الطائفية والعنصرية ، إلاّ أن الأساس الإقتصادي هو في الحقيقة الذي يتحكم فيها بصورة جوهرية . منذ 2003 تجري الأحداث حثيثاً لعودة العراق إلى الوراء ، إلى المجتمع القبلي ، وإعطاء دور للعشيرة والشيوخ وكذا رجال الدين ذوي السيطرة الدينية على أفكار الشعب . إن هذا المسار مدعوم من المحتل من جهة ويحقق مصالح الشرائح العليا من شيوخ العشائر ورجال الدين من جهة أخرى . إن مصالح المحتل ومصالح هذه الشرائح متوائمة حتى لو كانوا من طوائف أو قوميات مختلفة ، فليست الصراعات الدموية التي تُختلق لهذا السبب أو ذاك إلاّ إثارة الدخان الكثيف لتعكير الرؤية الحقيقية لهذا المسار . إن مستقبل العراق الوضاء مرهون بالإستقرار ، فقد عملت جهات متناقضة في ظاهرها على إدامة عدم الإستقرار. ومستقبل العراق في إعطاء دور للقوى التقدمية ، وقد هُمّشت ، والعقول من العلماء والأطباء والمهندسين والكتاب وأساتذة الجامعات دون إعتبار إنتماءاتهم الدينية أو القومية قد كوفحوا وأجبروا على الهجرة إلى الخارج . وعلى جانب آخر ظهر نشاطٌ حثيث لإعادة الإعتبار والسلطة لشيوخ العشائر ودورهم السياسي بالإضافة إلى الإبقاء على الميليشيات الخارجة عن سلطة الدولة ، ومن جهة أخرى عدم وجود أي نشاط جدّيّ من الدولة لتشجيع النشاط الإقتصادي التنموي ، سواء الصناعي أو الزراعي . إنها عملية مدروسة ومخطط لها بدقة لإفراغ العراق من جميع الوساءل التي تعرقل مسيرة التمهيد لعودة العراق إلى عهد ما قبل 14 تموز1958 ، العهد الإقطاعي ورجال الدين والرأسماليين المرتبطين بالدول الخارجية بتجارتهم في الإستيراد والتصدير ؛ أي لإعادة بناء النظام الأوليغاركي التقليدي ثانية .

نداءٌ إلى جميع المثقفين أن يكونوا فوق الصغائر ، ولا ينجرّوا في متاهات الطائفية والعنصرية البغيضة ، ولا يكونوا المعول الهدام بإندفاعهم العاطفي في الدفاع عن شريحة من الشعب والهجوم على شريحة أخرى ، فالدولة والقيادات السياسية التي تتوافق مع بعضها هي رأس البلاء ، والشعب المسكين عديم الإرادة يسير قسراً إلى ما يخططون دون أن تكون له مصلحة في ما يفعل . إننا أزاء نظام حكم يدعي زوراً تمثيل الشعب والشعب بريء منه ، نظامٌ يضم كتلاً متفرقة وكل كتلة تدعي زوراً تمثيل فصيل من الشعب ، والشعب لا مصلحة له في أية تفرقة في نسيجه .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بِناءُ الوحدةِ الوطنية
- الإنتقائيةُ في الدينِ كُفرٌ
- الهويّة والإرادة المستقلّة
- الماضي والحداثة
- في الليلة الظلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ
- التوافُق وما أدراكَ ما التوافُق
- عَجَبي منَ المشعوذين
- جليسٌ طائفي
- نحنُ المخرّبون .. دونَ أن نَدري
- لعنةُ الفُرقة
- ما العمل ؟
- ما نوافق .... ها ها ها ...
- الرّجولة الحقّة
- عودةٌ لِبدء
- لَعِبٌ جَديد
- وَما أدراكَ ما الكذب
- الأمَميّةُ هي الحلّ
- مَن يَخدمُ مَن ؟؟؟
- سمكُ الجرّيّ ومؤتمرُ القمّة
- بيانُ محكمة رسل


المزيد.....




- أصبحت متاجر الكتب تلجأ إلى تقديم الجعة والنبيذ للحفاظ على رو ...
- -زيارة أخوية-.. محمد بن زايد يستقبل أمير قطر وهذا ما بحثاه
- صاروخ حوثي يصيب مطار بن غوريون وشركات أوروبية تعلق رحلاتها إ ...
- رغم استئناف حركة الملاحة.. شركات طيران عالمية تلغي رحلاتها إ ...
- رغم عدم تحقيق اللقب رسميا ـ بايرن يحتفل بلقب البوندسليغا
- بوتين: ليست هناك حاجة لاستخدام الأسلحة النووية بأوكرانيا بعد ...
- سفير باكستان في موسكو: روسيا قادرة على المساعدة في تخفيف الت ...
- زيلينسكي يلوح بفرض عقوبات ضد دول تدعم روسيا
- رئيس وزراء فرنسا يحذر من مخاطر تتعلق بالدين العام
- مباحثات مصرية عراقية مكثفة قبل القمة العربية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ييلماز جاويد - في الوحدةِ الوطنيةِ